ساوة..البحيرة الغرائبية.. هياكل مهدمة ومرفق سياحي يصارع الطبيعة

عدنان سمير

شبكة النبأ: حتى نهاية عقد الثمانينات كانت  بحيرة ساوة تشكل موقعا  لجذب السياح ومكانا يستريح اليه الاهالي من محافظة المثنى جنوب العراق حيث تقع على مسافة 22كم غربي مدينة السماوة.

هذه البحيرة الغرائبية في تكوينها وموقعها الذي تحيطه الصحراء.. فهي بمساحة 9كم وطولها 5/4 كم ويتراوح عمقها بين 2-5م وتشبه الى حد ما في نظرة اليها من الجو  فاكهة الكمثري. ويحيطها. سياج كلسى تكون بفعل ارتطام  الامواج والاملاح، هذا السياج او المحيط  تتخلله الكهوف الصغيرة والاشكال الكلسية غير النتظمة التى تبعث الجمال مع زرقة المياه ونقاء الطبيعة لتدعو الزائر الى التامل مع الذات المضطربة والمحيط الغارق بالهدوء والسكون والمدى الرحيب وسراب البيداء. وهذه الصفات جعلت منها مميزة دون البحيرات والمسطحات المائية الطبيعية في العالم.

وقد شيدت فيها في بداية الثمانيات 16 شقة معلقة بسبب ارتفاع البحيرة عن مستوى الارض المحيطة وبناية مطعم جميل التصميم كالخيمة، غير ان هذه البناية غدت مجرد  هياكل كونكريتية اثر السرقة لمكوناتها بعد عام 1991 وعدم حمايتها والاهتمام بها . وقد حاولت السلطة المحلية في  المحافظة خلال عقد التسعينات اعادة  بناءها من خلال  المستثمرين ولكن دون جدوى حيث لم تتقدم الى استثمارها  الشركات  المختصة.. وحاول مركز علوم البحار في البصرة زراعة جزء منها بالاسماك لتقارب طبيعة مياهها من مياه الخليج العربي ولكن نشوب الحرب ادى الى ذهاب التجربة مع المسؤولين ابان النظام المباد.

 وظلت البحيرة وحيدة مثلها وجدت تغذيها الينابيع الذاتية لايزيد ماءها ولا ينقص تقاوم الحرارة وتصارع الصحراء الا من شتات الزائرين اليها في المناسبات يحتسون ما جلبوا معهم.

وعلى الرغم من التخصيصات المالية الكبيرة التى خصصت للمحافظة خلال الاعوام المنصرمة وافواج المتطوعين الذين  بلغوا اكثر من ستة الاف شرطي غير ان مجلس المحافظة ودائرة السياحة ومديرية الشرطة لم يخطر في بالهم ولو للحظة من مناقشة تطويرها وتخصيص الاموال اللازمة  للارتقاء بها وتامين الحماية للراغبين بزيارتها.

السيد عدنان كاظم، استاذ في كلية التربية جامعة المثنى، اعد بحثا تناول فيه طبيعة البحيرة وكيفية استثمارها ومدى اهميتها. حيث قال: تمثل بحيرة ساوة احدى المعالم البارزة في المحافظة بشكل خاص والعراق بشكل عام وهي تمثل  منخفضا طبيعيا يقع في منطقة الوديان السفلى بالهضبة الصحراوية وتبعد مسافة 5/3 كم عن نهر العطشان وتشكل معه نظام التصريف المائي للمنطقة وانما يميز البحيرة ويجعلها من اغرب البحيرات في العالم انها تقع ضمن المنطقة الصحراوية وان مياهها باطنية وتخرج عبر مجموعة من الفواصل وصدوع من مكان المياه الجوفية وهذا يعني انها مغلقة وليس لها أي مجرى مائي يغذيها.

- وماهي الخصائص التي تمتاز بها ؟

هناك خصائص كيمياوية للمياه حيث تحتوي على نسبة عالية من التركيز الملحي في مياهها وقد ترتب على ذلك امكانية استغلالها في عملية الجذب السياحي على المستوى الداخلي والخارجي وابرز هذه الاشكال:ـ

1- الكتف الملحي وهو عبارة عن جرف ملحي يحيط بالبحيرة من جميع جهاتها يصل ارتفاعه 5/1 م ويتكون من الصخور الكلسية

2- ظاهرة الكهوف وتنتشر على طول الكتف الملحي وقد تكونت بفعل عملية الاذابة للصخور المكونة للكتف وتبلغ مساحة هذه الكهوف 5/1- 5/2 م2

3- الصخور الملحية وهي عبارة عن صخور ملحية تشبه زهرة القرنابيط توجد داخل البحيرة وعلى مقربة من الكتف الملحي تكونت بفعل عملية الترسيب للرغوة الكثيفة التي تتكون عن اطراف الموج الواصلة الى الكتف الملحي

- هل يؤثر موقع البحيرة الصحراوي على عدم قدوم السياح والزائرين جراء ارتفاع درجة الحرارة؟

هناك اشهر يكون الجو فيها مريح مثل اذار ونيسان وتشرين الاول والثاني وبعض الشهور يمكن الزيارة وخصوصا للاوربيين مثل ايار وحزيران وايلول. اما في الشتاء فأن نسبة البرودة ليست عالية بحيث تمنع الزيارة ولذلك فأن معضم الشهور تصلح للسياحة فيها.

- ماهي المشاكل التي تعاني منها الاماكن السياحة في المحافظة وخصوصا بحيرة ساوة؟

تعاني جميع المواقع السياحية في المحافظة من الاهمال الشديد حيث لاحظنا من خلال الدراسة الميدانية وجود النفايات التي تشوه منظر البحيرة وعدم وجود الخدمات في المواقع السياحية اذ تفتقر لابسط الخدمات متمثلة بشبكة الماء الصالح للشرب ومجاري الصرف الصحي فضلا عن عدم وجود مطاعم او دور استراحة للسياحة . كما ان المحافظة تفتقر للفنادق الممتازة ولايوجد غير9 فنادق معظمها من الدرجة الثالثة والخامسة وتتركز في مركز المحافظة وليس بالقرب من البحيرة .

- ماهي الوسائل التي يمكن ان تسهم بالارتقاء بهذا المرفق السياحي؟

من متابعتنا الميدانية ودراستنا نجد من المفيد ان تقدم الجهات المسؤولة الدعم المالي اللازم للتطوير. وتأهيل كادر متخصص في مجال السياحة وتشجيع المستثمرين على اقامة المشروعات السياحية والترويحية بالقرب من البحيرة .

واقامة عدد من الفنادق في المحافظة من شأنه ان يسهم في عملية التنمية السياحية وتقديم العروض المغرية للسائحين . والتأكيد على الجانب الاعلامي وهو امر ضروري لايمكن تجاهله لاستقطاب السياح. والاهتمام بالطرق الخارجية المؤدية الى المحافظة ومنها الى الاماكن السيحية ولا سيما بحيرة ساوة.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية-الخميس 1 تشرين الثاني/2007 - 20/شوال/1428