العراقيون والقاعدة والشيخ لا يترك أخلاقه

جاسم فيصل الزبيدي

 منذ أن وطأ تنظيم الكفر والضلالة ارض الرافدين بعد الهزيمة المخزية في أفغانستان، وهي تحلم بإقامة(دولة طالبانية) ذات نظم وقوانين وتشريعات تعود جذورها إلى عالم ماتحت التاريخ يحكمون من خلالها العراقيين.

ولان العراقيون تعلموا منذ نعومة أظافرهم أن يستسقوا ويغترفوا مناهل علومهم ودينهم وثقافتهم من موائد علمائهم التي دأبوا على تقديم تلك الموائد صافية خالية من كل شوائب التحجر والغش والقمامات الفكرية الضحلة.. فقد صدقت التنبؤات التي أشارت إلى إن ظلامية قاعدة الكفر والضلالة منتهية الى الفشل والانكسار، كون النفس العراقية نفس واسعة الأفق، لاتقبل القسمة على اثنين وهي ترفض أي نوع من الحزازات العرقية والطائفية والقومية في بلد يرفض ماءه وترابه ان يكون جسراً لعقليات متعصبة لأراء كانت في الماضي منبوذة لا تمثل شيئاً في الدين الإسلامي.. نفسية لا تستبدل دكتاتورية شوفينية مجرمة بجاهلية قصر النظر والتحجر الديني والفكري.

ان (ابن لادن)كغيره من شيوخ الفتنة والإرهاب والصديق الأكثر قرباً وعلاقة من الشيطان لإبليس عابث كذوب يحاول أن يًسعر بين المسلمين نار الطائفية مستغلاً آراء قديمة حاقدة حتى على من أوجدها،لتحقيق حلمه التوسعي (دولة طالبان)والنتيجة من إقامتها؟؟

"جهال يهدَّدون العلماء!!! وأصحاب عُقد يتوعدون أصحاب الفطرة السليمة!!! وعوامّ سيوفهم خشبية يخيفون من فجروا الذرة،وأميون ربما قدروا على فك الخط يهددون نساء يحملن أعلى الإجازات الدراسية"

إنها مهزلة!! وأي مهزلة ستصيب الأمة الإسلامية وأي مصيبة ستقع على رؤوسنا ورؤوس أجيالنا القادمة

يقول الرسول الاعظم(صلى الله عليه واله):ـ(اربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً،ومن كانت فيه خصلة منهن،كانت فيه خصلة من خصال النفاق حتى يدعها:اذا أؤتمن خان،واذا حدث كذب،واذا عاهد غدر،واذا خاصم فجر)..(وابن لادن)نصب نفسه(خليفة للمسلمين وامير لمؤمنيها) ويعد نفسه ـ حسب احلامه ـ المدافع والحامي عن الاسلام واهله والمؤتمن على الرسالة المحمدية..الا ان خان تلك الرسالة السمحاء وهتك اعراض واموال المسلمين وسفك دمائهم من خلال مغامراته الطائشة.

اما خصوماته لمخالفيه فقد بلغت مبالغاً يستحق على اثرها ان يمنح درجدة الامتياز للحصول على شهادة النفاق العالمية،وكفى دليلاً سفكه دماء الشعب العراقي بكل اطيافه وقومياته والوانه ومذاهبه لا لشيء سوى رفضهم افكاره الظلامية الداعية الى تمزيق الوحدة العراقية واماتت اللحمة الاجتماعية المتمثلة في تنوع الزواج العراقي او التركيبة الواحدة في العشيرة العراقية الواحدة..متناسياً ان الدين الذي يدين به العراقيون انمه هو قطعة من الادب الاسلامي العالي ولؤلؤة مصقولة بنور اهل بيت الرحمة ومعدن الرسالة، مصنوعة في قلب وفكر اتسع للدنيا ومافيها واحتضن افلاك السماوات والارض..دين يعجز عن فهمه(ابن لادن والظواهري)وغيرهما من شيوخ الفتنة وغلمان الحرب ومن لف فلهما..لانه مرن كالقران.

"ان البيئات المتدينة في ارجاء شتى من العالم الاسلامي، تتسم بالقصور والجمود،وتشدها الى التراب طبائع معتلّلة،والجو الذي تحيا فيه يخالف مخالفة تامة جو القران الكريم الملئ بالصحو والضوء والتالق والانطلاق"

ان اغلب الاحقاد والضغائن تولد من خلال اجواء وبيئات مصابة بمرض التاريخ وعلله..فمادامت تلك الاجواء والبيئات تعد الطرف الاخر خصماً كافراً وان قتله يوجب دخول الجنة..رافضة أي حوار معه، فانها حتماً ستُنشئ عقلية حاقدة على كل شيء حتى على نفسها، فالاجواء التي عاشها شيوخ الفتنة وغلمان الحرب لا تتناسب واخلاق ودين العراقيين لانها كما قال الشاعر:

سارت مشُرقةَ وسرت مغرَّبا

شتان بين مُشرَّق ومُغرَّب

لقد فشلت قاعدة الكفر والضلالة في بناء موطئ قدم لها على ارض علي والحسين،ارض ابي حنيفة والكيلاني،ارض التآخي والحب والسلام.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية-الاربعاء 31 تشرين الاول/2007 - 19/شوال/1428