
شبكة النبأ: تشير التنبؤات العلمية
مؤخرا الى ان ارتفاع درجات الحرارة في العالم يمكن ان يؤدي لاندثار
اكثر من نصف انواع الكائنات الحية على الارض في القرون القليلة
القادمة.
وقال باحثون بجامعة يورك ان دراستهم هي الاولى التي تبحث العلاقة
بين المناخ ومعدلات الاندثار والتنوع البيولوجي على امتداد فترة طويلة.
وقال بيتر مايهيو وهو عالم في البيئة شارك في الدراسة التي نشرت في
دورية (بروسيدنجز اوف ذي رويال سوسايتي) "Proceedings of the Royal
Society" ان النتائج تشير الى ان التغيرات المناخية كانت السبب الرئيسي
للاندثارات الواسعة للكائنات الحية.
وحللت الدراسة السجلات الحفرية وتغيرات درجات الحرارة على مدى 500
مليون سنة ووجدت ان ثلاثة بين أكبر أربعة اندثارات -والتي جرى تحديدها
بانها تلك التي اختفت فيها أكثر من 50 في المئة من انواع الكائنات
الحية على الارض- حدثت خلال فترات كانت فيها درجات الحرارة مرتفعة.
وقال مايهيو في مقابلة مع رويترز بالهاتف، العلاقة صحيحة للفترة
بأكملها بصفة عامة... اذا ارتفعت درجات الحرارة ستزيد معدلات الاندثار
وسينزع التنوع البيولوجي الى الانخفاض.
وتتوقع اللجنة الحكومية للتغير المناخي التابعة للامم المتحدة أن
متوسط درجات حرارة في العالم من المرجح أن يرتفع بما يتراوح بين 1.8
درجة و4 درجات مئوية (3.2 و7.2 فهرنهايت) بحلول نهاية القرن فيما يرجع
في جانب منه الي انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري.
وقال مايهيو ان من شأن الحد الاعلى للزيادة المتوقعة ان يعمل على
ارتفاع حرارة الارض الى المستويات التي كانت عندها قبل 250 مليون عام
عندما اندثرت 95 في المئة من كل انواع الحيوانات والنباتات.
واضاف ان بعض الاندثارات الواسعة السابقة حدثت على مدى مئات قليلة
من السنوات وهو ما يقدم دليلا على ان الارتفاع السريع حاليا في درجات
الحرارة يمكن ان يكون له نفس الاثر.
وقال، هذا يعطينا فكرة عما يمكن توقعه في المستقبل القريب... لا
يوجد ما يمنع القول بأن هذا لا يمكن حدوثه في نطاق زمني قصير.
موجات الانقراض مرتبطة بارتفاع
الحرارة
من جهة ثانية بينت ابحاث العلماء ان التنوع الحيوي كان اكبر خلال
الفترات الباردة. وفي دراستين نشرتهما مجلة ابحاث فيزياء الارض
الاميركية بين باحثو جامعة ايست انغليا ان المحيطات تفقد قدرتها على
امتصاص غاز ثاني اكسيد الكربون وهي خاصية اتاحت حتى الان ابطاء عملية
ارتفاع حرارة المناخ.
ولاحظ الباحثون انخفاض كمية ثاني اكسيد الكربون المخزنة في شمال
المحيط الاطلسي الى النصف بين 1990 و2002-2005.
واعتبر الباحثون هذه النتيجة مفاجئة لانهم كانوا يتوقعون ان يحدث
التغير بصورة بطيئة نظرا لحجم المحيط الهائل. بحسب فرانس برس.
واشارت دراسات نشرت في 2006 الى زيادة حموضة المحيطات بسبب امتصاص
ثاني اكسيد الكربون بما يشكل ذلك من خطر على التنوع الحيوي.
وفي دراسة حديثة نشرتها مجلة الاكاديمية الوطنية للعلوم الاميركية
قال باحثو المشروع العالمي للكربون ان كثافة ثاني اكسيد الكربون في
الجو تزداد بسرعة اكبر من المتوقع نتيجة للنمو الاقتصادي وصعوبة امتصاص
هذا الغاز في الغابات والمحيطات.
وقال مركز المسح البريطاني للقطب المتجمد الجنوبي المشارك في
الدراسة ان، زيادة كمية ثاني اكسيد الكربون في الجو اعلى بنسبة 35% مما
كان متوقعا منذ العام 2000.
وتعتبر المحروقات الملوثة مسؤولة عن 17% اما الباقي فسببه تراجع
قدرة الخزانات الطبيعية مثل الغابات والمحيطات على امتصاص ثاني اكسيد
الكربون.
وانتجت النشاطات البشرية قرابة 10 مليارات طن من ثاني اكسيد الكربون
في عام 2006 اي بزيادة 35% مقارنة مع 1990 في حين ان بروتوكول كيوتو
كان ينص على ان يتم خفض هذه الغازات بنسبة 5% بحلول 2012 مقارنة مع
1990.
الحياة البشرية والحيوانية في خطر
وفي سياق متصل قال تقرير صادر عن الأمم المتحدة معني بوضع البيئة
في العالم إن الكرة الأرضية تتجه نحو كارثة ما لم تُتَخذ إجراءات
عاجلة.
وأضاف التقرير الذي شارك في إعداده مئات العلماء من دول مختلفة من
العالم أن استمرار الحياة البشرية على ظهر كوكب الأرض يمكن أن يكون
أمرا مشكوكا فيه في حال واصل البشر استنزاف الموارد البيئية.
وتابع التقرير أن العالم يحتاج إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي
لمشكلات من قبيل ارتفاع درجة حرارة الأرض والتنمية غير المستديمة
وانقراض بعض الأنواع الحيوانية والنباتية. بحسب فرانس برس.
ويُذكر أن 30% من احتياطي السمك في العالم تعرض للانهيار.
وأضاف التقرير أن مليار شخص في العالم النامي معرضون لخطر الإصابة
بأمراض بسيطة نسبيا مثل الأمراض التي تحملها المياه، علما أنها كانت قد
عولجت في مناطق أخرى من العالم.
خطر انقراض الثدييات
من جهة أخرى، حذر تقرير آخر صادر عن الجمعية الدولية للحيوانات
الثديية من أن نحو ثلث الحيوانات الثديية في العالم معرضة لخطر
الانقراض بسبب تدمير المواطن الطبيعية التي تعيش فيها.
وأضاف التقرير أن العديد من أنواع القرود وثدييات أخرى تُضطر إلى
النزوح عن مواطنها الطبيعية في الغابات حيث تعيش أو تتعرض للقتل إما
لاستهلاك لحومها أو لصنع الأدوية منها. ومن المقرر مناقشة أعضاء
الجمعية الدولية للحيوانات الثديية نتائج التقرير في جزيرة هاينان
الصينية. بحسب الـبي بي سي.
وركز التقرير على مصير 25 نوعا من الثدييات والتي تُعتبر الأكثر
عرضة لخطر الانقراض بسبب مجموعة من المشكلات الملحة.
ويقول المشاركون في إعداد التقرير إن ما تبقى من الأنواع الأكثر
عرضة لخطر الانقراض يمكن جمعها كلها في ملعب واحد لكرة القدم.
وأبرز التقرير المخاوف الناجمة عن مصير القرود التي تعيش في جزيرة
هاينان الصينية وتلك التي تستوطن ساحل العاج إذ أوضح أنه لم يتبق منها
في الغابات سوى أعداد محدودة جدا.
وأضاف التقرير أن آسيا معرضة أكثر من أي قارة أخرى في العالم لخطر
انقراض بعض أنواع القرود منها حيث تتعرض الغابات الاستوائية فيها
للتدمير في ظل صيد القرود أو بيعها كحيوانات أليفة.
وذهب التقرير أيضا إلى أن التغير المناخي يساهم في جعل بعض أنواع
القرود أكثر عرضة لخطر الانقراض.
وحذر العلماء على مدى عقود من الزمن من التهديد المتنامي الذي يشكله
النشاط البشري على مصير بعض الأنواع الحيوانية في مناطق مختلفة من
العالم. |