العراق بعيون غربية

(23تشرين الاول 2007)

إعداد:علي الطالقاني*

شبكة النبأ: نستعرض ماتطرقت اليه وسائل الاعلام الغربية بشأن آخر المستجدات الامنية والسياسية في العراق:

 ضغوط امريكية لمنع اجتياح شمال العراق

مازالت تداعيات الأزمة التركية العراقية المتمثلة بالمعركة بين حزب العمال الكردستاني الذي يتمركز شمال العراق والقوات التركية موضع جدل واسع يجتاز المساحة السياسية والجغرافية بين  البلدين ليشمل دول الجوار ودول العالم  فقد قالت صحيفة "واشنطن تايمز الأمريكية"، ان الولايات المتحدة تضغط على الاكراد العراقيين لاستئصال عناصر حزب العمال الكردستاني المتمركزين في شمالي العراق الذين تهدد تركيا بضرب معاقلهم وحصلت من البرلمان على تفويض بذلك، وفي حين توقع وزير الدفاع الأمريكي أن لا يكون الهجوم التركي وشيكا، توقع أحد المراقبين أن الرد التركي الاولي لن يكون عسكريا.

وقالت الصحيفة إنه بعد الكمين الذي نصبه الانفصاليون الاكراد لجنود اتراك في في دغليكا في مقاطعة هكاري في تركيا، السبت، اخذ دبلوماسيون اميركان وجنرالات يضغطون بهدوء على الحكومة الاقليمية الكردية في العراق لاستخدام ميليشيا البيشمركة لاستئصال معاقل المتمردين الاكراد في الجانب العراقي من الحدود التركية.

وقالت الصحيفة ان احد المتحدثين باسم الخارجية الاميركية، شين ماكورماك، اصدر بيانا ادان فيه الهجمات واصفا انفصاليي حزب العمال الكردستاني، او PKK، بـ"التنظيم الارهابي" الذي "يواصل اراقة الدماء التي لن تاتي الا بزيادة المعاناة."

وقالت الصحيفة أن وزير الدفاع الاميركي، روبرت غيتس، توقع من جانبه ان ليس هناك عملا عسكريا تركيا وشيكا. الا ان اشارات مختلطة صدرت امس عن انقرة، فعلى الموقع الاليكتروني الرسمي للحكومة التركية، نشر بيان عن الرئيس غول يقول فيه ان تركيا "ستدفع اي ثمن لمحاربة موجة البي كي كي الارهابية."

لكن عمر تاسبينار، مدير البرنامج التركي في معهد بروكنغز، يقول ان هجمات البارحة زادت من احتمال رد عسكري تركي.

وقال "اعتقد من المتأخر جدا الدخول الى اللعبة" سواء من جانب رئيس حكومة كردستان الاقليمية، مسعود بارزاني، "وطالباني لإطلاق عنان البشمركة في المنطقة. والأتراك يريدون معرفة النتائج بصدد هذه النقطة."

وقالت مؤلفة كتاب "الدم والعقيدة: البي كي كي والقتال الكردي من اجل الاستقلال"، اليزا ماركوس، انه اذا ما هاجم الاكراد العراقيون الب كي كي في الماضي، فليس من المتوقع ان يوافقوا على فعل ذلك اليوم.

وقالت انهم "في العام 1992، قاتلوا بشدة في الجزء التركي ضد البي كي كي، الا انهم اليوم لا يريدون ان يقاتلوا بالنيابة عن تركيا."

واضافت انه "ليس هناك فرصة كبيرة للاكراد العراقيين في مهاجمة البي كي. ليس فقط لأنهم يقولون ذلك، بل في الحقيقة انهم لا يملكون القوة الكافية لتأدية ذلك على النحو المطلوب الان. فهم لن يرسلوا مقاتليهم الى الجبال في معركة يعرفون انهم سيخسرونها."

اردوغان يحذر امريكا

من جانبها توحدت الصحف البريطانية ، وعلى الصفحة الرئيسية عن استعدادات تركيا للرد على هجمات الانفصاليين الاكراد على قواتها ومقتل جنودها واسر بعضهم، كما نقل مراسل الجارديان عن متحدث باسم حزب العمال الكردستاني.

وتتحدث تقارير المراسلين من صلاح الدين في شمال العراق عن تزايد المخاوف بين الاكراد من احتمالات هجوم تركي وشيك على شمال العراق.

كما تنقل الصحف مطالبة زعماء الاكراد في العراق لحزب العمال اما بالقاء سلاحه او مغادرة العراق.

وانفردت صحيفة "التايمز" بحوار مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، الذي يبدأ اليوم زيارة لبريطانيا تستمر يومين.

ورسم اردوغان صورة قاتمة لعلاقة بلاده بامريكا مشيرا الى انه قال للرئيس بوش اكثر من مرة ان موضوع الانفصاليين الاكراد في غاية الحساسية، دون ان يلمس أي نتائج.

واوضح ان مقاتلي حزب العمال يتخفون وراء امريكا والحكومة العراقية، وانهم يقتلون الاتراك باسلحة امريكية.

الصحف الالمانية

تهديدات تركيا بالقيام بعمليات عسكرية ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي فوق الأراضي العراقية أثارت مخاوف واشنطن وعواصم غربية آخرى بشأن نشوء أزمة أمنية جديدة في العراق تهدد الاستقرار النسبي في إقليم كردستان. كما أخذت موافقة البرلمان التركي على السماح للقوات التركية بعبور الحدود العراقية حيزا واسعا من اهتمام المعلقين الألمان خلال الأيام السبعة الماضية. الصحف الألمانية أجمعت على حق تركيا في الدفاع عن نفسها إزاء الهجمات الإرهابية إلا أنها في نفس الوقت أشارت إلى ضرورة إيجاد حلول سياسية لجذور المشكلة بدلا من التعامل معها عسكريا.

عن هذه الأزمة كتبت صحيفة Hamburger Abendblatt تقول:

" إن وضع الشعب الكردي دون دولة خاصة به أمر درامي. لكن تشكيل دولة كردية في الشرق الأوسط سيجلب للمنطقة مزيدا من الأزمات أكثر من الحلول المرتقبة منها. من حق تركيا الدفاع عن نفسها أمام الهجمات الإرهابية، بيد أن غزوا تركيا للعراق والذي يرأسه الكردي جلال الطالباني، سينقل الحرب والموت والمأساة إلى شمال العراق الغني بالنفط. العراق المبتلي بالأزمات لا ينقصه جبهة ثانية. وتركيا التي تعمل دوما من اجل الحصول على كسب تعاطف الرأي العام تصنع خيرا إذا استمعت جيدا إلى تحذيرات واشنطن وبروكسل".

الى دور تركيا في الغزو الامريكي للعراق وكتبت تقول:Main – Echo من جانبها تشير صحيفة

" من البديهي ان تنشط تركيا بنفسها لمواجهة الإرهاب. فأنقرة التي دعمت الغزو الأمريكي للعراق للإطاحة بالإرهابي والقاتل الجماعي صدام حسين، لا ترغب أن تكون ضحية للديمقراطية الجديدة في العراق الذي تهزه الأزمات. ولا تجدي الصرخات الأمريكية نفعا والتي تطالب بعدم تهديد الاستقرار النسبي في شمال العراق. فمهمة القوات الأمريكية تكمن في محاربة الإرهاب وذلك وفقا لمفهوم بوش بهذا الشأن. لذلك فإن على القوات الأمريكية ان تنشط ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني. وفي حال عدم قيامها بهذه المهمة فستعبر القوات التركية الحدود العراقية وتنفذ المهمة بنفسها".

لكن صحيفة Tageszeitung كتبت تقول: ان تركيا ستكون الخاسرة في غزوها للعراق و " انه أمر مثير حقا. فبعد ثماني سنوات من اعتقال زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان وانقضاء فترة سلمية في المنطقة، تحولت منظمته إلى عنصر أساسي في السياسة في المنطقة. ولكن وفي حال توغلت القوات التركية في شمال العراق، وهو ما سيحدث على الأرجح، فيمكن من الآن تحديد المستفيد من التوغل. المستفيد سيكون حزب العمال الكردستاني. وهو أمر يشبه إلى حد ما حزب الله في جنوب لبنان في مقاومته لإسرائيل الصيف الماضي.." 

 أما صحيفة  Kölner Stadt-Anzeiger فكتبت تقول يجب أن يكون الأمر واضحا لرئيس الوزراء التركي. فالتهديد والوعيد لا يساهمان في حل مشكلة الأكراد في تركيا. ويمكن فقط مكافحة الإرهاب بشكل مستديم عندما يتم القضاء على جذوره. جذور الإرهاب في تركيا تكمن في عقود طويلة من اضطهاد الأكراد واعتبارهم مواطنين من درجة ثانية. ومرت مراحل في تركيا كان فيها النطق باللغة الكردية داخل منازل المواطنين سببا لاعتقال الناس. كما أن السياسية الاقتصادية التي اتبعتها الحكومات التركية المختلفة كانت ترمي الى إهمال المنطقة الكردية. وهى منطقة تفتقر إلى هذا اليوم للمدارس والمستشفيات والأطباء وفرص العمل. انه من الضروري منح الأكراد حقوقهم الثقافية. بيد أن الأهم يتمثل في برنامج طموح للنهوض بالمنطقة اقتصاديا واجتماعيا. فمكافحة التطرف يتكلل بالنجاح فقط عندما يتم مكافحة الفقر".

عسكريون أميركيون يدعون للانسحاب الفوري من العراق

من جانب آخر نشرت إحدى الصحف الأميركية مقالا لعدد من العسكريين الأميركيين يتحدثون فيه عن حقيقة الوضع في العراق وينادون بالانسحاب الفوري منه، وتطرقت أخرى إلى النقص في الضباط الشباب، وتراجع القاعدة، دون أن تهمل المعركة الانتخابية الرئاسية في الداخل وتقدم هيلاري كلينتون.

العراق الحقيقي الذي نعرفه

تحت هذا العنوان كتب 12 قائدا سابقا في الجيش الأميركي مقالا يقولون فيه إن اليوم يصادف الذكرى الخامسة لتخويل العمل بالقوة العسكرية في العراق.

وقال القادة إن حرب العراق مازالت منذ خمس سنوات تفتقر إلى الرجال والعتاد، وما زال العراق يشكل مسلخا.

وحاول هؤلاء القادة الذين خدموا في العراق أن يُجْملوا في مقالهم العديد من الإخفاقات، فقالوا إن العراق بعيد كل البعد عن تحوله إلى بلد حديث وقابل للبقاء، لا سيما أن طرقه ومستشفياته ومدارسه وجسوره في حالة يرثى لها.

ومضوا يقولون "إننا نقباء في الجيش وقد خدمنا في بغداد، ورأينا الفساد والانقسام الطائفي، ونحن نفهم كيف يبدو الأمر عندما يكون انتشار الجيش صغيرا جدا، ونعرف متى يحين الوقت للخروج".

واختتموا قائلين إن أفضل خيار هو المغادرة الفورية للعراق، لأن الانسحاب المرحلي لن يمنع الحرب الأهلية وسيتسبب في مزيد من سفك الدماء من أجل قضية خاسرة.

مؤشرات يائسة

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها إن ثمة علامات جديدة تشير إلى أن الجيش الأميركي الذي يعيش أزمة حقيقية يعيد تشكيل نفسه لمواءمة السقوط المدمر في العراق.

وقالت الصحيفة إن ضباطا من فئة الشباب تلقوا مكافآت مالية كبيرة للبقاء في جيش يكافح من أجل الحفاظ عليهم، مضيفة أن مشاة البحرية يحاولون الخروج من العراق إلى أفغانستان -وهي الحرب التي تتمتع بشعبية أكبر- للتركيز على العدوين الحقيقيين لأميركا: القاعدة وطالبان.

واعتبرت الصحيفة المكافآت التي تصل إلى 35 ألف دولار، مؤشرا على اليأس، وقالت إن الجولات المطولة والمتكررة لخدمة الجنود في مناطق الحرب بأفغانستان والعراق خلقت نقصا كبيرا في أوساط الضباط الشباب العاملين في الكيانات المهمة كالمخابرات العسكرية والبحرية وحتى في قسم المشاة، حيث يفضل العديد منهم رجالا ونساء ترك الخدمة على إعادة الالتحاق بها.

واختتمت الصحيفة قائلة إن تلك المكافآت تذكير يائس آخر بقلة التخطيط لحرب العراق ومدى الدمار الذي أصاب القوات الأميركية، ولكنها في نفس الوقت أفضل شيء يمكن القيام به خاصة في ظروف التضحيات التي يقدمها الجنود وعائلاتهم.

وحول اقتراح المارينز بالانتقال إلى أفغانستان، اعتبرت نيويورك تايمز تلك الخطوة إيجابية خاصة أنها تشير إلى أن ثمة من بدأ التفكير في مغادرة العراق.

تراجع القاعدة

وتحت عنوان "القاعدة في مأزق" كتبت صحيفة "واشنطن تايمز" افتتاحيتها لتثني على أخبار -وصفتها بالجيدة- جاءت من ميدان المعركة بالعراق: التغييرات التي أجراها قائد القوات الأميركية في العراق ديفد بتراوس مطلع هذا العام حققت نجاحات باهرة ضد القاعدة في العراق.

وقالت الصحيفة إن الأدلة متنامية حول انقلاب العديد من العراقيين ضد القاعدة بسبب تصرفاتها وقسوتها ضد المدنيين.

وبعد أن استندت إلى تصريح لاتحاد الجهاد الذي يصفون فيه كيف هاجمت القاعدة النساء والأطفال ومقاتلي الاتحاد، قالت الصحيفة إن مثل تلك التصرفات أقصت العديد من العراقيين عن القاعدة وجعلتهم ينضمون إلى صفوف قوات التحالف، عازية تلك "النجاحات" إلى التغييرات التي أجراها بتراوس على الإستراتيجية في العراق.

من جهته كتب لورانس رايت مقالا عن صحيفة نيويوركز تحت عنوان " اسألوا العراقيين" قرار الانسحاب مسؤولية عراقيةـ أمريكية مشتركة

يقول فيه سوف تسنح للأمريكيين خلال الانتخابات الأولية للرئاسة الأمريكية المقبلة، الفرصة لاختيار مرشح من بين عدد من المرشحين الذين تتباين آراؤهم بين الانسحاب الفوري من العراق (ريتشاردسون)، والانحساب السريع منه (إدوارد وأوباما) بينما يحبذ بعضهم التزاما مفتوحا بالحرب مثل (جيولياني، رومني وماكين)، ويفضل بعضهم الآخر حلا وسطا مثل هيلاري كلينتون التي تعترف بأن الاحتلال سوف يستمر على الأرجح خلال الفترة الرئاسية المقبلة بصرف النظر عمن يتربع في البيت الأبيض.

ويضيف لورانس بيد أن الشعب العراقي لا يمتلك كما هو واضح ترف مثل هذا الخيار على الرغم من أنه يتعلق بمستقبله، وعلى الرغم من ان قيام جمهورية ديموقراطية، يسيطر فيها على مصيره وحياته، كان هدفا معلنا من أهداف الحرب.

كما ذكر كاتب المقال استطلاع أجرته مؤسسة زوغبي في أغسطس عام 2003، أي بعد خمسة اشهر من الغزو، أظهر استطلاع للآراء أن ثلثي العراقيين كانوا يريدون رحيل القوات الأمريكية والبريطانية في غضون سنة، وذكر أكثر من نصف العراقيين المشاركين في الاستطلاع انهم يريدون وحدهم بتشكيل حكومتهم بأنفسهم دون أي تدخل خارجي.

وبينما كان العراقيون يستعدون بعد سنتين من ذلك للتصويت في أول انتخابات ديموقراطية، أعرب ثلثاهم عن رغبتهم في: إما سحب قوات التحالف فورا أو حالما يتم تشكيل الحكومة الجديدة. (النموذج الذي أثاراعجاب معظم العراقيين في الحكم آنذاك كان نظام دولة الامارات العربية المتحدة الذي يتألف من اتحاد فيدرالي فضفاض.

وعندما تشكلت الحكومة العراقية عام 2006، اظهرت عملية مسح للاراء اجرتها جامعة ميريلاند ان %71 من العراقيين كان يريدون ان تطلب حكومتهم من الامريكيين الرحيل خلال سنة، واعربت نسبة اكبر منهم عن الشك في استجابة الولايات المتحدة لهذا الطلب.

ويذكر كاتب المقال استطلاع آخر اجرته كل من شبكة ايه. بي. سي للاخبار، وهيئة الاذاعة البريطانية الـ بي. بي. سي، واذاعة ان. اتش. كيه اليابانية الشهر الماضي، يذكر فيه  بعد نصف سنة من زيادة عدد القوات الامريكية في العراق، فقد بين ان حوالي نصف العراقيين فضلوا انسحابا فوريا للقوات الامريكية من العراق بينما قالت نسبة من %34 من العراقيين، معظمهم من الاكراد، ان على الولايات المتحدة البقاء الى ان يتم استتباب الامن.

وبينما فضل ما نسبته %44 من الشيعة انسحاب الامريكيين على الفور كانت هذه النسبة لدى السنة %72، وهذه زيادة كبيرة في الحالتين.

بل يقول الاستطلاع اكثر من %57 من العراقيين الان ان العنف ضد الامريكيين مقبول، ويؤكدون ان من غير الممكن استعادة الامن والنظام طالما استمر الاحتلال.

وربما يفترض البعض ان العراق سوف يصبح »امنا« وان شعور العراقيين ازاء الامريكيين سوف يصبح افضل اذا ما انسحبت القوات الامريكية، غير ان الامر ليس على هذا النحو على ما يبدو، صحيح ان زيادة حجم القوات الامريكية ادت لتراجع الهجمات الطائفية لادنى مستوى لها منذ اكثر من سنة، طبقا لما يقوله القادة العسكريون الامريكيون، الا ان عدد العراقيين الذين يريدون انسحاب الامريكيين زاد بنسبة %12 عما كان عليه الامر في نفس تلك الفترة الزمنية.

وعلى الرغم من اشارة عمليات استطلاع الآراء الى ان معظم العراقيين يريدون انسحاب القوات الامريكية، تبين تقارير كثيرة انهم مدركون ايضا بخوف عواقب مثل هذا الانسحاب، ففي تعليق نموذجي متكرر، ابلغ طالب عراقي صحيفة واشنطن بوست قائلا: اذا انسحب الامريكيون الان سيشهد العراق مذابح فظيعة لكن اذا لم ينسحبوا ستحدث مشاكل كثيرة بل مصيبة كبرى ايضا.

والحقيقة ان الامر لا يقتصر فقط على ما يمكن ان تثيره مثل هذه المذابح من اخطار، فهناك احتمال ايضا لان تسارع قوى اخرى في المنطقة لتأكيد نفوذها في العراق مما قد يضعف السلطة العراقية نفسها، وسوف يسعى الاكراد والشيعة في المنطقة الغنية بالنفط للسيطرة على هذه المناطق. ومع هذا لابد من الاعتراف بأن الوجود العسكري الامريكي نفسه هدف للمجموعات العراقية المسلحة، وهو عقبة ايضا امام قيام سلطة مدنية شرعية فطالما بقي الجنود الامريكيون في العراق سيشعر العراقيون بانهم خاضعون لسلطة اجنبية.

لذا اذا ارادوا التوجه الى صناديق الانتخابات وقرروا تحديد ما اذا كانوا سيسمحون ببقاء الامريكيين ام لا؟، عليهم عندئذ التفكير بين كراهيتهم للاحتلال وخشيتهم مما يمكن ان يحدث دونه. 

المركز الوثائقي والمعلوماتي

مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام

www.annabaa.org

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 24 تشرين الاول/2007 - 12/شوال/1428