تحذير امريكا من حرب عالمية ثالثة تنبؤات ام حرب نفسية

شبكة النبأ: رغم ان امتلاك ايران للسلاح النووي، قد يكون في النهاية تحصيل حاصل، كما هو الحال لما حصل للهند وباكستان، في ظل الضغوط الداخلية والخارجية التي تعصف بالنظام السياسي الامريكي، إلا ان الامر يختلف بالنسبة لإيران كونها تهدد دائما بمحو اسرائيل من الخارطة وكذلك عدائها الاستراتيجي لأمريكا منذ عقود، مما يرشح ان تكون المفاعلات الايرانية قريبا هدفا واضح المعالم بالنسبة للصواريخ الامريكية او الاسرائيلية بعيدة المدى التي توجه عبر الاقمار الصناعية عالية الدقة.

اما تداعيات هذا الامر فستكون غير محدودة على اعتبار ان ردة الفعل الايرانية الاولى قوية وفعالة ضد الاهداف الامريكية في الخليج والشرق الاوسط عموما وذلك بالطبع سيؤدي الى اشعال المنطقة برمتها، فضلا عن توقف امدادات الطاقة الى العالم وما يرافق ذلك من اشتعال اسعار النفط التي هي اساسا تتصاعد يوما بعد اخر.

واذا لم يتم امتصاص رد الفعل الايراني خلال فترة محددة فسيكون للامر عواقب وخيمة قد تجبر الامريكان على استعمال حتى السلاح النووي التكتيكي من اجل السيطرة على الوضع مما يهدد الأمن العالمي ويؤدي الى توترات قد تجبر دولا نووية اخرى لردود افعال متهورة تفتح الباب امام حرب عالمية ثالثة.

وحذر الرئيس الامريكي جورج بوش من أن امتلاك ايران أسلحة نووية قد يؤدي الى نشوب حرب عالمية ثالثة فيما حاول تعزيز المعارضة الدولية لطهران وسط تشكك روسي بخصوص طموحاتها النووية.

وكان بوش يتحدث بعد يوم من اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يقاوم الضغوط الغربية لتشديد موقفه بخصوص البرنامج النووي الايراني أن بلاده لن تقبل أي عمل عسكري ضد ايران وذلك خلال زيارة له لطهران.

وعبر بوش خلال مؤتمر صحفي في البيت الابيض عن أمله في أن يطلعه بوتين على محادثاته في طهران وقال انه سيطلب منه توضيح تصريحات صدرت مؤخرا بخصوص انشطة ايران النووية. بحسب رويترز.

وكان بوتين قد صرح الاسبوع الماضي بأن روسيا التي تبني أول مفاعل نووي ايراني للطاقة، ستستمر استنادا الى موقف، أن ايران ليس لديها خطط لتطوير أسلحة نووية غير أنه يشارك المجتمع الدولي قلقه ويؤيد أن برامجها النووية ، ينبغي أن تكون شفافة بقدر الامكان.

وقال بوش، ما أهتم به هو ما اذا كان لا يزال يضمر نفس بواعث القلق مثلي. عندما كنا في استراليا (في سبتمبر ايلول).. أكد لي مجددا أنه يقر بأنه ليس من مصلحة العالم أن تمتلك ايران القدرة على صنع سلاح نووي.

ويضغط بوش الذي يصر على أنه يرغب في حل دبلوماسي للقضية الايرانية من أجل فرض جولة ثالثة من العقوبات من جانب الامم المتحدة ضد طهران.

وايدت روسيا التي تمتلك حق النقض (الفيتو) بمجلس الامن قراري عقوبات محدودين للمنظمة الدولية ضد ايران غير أنها تقاوم اي تشديد للعقوبات.

وصعد بوش لهجته الخطابية قائلا ان امتلاك ايران أسلحة نووية من شأنه أن يمثل تهديدا خطيرا للسلام العالمي.

وقال، هناك زعيم في ايران اعلن أنه يرغب في تدمير اسرائيل... لذا قلت للناس انه .. اذا كنتم مهتمين بتجنب حرب عالمية ثالثة.. فينبغي لكم على ما يبدو أن تهتموا بمنع ايران من امتلاك المعرفة اللازمة لصنع سلاح نووي.

وترفض ايران اتهامات بأنها تسعى لتطوير قنبلة نووية وتقول انها تريد التكنولوجيا النووية للاغراض المدنية السلمية مثل توليد الكهرباء كما رفضت الامتثال لمطالب مجلس الامن الدولي بوقف أنشطة تخصيب اليورانيوم الحساسة.

وأبلغ علي لاريجاني كبير المفاوضين النوويين الايرانيين وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية اليوم بأن الرئيس الروسي سلم "رسالة خاصة" الى ايران بشأن برنامجها النووي وقضايا اخرى لكن لاريجاني لم يذكر تفاصيل.

وجرت مراقبة زيارة بوتين لطهران التي استغرقت يوما واحدا عن كثب بسبب نفوذ موسكو المحتمل في النزاع النووي للجمهورية الاسلامية مع الغرب. وكانت تلك أول زيارة يقوم بها رئيس روسي لايران منذ زيارة جوزيف ستالين في عام 1943.

حرب عالمية ثالثة

وأعلن بوش ان على قادة العالم منع ايران من حيازة السلاح النووي اذا رغبوا في "تفادي حرب عالمية ثالثة". واضاف، اذا رغبتم في تفادي حرب عالمية ثالثة يبدو انه عليكم محاولة منعهم من الحصول على المعرفة الضرورية لصنع سلاح نووي. بحسب الـ CNN.

واضاف بوش، ان الولايات المتحدة ليست قلقة من العلاقات المتنامية بين روسيا وايران وستواصل العمل مع الرئيس الروسي بوتين حول سبل مراقبة البرنامج النووي الايراني. وأضاف «انه (بوتين) يعترف بانه ليس من مصلحة بقية العالم ان تتمكن ايران من امتلاك وسائل تصنيع سلاح نووي، وانهم (الروس) كانوا متعاونين جدا في الامم المتحدة.

وقال الرئيس الامريكي، اني اتطلع بفارغ الصبر لتسلم موجز عن اللقاء من جانب الرئيس بوتين. واضاف، ان ما يهمني هو معرفة ما اذا كانت لا تزال لديهم المخاوف نفسها التي لدي.

وقال، اواصل العمل مع روسيا ومع دول اخرى بهدف مواصلة الجهود لتوجيه الرسالة التالية الى ايران: ستبقون منعزلين طالما كانت لديكم طموحات نووية.

البرنامج الكوري.. تهديد اخر

وحذر بوش من انه اذا لم تحترم كوريا الشمالية تعهداتها لجهة تفكيك برامجها النووية فستكون هناك عواقب.

وقال لقد اعلنوا انهم سيعرضون علينا الاسلحة وسيوقفون برامج التسلح والانتشار النووي ــ اذا لم يقوموا بتنفيذ ما قالوه، فاننا نصبح في وضع يدعونا الى التأكد من انهم يفهمون ان هناك عواقب.

وبحسب اتفاق اخير انتزع اثناء المحادثات الاخيرة المتعددة الاطراف حول برنامجها النووي، تعهدت كوريا الشمالية بتفكيك منشآتها في موقع بيونغ يونغ الرئيسي باشراف الولايات المتحدة وتزويد لائحة كاملة عن برنامجها الذري قبل نهاية العام.

طهران: تصريحات بوش جزء من حرب نفسية

من جانبها ردت طهران بغضب على تصريحات الرئيس الامريكي حول احتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة في حال امتلكت ايران اسلحة نووية، وقالت إنها جزء من حرب نفسية تمارسها واشنطن ضدها.

كما انها تأتي، حسب مراقبين، في سياق حشد المعارضة الدولية لجهود طهران النووية امام ارتياب وشكوك روسية.

وكان الرئيس بوش يتحدث بعد يوم من تلويح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يرفض ضغوط الغرب الداعية إلى تشديد موقفه بشأن البرنامج النووي الايراني، بأن موسكو لن تقبل أي عمل عسكري ضد ايران.

ونقلت وكالة الانباء الطلابية الايرانية (الحكومية) عن عبد الرضا رحماني فضلي مساعد رئيس المجلس الاعلى للامن القومي قوله ان هذه التصريحات تظهر غضب الولايات المتحدة ازاء نجاحات ايران على الساحة الدولية، في اشارة إلى زيارة بوتين لطهران.

واضاف المسؤول الايراني ان بوش يسعى الى التضليل بشأن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لطهران والتقليل من نتائج هذه الزيارة.

من جانبه قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية محمد علي حسيني ان استخدام تعابير حربية يهدف الى تغطية المشاكل الداخلية الاميركية.. والفشل السياسي لسياسة المحافظين الجدد في افغانستان والعراق.

وكان بوتين قد صرح الاسبوع الماضي بأن المساعدات الروسية، حيث يتم بناء أول مفاعل نووي ايراني للطاقة بمعونة روسية، ستستمر استنادا الى موقفه القائل بأنه لا وجود لخطط ايرانية لتطوير أسلحة نووية.

إلا أن الرئيس الروسي قال إنه يتفهم ويشارك المجتمع الدولي القلق، داعيا طهران إلى اقصى قدر من الشفافية فيما له علاقة ببرنامجها النووي.

يشار إلى أن موسكو كانت قد ايدت قرارين سابقين صدرا من مجلس الامن الدولي بفرض عقوبات محدودة على ايران، لكنها ترفض فرض مزيد منها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 21 تشرين الاول/2007 - 9/شوال/1428