زيارة خاصة الى مثلث الموت(1-3)

مشاهدات عراقية ساخنة شمال بابل- الحصوة والاسكندرية

علي الطالقاني

شبكة النبأ:

المشهد الاول: تخللت زيارتي للمكان أحداث كثيرة بدايتها  اندلاع اشتباكات بين جيش المهدي والقوات الامريكية نتيجة لما تعرض اليه الاول من عمليات اعتقال لأبرز الشخصيات في التيار الصدري أثناء تواجدهم في حسينية الحصوة، وحسب معلوماتي جاءت هذه المداهمة على أثر اخبارية معدة مسبقا لمهاجمة الحسينية واعتقال هؤلاء الاشخاص.

اثناء الطريق بين الاسكندرية والحصوة كانت اثار احراق معدات أو ما اشبه على جوانب الطريق وقد سأل أحد الاشخاص ماهذه الحرائق أجابه طفل: حدث ذلك اثناء اندلاع الاشتباكات.

ويبدو في فترة سابقة ان منطقة الحصوة كانت في هدوء ولم يسجل حادث منذ فترة. واثر الاعتقالات التي حدثت لهؤلاء الشخصيات ثارت ثائرة التيار الصدري على الامريكان والشرطة باعتبار الشرطة كانو مشتركين بالمداهمات. وعلى اثر الاشتباكات قتل ستة اشخاص من التيار الصدري. واعتقل عشرة او اكثر.

خرج بعض وجهاء المنطقة في مظاهرة سلمية يطالبون من خلالها اطلاق صراح المعتقلين على اعتبار لم يسجل ضدهم حادث.

المشهد الثاني: في اليوم الثاني عصرا وانا كنت قد حللت ضيفا على اقاربي الذين يقطنون قرب ناحية المشروع القريبة من الحصوة.. رايت مشهدا اخر هو المسافه الفاصلة بين اقاربي وبين تجمعات تنظيم القاعدة.. كانت الاحداث تتسارع وكانت الزيارة سريعة لمدة يومين ولكن لخبرتي السابقة بتلك المناطق وماشاهدته وماروي لي من مصادر ثقة بالنسبة لي معلومات اكثر عن اخر التطورات، حسست ان المنطقة زادت تدهورا اكثر من قبل والدليل ياتي تباعا.

.. جاء الليل ولم يفصل بين الاقارب وبين القاعدة والمتشددين الذين يحملون فكر مقارب للقاعدة سوى كيلو مترا واحد.. كانت تلك المسافة عبارة عن الشارع العام الذي يربط بغداد بمحافظة بابل وكذلك نهر لايتجاوز عرضه خمسة امتار وبعض القصب في ذلك الجانب الذي تنبثق منه اكثر العمليات الارهابية وقد شهد عمليات عجيبة وغريبة من نوعها.. ذكر لي احد الاصدقاء هناك ان الامريكان عقدوا صفقة من ابناء تلك العشار التي تقطن المنطقة بشرط  ان يتم تسليحهم ومنحهم راتبا شهريا.

اختلفت الروايات على مقداره ولكن المؤشرات تقول هو وجود راتب لأن التسلح في تلك المناطق شمل السنة والشيعة، اما السنة بعد ان نصبوا الربايا بالمصطلح العسكري وزودهم الامريكان باسلحة متطورة وكذلك علامات فسفورية مميزة حتى لا تستهدفهم الطائرات والارتال الامريكية، وعادة الامريكان هناك يضعون وسائل النقل قرب اقرب نقطة للتفتيش ويترجلون الى تلك النقطة للتفتيش والمداهمات وكذلك دوريات استطلاع للمنطقة خوفا من نصب العبوات الناسفة على الطريق العام والتي تستهدفهم عادة.

هناك مفارقة ان الكل في تلك المناطق سنّة وشيعة يعترف انه لايمكن لاحد ان يعبر على الجانب الاخر خوفا من القتل واقصد من الجانب الاخر هو الجهة المقابلة لكلا الطرفين رغم انهم ولفترات طويلة امتدت عشرات السنين تشهد لهم المنطقة بعلاقات اجتماعية متينة!!.

لكن الطرفين الآن احدهم يترقب الاخر خوفا من المباغتة والمداهمة يتربصون بسلاحهم في مواقع مخفية . يسهرون الليل حتى الصباح.

المشهد الثالث: رايت الذين يحرسون تلك المناطق بواسطة الناظور المقرب وهم قريبون جدا ولا يجرؤ احد على الهجوم خوفا من الوقوع في الفخ الذي يعده الامريكان او الطرف الاخر ويبقى الطرفين على أشد الحرص.

بعد ان زود الامريكان الاطراف السنية في تلك المنطقة بالسلاح عمل المتشددون واتباع القاعدة على منع هؤلاء الذين يتسلحون من قبل الامريكان وكانت هناك مشادات كلامية تدور بين القاعدة وبين الذين تسلحوا وهذا ينقله بعض الاطراف الذين يرغبون في التسليح ولم تسجل اي حادث للمواجهات باعتبار ان القاعدة اخترقت صفوف العشائر السنية هناك، وعملت على تقوية نفوذها وبالفعل حققت نجاحات نسبية.

 من الحوادث التي سجلت مؤخرا هو حصول جريمة قتل اثر مشادة كلامية بين احد الذين تسلحوا على يد الامريكيين وبين ازلام القاعدة الذين يرفضون هذا التسلح وعلى اثر المشادة الكلامية ذبحت القاعدة هذا الشخص  وقالوا لاهله ان كل من يعمل بهذا المشروع سنقتله بهذه الطريقة.

انسحب ابناء تلك العشائر خوفا من القتل وقد هدمت الربايا وكتب عليها ممنوع ان تكون هناك نقاط للحراسات.

المشهد الرابع: أما الشيعة عرض عليهم التسليح من قبل الامريكان ولكن كانت نسبة الذين يرغبون بالتسليح نسبة لايستهان بها باعتبار المنطقة ساخنه والقاعده لها وجود ملموس كان الدعم الامريكي لابناء العشائر السنية أكثروهذا شيء طبيعي موجود في اليوسفية واللطيفية والمحمودية واطراف الدورة والرضوانية.

كتب لهذا المشروع ان يتبوء الفشل بسبب اقتراح بعض القيادات في التيار الصدري عن عدم التسلح، باعتباره مشروع أمريكي وحينها انسحبت العشائر الشيعية.

المشهد الخامس: في اثناء الواجبات الليلية لكلا الجانبين الشيعي والسني لحماية مناطقهم حذرا من اي هجوم وبينما كان الطرف الشيعي ياخذ مواقعه ليلا للحراسه وفي واجب احد الشباب الذين يستطلعون المنطقة جالسا في مكانه ومتخذا موقعه الدفاعي كان دورية من الامريكان يترجلون ليلا وهذا استطلاع معروف من قبلهم لتلك المناطق تفاجأ الشاب واذا تسلط أشعة حمراء على هندامه وخرجت عليه اسلحة من كل حدب وصوب ونودي بالتوقف وعدم الحركة من قبل المترجم قيد الشاب واراد ان يخبر اهله من الباب الخلفي لان الباب الرئيس كان مغلقا كلمه الامريكي قائلا اطرق تلك الباب ويقصد الرئيسية خوفا من وجود فخ اذا توجه الى الباب الخلفي دق الباب خرج والد الشاب مندهشا من وجود الامريكان وان ابنه المقيد، اجلسوه هو الاخر واخبروه بان لا يذهب الى داخل البيت وعليه البقاء في الغرفة الرئيسية، كذلك امروه بان يخرج النساء جانبا وان يخرج الرجال في جانب اخر، ثم دخلوا الى البيت.. وجدوا ثلاث قطع من السلاح، ولكن العذر الذي نجا بفضله صاحب الدار ان القاعدة قريبة منهم وهم يحرسون المنطقة من القاعده وعملياتها حينها اخبره الامريكي بان يبلغه على كل من يزرع العبوات الناسفه، اجابه صاحب الدار الحقيقه انا لا اعرف احدا على وجه التحديد ولا استطيع ان اتهم شخصا دون دليل، لكننا نمنع كل من ينصب عبوة ناسفه ويستهدف المدنيين وقوات الامن وكذلك ندافع عن انفسنا... عندها صادر الامريكي السلاح واخبرهم بانهم سيقتلون كل من يجدونه خارج المنزل بعد الساعة الثامنة مساء. 

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 21 تشرين الاول/2007 - 9/شوال/1428