رغم الظروف القاهرة.. الطلبة العراقيين يفتتحون عام دراسي جديد  

اعداد/ صباح جاسم

شبكة النبأ: بالنسبة لاطفال العراق كانت بداية العام الدراسي الجديد محل ترحيب لمغادرة منازلهم وارتداء ملابس جديدة أنيقة ومقابلة أصدقائهم مجددا.

غير أن الخوف من القنابل والخطف هما الشعور الذي كان يستبد بالآباء الذين يجازفون بالسير في شوارع بغداد في الطريق الى المدرسة لتوصيل ابناؤهم.

كما أن المعلمين في المناطق التي تتمتع بأمان أكثر نسبيا في وسط بغداد يكافحون لمواجهة تدفقات التلاميذ الجدد من أحياء مجاورة لا يزال يمزقها العنف الطائفي.

وقالت أم هيرو نقلا عن اصغر بناتها التي تبلغ من العمر ست سنوات بينما كانت تصطحبها الى المدرسة للمرة الاولى بقي يومان.. بقي يوم واحد.. كانت تعد الايام.

وقالت المعلمة رحاب عبود بينما كانت تقف خارج مدرسة الامل الابتدائية في حي الكرادة بوسط بغداد، انهم سعداء بالطبع.. فهم لا يدركون الخوف الذي نعاني منه بسبب الوضع الامني.

وتقف فتيات يرتدين تنورات زرقاء أنيقة وقمصانا بيضاء وشعرهن مضفر وصبيان يرتدون أحذية رياضية جديدة وملابس جينز وقمصانا ناصعة في مجموعات يتحدثون مع بعضهم أو في هواتف محمولة أو يطاردون بعضهم في أنحاء ملعب المدرسة.

وقالت أم عيسى والدة هيرو خارج مدرسة فاطمة بنت أسد في الكرادة، انني سعيدة لان هذا هو أول يوم بالنسبة لاصغر بناتي. لكنني سعيدة وخائفة في الوقت نفسه. فالشوارع ليست امنة.

وساهمت حملة تقوم بها قوات أمريكية وعراقية بهدف القضاء على العنف في بغداد في جعل بعض الضواحي أكثر امنا غير أن الهجمات الانتحارية وعمليات الخطف والقتل الطائفي هي تذكرة يومية بمخاطر العيش في العراق.

وقال وزير التربية خضير الخزاعي ان ستة ملايين طالب بدأوا العام الدراسي. واضاف في تصريح لرويترز أنه تم بناء 250 مدرسة جديدة فيما جرى تجديد مدارس أخرى مما أضاف 1200 فصل دراسي جديد.

غير أن الاسر التي دفعها العنف والهجمات الطائفية الى الاحتماء بمناطق أكثر أمنا في العاصمة العراقية يزيدون من الصعوبات على المعلمين في أول يوم من الفصل الدراسي.

ويشير تقرير للهلال الاحمر العراقي صدر في اغسطس اب 2007 الى أن 612 ألفا و938 طفلا في بغداد قد انتقلوا من منازلهم منذ مارس اذار 2006 بمن فيهم القادمون من مناطق أخرى من العراق أو من ضواحي العاصمة أو منتقلون من حي الى اخر داخلها.

وفي أنحاء العراق بلغ اجمالي عدد الاطفال الذين انتقلوا من منازلهم منذ مارس اذار 2006 نحو 991 ألفا و233 طفلا.

وتشعر مديرة مدرسة الامل بالغضب بسبب عدم الوفاء بوعود تجديد المدرسة التي بنيت في عام 1932 مما اضطر المدرسة لتحويل ست غرف كانت تستخدم كمخازن الى حجرات دراسية.

وقالت أم صباح "بلغ عدد التلاميذ لدينا العام الماضي 987. أما العام الحالي فيبلغ عددهم أكثر من 1000. ربما 1150."

وأضافت أن الاجمالي ربما يزداد في نهاية شهر رمضان. وتابعت، كل تلميذ يأتي ومعه خطاب يقول انه نازح ولا يمكنني أن أقول لا ... والان كل فصل دراسي يضم 70 تلميذا محشورين مثل السردين.

وكان الوضع مشابها في مدرسة حيفا القريبة من حي الكرادة. وقال مدير المدرسة زهري عباس ان 41 تلميذا تركوا مدرسته في عام 2006 بسبب فرار الاسر الى خارج البلاد أو الى مناطق أخرى في العراق.

وزاد عدد التلاميذ بالمدرسة هذا العام بمالا يقل عن 20 في المئة نتيجة تدفق تلاميذ من أحياء أخرى ببغداد مثل الدورة والجهاد والغزالية حيث يتواصل العنف بلا انقطاع.

ورغم ذلك قال عباس ان أكثر من 80 بالمئة من التلاميذ تسلموا كتبهم الدراسية وانه تم تركيب أنابيب مياه جديدة تزود المدرسة بمياه الشرب كما أعيدت كسوة الحمامات بالبلاط.

لكن حميد معلم اللغة الانجليزية بمدرسة حيفا يشعر بالقلق ازاء الصحة النفسية لتلاميذه حيث اصيب الكثيرون بالصدمة بسبب العنف في بغداد.

وبدا أحد الطلاب الجدد بالمرحلة الاولى كما لو كان تائها عندما سئل عن اسمه. وقال الطالب انه لا يعرف. وسأل معلمه زملاءه قائلا، هل يعرف أحد اسم هذا الصبي.

وأضاف حميد، يمكن ملاحظة أن اقبالهم على الدراسة ليس كمثله في السنوات السابقة... ويمكن ملاحظة أن الكثيرين منهم غير مستعدين نفسيا. لكن ماذا يمكن أن نفعل.. اننا نعد لهم كل ما بوسعنا.

أكثر من 235 ألف طالب وطالبة توجهوا الى مقاعد الدراسة في كربلاء 

وقال مدير التخطيط التربوي في مديرية تربية كربلاء إن أكثر من 235 ألف طالب وطالبة في كل المراحل الدراسية توجهوا، الأحد، الى مقاعدهم الدراسية في كربلاء في أول يوم من العام الدراسي الجديد 2007-2008.

وأوضح علاء حسن الصافي لوكالة (أصوات العراق) أن المقاعد الدراسية في محافظة  كربلاء استقبلت 235070 طالبا وطالبة في عموم مدارس المحافظة، إيذانا ببدء بداية العام الدراسي الجديد 2007-2008.

وأضاف الصافي أن عدد طلاب المرحلة الابتدائية بلغ  169737 ألف طالب و طالبة، حيث يبلغ عدد الذكور 94118 طالبا، فيما يبلغ عدد الإناث  75619 طالبة.

وتابع، أما المرحلة الثانوية فقد بلغ عدد  الطلبة فيها  55333 ألف طالب وطالبة، منهم 30925 طالبا و24408 طالبة.

وبين مدير التخطيط التربوي في مديرية تربية كربلاء أنه تم توزيع كتب وقرطاسية على المدارس كافة ولجميع المراحل، وذلك أثناء العطلة الصيفية وفق جدول زمني حددته مديرية تربية كربلاء.

مشددا على أن على أولياء أمور الطلبة، عدم شراء الكتب والقرطاسية من الأسواق التجارية؛ واصفا مديرية تربية كربلاء بــ الجادة في توفير كافة احتياجات الطلبة من هذه المواد خلال العام الدراسي الجديد.

إقبال ضعيف

وشهدت بداية العام الدراسى اقبالا ضعيفا من طلبة جميع المراحل الابتدائية والمتوسطة والاعدادية والمعاهد التابعة لوزارة التربية والذي جاء متزامنا مع أداء الطلبة لامتحانات الدور الثاني التي بدأت منذ عدة ايام.

وعلق مديرعام الامتحانات عدي الخيرالله حول مواكبة بدء الدراسة لأداء الطلبة لامتحانات الدور الثاني قائلا لوكالة (أصوات العراق)، طلبت من السيد وزير التربية خلال اجتماع مع مدراء دوائر التربية في العراق وبغداد تاجيل بدء الدراسة وعدم تزامنها مع الامتحانات ، وقام الوزير باستشارة مدراء دوائر التربية في الاجتماع حول امكانية نجاح ذلك والذين ايدوا قرار بدء الدراسة مع الامتحانات واكدوا ان الامتحانات لن تؤثرعلى بدء الدراسة ولن تعرقلها .    

وقال مسؤول في مكتب وزير التربية، فضل عدم ذكر اسمه إن الوزارة قررت تقديم موعد بدء العام الدراسي الذي كان مقررا يوم السابع من الشهر الحالي الى الاول من هذا الشهر بسبب تاخير موعدها المعتاد كل عام والذي يبدا في منتصف شهر ايلول.

وقال صباح حميد  (54 عاما - مدرس في احدى ثانويات الطلاب في بغداد) ان بدء العام الدراسي الجديد غالبا ما يشهد تاخرا في التحاق الطلبة عن الدوام. مضيفا، ان الطلبة بواظبون على الدوام بعد اسبوعين او ثلاثة بعد بدء العام الدراسي.

وفي الغالب تشهد مدارس الطالبات مواظبة اكبر في الالتحاق بمقاعد الدراسة عن مدارس الطلاب.

وقالت نور محمود (18 عاما  - طالبة في مرحلة السادس الاعدادي  في مركز المدينة ببغداد) ان اغلب الطالبات وخاصة في المرحلة السادسة الثانوية يبادرن بالالتحاق بمقاعد الدراسة حرصا منهن على ان لا تفوتهن اي مناهج دراسية بسبب تاثير هذه المرحلة الحساسة على مصير ومستقبل الطالبة في تخصصها الجامعي.

ومن جانب اخر، تقول اسماء عمار( 16  سنة - طالبة في  معهد اعداد المعلمات في بغداد الرصافة) انها متلهفة الى الالتحاق بالدراسة، لانها تجد فيها متنفسا للخروج من المنزل وتغييرا في حياتها التي سيطرت عليها البقاء داخل جدران المنزل طوال اشهر العطلة الصيفية. 

واضافت، قبل سنتين واكثر، كنا  نجد متعة في  العطلة الصيفية عندما كان الوضع الامني جيدا. وتابعت، كنا  نخرج الى الاسواق ونزور الاقارب والاصدقاء، الان تلاشى كل ذلك في العامين الاخيرين واصبحت العطلة الصيفية سجنا لنا.

وشهدت مدارس الطلبة الذكورانعداما في الحضور، وقال عدد من الطلبة إنهم لا يهتمون بأمر التفوق في الدراسة وينصرفون الى الالعاب الالكترونية وكرة القدم بدلا من الالتحاق بالدراسة.

وقال احمد محمد ( 17 عاما  - طالب في الخامس الاعدادي في احدى الثانويات) انه حضر الى المدرسة لاداء امتحان الدور الثاني وليس من اجل بدء العام الدراسي  الجديد، وأضاف،  ليس سهلا ان احضر الامتحان واتوجه بعده لحضور بدء الدوام الرسمي .  

وقال مصطفى حميد ( 16 عاما - طالب في اعدادية مهنية)، شعرت بالضجرالشديد والكآبة بعد انتهاء العطلة الصيفية وبدء العام الدراسي حيث كنا نخرج ونلعب كرة القدم ونقضى اوقاتا ممتعة مع الاصدقاء من ابناء الجيران والحي.

واضاف، لم نتعود بعد على تحمل الجلوس في القاعة الدراسية لخمسة او ستة ساعات يوميا،  نحتاج الى اسابيع للتعود على وضع الدراسة .

وقال ضاحكا. حضرت الى المدرسة منذ اليوم الاول خوفا من ابي واخوتي الذين لن يترددوا بمعاقبتي اذا علموا باني لم التحق بالدراسة.

وعلى صعيد اخر، قال وليد حسين الناطق الاعلامي لوزراة  التربية لـ (أصوات العراق) إن اكثر من ستة ملايين طالب وطالبة من المفترض توجههم الى المدارس بجميع مراحلها الابتدائية والمتوسطة والاعدادية والمعاهد  التابعة  للوزارة .

وأضاف، الوزارة انتهت من  توفير 80 % من مستلزمات الدراسة للطلبة لهذا العام. مضيفا،  انه تم توزيع القرطاسية على العديد من المدارس منذ الفصل الدراسي  الثاني للعام الماضي. مشيرا الى  ان منحة من منظمة اليونسكو تقدر بخمسة ملايين دولار ونصف ساهمت في توفير تلك المستلزمات ومنها التعاقد مع شركات لتزويد المدارس بأجهزة كومبيوتر وتطوير وتزويد المدارس بالمناهج الحديثة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 10 تشرين الاول/2007 -27/رمضان/1428