تصاعدت في الاونة الاخيرة استغاثات وشكاوى المواطنين جراء التعسف
والترهيب الذي تمارسه ميليشيات جديدة اطلقت على نفسها زورا وبهتانا اسم
(الصحوة) في حين انها لم تقم بعمل يؤمن الامن والاستقرار في المناطق
التي تدعي انتماءاتها اليها كما هو الحال مع صحوة الانبار ومجس انقاذها
الذي اعاد الامن والاستقرار الى المحافظة وطرد الاجانب من عصابات
القاعدة الارهابية.
فـ (صحوة) السيدية والدورة و(صحوات) مماثلة في ديالى وفي بغداد كانت
وبالا على المواطنين، ان لم نقل انها عصابات القاعدة نفسها بشخوصها
واعمالها الارهابية، ولكن هذه المرة تحت مظلة امريكية – كما وصفها بيان
الائتلاف العراقي الموحد- الصادر قبل ايام ، والغريب ان (الصحوات)
الجديدة تعمل على نفس نهج القاعدة وليست ضدها كما الحال في الانبار،
فبقايا القاعدة في مناطق طرد الارهابيون الاجانب منها وفروا مذعورين
بعد ان تم تطهيرها من قبل الجيش والشرطة العراقيين، هذه البقايا
الاجرامية الشريرة عادت لتمارس القتل والترهيب والتهجير مرة اخرى ولم
يتغير أي شيء سوى استبدال اسم (القاعدة) باسم (الصحوة).
لقد اصدر الائتلاف العراقي الموحد قبل ايام بيانا استنكر فيه تجنيد
المجاميع المسلحة من قبل القوات المتعددة الجنسيات واحتضانها، وهي التي
ارتكبت ابشع الجرائم بحق الشعب، فضلا عن تخويلها مسؤوليات العمل الامني
بعيدا عن سلطة الحكومة..
وعد الائتلاف ذلك عملا يحمل في طياته مخاطر جسيمة وقد ظهرت في
الايام الاخيرة حيث نفذت بعض مفارز الجماعات المسحة (اياها) عمليات خطف
وقتل وابتزاز في كل من منطقة السيدية جنوبي بغداد وبعض نواحي محافظة
ديالى.
واكد البيان :(ان هذا يعني تأسيس ميليشيات جديدة بعيدة عن القانون،
وان عملية التعاطي مع المجاميع المسلحة وتشكيلاتها الجديدة تتم بعيدا
عن موافقة ورضا الحكومة العراقية المنتخبة مما يعد خرقا فاضحا لمبدأ
سيادة الدولة، وهو تجاوز للاتفاق المبرم بين الطرفين العراقي والامريكي
ويشكل تدخلا في شؤون البلاد الامنية والسياسية ويؤسس لحالة خطرة على
مستوى الحاضر والمستقبل).
ان ما يثير الاستغراب هو ان القوات المتعددة الجنسيات كانت وما تزال
تطالب الحكومة الوطنية المنتخبة وقواها الامنية باستئصال الميليشيات
الخارجة على القانون وقد ابرمت معها اتفاقا على السير قدما في هذا
المجال ، في حين ترعى ميليشيات جديدة تستولي على مناطق في بغداد واخرى
في ديالى وتقوم بقتل المواطنين واختطافهم وتهجيرهم، وتمنع القوات
المسلحة (الجيش والشرطة) من دخول تلك المناطق لحماية المواطنين او
لتخليصهم من اعمال الميليشيات الجديدة وارهابها.
ان تشكيل مجاميع مسلحة (ميليشيات) وتسليحها وحمايتها ومنحها رواتب
مجزية لا يخدم الوضع الامني خصوصا وان هذه (الميليشيات) ما هي الا
امتداد للقاعدة الارهابية التكفيرية.. وعليه الا يبدو ذلك مفارقة
غريبة؟!. |