معرض فرانكفورت الدولي للكتاب.. قيمة ألمانية وقيمة للآخرين

 شبكة النبأ: من الملاحظ بدرجة ملفتة ان المانيا ترعى الجوانب الثقافية اكثر من اية دولة اخرى حيث انها توفر اهمية كبيرة على الجوانب المعنوية والثقافية منها على الاخص وذلك من خلال اقامتها لمعرض الكتاب واعطاء الفرصة للاخرين من اظهار جهدهم الثقافي والادبي، ففيما يخص العراق مثلا كان هناك تفاعل الماني عراقي ثقافي واضح من اقامتها المهرجان الشعري والقصصي العراقي والمرتبط بجائزة شرق غرب وقد فاز الكتاب العراقيون لموسمين متتاليين في المشهد الشعري والقصصي وهاهي في هذه الفترة تتصدر الدعم وتهيئة المعرض العالمي الالماني للتركيز على المعنوي الثقافي الالماني والعالمي واعطاء الفرصة للآخرين،في معرض يتواجد فيه اكثر من 7300 ناشر من 110 دولة فان ذلك عمل مهم وواسع بكل تاكيد.

وعندما يبدأ المعرض السنوي للكتاب في فرانكفورت فانه يوفر اكبر الصفقات في مجال النشر خلال الفترة من العاشر حتى الرابع عشر من أكتوبر (تشرين الأول) الجارى.

ويبدأ معرض فرانكفورت للكتاب فعالياته بمشاركة 7300 عارض من 110 دول. وفي كل عام يختار المعرض دولة أو منطقة لتصبح بمثابة «ضيف خاص» مما يوفر فرصة لهذه الدولة أو المنطقة لعرض أدبها المعاصر. بحسب تقرير«الشرق الأوسط».

وسيجري التركيز هذا العام على الثقافة الكاتالونية من شمال شرق إسبانيا، وسيسلط الكاتالونيون الأضواء على أدبهم المعاصر وكتابهم الراحلين والمعاصرين الذين وفرت كتاباتهم نافذة للغرباء ليطلوا منها على عالمهم الفريد وتاريخهم المضطرب.

وعلى الجانب التجاري، فإن الناشرين وباعة الكتب يقبلون تدريجيا بفكرة وضع كتاباتهم ودورياتهم، أو على الأقل فهارس لنصوصها، على شبكة الانترنت باعتبار ذلك أداة تسويقية. وأخذت المكتبات زمام المبادأة فى بناء هذا العالم الجديد من الوصول الفوري للكتب.

وبينما تشهد مبيعات الكتب جمودا فى الغرب فإن المبيعات تقفز بصورة سريعة فى الاقتصاديات الناشئة مثل الصين، حيث أن الملايين من أطفال المدارس والطلبة فى حاجة إلى الكتب المدرسية والدوريات، وبالنسبة لألمانيا، باعتبارها الدولة المضيفة، فإن المعرض يمثل أيضا حدثا سنويا بارزا يجرى خلاله تسليم جائرة رئيسية للروائيين الألمان فى الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) قبل يومين من بدء فعاليات المعرض، كما يجري تسليم جائرة عالمية للمؤلفين فى اليوم الأخير من المعرض في الرابع عشر من أكتوبر، ووصلت ست روايات إلى المرحلة الأخيرة من الترشيحات للحصول على الجائرة الأولى، وهي جائزة الكتاب الألماني، التى تمنح تكريما للكتاب الألمان الشبان، وفي الوقت نفسه فإن المؤرخ الإسرائيلي سول فريدلاندر هو الفائز هذا العام بالجائرة الثانية الرفيعة وهي «جائرة السلام» التى يمنحها اتحاد الناشرين الألمان.

ونادرا ما تثير معارض الكتب أشجانا سياسية لكن معرض فرانكفورت الدولي للكتاب الذي يقام في الفترة من 10 إلى 14 أكتوبر المقبل أثار مساجلات حامية الوطيس بشأن مشاركة منطقة كتالونيا بشمال شرق إسبانيا كضيف خاص في معرض هذا العام.

ويتعلق الخلاف بقرار المنطقة التي يسكنها نحو 7 ملايين شخص التركيز على الكتاب الذين يكتبون أساسا باللغة الكاتالونية وليس الإسبانية، والقضية ذات حساسية سياسية، إذ أن اللغة الكاتالونية هي احد الرموز القوية للمنطقة الساعية لتأكيد هويتها «القومية» تمييزا لها عن بقية إسبانيا.

وعلى نحو ما أوضح نائب رئيس الوزراء الاقليمي، جوزيب لويس كارود روفيرا، بأن السلطات الكاتالونية ترى أن المعرض بمثابة فرصة لدعم ثقافة «امة بدون دولة»، فيما يتهم المحافظون الإسبان الكاتاالونيين بـ«اضطهاد» اللغة الاسبانية.

وتشعر مدريد بالقلق من أن التيارات الانفصالية داخل الحكومة الكاتالونية يمكن أن تستغل الحدث الذي ستشهده فرانكفورت في خدمة قضيتها، والحكومة الاقليمية التي يقودها الاشتراكيون في برشلونة والتي تشمل الحزب الكاتالوني الانفصالي الذي ينتمي إليه كارود ـ روفيرا، مصممة على الاستفادة لأقصي حد من معرض الكتاب الأبرز في العالم والذي خصصت له ميزانية ضخمة بلغت 12 مليون يورو (16 مليون دولار).

جدل بشان تحويل الكتب إلى نصوص رقمية

وبسبب المخاوف من الخسائر المادية ، تقاوم صناعة الكتب فى معظمها رؤية رواد الانترنت الخاصة بوضع كل الرصيد العالمي من المعلومات المنشورة على شبكة الانترنت .

ووصفت بعض المكتبات الاوروبية محاولة تحويل 500 عام من الكتب والصحف إلى نصوص رقمية بانها مؤامرة استعمارية ، نظرا لان اكبر اللاعبين مثل جوجل موجودين فى الولايات المتحدة .

ولكن مكتبات اخرى وقعت اتفاقيات مع جوجل، ويشعر معظم القراء ومستخدمو الانترنت الذين لجأوا إلى خدمات مثل البحث عن الكتب من جوجل بالسعادة من قدر المساعدة التى يحصلون عليها من جراء ذلك الأمر فى الوصول الى الكتب المفيدة.

وسوف تكون مسألة تحويل النصوص المنشورة إلى نصوص رقمية ، سواء أكانت تشكل تهديدا لثقافة الكتاب أم لا ، قضية تحوم فى أفق معرض فرانكفورت للكتاب فى الفترة من العاشر الي الرابع عشر من اكتوبر الجارى .

ولا تكشف خدمة البحث عن الكتب من جوجل عن الحجم الذى وصلت اليه ولكن هناك تقارير تشير الى انها تقوم حاليا بترقيم 3 الاف كتاب يوميا مما سوف يعنى مليون مجلد سنويا، ويقوم محرك البحث فى جوجول بفهرسة النصوص الكاملة للكتب.

ولا تنتقد صناعة الكتب جوجل لقيامها بنسخ الكتب القديمة التى انتهت مدة حقوق الملكية الفكرية الخاصة بها.

ولكن صناعة الكتب تعرب عن اعتراضها عندما لاتزال الكتب محمية بحقوق الملكية الفكرية وتقول صناعة الكتب انها تتمتع بحقوق حصرية لاستخدام هذه الكتب للاغراض التجارية، ولم تستطع هذه الصناعة حتى الان ان توقف ممارسات جوجل من خلال اللجوء الى القضاء.

وتذكر خدمة البحث عن الكتب من جوجل ، التي تستعير الكتب من مكتبات امريكية واوروبية واسيوية لمسحها اليكترونيا لتحويلها إلى نصوص رقمية ، انها سوف تعرض «قصاصات » مابين ثلاثة الي اربعة اسطر فى المرة الواحدة من معظم الكتب الصادرة فى القرن العشرين وسوف تحذف كتب الأفراد من فهارسها اذا ما تقدم صاحب الملكية الفكرية بشكوى.

ويقول المؤيدون ان جوجل ليس أمامها بديل أخر نظرا لان الكثير من الاشخاص الذين يحتفظون بحقوق الملكية الفكرية قضوا نحبهم ولم تعد مؤلفاتهم تتداول كما يتعذر من الناحية العملية اقتفاء اثرها، ولكن الناشرين يتهمون جوجل «بسرقة»الكتب عندما تنسخ محتواها على اجهزة الخوادم الضخمة لديها.

ست روايات تتنافس على الجائزة

وادرجت ست روايات في قائمة قصيرة تتنافس على الفوز بجائزة الرواية الالمانية الشهر المقبل وهي جائزة سنوية قيمتها 25 الف يورو ( 35 الف دولار) تمنح للروايات القصصية المكتوبة بالالمانية.

وتأسست هذه الجائزة عام 2005 بهدف جذب الاهتمام الدولي لروايات الكتاب الالمان الشبان.

وكانت رواية «الفقراء »لكاترينا هاكر قد فازت بجائزة العام الماضي وحققت مبيعات كبيرة ثم صدرت النسخة الانجليزية للرواية منذ ذلك الحين .

وتعلن مجموعة «بورصنفراين »التجارية للنشر والتوزيع في الثامن من أكتوبر الجارى عن اسم الفائز هذا العام في مستهل فاعليات معرض فرانكفورت.

ومن بين الروايات الست المرشحة للتنافس على الفوز بالجائزة رواية «القمر والعذراء »لمارتين موسباخ وهى رواية كوميدية تحكي قصة زوجين شابين وما يحدث لهما عندما يؤسسان منزلا للزوجية في وسط مدينة فرانكفورت ورواية «بالتأكيد هو أنا » لتوماس جلافينيتش وهي رواية كوميدية عن شخصية خيالية لرجل يدعى توماس جلافينتش الذى يحاول كتابة رواية تحقق أعلى المبيعات .

وتأتى رواية «الجزء الغربى من العالم »لمايكل كو لماير كأحدى الروايات التى تضمها قائمة الاختيار وتصور حياة عائلتين مختلفتين تماما في النمسا والمانيا طوال مسيرة القرن العشرين كما تتنافس ضمن قائمة الروايات رواية «الاغنام الغاضبة » لكاتيا لانجه ـ موللر وتصور علاقة حب بين امرأة من برلين ومجرم مدان.

وتضم القائمة كذلك رواية «هروب فالنر» للكاتب توماس فون شتاينكر وهي تصور حياة احدى الاسر وتتركز الرواية حول رب هذه الاسرة وهو رجل أعمال وابنه موسيقي غير مستقر وحفيدته غير الشرعية أما الرواية السادسة فمؤلفتها هى الكاتبة جوليا فرانك وتحكي قصة هيلين التي انتهت طفولتها السعيدة بسرعة مع اندلاع الحرب العالمية الاولى وتوتر حياتها الزوجية ووصول هذا التوتر إلى ذروته في ظل فظائع الحرب العالمية الثانية.

الروائي الصومالي نور الدين فرح يتصدر القائمة الادبية

 ويتصدر الروائي الصومالي نور الدين فرح قائمة الكتاب الافارقة بمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب الذي يحتفل بيوم إفريقيا هذا العام.

ويعتبر فرح الذي وصف بأنه أهم مؤلف ظهر في إفريقيا خلال الخمس وعشرين عاما الماضية والفائز بجائزة نيوستاد الادبية الدولية عام 1998 عن كتابه «اسرار»مرشحا قويا للفوز بجائزة نوبل في الاداب.

وغالبا ما يشاد بفرح كمؤيد لحقوق المرأة نتيجة أسلوب تناوله للشخصيات النسائية في رواياته المكتوبة بالانجليزية.

وقال فرح «61عاما» إن الكتابة هي «مجرد مهنتي». ونشرت منذ فترة قليلة أحدث أعماله «عقد» وهي ثاني رواية في ثلاثيته التي طبعت ثلاث مرات.

ومن المقرر أن يشارك الروائي الصومالى في مناقشات حول «فن الرواية الافريقية الرفيع»بمعرض الكتاب الذي يشارك به العديد من المثقفين والكتاب والشخصيات الادبية الافريقية اللامعة.

وقال فرح إن وطنه الاصلي سيكون دائما محورا لاعماله التي يراها مجرد رواية طويلة تدور احداثها في مكان واحد وهو الصومال رغم أنها تباع كروايات منفصلة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 8 تشرين الاول/2007 -25/رمضان/1428