الضمير السعودي والصحوات المتأخرة

شبكة النبأ: لا يمكن قياس معاناة الشعب العراقي في ظل العنف والارهاب الذي عاشه طوال اربع سنوات من الاحتلال ومعه التكفير والتفجيرات الانتحارية التي لا ترحم طفلا او امراة او شيخا كبير، ولكن الامل ما زال يحدو العراقيين في صحوة ضمير انسانية ضد الدعوات المتطرفة التي تستحل دماء المدنيين الابرياء.

وقال المفتي العام للمملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز الشيخ انه يجب الا ينضم سعوديون "للجهاد" خارج المملكة في تحذير جاء بسبب من يذهبون لمحاربة القوات التي تقودها الولايات المتحدة في العراق.

وذكرت تقارير اعلامية أن عددا كبيرا من السعوديين حاربوا مع المسلحين السنة في العراق.

وقال الشيخ عبد العزيز في فتوى نشرتها وكالة الانباء السعودية الرسمية: بات شبابنا سلعة تباع وتشترى لاطراف شرقية وغربية...فكانوا أداة في أيدي أجهزة خارجية تعبث بهم باسم الجهاد يحققون بهم أهدافهم المشينة وينفذون بهم مآربهم في عمليات قذرة. بحسب رويترز.

وأضاف، وأوصي أصحاب الاموال بالحذر فيما ينفقون حتى لا تعود أموالهم بالضرر على المسلمين كما أحث اخواني من العلماء وطلبة العلم على بيان الحق للناس والاخذ على أيدي الشباب وتبصيرهم بالواقع.

وقال مفتي السعودية: رأيت أن أكتب هذه الكلمة بعدما لوحظ منذ سنوات خروج أبنائنا من البلاد السعودية الى الخارج قاصدين الجهاد في سبيل الله وهؤلاء الشباب لديهم حماسة لدينهم وغيرة عليه لكنهم لم يبلغوا في العلم مبلغا يميزون به بين الحق والباطل.

وكان وزير الداخلية السعودي نايف بن عبد العزيز قد قال لرجال الدين السعوديين في وقت سابق من هذا العام ان عليهم فعل المزيد لوقف ذهاب الشبان الى العراق. وحذر مفتي السعودية من قبل من القتال خارج البلاد لكن دعوته كانت مباشرة بصورة أكبر هذه المرة.

وشعرت السعودية بالحرج من فكرة ان يوفر سعوديون وقودا للهجمات الانتحارية ضد المدنيين في العراق وتخشى من عودة المتشددين بعد ذلك للمملكة لشن هجمات ضد الحكومة السعودية.

«الجهاد في الخارج»: فيه مفاسد عظيمة وإستغلال في عمليات قذرة

وذكرت تقارير صحفية في شهر تموز يوليو الماضي أن أكثر من أربعة آلاف سعودي ومصري وسوري قتلوا في العراق ، كما أوضحت التقارير نقلا عن أرقام عسكرية أمريكية رسمية، أن الجيش الأمريكي يعتقد أن 45 في المائة من المقاتلين الأجانب في العراق هم من السعودية.

واضاف انه «ترتب على عصيان هؤلاء الشباب لولاتهم ولعلمائهم وخروجهم لما يسمى بالجهاد في الخارج مفاسد عظيمة منها:

1- عصيان ولي أمرهم، والافتيات عليه، وهذا كبيرة من كبائر الذنوب...

2 - وجد من بعض الشباب الذين خرجوا لما يظنونه جهادا، خلع بيعة صحيحة منعقدة لولي أمر هذه البلاد الطاهرة بإجماع أهل الحل والعقد، وهذا محرم ومن كبائر الذنوب...

 3- وقوعهم فريسة سهلة لكل من أراد الإفساد في الأرض، واستغلال حماستهم حتى جعلوهم أفخاخا متحركة يقتلون أنفسهم ، لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية لجهات مشبوهة.

 4- استغلالهم من قبل أطراف خارجية، لإحراج هذه البلاد الطاهرة، وإلحاق الضرر والعنت بها، وتسليط الأعداء عليها، وتبرير مطامعهم فيها».

وذكّر الشيخ، أن أمر الجهاد موكول إلى ولي الأمر، وعليه يقع واجب إعداد العدة وتجهيز الجيوش، وله الحق في تسيير الجيوش والنداء للجهاد وتحديد الجهة التي يقصدها والزمان الذي يصلح للقتال إلى غير ذلك من أمور الجهاد كلها موكولة لولي الأمر، بل أن علماء الأمة أهل الحديث والأثر قد أدخلوا ذلك في عقائدهم، وأكدوا عليه في كلامهم... وهذا الأمر مستقر عند أهل السنة والجماعة أن لا جهاد إلا بأمر الإمام وتحت رايته...

وإستخلص الشيخ عبد العزيز ان الذهاب بغير إذن ولي الأمر مخالفة للأصول الشرعية، وارتكاب لكبائر الذنوب والمحرض لهؤلاء أحد رجلين: - إما جاهل بحقيقة الحال، فهذا يجب عليه تقوى الله عز وجل في نفسه وفي بلاده، وفي المسلمين، وفي هؤلاء الشباب، فلا يزج بهم في ميادين تختلط فيها الرايات وتلتبس فيها الأمور... - وإما رجل يعرف حقيقة الحال، ويقصد إلحاق الضرر بهذه البلاد وأهلها بصنيعه هذا، فهذا والعياذ بالله يخشى عليه أن يكون من المظاهرين لأعداء الدين على بلاد التوحيد وأهل التوحيد، وهذا خطر عظيم».

وقال مفتي السعودية في كلمته: أوصي أبنائي الشباب بطاعة الله قبل كل شيء ثم ولاة أمرهم والارتباط بعلمائهم، هذا مقتضى الشريعة، وأوصي أصحاب الأموال بالحذر فيما ينفقون حتى لا تعود أموالهم بالضرر على المسلمين، كما أحث إخواني من العلماء وطلبة العلم على بيان الحق للناس، والأخذ على أيدي الشباب وتبصيرهم بالواقع، وتحذيرهم من مغبة الانسياق وراء الهوى، والحماسة غير المنضبطة بالعلم النافع

وفي 30 أكتوبر (تشرين الأول) 2002، حذر آل الشيخ، خلال استقباله مسؤولي وطلاب من جامعة الملك سعود، من الدعايات المضللة ودعاة السوء والفتن ومن يحبون ان يملأوا القلوب حقدا وحسدا على اهل الاسلام، مؤكدا ان العالم الاسلامي يمر اليوم بأحداث جسيمة وامور خطيرة وتحديات قد لا يكون ما سبقها في العهد القريب مثلها، ولكن كيف يخرج المسلم وكيف تنجو الامة من هذه الاحداث ومن هذه الاهوال ومن تلكم الفتن المختلفة والمتنوعة.

وعاد المفتي في 20 مايو (آيار) 2003، ليصف منفذي تفجيرات الرياض الشهيرة بالمنحرفين عن جادة الإسلام، وقال ان «تفجير ثلاثة مجمعات سكنية يقطنها الأجانب بالرياض في الاسبوع الماضي مما اودى بحياة 34 شخصا بينهم ثمانية اميركيين، عمل نفذه «منحرفون» عن جادة الاسلام». وحذر آل الشيخ في 21 أغسطس (آب) 2003، الشباب من مخططات أعداء الدين وطالبهم بأن يسألوا أنفسهم من المستفيد من التفريق بين المسلمين وولاة أمورهم وقادة بلدانهم، كما سأل من المستفيد من زعزعة أمن البلاد المسلمة ووضع السيف عليهم وإراقة دمائهم.

وفي 14 ديسمبر (كانون الأول) 2003، أكد مفتي عام السعودية، أن الغلو أو ما قد يصطلح عليه بالتطرف خطير جداً في أي مجال من المجالات حتى لو كان لباسه دينيا، مشيرا الى أن ديننا الاسلام قد حذر منه حتى لو كان بلباس الدين. يقول النبي صلى الله عليه وسلم «إياكم والغلو» ويقول صلى الله عليه وسلم «هلك المتنطعون». وفي 13 يناير (كانون الثاني) 2004، هاجم آل الشيخ من أسماهم تجار الظلام وسماسرة الارهاب، بتضليل الشباب وقال «من اعظم اسباب الغلو والانحراف وما ينتج عنهما من عمليات التفجير والارهاب العدواني، التصورات الفكرية الخاطئة، نتيجة الجهل أو الهوى أو نتيجة تضليل متعمد من قبل جهات مستفيدة».

وفي غرة أبريل (نيسان) 2006، حذر المفتي من التصدي للفتوى الشرعية، إلا من قبل العلماء المؤهلين تأهيلا شرعيا حتى لا تقع الفرقة والفتن بين المسلمين وتؤدي الى عواقب لا تحمد عقباها. وطالب المفتي علماء المسلمين ودعاتهم بالدعوة الى الوسطية التي جاء بها الدين الإسلامي الصحيح والتصدي للأفكار التي تهدد الأمة وتطال أبناءها ومقدراتها ومكتسباتها.

واستنكر الشيخ المفتي في 24 يونيو (حزيران) 2006، ما تقوم به «الفئة الضالة» من أعمال إجرامية، مطالبا المجتمع بألا يقر مجرما على إجرامه، ولا يتغاضى عن أولئك ولا يتستر عليهم. وقال: «أهل كل حي مسؤولون متى رأوا شيئا مما يشتبه، فليبلغوا ولا يقروا مجرما على إجرامه، فالجيران وأهل الحي، وكل فرد مسلم يعلم عن هؤلاء أو يطلع على شيء مما يريدونه بالأمة من مكائد وبلاء يجب أن لا يكون الموقف موقف المتفرج، بل موقف من يحمي الدين والأمن والاستقرار، ورحم الله من نصر الدين ولو بشطر كلمة».

وفي 28 أبريل (نيسان) 2007، أكد الشيخ، أن ما قامت به خلايا الفئة الضالة يعد من كبائر الذنوب ومن ضلالات المبتدعة التي شابهوا فيها أهل الجاهلية، موضحا أن مبايعة هذه الفئة، لزعيم لهم على السمع والطاعة، يعد خروجاً على ولي الأمر وهو مطابق لفعل الخوارج.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 4 تشرين الاول/2007 -21/رمضان/1428