شبكة النبأ: مع بداية العام الدراسي
الجديد توافد الالاف من طلبة المدراس الابتدائية والمتوسطة والثانوية
الى مدارسهم في مدينة كربلاء المقدسة، وهم يتذرون الى الله سبحانه
وتعالى بأن يكون هذا العام ليس كالاعوام السابقة وهو يحمل في جعبته
العديد من المشاكل والمعوقات من قبيل نقص الكادر التدريسي والدوام
المزدوج والكثافة العددية في الصف الواحد ناهيك عن النواقص في الكتب
والدفاتر والمستلزمات الاخرى، كنقص الرحلات وعدم وجود دورت مياه
بالاضافة الى افتقار بعض الصفوف الدراسية الى الابواب والشبابيك غير
المهيأه لحماية الطالب من برد الشتاء وحر الصيف ومشاكل اخرى.
يقول(علي غالي) وهو معلم في مدرسة الشعب بحي الغدير: لا شك بأن
العملية التعليمية هي بمثابة عملية بناء معقدة تقتضي تضافر كل الجهود
أبتداء من المعلم الى الطالب الى الاهل الى المؤسسات الحكومية بمختلف
توجهاتها، الى ابسط مواطن في هذا البلد كونها في الاساس تهدف الى بناء
جيل جديد، لذا يجب علينا ونحن في بدأية العام الجديد ان تستفهم
المنهجية العلمية من اجل تجاوز كل المعوقات والاخفاقات التي تعترض سير
العملية التدريسية والتعليمية في أنا واحد، وفي بعض الاحيان يشكل
الاخفاق في جانب معين حجر الزاوية في الاخفاق في جوانب اخرى، هذا مما
يضع في أعانقنا مسؤولية الحرص على تأدية هذا الواجب بكل أمانه من خلال
التسامي فوق حيثيات ونوازع النكوص والترهل في استمرار هذا الزخم وهذا
الجهد الخلاق من خلال تضافر مسيرة البناء الحضاري للانسان والفرد
العراقي.
(جميل جعفر) قال لـ(شبكة النبأ): يقينا بأن التعليم هي مسؤولية
دينية واخلاقية قبل ان تكون مسؤولية وطنية، ولكن ثمة ثقافة جديدة على
الواقع العراقي يشرع الكثير بالترويج اليها عن طريق بث روح الانكسار
والهزيمة امام المتصدين للعملية التعليمية، وهي بأن التعليم لا يجدي
ولا ينفع بل ربما لا يشبع، وتلك الثقافة هي اقرب ما تكون الى حرب
الابادة لشعب وادي الرافدين، هذا مما يفضي بالطالب الى حالة النزوع
وعدم الاكتراث بأستمرارية التعليم، وهذا بطبيعة الحال ما يسعى اليه
أعداء العراق اليوم، ففي السابق تجد الطالب رغم الظروف الصعبة والعوز
المادي لا يستطيع الطالب تحت أي ظرف من الظروف ان يتخلى عن التعليم،
ناهيك بأن ثقافة المجتمع هي التي كانت تزرع في داخلة ديمومة التواصل
المعرفي، ولكن اليوم مع شديد الاسف نجد الاهل غير معنيين بمتابعة
ابناءهم من خلال الكشف عن مستواهم العلمي من خلال مراجعة ادارة
المدرسة، لذا فألنتيجة محسومة مسبقا لصالح التقهقر والانحسار في
المستوى التعليمي عاجلا ام اجلا.
أما والد الطالب (حمزة) فهو يقول: يقينا بان الظروف التي يمر بها
شعبنا هي ظروف استثنائية والانسان العراقي مستهدف بشتى الطرق وبمختلف
الوسائل فهو مهدد في رزقة وحياته وفي كل مستلزمات البقاء على وجه الارض
فليس هناك كهرباء وليس هناك امن وليس هناك وقود ناهيك عن استشراء أفات
كثيرة نفسية وعضوية في الجسد العراقي اليوم، ولكن ورغم كل تلك التحديات
يبقى هذا الشعب اللق يستفيض بالكثير من المعطيات والمعاني العطرة في
دنيا الوجود، وما أعنيه بان الظروف بمجملها لا تشجع على اعتماد عملية
تعليمية سليمة وليست هناك مقومات للارتكاز ولكن يبقى الانسان يصارع
الفناء من اجل البناء.
(ام علي) وهي ربة بيت، قالت: أني لاعجب هذه الايام ما يردده بعض
المثقفين والاعلاميين عبر وسائل الاعلام وهم يتذرعون بحجج من شأنها ان
تضع العراقيل والمنغصات امام الارتقاء بالواقع التعليمي، فأني رغم
قصوري الفكري والعلمي أدرك بان اعداء العراق يتشبثون بكل ما من شأنه أن
يضع العراقيل والمعوقات من اجل التخلى عن دورنا الريادي في هذه الامة،
وأنا كأم عراقية اقول لهم بصراحة لن تثنينا كل محاولاتكم الجبانة
واليائسة من اجل عدم مواصلة مسيرة التعليم والبناء بل على العكس كلما
حاولتم الاجرام اكثر زاد اصرارنا، وليس هناك معوق يمنعنا من اكمال
مسيرة التعليم وان كانت هناك ثمة رحله مكسورة او شباك مكسور او هناك من
ضعاف النفوس من تجاوز على المال العام ولم يكمل بناء مدرسة هنا او
هناك، فنحن اصل الحياة ونحن من يتشرف التاريخ بان يضعنا في اول
ابجدياته، فأني أقول لكل من يدعي بان هناك ما يمس بشرف العملية
التعليمية بانه مخطىء لان شرف العلم والعلماء في العراق مصان رغم عبث
وحقد الحاقدين.
(حسين علي) طالب في الصف الخامس، قال لـ(شبكة النبأ): رغم صغر سني
ولكن أدرك بان العلم نور ورغم كل الاشكلات المادية والامنية التي باتت
تقض مضجع العائلة العراقية والتي بمقتضها بات الكثير من العوائل يعول
على عدم استمرار ابناءهم في المدارس، ولكن هناك ثمة ارادة تدعونا الى
تفويت الفرصة على الذين يريدون بالعراق سواء، لذا ينبغي على الجميع ان
يتحامل على نفسه في ظل نقص الملابس او نقص الكتب والدفاتر أوعدم توفر
الحقائب والاحذية من اجل ان نطلق عبارة التحدي لكل من تسؤل له نفسه
النيل من ارادة هذا الشعب الصابر العنيد ولنثبت لانفسنا وللعالم اجمع
باننا اول من علم الانسانية الكتابة.
أذن نحن مطالبون اليوم بأن نضع دراسة شاملة تأخذ بنظر الاعتبار كل
الإسقاطات التي من شأنها ان تأخر عجلة
التقدم والنهوض بالعملية التعليمية، وهي بالتأكيد جزء لا يتجزء من
الوضع العام للحالة العراقية الجديدة، علما بأننا ندرك ما كانت عليه
العملية التعليمية في عهد النظام السابق وما كان يصيبها من وهن او تأخر
وهو مشروع كان يعتبر نقطة مهمة في بناء الدولة البعثية البائدة، ولكن
ما يهمنا اليوم ان نقف على أدوات النكوص ومحاولة تجاوزها.
وهي مهمة كبيرة جدا ومسؤولية مشتركة يتحمل الجميع تبعتها من الطالب
الى الأسرة الى الهيئة التدريسيه الى الحكومة ذاتها من وزير التربية
الى رئاسة الدولة، فالجميع اليوم مطالب ان يؤدي دوره في عملية الارتقاء
بالواقع التعليمي، وحيث لن يكون هناك مسوغ مشروع يعفي أياً منا عن تحمل
مسوليتة، علما بأننا ندرك حجم المشكلة ولكن نحن أمام التزام أخلاقي
وأنساني وديني يفرض على أمة الضاد ان تضرب مثلاً في الريادة التعليمية
ولتثبت للعالم بانها فعلاً من علمت الدنيا الحرف.
|