تنامي هاجس الخوف من الصناعة الصينية

 شبكة النبأ: الصناعات الصينية بدت وعلى مستوى عالمي وكانها ضربة غير مباشرة لسمعتها الصناعية منذ حصول مشكلة معجون الاسنان وما اثارته من حملات اعلامية في الولايات الامريكية وقد انسحبت تلك الزوبعة الى الشك بكل ما هو صيني الصنع مما اربك الانتاج الصيني من السلع التي تصدر الى الدول الغربية وبالمقابل فان هناك اجراءات احترازية تتخذها تلك الدول على المصنوعات الصينية المصدرة وعلى شتى انواعها، بحيث اوجدت مختبرات معنية لتقصي صلاحية المنتج الصيني حصرا.

يقطع عامل يرتدي زي معمل ابيضا طقم لعبة الاطفال (هالو كيتي) المصنوع من البلاستيك لقطع صغيرة في حجم حبة العدس ويغمره في كيماويات تشبه الحمض الذي تفرزه المعدة.

وفي مكان اخر في القاعة تضرم النار في دببة من القماش لقياس كم من الوقت سيمر قبل ان تشتعل بها النيران وتلقى عرائس من ارتفاعات مختلفة ويحشر جنود صغار الحجم في اسطوانة معدنية قطرها مماثل لبلعوم طفل. بحسب تقرير رويترز.

وتشهد عمليات اختبار سلامة المنتجات زيادة مضاعفة في اعقاب سحب لعب اطفال مصنعة في الصين من بينها مجموعات عرائس باربي انتجت لحساب ماتل عملاق صناعة لعب الاطفال في وقت سابق من الشهر نظرا لوجود نسبة عالية من الرصاص في الطلاء المستخدم.

وقال ايان اندرسون مدير اسيا والمحيط الهادي لاختبار لعب الاطفال والسلع المشابهة في شركة اس.جي.اس السويسرية لخدمات اختبارات السلامة "نعمل نوبات اضافية (منذ)اليوم التالي لاصدار ماتل بلاغها.

وجاء سحب لعب الاطفال وسط سلسلة فضائح بشأن سلامة منتجات صينية اثارت مخاوف الجميع من مستهلكين يخشون وجود الرصاص في لعب اطفالهم وشركات كبرى تخاف على سمعتها وسعر اسهمها وبين المنتجين الصينيين المتعاقدين مع هذه الشركات الكبرى وتعتمد اعمالهم عليها.

وفيما يخص الشركات التي تجني مالا من اختبارات سلامة السلع مثل اس.جي.اس وانترتك وبيرو فريتا الفرنسية فان فضائح السلامة ومعظمها بسبب عيوب في التصميم وليس عيوب صناعة مصدر دخل وفير.

وتدلل صناديق لعب الاطفال التي يكتظ بها معمل اس.جي.اس في هونج كونج على هذه الفرصة الكبيرة خصوصا وأن مصانع لعب الاطفال في الصين تعمل بكامل طاقتها لتلبي طلبات من الغرب وشحنها في وقت مناسب لاحتفالات عيد الميلاد.

وقال اندرسون نعم انه امر جيد لانشطة الرقابة والاختبار. كل ما يتطلب اختبارات اضافية مفيد لمجال نشاطنا.

وفي انترتك قال مسؤول ان القائمين علي اختبار لعب الاطفال.. منشغلون جدا.. في الاونة الاخيرة.

ولكن حمى الاختبارات تقلص هامش الربح الضئيل بالفعل الذي تجنيه المصانع الصينية التي تورد 80 في المئة من لعب الاطفال على مستوى العالم كما انها لا تضمن الكشف عن جميع العيوب.

وتتصدي الصين لسيل من التحذيرات وسحب سلع مما هز ثقة الاسواق العالمية في علامة (صنع في الصين) على منتجات من معجون الاسنان واطارات الى حلوى واسماك.

وقدمت ماتل اعتذارا نادرا للصين في الاسبوع الماضي لاضرارها بسمعتها نتيجة سحب لعب اطفال، واعترفت بأن معظم المشاكل ليس منبعها المصانع بل نتيجة عيوب في التصميم.

ورغم ذلك طالبت ادارة الرقابة على الجودة والتفتيش والحجر الصحي في الصين برقابة اكثر صرامة وتطالب الان مصدري لعب الاطفال بتقديم تقرير مع كل شحنة يفيد اجراء اختبارات معملية من معامل معترف بها

وبالنسبة لمنتجي لعب الاطفال في الصين الذين يجنون ربحا ضئيلا جدا فانهم لا يستطيعون تحمل هذه التكلفة الاضافية.

وتقول ليونا لام الرئيسة التنفيذية لشركة ليكونسيبتس هولدينج وهي شركة من هونج كونج تنتج لعب اطفال في مدينة دونجوان بجنوب الصين لتصديرها ان التكلفة البسيطة لاختبار كل قطعة اضافية تنفيذا للوائح الحكومية الجديدة ليست كبيرة في حد ذاتها ولكن قد ترتفع بمرور الوقت.

وقالت يطلبونه (التقرير) مع كل (شحنة).. في السابق كان يطلبونه ربما مرة واحدة في العام. وتابعت لن تكون هناك مشكلة اذا كان هذا الوضع لبضعة اشهر واضافت ان تأجيل الشحنات يرفع التكلفة أكثر.

وقال اندرسون ان هناك حوالي عشرة الاف مصنع للعب الاطفال في الصين ومعظمها في اقليم جوانجدونج المجاور لهونج كونج وان زيادة الاختبارات المعملية المطلوبة ادت لأزمة بالفعل.

وتابع، يكتشف البعض الان انه لا يسعه اجراء جميع الاختبارات في الفترة المحددة وشحن السلع وتحقيق عائد طيب. تذكروا اننا في فترة ذروة الطلب.

وتطالب شركات لعب الاطفال الكبري التي تقيم مصانع لانتاج لعب اطفال لحسابها في الصين بعينات اضافية لاختبارها ايضا.

كما ان الحكومات حول العالم ومن بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا واليابان واستراليا تدرس او تطبق لوائح جديدة لضمان مستوى الجودة مما قد يؤدي لاجراء المزيد من الاختبارات.

ويقول دونالد مايز المسؤول عن سلامة المنتجات باتحاد المستهلكين ومقره الولايات المتحدة تواجه الصين تحديات هائلة لتطبيق معايير السلامة الامريكية على السلع التي تصدرها لتلك الدولة.

وتابع ولكن تشجعنا باشارة منتجي لعب الاطفال ومتاجر التجزئة في الولايات المتحدة عن رغبتها في وجود طرف ثالث بتفويض فيدرالي يختبر منتجات الاطفال.

ولكن هل ترفع موجة الاختبارات الجودة ..

تقول لام انها تزيد الوعي لدى الناس .. ينبغي ان تحسن التصرف لا تقم باي خدعة.. الناس تراقبك.

ولكن دان تشومورو المدير العام الاقليمي لمؤسسة الاستشارات كونترول ريسكس في الصين الكبرى وشمال اسيا يقول انه لن تكون هناك ضمانات للجودة طالما تنتقي المصانع القطع التي تختبر.

واضاف يمكن ان يقول المرء 'اخذت منتجاتي للمعمل ومنحني شهادة بخلو المنتج من اي شائبة'.. اذا كان هو من ينتقي فانك لن تحل المشكلة.

ورغم زيادة عدد الاختبارات فان كم المنتجات في سوق لعب الاطفال ضخم لدرجة تستبعد ان تخلو الصناعة من المشاكل.

ويقول اندرسون مع وجود ما يصل الى 30 ألف لعبة اطفال مختلفة في السوق في اي وقت ينبغي ان تؤمن بان قله منها لن ترقى للمعايير الموضوعة. من المناسب مهاجمة الصين في الوقت الحالي لكن هذا خطأ. لا تستحق ذلك.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 1 تشرين الاول/2007 -18/رمضان/1428