كوليرا الماء وطاعون السياسة

حامد الحمراني

 ليس هناك شعب في العالم لا يخاف من الامراض بما فيها مرض الكوليرا، الا العراقيين، وقد مرت انفلونزا الطيور بردا وسلاما عليهم، ولم يعبأوا بما قيل وقال انذاك، والسبب بسيط جدا؛ فانهم ابتلوا باكبر من تلك الامراض، فقد جربوا كوليرا الطواغيت بشقيها الوطني والاجنبي، وبكتريا المحاصصة، وطاعون المفخخات، وسرطان التهجير، وهم الان مصابون بالجلطة السياسية التي لا اظن تنفع معها العمليات القيصرية الامريكية. لأن (مصل المواطنة) هو العلاج الوحيد ضد الكوليرا التي اعلنت بغداد للاسف خلوها منه.

والكوليرا هي إحدى الأمراض التي تصيب الجهاز الهضمي، اما امراض التهجيروالمفخخات والمفرقعات فانها  امراض تصيب الجهاز السياسي .

والكوليرا لمن لا يعلم، عبارة عن ميكروب يدعى الفيبرو ويكون سبب ظهوره بنسبة 90% الى المياه الملوثة و 10% منها الى الطعام الملوث وينتقل المرض عن طريق الفم. تبدأ أعراض الإصابة بإسهال شديد ثم قيء يصحبه جفاف حاد وانخفاض في درجة الحرارة وأكثر ما يميز الكوليرا القدرة على الانتشار السريع بين أكثرمن مصاب وفي أماكن متعددة.

 وأهم طرق الوقاية بعيدا عن الأمصال هي التأكد من نظافة المأكل والمشرب وفحص جميع القادمين من الخارج.

اما طاعون المفخخات وسرطان التهجير والجلطة السياسية  فانه يجمعهم  مايكروب اسمه (المحاصصة، والبكاء على اطلال الدكتاتورية، وبكتريا التاريخ) ويكون ظهورها راجعا بنسبة 80%  للاحتقان الطائفي و10 % للتدخلات الاجنبية و10% لغياب القانون.

ومن اعراض تلك الامراض ظهور الملثمين والقتل على الهوية وكثرة الفضائيات. وتبدأ هذه الامراض بالاحتلال ثم يصاحبها جفاف بالمواطنة وانخفاض في درجة الثقافة وبروز كثيف للمولدات والكتل الكونكريتية،  واكثر ما يميز تلك الامراض هو انقطاع التيار الكهرباء وبروز ظاهرة التصريحات المنفلقة.

وللوقاية من تلك الامراض المنتشرة في العراق خصوصا بعد الخلاص من الدكتاتورية هي التاكد من النظافة ورفض القذارة وقطع الحبل السري للاجندات الاجنبية مع تناول لقاح (العراق فقط) وهو مصل لم يستخدمه العراقيون للاسف منذ الاحتلال الامريكي  .

وقد اختلف طبيب مع آخر في تشخص السبب الرئيس لظهور الكوليرا. فبينما قال الاول أن عدم النظافة السياسية في هذه البلاد هو السبب وليس شي آخر، قال الطبيب الاخر ان القذارة الخارجية هي السبب في ظهور الكوليرا وليس اي شيء آخر.

احد الاخوة الاعداء الذي لا يؤمن بالعملية السياسية سخر قائلا ان الكوليرا وانفلاونزا الطيور من الامراض الوطنية التي لا تفرق في ايقاع الاصابة بين الطوائف والاقليات ايا كانت، ونحن نرحب بمرض الكوليرا، ونتمنى ان تصاب به جميع الكتل السياسية لزيادة اللحمة الوطنية والانعتاق من التمييز الطائفي.

بينما قال احد المتشنشدين( آسف المتشددين) اتمنى ان ينتشر مرض الكوليرا في العراق حتى تنسحب القوات المحتلة من المنطقة!!

hamedalhumraney@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 30 أيلول/2007 -17/رمضان/1428