ملف تخصصي: البيت الأبيض أكاديمية الاشرار

اعداد:علي الطالقاني

شبكة النبأ: تزامنا مع تداعيات انتخابات الكونغرس الأمريكي التي نتج عنها فوز الديمقراطيين على حساب الجمهوريين ، وما ترتب ايضا عليها من صراع محتدم داخل الإدارة الأمريكية بدأت تتصاعد أصداء حملة انتخابية جديدة ، تمتاز عن سابقتها أكثر قوة وزخما، هي: انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة في عام 2008م.

فالصراع الانتخابي من أجل الرئاسة الأمريكية في مراحله الأولى، وهي مرحلة الحصول على الدعم والتأييد الحزبي.وتعتبر هلاري كلينتون من المرشحين للرئاسة الامريكية.

سيرة حياة

تقول هلاري كلينتون في كتابها "تاريخ عشته" بحلول نهاية شهر آب/أغسطس، كنا في طريق العودة إلى واشنطن وإلى طور جديد من حرب سياسة لا تنتهي، ولم أقرر بعد ما إذا كنت سأقاتل من أجل زوجي وزواجي بعد ان حدث انفراج في العلاقات، بل سلام، بين أفراد أسرتنا. ومع أنني كنت أشعر بالحسبة والخيبة من "بِل"، فقد أتاحت لي الساعات الطوال من الوحدة أن أعترف لنفسي بأنني أحبه، إلا أن ما كنت أجهله هو ما إذا كنا نستطيع، أو يجب علينا، الاستمرار في زواجنا، وكان التنبؤ بالحياة اليومية أسهل من التنبؤ بالمستقبل. 

ولكنني اعتزمت على القتال في سبيل رئيسي. كان عليّ السيطرة على مشاعري والتركيز على ما ينبغي عليّ عمله لنفسي. واستندت في تلبية واجباتي الشخصية والعامة إلى مخزون من العواطف المتضاربة، التي تتطلب تفكيراً مختلفاً وتقييماً مختلفاً. كان بِل لمدة تزيد على عشرين سنة زوجي وصديقي المفضل وشريكي في السرّاء والضرّاء، وأباً محباً لإبنتنا. والآن، ولأسباب يجب أن يشرحها هو فإن ثقتي وعمّق جراحي وأعطى أعداءه مبررات حقيقية استغلوها بعد سنوات تحمّل فيها تهمهم الباطلة والتحقيقات الحزبية والدعاوى القضائية. 

 كانت مشاعري الشخصية ومعتقدات السياسية على طرفي نقيض، فقد رغبت باعتباري زوجة أن أدق عنقه، ولكنه لم يكن فقط زوجي، بل كان أيضاً رئيسي، واعتقدت أن "بِل" وعلى الرغم من كل شيء، قاد أمريكا والعالم بطريقة ما زالت تحظى بدعمي وبصرف النظر عما فعل، فلا أعتقد أن أيّ شخص يستحق هذه المعاملة القاسية التي تعرّض لها. لقد انتُهكت خصوصياته وخصوصيات مونيكا لوينسكي وخصوصيات عائلتنا بطريقة جائرة لا مبرر لها. أعتقد أن ما فعله زوجي كان خطأ من الناحية الأخلاقية، مثلما كان كذبه عليّ وتضليله الشعب الأمريكي في هذا الموضوع، إلا أنني علمت أن زلّته تلك لم تكن خيانة لبلده.  

أقنعني كل شيء علمته من تحقيقات ووترغيت بعدم وجود أي مرر لاتهام بِل. إذا استطاع رجال مثل ستار وحلفائه تجاهل الدستور وإساءة استعمال السلطة لأسباب أيديولوجية وحقودة تنتهي بإسقاط الرئيس،، فأنا أخشى على وطني. كانت رئاسة بِل والمؤسسة الرئاسية وسلامة الدستور في كفة الميزان. وكنت أعلم أن ما سأفعله وأقوله في الأيام والأسابيع التالية سيؤثر ليس فقط على مستقبل بِل ومستقبلي، بَلْ على مستقبل أمريكا. أما ما يتصل بزواجي، فقد كان أيضاً في كفة الميزان، ولم أكن متأكدة على الإطلاق أي كفّه سترجح، أو يجب أن ترجح".  

بالإمكان الإجابة عن تساؤل هيلاري كلنتون الآن وبكل بساطة. إلا أن هذه الإجابة ظلت تساؤل ليس هيلاري كلنتون فحسب! بل تساؤل الكثيرين من جميع أنحاء العالم وذلك عندما وصلت فضيحة زوجها المتورط مع مونيكا لوينسكي إلى ذرتها. بالإضافة إلى ذلك كانت هناك تساؤلات عديدة مرت في الأذهان حول ما يتعلق بهيلاري وزوجها الرمز الأول في الولايات المتحدة.

ورغم حساسية موقع زوجها، ورغم حساسية موقعها كسناتوراً في مجلس الشيوخ الأمريكي، تتحدث هيلاري كلنتون عن أشد اللحظات حرجاً في حياتها بكثير من الصراحة والوضوح مجيبة بذلك عن كل التساؤلات التي دارت في الأذهان خلال تلك الأزمة. إلا أن حياتها من خلال سيرتها هذه "تاريخ عشته" تبدو وكأنها كتاب مفتوح يقرأه الجميع بشغف وذلك لارتباط حياتها، بصورة عامة، وخلال ثماني سنوات وجودها في البيت الأبيض بصورة خاصة، بالسياسة الأميركية وبالأحداث التي تزامنت مع وجود زوجها بل كلنتون في سدّة الرئاسة الأمريكية.

على ذلك يمكن القول بأن هذه السيدة هي مليئة بما يهم المهتمين بالأمور السياسية، وليس هذا فحسب، بل هي ثرية بالأحداث المتعلقة بسيدة أميركا الأولى والتي دخلت البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/يناير من سنة 1993، والسيرة إلى هذا غنية بأفكار سياسية وزوجة وأمة عاشت تجربة هي مثار شغف واهتمام غالبية نساء العالم.

حملة انتخابية جديدة

من جانبه نشر الصحفي الأمريكي ستيفن بيتزو، تقريراً في صحيفة اتلانتيك فري بريس، حمل عنوان (هيلاري: الخطر الواضح والماثل حاليا)، قال فيه: لقد كتبت في عام 1992 مقالاً عن جورج دبليو بوش تحدثت فيه عن كل ما يتعلق بهذا الرجل، ولكن تجاهل الجمهوريون ذلك وقاموا بترشيحه لزعامة الحزب، وبعد تجاهل الأمريكيين ذلك قاموا بانتخاب جورج بوش رئيساً للولايات المتحدة.. والآن تحقق ما قلته من قبل حول الرجل المسمى جورج بوش، أصبح أمام الحزب الجمهوري قضاء وقت طويل من أجل التغلب على الأضرار التي ألحقها جورج بوش بالحزب الجمهوري.. وأيضاً سوف يترتب على الأمريكيين قضاء فترة طويلة لإصلاح الأضرار التي ألحقها جورج بوش بأمريكا والشعب الأمريكي.

يقول ستيفن بيتزو بأن هيلاري كلنتون سوف تكمل مسيرة جورج دبليو بوش، وسوف تمضي تماماً على نفس الخطا المحددة بواسطة ديك تشيني- بوش في:

- العطاء اللامحدود لإسرائيل.

- الحرب ضد إيران.

- نشر القواعد العسكرية.

- التوسع في فرض العقوبات.

- استهداف روسيا والصين.

- عدم الانسحاب من العراق.

أما الصحفي الأمريكي في صحيفة آسيا تايمز "بيبي سكوبار"، فقد نشر تحليلاً في صحيفة آسيا تايمز حمل عنوان (مرحباً بحروب هيلاري) والتحليل عبارة عن قراءة مستقبلية للأحداث والوقائع المتوقع حدوثها في العالم، إذا نجحت وتولت هيلاري كلنتون كرسي الرئاسة الأمريكية.

يقول بيبي سكوبار متخيلاً السيناريو القادم: (إنه عام 2015، وها هي الرئيسة هيلاركي كلنتون في طريقها إلى نيل ولايتها الرئاسية الثانية) فهي: (حاضنة) الحروب الوحشية ماتزال ماضية في طريقها وهي أكثر تصميماً على الاستمرار في احتلال العراق. وذلك بهدف:

- محاربة القاعدة التي تمثل عدو أمريكا الرئيسي.

- حماية (الأكراد الابرياء) من الخطر المحدق بهم.

- منع العراقيين من الاقتتال حول كركوك.

كذلك يتوقع بيبي سكوبار بأن تقوم هيلاري كلنتون بالتركيز على بناء المزيد من القواعد العسكرية الأمريكية في العراق، خاصة أن أموال الكثير من (أصحاب العقود الكبيرة في حرب العراق الحالية) قد بدأت تدفقاتها تصل إلى جيوب المرشحة هيلاري كلنتون. 

ويشير بيبي سكوبار إلى المعلومات التي تتحدث عن وجود خيط رفيع –ولكنه قوي جداً- في الوقت الحالي يربط بين هيلاري كلنتون الطامحة للرئاسة، والجنرال ديفيد بتراوس قائد القوات الأمريكي الحالي الطامح إلى تولي منصب وزير الدفاع الأمريكي القادم.. وهذا الخيط بدا أكثر وضوحاً بالاستناد إلى عبارة قالها بتراوس أمام الكونغرس مؤخراً وهي (ان زيادة القوات الأمريكية في العراق يجب أن تستمر إلى حوالي 10 أعوام قادمة تقريباً وذلك حتى تؤدي مفعولها المطلوب).. وبالتالي فإنه يتوجب علينا نحن الأمريكيين أن نتحمل ذلك ونصبر حتى عام 2017.

والفترة التي أشار إليها الجنرال بتراوس هي فترة الولاية الأولى والثانية، التي حدد اللوبي الإسرائيلي التركيز على دعم هيلاري كلنتون في الجلوس على كرسي الرئاسة الأمريكية خلالها حين يتهامس عناصر اللوبي الإسرائيلي في واشنطن، وأيضاً جماعة المحافظين الجدد بأن الولايات المتحدة سوف تبدأ ضرباتها ضد إيران بتنفيذ بعض العمليات العسكرية المحددة ضد وحدات قوات الحرس الثوري الإيراني.. وتقول المعلومات بأن هيلاري كلنتون ومعظم المرشحين الديمقراطيين والجمهوريين الحاليين للرئاسة قد وافقوا على عدم إبداء أي معارضة لهذه العمليات.. ويتوقع عناصر اللوبي الإسرائيلي بأن جورج بوش (رجل البيت الأبيض) الحالي سوف تأتي بدلاً عنه سيدة البيت الأبيض (هيلاري كلنتون) والتي سوف تكون بمثابة (كرة النار) التي سوف يستخدمها اللوبي الإسرائيلي في شن وتوسيع الحروب.. ومع ذلك تحدثت إحدى (خبيثات واشنطن) قائلة بأن هيلاري كلنتون سوف لن تستطيع إيقاف طموحاتها (سوى مونيكا لوينسكي).. وبالتالي فإن هيلاري كلنتون سوف تعمل كل ما في وسعها لإرضاء عناصر وزعماء اللوبي الإسرائيلي، حتى لا يقوموا بإرسال (مونيكا لوينسكي) جديدة لزوجها. 

يقول الصحفي الأمريكي "لاري تشين"، المحرر المشارك بصحيفة اونلاين جورنال الالكترونية الأمريكية، بأن (رقصة) انتخابات الولايات المتحدة الرئاسية، قد تم تحديد قواعدها: الفائز سوف يكون حصراً هو الأكثر فساداً وولعاً بحب الحرب، والذي يقوم بتوسيع مشروع الحرب الإجرامية بحيث يشمل إيران وما بعد إيران.

• المرشحون للرئاسة والمباراة حول الحرب ضد إيران:

منذ لحطة البداية، انزلق المرشحون الديمقراطيون والجمهوريون على السواء في التنافس حول من سوف يكون أكثر تشدداً في التعامل مع إيران:

- المرشحون الجمهوريون وأبرزهم غيولياني وماكين، يتمسكون بتشددهم من أجل الحرب ضد إيران.

-   المرشحون الديمقراطيون، تحولوا إلى (صقور) ضارية في الهجوم والمطالبة بالحرب ضد إيران، وأبرزهم هيلاري كلنتون وباراك أوباما.

• هيلاري كلنتون وحسابات اللوبي الإسرائيلي:

حسابات اللوبي الإسرائيلي تقول بأن فرصة الديمقراطيين ماتزال أكبر في الفوز بانتخابات الرئاسة الأمريكية ويركز اللوبي الإسرائيلي حالياً على دعم السيدة هيلاري كلنتون (زوجة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلنتون).

وتقول المعلومات بأن منظمة الإيباك قد شرعت بالفعل في التخلي عن المرشحين الثانويين، الذين ظلوا لفترة قصيرة يتذيلون قوائم الاستطلاعات، وأصبحت هذه المنظمة تركز حصراً على دعم ومساندة هيلاري كلنتون، وتقول المعلومات بأن المرشح باراك أوباما سوف يتفوق على هيلاري كلنتون داخل الحزب الديمقراطي، إلا أن هيلاري كلنتون سوف تحصل على قدر كبير من أصوات الجمهوريين المعتدلين والأمريكيين المستقلين والذين قد يلجؤون إلى دعم هيلاري كلنتون بسبب مواقفها (المعارضة) لإدارة بوش من جهة، وفي الوقت نفسه تميزها من الجهة الأخرى بالتأييد الشديد لإسرائيل.

صراع بين هيلاري وأوباما

أصبح الصراع داخل الحزب الديمقراطي الأمريكي، منحصراً بين طرفين، هما:

- السناتورة: هيلاري دياني رودهام كلنتون.

- السناتور: باراك حسين أوباما.

المرشحان من المنظور الوصفي المقارن:

• السنارتورة هيلاري كلنتون (زوجة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلنتون)، من مواليد عام 1947م، ويبلغ عمرها حالياً حوالي 60 عاماً، أما السيناتور باراك حسين أوباما، فهو من مواليد عام 1961م، ويبلغ عمره حالياً حوالي 46 عاماً.

• على أساس اعتبارات:

- الأصل الاثني: هيلاري كلنتون أمريكية بيضاء من أصل أوروبي غربي، أما باراك أوباما، فهو من أصل افريقي، حيث كان والده الكيني حسين (مسلم شيعي كيني) طالباً بأمريكا في مطلع الستينيات، وبعد تخرجه من الجامعة، عاد إلى كينيا تاركاً زوجته الأمريكية وابنه يواصلان العيش في الولايات المتحدة، بسبب رغبة الزوجة وتمسكها بالبقاء في أمريكا.

- الانتماء الديني: تنتمي هيلاري كلنتون إلى التيار المسيحي الميثودي أي المنهجي، أما باراك أوباما، فبرغم أن والده مسلم شيعي، فينتمي إلى التيار المسيحي الذي تمثله كنيسة المسيح  المتحدة.

- الخبرة السياسية: التحقت هيلاري كلنتون بالحزب الديمقراطي منذ فترة طويلة، وكانت سيدة أمريكا الأولى خلال فترة تولي زوجها بيل كلنتون الرئاسة في الأمريكية لولايتين من عام 1993 وحتى عام 2001م. كذلك فقد تم انتخاب هيلاري كلنتون لعضوية مجلس الشيوخ الأمريكي في عام 2000م عن الحزب الديمقراطي- ولاية نيويورك. وتم إعادة انتخابها مرة أخرى لمجلس الشيوخ الأمريكي في تشرين الثاني عام 2006م، وتتقلد حالياً عضوية لجنة الخدمات العسكرية، ولجنة البيئة والأعمال العامة، ولجنة الصحة والتعليم والعمل، واللجنة الخاصة بالمسنين وكبار السن.

أما باراك حسين أوباما، فقد انضم في عمر مبكر إلى عضوية الحزب الديمقراطي، وتم إعادة انتخابه لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية الينوي، وتقول المعلومات بأنه خامس عضو من أصل أفريقي يدخل مجلس الشيوخ الأمريكي، وقد تم إعادة انتخابه لمجلس الشيوخ في عام 2002.

- المواقف السياسية السابقة: من أبرز مواقف هيلاري كلينتون معارضتها لسياسة الرئيس بوش، وعلى وجه الخصوص مطالبتها بتشكيل لجنة تقصي حقائق رئاسية للنظر في أمر الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة. ويقال بأن أداءها في الكونغرس ومجلس الشيوخ كان متأثراً بقدر كبير بالأداء السياسي لزوجها بيل كلنتون، وبالذات في الاعتبارات المتعلقة بعدم اللجوء إلى التدخل العسكري والتشديد على مبدأ العقوبات، والضغط على الميزانية عن طريق خفض الضرائب وتقليل النفقات، والاهتمام ببرامج الضمان الاجتماعي، والمضي قدماً  في عملية العولمة وحماية البيئة. وتجدر الإشارة إلى أن هيلاري كلنتون ظلت من أشد المنتقدين لحرب العراق، ولكنها من الجهة الأخرى أكثر تأييداً لإسرائيل، وقد تم استضافتها في مؤتمر الإيباك السياسي السنوي الأخير، حيث ألقت كلمة أمام المؤتمرين.

أما باراك حسين أوباما، فخبرته السياسية قليلة نوعاً ما، لكنه ظل يتميز بالنشاط والحركة الشديدة، داخل صفوف الحزب الديمقراطي ومجلس الشيوخ الأمريكي، ومجلس ولاية الينوي، وتتمثل أبرز مواقفه السياسية في الحملة الكبيرة التي قادها ضد حرب العراق، ففي عام 2002 صوّت أوباما ضد قرارات مجلس الشيوخ والكونغرس المتعلقة بالعراق، ورفض قرار غزو العراق في عام 2003م، ويقود الآن حملة كبيرة داخل مجلس الشيوخ، وصفوف الحزب الديمقراطي للمطالبة بالانسحاب من العراق.. وبرغم كل ذلك، فهو من المؤيدين لإسرائيل، وخلال الشهر الماضي قام أوباما بزيارة إسرائيل، وفي الأسبوع الماضي ألقى خطاباً في مؤتمر الإيباك السنوي الذي تم عقده في العاصمة الأمريكية واشنطن.

المرشحان من المنظور التحليلي المقارن:

• هيلاري كلنتون: انخراطها المبكر في الحزب الديمقراطي، وزواجها من الرئيس السابق بيل كلنتون، جعلها أكثر خبرة ودراية بخفايا السياسة الأمريكية، وذلك لأن بيل كلنتون يعتبر من أبز زعماء الحزب الديمقراطي المعاصرين، إضافة لذلك فقد أتاحت فرصة تواجد هيلاري كلنتون في البيت الأبيض الأمريكي لفترة تقارب العشر سنوات، الكثير من الخبرات النظرية والعملية، بحيث يمكن القول بان هيلاري كلنتون تفهم وتدرك تماماً طبيعة وأبعاد وخصائص وتداعيات كل العمليات والتفاعلات المتعلقة بصنع واتخاذ القرار في الإدارة الأمريكية.

برغم معارضة هيلاري كلنتون للرئيس بوش، وتأييدها ودعمها لإسرائيل، فإنها تعتبر أقل تطرفاً وتشدداً في مواقفها عن الكثير من الديمقراطيين الآخرين الموجودين في الكونغرس الأمريكي.

استطلاعات الرأي الأمريكية حول شخصية هيلاري كلنتون كانت نتائجها كمايلي:

- 54% يقولون بأنها ليبرالية.

- 30% يقولون بأنها معتدلة.

- 9% يقولون بأنها محافظة.

• باراك حسين باراك: نشاطه الدوري داخل الحزب الديمقراطي اكسبه شعبية كبيرة داخل الحزب، وحالياً أصبح أوباما يستمد تأييده الرئيسي من الشباب الديمقراطي، وقد امتدت تأثيرات تلك الشعبية إلى الشارع الأمريكي، الأمر الذي جعل أوباما يحصل على أكثر من 70% من أصوات الناخبين في ولاية ألينوي بما جعله يحقق فوزاً كاسحاً على خصومه في انتخابات مجلس الشيوخ الأمريكي.. كذلك استطاع أوباما تمديد شعبيته في أوساط الشباب الأمريكي بسبب معارضته العلنية الشديدة للحرب على العراق. استطاع أوباما الحصول على تأييد ودعم الكثير من الشركات والمنشآت الاقتصادية الأمريكية بسبب تأييده الشديد لسياسات الاقتصاد الحر وعدم فرض القيود على تدفقات رأس المال المباشرة وغير المباشرة.

وعموماً نقول: إن المنافسة المحتدمة بين هلاري كلنتون وباراك حسين أوباما، من أجل الحصول على تأييد الحزب الديمقراطي، هي منافسة تقوم على توازن غريب: فالقائلون بأن فرصة فوز هيلاري كلنتون كبيرة باعتبارها (بيضاء) تقف في مواجهة مرشح (أسود).. يصدمون بمشكلة أنها امرأة، وهو أمر قد لا يجد القبول في الشارع الأمريكي الذي يعتمد العنف الذكوري منهجاً في كل شيء.

أما القائلون بأن فرصة باراك حسين أوباما في الفوز على السيدة هيلاري كلنتون كبيرة، لأنه رجل يتمتع بتأييد الشباب ورجال الدين والكثير من الشركات، يصطدمون بمشكلة أنه (أسود) يقف في مواجهة مرشح أبيض في المجتمع الأمريكي الذي مازال يعتمد العنصرية أساساً لتعاملاته.

أما الرأي اللافت للنظر، والمثير للدهشة، فيقول بان يد اللوبي الإسرائيلي الخفية قد لعبت يماكينة الحزب الديمقراطي الأمريكي بحيث يكون مرشحه للرئاسة الأمريكية رجل أسود أو امرأة بيضاء، وبالتالي تكون فرصة الحزب الجمهوري في الفوز كبيرة لأن مرشحه سوف يكون رجلاً أبيض.. وهو ما ظل يفضله الرأي العام الأمريكي طوال تاريخه السابق، ولا غرابة في أن يكون هذا المرشح الأبيض يهودياً هذه المرة.

و  عزز السناتور الاميركي باراك اوباما الضغوط على هيلاري كلينتون التي تنافسه على ترشيح الحزب الديموقراطي لدخول سباق الرئاسة وتواجه انتقادات بسبب تصويتها لصالح شن الحرب على العراق في 2003.

وفي اطار حملته في شيكاغو (ايلينوي) التي يتحدر منها، تساءل اوباما عن قدرة هيلاري السناتور عن ولاية نيويورك، على الوفاء بوعدها بانهاء الحرب "المأساوية" التي كان يفترض الا تشن اطلاقا.

وتتعرض هيلاري كلينتون التي تقوم بحملة انتخابية في نيوهامشر لانتقادات النشطاء الديموقراطيين بسبب موقفها من حرب العراق. 

وصرح اوباما للصحافيين عندما طلب منه التعليق على خطط هيلاري بالنسبة للحرب في العراق "لا ادري كيف ستتعامل" مع هذه المسألة.

واضاف "اعلم انها قالت انها تعتقد ان الحرب يجب ان تنتهي مع بداية فترة ولاية الرئيس الجديد (...) لكنني لست واثقا من الطريقة التي ستفعل بها ذلك. وسادعها هي تعالج هذه المسائل".

وقد عرض اوباما الذي يأمل في ان يصبح أول رئيس اميركي من اصل افريقي، خطة لسحب القوات الاميركية من العراق بحلول 31 اذار2008.

واثناء حملتها في ناشوا بولاية نيو هامشر التي سيبدأ فيها اوباما حملته الاثنين، وجه احد النشطاء الديموقراطيين انتقادا لكلينتون قائلا ان موقفها من العراق "غير مقنع".

وواجهت كلينتون كذلك سؤالا حول ما اذا كانت ستعترف بان تصويتها لصالح الحرب في العراق كان خطأ.

وقالت كلينتون وسط صيحات الابتهاج من مؤيديها "اعتقد ان الاخطاء كانت اخطاء الرئيس واعتقد انه يجب محاسبته عليها".  

وتدعو كلينتون الى عدم زيادة عديد القوات الاميركية في العراق وتعارض خطة الرئيس جورج بوش بارسال مزيد من القوات الى العراق.

كما هددت بالعمل على وقف التمويل عن الجيش العراقي الا اذا تولى القادة العراقيون المسؤولية عن اخماد العنف كما انتقدت بشدة طريقة ادارة بوش للحرب في العراق.

وتمثل مسألة العراق مشكلة لكلينتون خصوصا، حيث يتعين عليها ان تعمل على كسب تأييد نشطاء الحزب الرئيسيين الذين يعارضون الحرب في العراق لتفوز بترشيح الحزب للرئاسة في 2008.

وفي كل فرصة للتحدث للحشود، يؤكد اوباما انه عارض الحرب في العراق منذ البداية. وقال امام حشد في شيكاغو الاحد الماضي "ارتكبنا خطأ كبيرا" بشن الحرب.

ومن العوامل التي تساعد اوباما انه وعلى عكس كلينتون، لم يكن عضوا في مجلس الشيوخ ولم يتعرض بالتالي الى ضغوط سياسية قوية، للتصويت لصالح شن الحرب على العراق.

وقال امام ناشطين من الحزب الديموقراطي في تجمع انتخابي في اميس في ولاية ايوا الاحد "في النهاية منحنا الاذن لحرب لم يكن من المفترض ابدا ان يؤذن بها او بشنها".

كما انتقد اوباما رئيس وزراء استراليا جون هاورد الذي قال ان خطة اوباما لسحب القوات الاميركية من العراق هي مجرد "كلام فارغ".

وقال اوباما للصحافيين ان "توجيه احد حلفاء جورج بوش من الجانب الاخر من العالم الانتقادات لي في اليوم الثاني لاعلاني (الخطة) هو في الحقيقة اطراء".  

جولياني يهاجم هيلاري كلنتون لموقفها من العراق  

شن المرشح الجمهوري المرجح في السباق إلى البيت الأبيض العام القادم هجوما على المرشحة الديمقراطية الأوفر حظا هيلاري كلنتون خصوصا بشأن موقفها من الحرب في العراق، وذلك في إعلان دعائي بعنوان "تغيرت".

ويظهر شريط فيديو على الموقع الإلكتروني لحملة رئيس بلدية نيويورك السابق، هيلاري كلنتون عام 2002 والوقار باد على محياها وهي تصوت لصالح دخول الولايات المتحدة العراق.

ويقول الإعلان إن السيناتورة عن نيويورك قالت في تلك الآونة إنه إذا لم نحتط للأمر فإن صدام حسين سيستمر في تعزيز قدرته على شن هجمات كيميائية وجرثومية وسيحاول تطوير أسلحة نووية.

وأشار الإعلان إلى أن هيلاري قالت في تلك الفترة إن صدام حسين منح أيضا مساعدة وملجأ "للإرهابيين وبينهم عناصر القاعدة"، قبل أن تعلن بكل ثقة دعمها لقرار دخول الحرب "كونه الأفضل لمصلحة الأمة". 

وعلى خلفية موسيقية يتدخل جولياني ليقول "لكن الآن وهي مرشحة للرئاسة بدلت هيلاري كلنتون موقفها، وانضمت حتى إلى صفوف المجموعة المتطرفة موف أون بمهاجمتها قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفد بتراوس في دعاية خبيثة في صحيفة نيويورك تايمز". 

وأشار إلى أن كلنتون كانت تصف بتراوس قبل فترة بسيطة بالخبير، "والآن تشكك في نزاهته"، ثم يتساءل "من ستصدق أميركا، جنديا مغطى بالميداليات ومصمما على الدفاع عن أميركا، أو كلنتون المصممة على الدفاع عن موف أون؟". 

يذكر أن حركة موف أون المعارضة للحرب في العراق شنت مؤخرا حملة صحفية مثيرة للجدل في صحفية نيويورك تايمز ضد بتراوس أو بتراي أس، ما يعني بالعربية الجنرال يغدر بنا.

تعهد هيلاري

من جانبه كتب مايكل غوردن في صحيفة نييورك تايمز الامريكية موضوعا تحت عنوان " هيلاري كلنتون تتعهد بجزء من القوات في العراق وحماية الكرد" عضو مجلس الشيوخ هيلاري كلنتون تتوقع بقاء جزء من القوات الامريكية الى جانب الجهد السياسي في العراق اذا ما انتخبت كرئيسة للولايات المتحدة، لمحاربة القاعدة وردع العدوان الايراني وحماية الكرد ودعم الجيش العراقي.في المقابلة التي استغرقت نصف ساعة في مكتبها في الكونكرس قالت السيدة كلنتون بان العدد المتدني من القوات الامريكية التي ستبقيها في العراق ستكون بعيدة عن الشوارع ولن تشارك في حماية العراقيين من العنف الطائفي حتى ولو تحول الى تطهير عرقي. وهذا الموقف بدا مختلفا ولو بدرجة خفيفة من موقفها عندما سعت الى الحصول على مقعد في الكونكرس حيث كانت تدعو الى سحب القوات من العراق.

وقالت السيدة كلنتون “ان بقاء مصالح حيوية تتعلق بأمن الولايات المتحدة في العراق يتطلب ابقاء قوات امريكية في هذا البلد بشكل مستمر”.

ان أمن الولايات المتحدة سيتعرض للمخاطر اذا ما انهارت السلطة المركزية في اي جزء من اجزاء العراق والذي كما تقول السيدة كلنتون “ان هذا الجزء المنهار سيكون مائدة شهية للمتمردين ولتنظيم القاعدة، ان هذا البلد في قلب منطقة غنية بالنفط، وهذا الانهيار يتعارض مباشرة مع مصالحنا ومصالح الدول المجاورة واسرائيل”.

وتضيف السيدة كلنتون بعد ان رفضت ان تحدد حجم تلك القوات وقالت انها سوف تعتمد على نصائح العسكريين، “سيكون عليّ اتخاذ قرار حول كيفية حماية مصالح امننا القومي مع سحب قواتنا خارج هذه الحرب التي سوف لن ننتصر فيها”.

ورغم الانتقادات الحادة التي وجهتها السيدة كلنتون الى كيفية معالجة ادارة الرئيس بوش لهذه الحرب، فان عددا من اعضاء الكونكرس من الديمقراطيين يشعرون بشك عميق تجاه نواياها في العراق.

اخذين بنظر الاعتبار مشاركتها في الموافقة على تخويل استخدام القوة عام 2002، ولعدم اعتذارها عن التأييد الذي منحته لذلك القرار يعكس عدد من الديمقراطيين الذين تراجعوا واعتذروا لتأييدهم القرار. ويبدو ان مقترحات السيدة كلنتون ستثير عاصفة من النقاشات بين الخبراء العسكريين. واما خبراء مكافحة التمرد فيقولون بان الخطة غير واقعية لان العراقيين غير مستعدين لاعطاء المعلومات المفيدة عن القاعدة اذا ما كفت القوات الامريكية عن حمايتهم. ومن جانبها اكدت السيدة كلنتون بانها سوف تصوت لصالح قرار ما يزال قيد النقاش بين الديمقراطيين يطلب بسحب القوات المقاتلة من العراق في نهاية شهر آذار 2008.  

وفي معرض اجابتها على سؤال: اذا ما كانت خطتها متوافقة مع القرار المذكور اجاب عنها مستشارها بالايجاب لانه وحتى القرار الديمقراطي يتضمن فقرة لابقاء عدد محدود من القوات الامريكية في العراق لحماية السفارة وبعض الشخصيات الامريكية اضافة لتجهيز القوات العراقية، والقيام بعمليات محددة ضد الارهابيين. كانت السيدة كلنتون ضمن المرشحين الديمقراطيين للرئاسة الداعين الى اشراك ايران وسورية في المباحثات، بدت وكأنها تحاول تحقيق توازن بين طموحاتها السياسية وبين الحاجة الى الاحتفاظ ببعض المرونة.

كما ان السيدة كلنتون انتقدت خطة الرئيس بوش في ارسال المزيد من القوات واعتبرتها تصعيدا للحرب ولكنها ومن جهة اخرى تقول “انا مستعدة لمنح الدعم المطلق للخطة اذا ما كانت هناك اية فرصة للنجاح ولكني اعتقد بان العنف الموجه الى الامريكان والعنف الطائفي ينتقل من مكان الى اخر. فعندما تقضي على العنف في اطراف بغداد ينتقل الى الرمادي وبعد ذلك الى الفلوجة وهكذا”. 

لقد اوضحت كلنتون بانها تؤمن بان الرئيس القادم للولايات المتحدة سيواجه عراقا غارقا في حرب طائفية. ومحتل من قبل عدد كبير من القوات الامريكية، ان المشاكل المحتملة هي استمرار الخلافات السياسية في بغداد المتمردين الصعبي المراس من السنة، عمليات القاعدة، القلق التركي من الكرد، والجهد المبذول لمنع ايران من عبور الحدود لزيادة نفوذها داخل العراق. وتقول السيدة كلنتون “ان الخيارات التي سوف يواجهها الرئيس القادم يمكننا ان نقول عنها بانها ليست هي بالجيدة ولا محدودة”.

وقالت “من هذا الموقع الذي اجلس فيه، استطيع ان اقول لك، في غياب دبلوماسية نشيطة على الجبهة السياسية، وعلى الجبهة الاقليمية والدولية فانه من غير المحتمل تحقيق الاستقرار”.

وتتركز الحملة الاعلامية للسيدة كلنتون على تعهداتها بانهاء هذه الحرب اذا لم يستطع الكونكرس انهائها قبل شباط 2009. 

وفكرة اعادة نشر القــوات الامريكية للتقليل من الخسائر تشيع تدخل ايران وسوريا وتركيا، كما ان الاعلان السابق لأوانه عن قيام دولة كردية مستقلة ليست فكرة جديدة، فقد كان يدافع عنها زكهيم الذي كان يعمل مراقب حسابات في البنتاغون في عهد رامسفيلد. وقد قدر “زكهيم” بان القوات المطلوبة في العراق لا تتجاوز 75000.000 خمسة وسبعين الف مقارنة بـ(160000) المستخدم حاليا.

والسؤال الذي يطرحه خبراء مكافحة التمر هو، هل المهمات العسكرية المحدودة والتي تدافع عنها كلنتون سيؤدي الى تصعيد العنف الطائفي بسبب ان الجيش العراقي الحديث العهد سيتحمل حماية المدنيين حيث ان احدى وكالات الاستخبارات تقدر بان القوات العراقية الامنية لن يكون بطاقتها تحمل المزيد من المسؤوليات خلال السنة او السنة والنصف القادمة، ولكن السيدة كلنتون تعترض على تقديرات تــلك الوكالة لانها قائمة على مقدمات مغلوطة ولانها لم تأخذ بنظر الاعتبار النشر المؤقت للقوات كما ورد في خطتها حيث بموجبها ستبقى القوات الامريكية مجرد متفرجين اذا ما استمر الشيعة والسنة في الاقتتال. وهي ربما الطريقة الوحيدة لتركيز انتباه الاطراف المتنازعة. وفي اجابتها على سؤال فيما اذا كان الشعب الامريكي سيطيق بقاء قواته في العرق دون ان تقوم بمنع العنف الطائفي قالت “انا اعتقد بان الامريكان قد انتهوا من العراق وهم يفكرون الان فيما اذا كانت الفكرة في اساسها سلبية او ايجابية، وهم شاهدوا اخطاء تتلو اخطاء اخرى هم الان يتساءلون “ماذا جنينا من كل هذا”. ان آلاف العراقيون يموتون كل شهر، ووجودنا هناك لم يوقف دورة العنف، ولا يبدو ان هناك احتمالا لتوقف العنف، وهذه مشكلة عراقية، ونحن لا نستطيع ان ننقذ العراقيين من انفسهم.

بروتوكول هيلاري الرئاسي

غالبا ما يطرح السؤال نفسه على هيلاري كلنتون مرارا وتكرارا: إن تم انتخابها رئيسة، ماذا سيفعل بيل؟ من الواضح أننا لم نحظ برئيسة من قبل، ولكن لم نحظ أيضا من قبل برجل يلعب دور السيدة الأولى. فلنبدأ من هنا. ماذا سيكون لقبه؟ بصفته زوج الرئيسة، من المرجح أن يكون لقب بيل كلنتون الرسمي "السيد الأول". لكنه سيخاطب بلقبه الأعلى، ألا وهو: سيدي الرئيس. وكذلك، عندما يدخل إلى غرفة مع هيلاري أو من دونها، سيكون من حقه أن يستقبل على أنغام نشيد "تحية للرئيس".

وفيما يتعلق ببقية التفاصيل، فإنها لا تزال مبهمة حتى الآن. فالدستور لا يذكر مهام زوج أو زوجة الرئيس. لطالما كان هذا الموقع رمزيا أكثر منه جوهريا. صحيح أن الكثير من السيدات الأوليات، ومن بينهن هيلاري كلنتون، كن صاحبات نفوذ علنا وفي الكواليس. لكن نظرة أمتنا إلى الزوجة الأولى لا تزال صورة الزوجة الهادئة ذات تسريحة الشعر الجميلة التي تنظر إلى زوجها بافتتان. 

قبل عقود، بدأت هوليوود تعرض بطريقة مرحة فكرة رجل يلعب هذا الدور. في كوميديا Kisses for My President التي أنتجت عام 1964، تلعب بولي بيرغن دور أول رئيسة جمهورية. وفي الملصقات الترويجية للفيلم، يقف فريد مكموراي، الذي لعب دور زوجها، متجهما إلى جانبها في المكتب البيضاوي، وعلى رأسه قبعة ضخمة مزينة بالورود.

لا تتوقعوا من بيل كلنتون ـ السياسي القدير والخبير المحنك ـ أن يحوم بصمت في الجوار. البعض في واشنطن العاصمة يعتقدون أنه قد يتسلم منصبا مهما، ربما منصب وزير الخارجية. لكن ذلك غير ممكن. فمنذ أن عين جون أف كيندي أخاه بوبي في منصب المدعي العام، حظرت قوانين المحاباة على الرئيس أن يوظف أقاربه. 

لكن سيدات أوليات أخريات اكتشفن أن مقعدا على مائدة العشاء غالبا ما يكون أكثر نفوذا من مقعد على طاولة الوزارة. فقد قدمت ماري لنكولن النصح لزوجها بشأن القادة العسكريين والتعيينات الوزارية، وعملت على أن يتم منح مرشحيها مراكز في وزارة الحرب. وإديث ويلسون قامت سرا بمهام الرئيس عندما أصيب زوجها بجلطة دماغية. وخلال أزمة الصواريخ الكوبية، زود جون أف كنيدي زوجته جاكي بمعلومات فائقة السرية. كما أن نانسي ريغان كانت صاحبة القرار بشأن مواعيد سفر زوجها بعد استشارتها منجما. وكذلك، أثارت هيلاري جلبة عندما خصصت لنفسها مكتبا في الجناح الغربي من البيت الأبيض، مشيرة إلى أنها صاحبة نفوذ لا يستهان بها. 

هذا لا يعني أن بيل كلنتون سيغفل القضايا الاجتماعية، مثل محو الأمية والتعليم، التي تعنى بها عادة السيدات الأوليات. فهو يهتم منذ الآن ببعض المشاريع التي تليق بمركز السيد الأول، بما فيها إغاثة ضحايا التسونامي وبدانة الأطفال. كونه لبقا جدا، سيسهل عليه تأدية مهام السيدة الأولى التقليدية والاهتمام بأزواج وزوجات القادة العالميين عندما يأتون للاجتماع بهيلاري.

وتجدر الإشارة إلى أن بيل لن يكون السيد الأول الوحيد الذي يتهم بالخيانة الزوجية أثناء إقامته في البيت الأبيض. فقد واجهت غريس كوليدج تكهنات مذلة بشأن علاقة غرامية مزعومة مع عميل استخباراتي سري بعدما "تاها" في الغابة طوال ساعات. 

من المرجح أن يتذكر التاريخ إنجازات بيل كلنتون كرئيس أكثر من إنجازاته كسيد أول. لكن ثمة سؤال عالق يطرحه الجميع: ماذا سيرتدي؟ لطالما كانت ملابس السيدات الأوليات موضع تدقيق كبير. أحد المعارض الأكثر شعبية في متحف سميثسونيان هو معرض السيدات الأوليات الذي يتضمن بعضا من ملابسهن على مر السنوات. إن زرنا المعرض بعد أربع أو ربما ثماني سنوات، وبعد التفرج على البذلة الحمراء التي ارتدتها نانسي ريغان في ثمانينات القرن الماضي، وبالقرب من الفستان الأزرق الذي ارتدته هيلاري كلنتون في حفل تنصيب زوجها عام 1993، قد نتوقف للحظة لتأمل بناطيل "بيغ بوي جينز" المحببة لدى كلنتون الموضوعة في صندوق زجاجي مضبوط الحرارة لحفظه إلى الأبد. 

المركز الوثائقي والمعلوماتي*

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 20 أيلول/2007 -7/رمضان/1428