(ملف تخصصي) 18ايلول 2007

طبول الحرب تقرع في اسرائيل وصداها يتردد في واشنطن وباريس

اعداد:علي الطالقاني

شبكة النبأ: في تصاعد وتيرة المزاعم الإسرائيلية، مع حدوث أنزلاقات في التصريحات والتقارير الرسمية كل يوم ، جعلت العالم كله يدرك أن ما قامت به إسرائيل هو مجرد (عملية انتهاك للاجواء) وليس عملية عسكرية.

ففي صباح الخميس 6 أيلول بدا أن مقاتلات إسرائيلية دخلت في عمق المجال الجوي السوري قادمة من اتجاه البحر المتوسط.

وبعد ذلك ألقت الطائرات الإسرائيلية ما يعتقد أنه خزانات وقود إضافية وقد تم العثور عليها في الأراضي التركية قرب الحدود السورية، وبدا أيضا أن المجال الجوي التركي كان طريق الخروج لهذه الطائرات.

السلطات السورية أحست بأنها تلقت لطمة، وقالت إن دفاعاتها الأرضية أجبرت الطائرات على الفرار بعد أن ألقت ذخائرها على منطقة مهجورة شمالي سورية.

وأشارت الرواية السورية بذلك إلى أن إلقاء الذخائر كان مناورة من الطائرات الإسرائيلية للهروب.وأطلعت الحكومة السورية دبلوماسيين غرببين على ملابسات الموضوع وقدمت شكوى إلى الأمم المتحدة.

لكن لم تكشف دمشق أي صور للمنطقة المهجورة التي قالت دمشق إن الذخائر الإسرائيلية سقطت بها.

في المقابل لم تعلن المصادر الإسرائيلية شيئا حيث رفض الجيش الإسرائيلي التعليق واكتفت الحكومة الإسرائيلية بهذا الرد.

حالة رضاء

ومن واشنطن بدأت ملامح الصورة تتضح شيئا فشيئا، ، فقد أشار مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية إلى أن مقاتلات إسرائيلية شنت غارة على سورية.  

وقال المسؤول الأمريكي إنه لا يعرف الهدف الذي أغارت عليه المقاتلات الإسرائيلية ، لكنه أعرب عن اعتقاده بأن الغارة كانت هي تحذير لسورية كي لا تسلح حزب الله في لبنان.

ورغم حاجز الصمت يبدو أن هناك لدى الإسرائيليين تعطي إحساسا بأنهم حققوا بغيتهم .  

لكن تبقى عدة تساؤلات بشأن حقيقة ما حدث في الساعات الأولى من صباح الخميس السادس من سبتمبر/أيلول ولماذا دخل الطيران الحربي الإسرائيلي المجال السوري؟ وإذا كانت هذه الطائرات ألقت ذخائر بالفعل فماذا كانت تستهدف.

مبدئيا يرى الخبراء أن هذه كانت مجرد طلعة استكشافية لجمع معلومات استخباراتية عن أنظمة الدفاع الجوي السوري.ويقول هؤلاء إن هذا قد يكون مرتبطا بما تردد عن حصول سورية مؤخرا على صواريخ من روسيا.  

مراقيون آخرون أشاروا إلى إمكانية قيام الطيران الإسرائيلي بتجربة لمسار ضربة جوية محتملة إلى إيران.

لكن المنطقي في هذه الحالة أن تسلك الطائرات الإسرائيلية اتجاه الجنوب إلى المجال الجوي العراقي الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة.وأيا من هذين الاحتمالين لايفسر لماذا كانت الطائرات الإسرائيلية مسلحة، لكن عامة تترك مثل هذه الحوادث المجال مفتوحا لتفسيرات على نطاق واسع.

معلومات غير مؤكدة

وأوردت صحيفة الصنداي تايمز البريطانية أن التفاصيل والمعلومات غير المؤكدة للمزاعم الإسرائيلية، حول قيام الطائرات الإسرائيلية بانتهاك المجال الجوي السوري، هي مزاعم ماتزال مستمرة التداول بشكل يتجدد يومياً.

· آخر المزاعم الإسرائيلية:

نشرت صحيفة أورشليم الإسرائيلية تقريراً يقول بأن مجموعة من عناصر القوات البرية الإسرائيلية كانوا ينتظرون داخل الأراضي السورية قدوم الطائرات الإسرائيلية بحسب الموعد المحدد. ويقول التقرير بأن فريقاً من قوات الكوماندوس المحمولة جواً (شالداق)، كان يقوم بعملية التوجيه الليزري للطائرات الإسرائيلية لكي تقوم بإصابة أهدافها. وأشار التقرير أيضاً إلى أن فريق الكوماندوس الإسرائيلي قد وصل قبل يوم من حدوث العملية. واتخذ موقعه في مخبأ كبير تحت الأرض بالقرب من الهدف المحدد. 

أشارت الصحيفة إلى أن المزاعم الإسرائيلية تقول بأن التحضيرات (للعملية الإسرائيلية) قد بدأت منذ نهاية الربيع الماضي، عندما قام مائير داغان رئيس جهاز الموساد بإطلاع رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن سورية تسعى إلى شراء المعدات النووية من كوريا الشمالية، وأبدى مائير داغان مخاوفه من أن ينجح السوريون في الحصول على القدرات النووية، على النحو الذي يشكل خطراً ومفاجأة قاتلة لإسرائيل.

المزاعم الإسرائيلية -كما تقول الصحيفة البريطانية- لم تتوقف عند هذا الحد، فقد أشارت صحيفة التايمز البريطانية إلى أن مصدراً في القوات الجوية الإسرائيلية أفاد زاعماً بأن القمر الصناعي الإسرائيلي (أوفيك-7) الذي تم إطلاقه في حزيران الماضي، قد تم تحويله من التركيز على رصد إيران إلى التركيز على رصد سورية، وحالياً يقوم هذا القمر الصناعي بإرسال صور للمنطقة الواقعة شمال شرق إسرائيل (أي سورية) كل ساعة ونصف. وذلك بما يؤدي إلى تسهيل تحديد القوات الجوية الإسرائيلية لأهدافها. 

أشار التقرير الذي تحدثت عنه صحيفة التايمز البريطانية، وكتبت عنه صحيفة أورشليم بوست الإسرائيلية، بأنه في وقت مبكر من هذا الصيف، قام وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك بإعطاء الأمر بمضاعفة وجود القوات الإسرائيلية على طول حدود مرتفعات الجولان مع سورية، وذلك في محاولة تهدف إلى الاستعداد لمواجهة القصاص والانتقام الذي قد تقوم به دمشق بعد حدوث (العملية الجوية).

وتحدثت الصحيفة قائلة بأن مصادر المخابرات الإسرائيلية أفادت بأن القوات الخاصة السورية قد تحركت باتجاه الموقع الإسرائيلي الموجود في جبل حرمون بمرتفعات الجولان. وتقول الصحيفة بأنه في هذه النقطة بالذات خاف ايهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي من احتمال خروج الأمر عن دائرة السيطرة، على النحو الذي يؤدي إلى اندلاع الحرب، وبالفعل أصدر أوامره بتقليل عدد القوات الإسرائيلية الموجودة في مرتفعات الجولان، في إشارة إلى دمشق بأن التوتر قد انتهى. 

وتقول الصحيفة بالاستناد إلى المصدر الإسرائيلي بأن دمشق قد استرخت بعد ذلك، وقللت من حذرها وتأهبها، ثم كانت عملية قيام الطائرات الإسرائيلية بانتهاك الأجواء السورية وتنفيذ مهمتها. 

تقول الصحيفة أيضاً بأن العملية الجوية الإسرائيلية، تم إطلاع ثلاثة فقط من أعضاء مجلس الوزراء الإسرائيلي بها، وهم: ايهود اولمرت رئيس الوزراء، ايهود باراك وزير الدفاع، وتسيبي ليفني وزيرة الخارجية. 

وأضافت الصحيفة بأن الأمريكيين كانوا على علم وتمت مشاورتهم حولها، وبأن شيفرة القوات الجوية الأمريكية قد تم تسليمها بموجب ذلك للإسرائيليين، عن طريق الملحق العسكري الجوي الإسرائيلي الموجود في السفارة الإسرائيلية في واشنطن، وذلك من أجل ضمان أن لا تخطئ طائرات إف-16 الإسرائيلية وتقوم باستهداف القوات الأمريكية الموجودة بالقرب من المنطقة، على الجانب العراقي.

تحدثت صحيفة الأوبزرفر البريطانية قائلة بأن حوالي ثمانية طائرات إسرائيلية من طراز (اف-15)، و(اف-16) مزودة بصواريخ مافيريك الثقيلة والقنابل زنة 500 رطل، شاركت في العملية. وأشارت الصحيفة الى أن هذه العملية قد تكون بمثابة مقدمة وافتتاحية تمهيدية لعدوان قادم ضد سورية أو إيران، أو ضد الاثنين معاً. 

·عملية عسكرية!! أين صور الأقمار الصناعية؟

تنوع وتصاعد المزاعم الإسرائيلية، وانزلاق التصريحات والتقارير الرسمية الإسرائيلية كل يوم في موضع جديد، جعلت العالم كله يفهم أن ما قامت به إسرائيل قبل عشرة أيام هو مجرد (عملية انتهاك جوي) وليس عملية عسكرية، ومن أبرز الدلائل على تهافت تصريحات الإسرائيليين:

- قيام الصحف الإسرائيلية الرئيسية مثل هأرتس، أورشليم بوست، معاريف، وايديعوت احرونوت بنقل الأخبار والمعلومات من المصادر الخارجية غير الإسرائيلية، وفي هذا دليل واضح على عدم وجود دليل إسرائيلي داخلي ملموس يؤكد صحة المزاعم الإسرائيلية. 

- تضارب التصريحات –أو كما سمتها صحيفة الصنداي تايمز البريطانية بـ(المزاعم الإسرائيلية) مع بعضها البعض، فمن جهة (يزعم) المسؤلون الإسرائيليون بأنهم قاموا بتنفيذ ضربات جوية ضد أهداف داخل سورية بمساعدة قوات الكوماندوس الإسرائيلية المحمولة جواً والتي تغلغلت داخل سورية ووصلت إلى مكان الهدف قبل يوم، وعند لحظة التنفيذ قامت بعملية الإرشاد الليزري للطائرات الإسرائيلية.. ومن الجهة الأخرى يزعم الإسرائيليون بأن لديهم قمراً صناعياً مخصصاً لرصد إيران، قاموا بتغيير تركيزه لكي يقوم برصد المنطقة الشمالية الشرقية والتقاط وبث الصور الفضائية كل ساعة ونصف، (أي كل 90 دقيقة) وتأسيساً على ذلك، نطرح السؤال الآتي: باستخدام تقنيات التصوير عن طريق الأقمار الصناعية أصبح من الممكن تصوير الحروب والعمليات العسكرية، فلماذا لم تقم إسرائيل ببث الصور التي التقطها القمر الصناعي الإسرائيلي، لعرضها أمام الرأي العام العالمي والإسرائيلي، وذلك على النحو الذي يعزز ثقة الرأي العام الإسرائيلي بالجيش الإسرائيلي وقدرته على القيام بـ(العمليات البطولية) خلف الحدود خاصة أن حكومة أولمرت وجنرالات إسرائيل في أمسّ الحاجة لهذه (البطولة) من أجل تحسين سمعتهم التي انهارت بعد قيام حزب الله اللبناني بعملية (تمريغ) الجيش الإسرائيلي في وحل جنوب لبنان؟.. وإذا كان القمر الصناعي الإسرائيلي (نائماً) عند وقوع العملية فأين صور الأقمار الصناعية الأمريكية طالما أن الأمريكيين قد تمت مشاورتهم وإطلاعهم وقاموا بتسليم (شيفرة القوات الجوية الأمريكية للإسرائيليين).. فهل كانت الأقمار الصناعية الأمريكية (نائمة) أيضاً وفي سبات عميق عن (البطولة) التي قام بها الإسرائيليون؟. 

· ولع الحرب والعمليات النفسية:

تتميز الحكومات الإسرائيلية منذ عام 1948 وحتى الآن بـ(ولع الحرب)، ولم يحدث أن جاءت حكومة إسرائيلية دون أن تنخرط –بطريقة أو بأخرى) في عمليات حربية عسكرية.. وما تقوم به الحكومات الإسرائيلية من عمليات ضد الإسرائيليين يفوق أضعاف ما تقوم به ضد خصومها في المنطقة.

نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تحليلاً لاتجاهات الرأي العام الإسرائيلي، قام بإعداده الخبيران الإسرائيليان: البروفيسور إيفرايم إييعار، والبروفيسور تامار هيرمان. وقد أشار التحليل إلى النقاط الآتية:

- الرأي العام الإسرائيلي التقليدي إزاء العرب بدأ يتغير. 

- برغم أن معظم اليهود الإسرائيليين لا يتوقعون حدوث السلام مع سورية على المدى القريب المنظور، فإن هناك أغلبية إسرائيلية تعتقد بعدم إمكانية اندلاع الحرب بين سورية وإسرائيل. 

- يوجد عدد كبير من الإسرائيليين يعتقد بإمكانية بدء سورية وإسرائيل في مفاوضات السلام في المستقبل المنظور، وفي حالة عدم حدوث ذلك يتوقع هؤلاء الإسرائيليون بأن تستمر الأمور كما هي عليه الآن. 

- يعتقد عدد كبير من الإسرائيليين بأن ايهود اولمرت قد بدأ مفاوضاته السياسية مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، فقط من أجل تحسين موقفه الداخلي إزاء محتويات تقرير فينوغراد، ويرى هؤلاء الإسرائيليون أيضاً بأنه ايهود أولمرت ولا محمود عباس يستطيعان التوقيع على أي اتفاق، وذلك لأن كليهما يعاني من الضعف الداخلي الشديد. 

- تطالب الأغلبية العظمى من الإسرائيليين بضرورة الإسراع في نشر تقرير فينوغراد كاملاً وفي أقرب فرصة ممكنة. 

-  يطالب عدد كبير من الإسرائيليين بضرورة قيام الحكومة الإسرائيلية بعمل حاسم في قطاع غزة من أجل إيقاف إطلاق الصواريخ ضد المستوطنات الإسرائيلية من داخل قطاع غزة. 

وعلى ضوء معطيات تحليل استطلاع الرأي العام الإسرائيلي الذي قام به البروفيسوران الإسرائيليان، ونشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية تتضح لنا بجلاء أبعاد أن انتهاك الطائرات الإسرائيلية للأجواء السورية، هول ليس  (عملية عسكرية) كما هو معلن بواسطة (المزاعم) الإسرائيلية، بل هو (عملية نفسية) غير معلنة، تستهدف الرأي العام الإسرائيلي، وذلك من أجل تحويل توجهات هذا الرأي على النحو الآتي: 

- إيقاف التغييرات والتحولات الجارية في نظرة الرأي العام الإسرائيلية للعرب، وذلك لأنها توجهات تتناقض مع توجهات النخب الحاكمة الإسرائيلية. 

- القضاء على قناعات العدد الكبير من الإسرائيليين حول إمكانية السلام مع سورية. 

- رفع شعبية أولمرت داخل إسرائيل. 

-  دفع الرأي العام الإسرائيلي إلى صرف النظر عن المطالبة بضرورة نشر تقرير فينوغراد الذي نجح ايهود اولمرت في تأجيل صدوره إلى فترة طويلة تمهيداً (للفلفة) الأمر ورميه في طي النسيان. 

- دفع الرأي العام الإسرائيلي إلى الانشغال بعمل عسكري ضد قطاع غزة، وذلك لأن إسرائيل تهدف بالأساس إلى إبقاء حالة الانقسام بين الفلسطينيين، وتفادي القيام بأي عمل عسكري ضد القطاع في الوقت الحالي لأن ذلك سوف يؤدي بالضرورة إلى توحيد الفلسطينيين ضد إسرائيل.

وعموماً، العملية النفسية التي بدأتها الحكومة الإسرائيلية، وتم الاتفاق عليها بين الثلاثي: اولمرت- باراك- ليفني، والتي تستهدف بالأساس المواطنين الإسرائيليين، سوف لن تتوقف عند هذا الحد، بل سوف تظهر يوماً بعد يوم الكير من أبعادها وفصولها الجديدة.. وكالعادة: الإسرائيليون سوف يكونون آخر من يعلم ماذا تفعله وما الذي فعلته حكومتهم بهم.

انتهاك الأجواء مدعاة لتأجيج الصراع  

من جانبه ركزت الصحف الإسرائيلية على تداعيات اختراق الطائرات الإسرائيلية المجال الجوي السوري وأثره في تأجيج الحرب، وتداعيات سقوط صاروخ القسام الأخير على قاعدة عسكرية وأسلوب الرد، واستمرار مصر في جهودها لإطلاق سراح الجنود الإسرائيليين المختطفين.

 انتهاك غير مبرر

علقت صحيفة جيروزاليم بوست في صفحة الرأي على اختراق الطيران الإسرائيلي الأجواء السورية، وقالت إن الإسرائيليين لأول مرة يصدقون أن سوريا تقول الحق بأن مقاتلات إسرائيلية اخترقت مجالها الجوي وأن سوريا أطلقت النار عليها لكنها لم تصبها.

وأرجعت الصحيفة سبب تصديق إسرائيل الرواية السورية إلى أنها لو لم تكن صحيحة، لأنكرتها إسرائيل.

 ولأنه ليس من المفترض أن تقوم دولة باختراق المجال الجوي لدولة أخرى دون إذن. فهذا يعتبر انتهاكا وعدوانا ويعطي الدولة المعتدى عليها مبررا للرد. 

واعتبرت الصحيفة أن هذا العمل خطأ وأن من شأنه إثارة الحروب التي من المفترض أن تسعى الدول لتجنبها وليس لتأجيج شرارتها.

ورأت من الصعوبة بحال عدم فهم كيف يمكن لوسائل الإعلام الإسرائيلية أن تكون منصاعة وطيعة بهذه الدرجة في مواجهة هذا العمل الإسرائيلي المتهور؟

وعلقت بأنه لم يفكر أحد من الصحفيين وقتها في خطورة الأمر وأن إسرائيل قد خاطرت بإشعال فتيل حرب مع سوريا. ولم يجابه واحد منهم المسؤولين الإسرائيليين بشأن الحكمة من وراء هذا العمل. 

 وقالت الصحيفة إن كل ماتناقلوه كان عن ماهية احتمال الرد السوري، وما إذا كانت سوريا ستدخل في حرب. ولكن أن تكون إسرائيل قد استثارت سوريا وأنها صعدت الصراع معها، فقد كان هذا بمثابة الفيل الموجود في غرفة الأخبار الذي تظاهر الجميع بعدم رؤيته. 

وتساءلت الصحيفة مجددا، ماذا كان سيحدث لو أن سوريا أسقطت إحدى طائراتنا؟ وأجابت بأننا كنا سنكون في حرب مع بلد على حدودنا الشمالية يمتلك أسلحة بيولوجية وكيميائية وكثيرا من الصورايخ، وستشعر إسرائيل حينها بالذنب من تأجيجها الحرب.

 وأضافت ماذا لو انتهكت الطائرات السورية أو اللبنانية مجالنا الجوي؟ وردت الصحيفة بأننا سنسقطها بلا تردد، وبعدها سنشتكي للعالم أجمع.

سورية وأزمة السياسة الفرنسية

 تناقلت وكالات الأنباء المقروءة والمسموعة تصريحات وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير المتعلقة بلبنان وسورية، وعلى وجه الخصوص تصريحه الذي قال فيه: (ظللنا نقول بشكل دائم بأنه إذا توقفت سورية عن وضع العراقيل في وجه سيادة لبنان والانتخابات الرئاسية اللبنانية المفترض إجراؤها بين 24 أيلول و24 تشرين الثاني فإن انفتاح فرنسا على دمشق سوف يكون كبيراً، ولكي يحدث ذلك فنحن نحتاج إلى الضمانات).

· أزمة السياسة الخارجية الفرنسية في الشرق الأوسط:

تراجع دور السياسة الخارجية الفرنسية في الشرق الأوسط، لم يكن مصادفة، بل كان ظاهرة دولية ترتبط بـ(وزن) فرنسا كقوة دولية كبرى، ولم يكن التراجع الفرنسي حصراً في منطقة الشرق الأوسط، وإنما كان في الكثير من مناطق وأقاليم العالم الأخرى، وعلى وجه الخصوص دول غرب افريقيا: السنغال، ساحل العاج، تشاد، وافريقيا الوسطى.. وغيرها. 

فرض النفوذ الخارجي يعتمد على القوة، وعندما تضعف القوة يتراجع النفوذ، وبالتالي عندما أصبحت فرنسا (لاحول لها ولا قوة) في مواجهة القوة الأمريكية وتأثيرها ونفوذها في منطقة الشرق الأوسط، فقد تراجعت دوائر النفوذ الفرنسي، ولم تستطع فرنسا تقديم شيء لحلفيها صدام حسين، وأيضاً لحليفتها إيران، والشيء نفسه حدث في ساحل العاج والكونغو ورواندا وغيرها من الدول الافريقية التي لم تكن حليفة لفرنسا فقط، بل وظلت تعمل كـ(قواعد عسكرية فرنسية)، وهكذا فقد تراجع النفوذ الفرنسي بسبب تراجع قوة فرنسا، الأمر الذي ترتب عليه عدم كفاءة وفعالية السياسة الخارجية الفرنسية في معالجة القضايا الإقليمية والدولية.

·ساركوزي ومحاولة (ترتيق وترميم) السياسة الخارجية الفرنسية:

يقول موقع سيكوريتي سيستم نيتويرك الاستخباري السويسري في التحليل الذي نشره حول توجهات ساركوزي الرامية إلى انتهاج مسار جديد في السياسة الخارجية الفرنسية، ضمن سياق عمل السياسة الخارجية الأوروبية، والسياسة الخارجية الأمريكية.

وبكلمات أخرى: التدقيق في هذا التوجه الجديد يشير بوضوح إلى أن ساركوزي يسعى إلى استبدال (استقلالية السياسة الخارجية الفرنسية)، وإدراجها بالكامل ضمن مسار السياسة الخارجية الأمريكية، والسياسة الأوروبية الغربية التي على ما يبدو قد أصبحت سياسة خارجية أمريكية في كافة توجهاتها الإقليمية، وعلى وجه الخصوص التوجهات الأوروبية تجاه منطقة الشرق الأوسط والصراع العربي- الإسرائيلي، وقد بدا هذا واضحاً بقدر أكبر من لحظة قيام قوات الناتو بخوض حرب (وكالة) نيابة عن أمريكا في أفغانستان.

وعلى ما يبدو أيضاً فإن نظام العمل بـ(الوكالة) عن أمريكا سوف لن يقتصر على الجانب العسكري، وإنما  أصبح ممتداً وانتقلت عدواه إلى مجال السياسة الخارجية.

· كوشنير وتصريحاته (غير المدروسة جيداً) إزاء سورية:

قد تبدو للبعض تصريحات كوشنير واعدة بـ(الأمل والتعاون) من جراء (الانفتاح) الذي سوف يتحقق.. ولكن قبل إصدار حكم (قيمي) على تصريح كوشنير الأخير، من الممكن أن نلقي نظرة سريعة على معطيات خبرة (التصريحات) الأمريكية والفرنسية خلال الأعوام القليلة الماضية.

- عند اغتيال الحريري طالب الأمريكيون ومن ورائهم الفرنسيون سورية بـ(احترام سيادة واستقلال لبنان) و(الخروج من لبنان). 

- عندما خرجت سورية من لبنان، طالب الأمريكيون ومن ورائهم الفرنسيون سوريا بـ(احترام سيادة واستقلال لبنان) و(عدم القيام بدعم وتسليح حزب الله). 

- عندما أصدروا قرار المحكمة الدولية طالب الأمريكيون والفرنسيون سورية بـ(احترام سيادة واستقلال لبنان) و(التعاون مع المحكمة الدولية). 

- عندما تزايدت المعارضة السياسية لحكومة السنيورة طالب الأمريكيون ومن ورائهم الفرنسيون سورية بـ(احترام سيادة واستقلال لبنان و(عدم السعي لتقويض حكومة السنيورة). 

وأصبح واضحاً أن مطالبة سورية باحترام استقلال وسيادة لبنان أصبحت مكوناً أساسياً في كل من التصريحات الأمريكية والفرنسية إزاء لبنان. وبكلمات  أخرى: تمثل هذه العبارة (الجانب الثابت) في التصريحات والذي يليه الجانب المتغير.. والذي في كل حالة وكل موقف يأخذ طابعاً مختلفاً.

التحليل الشكلي المنطقي لتصريح كوشنير الأخير يأتي ضمن البناء الشكلي البسيط الذي ظل ثابتاً في تصريحات الخارجية الأمريكية ومن ورائها الخارجية الفرنسية، وأيضاً في تصريحات البيت الأبيض ومن ورائه قصر الاليزيه. 

· مصداقية تصريح كوشنير الأخير وإشكالية (الظاهر) و(الباطن):

بالدخول مباشرة في الموضوع: تريد أمريكا وإسرائيل، ومن ورائهما فرنسا، تنصيب رئيس للبنان تنسجم توجهاته مع توجهات قوى 14 آذار وحكومة السنيورة، وذلك حتى ينسجم أداء (فريق العلم) الأمريكي- الإسرائيلي- الفرنسي- اللبناني، الذي يقوم بدور الوكيل في تمرير المشروع الأمريكي- الإسرائيلي في المنطقة، وذلك تمهيداً لتمرير أجندة جديدة أخرى، وتعزيز الأجندة والملفات الجارية، والتي من أبرزها: ملف المحكمة الدولية، ملف أسلحة حزب الله، ملف الحدود السورية- اللبنانية، وغيرها.

وتريد فرنسا استخدام سورية( تحت بريق الوعد بالانفتاح) في الضغط على المعارضة اللبنانية للقبول بالرئيس المطلوب بحسب مواصفات قوى 14 آذار وحكومة السنيورة. وبعد أن يتم اختيار الرئيس المطلوب، واكتمال بناء (فريق العمل).. تكون (عدة الشغل) المطلوبة قد اكتملت، ثم بعد ذلك تبدأ مرحلة جديدة، عن طريق (الانقلاب) على الشطر الثاني من تصريح كوشنير القائل بـ(الانفتاح الفرنسي الكبير على سورية) باستخدام الشطر الأول الذي أشار إلى شرط (احترام سيادة واستقلال لبنان)، تماماً كما حدث في التصريحات الماضية. 

· السياسة الخارجية الفرنسية وأزمة إدراك الأزمة:

أزمة اختيار الرئيس اللبناني هي أمر يرتبط بالأزمة السياسية اللبنانية التي سببتها توجهات السياسة الخارجية الأمريكية والسياسة الخارجية الفرنسية إزاء لبنان، وزاد من وطأتها العدوان الإسرائيلي ضد لبنان في حرب الصيف الماضي.

وبرغم وضوح هذه الحقائق ومعطياتها، فإن دوائر صنع واتخاذ القرار في السياسة الخارجية الفرنسية، قد وقعت بوضوح في أزمة مزدوجة تتضمن: 

- إدماج السياسة الخارجية الفرنسية ضمن السياسة الخارجية الأمريكية، والتي هي بالأساس سياسة غير مستقلة، بل تقوم على المشروع الإسرائيلي في المنطقة. 

-  محاولة فرض الحلول الفوقية على توجهات اللبنانيين السياسية على غرار ما كان يحدث في الماضي، وهو أمر تجاوزته قطاعات واسعة من الشعب اللبناني، بما في ذلك الرأي العام الماروني حليف فرنسا الرئيسي في لبنان، وثمة دليل بارز على ذلك في نتائج انتخابات الـ(متن). 

وعموماً، يحاول كوشنير إغراء سورية بالوعود من أجل الحصول على دعمها، وذلك حتى لا يتهم الإسرائيليون والأمريكيون ساركوزي وكوشنير بالفشل في القيام بـ(دورهم) المرسوم في لبنان، خاصة وأن خارطة توزيع الأدوار بين واشنطن- تل أبيب- باريس، تشير إلى أن تل أبيب مشغولة بالفلسطينيين، وواشنطن مشغولة بالعراق، ومن ثم فعلى فرنسا تقديم المساعدة في لبنان.

يقال ان هناك علاقة بين حجم الطاقية وحجم من يلبسها، وعلى ما يبدو فإن كوشنير وزير الخارجية الفرنسي يحاول إكمال وإنجاز مهمته عن طريق تقديم الوعود لسورية.. ولكنه أخطأ خطأ فادحاً عندما استخدم عبارة (احترام سيادة واستقلال لبنان)، وهي العبارة التي أظهرت تماماً أن طاقية سورية سوف تظل غير متناسبة مع رأس كوشنير وغيره من الرؤوس الأخرى التي تنظر إلى الشرق الأوسط بالعيون الإسرائيلية.

واشنطن تمهد سرير الذرائع لمهاجمة سورية

و تلوح الآن في الأفق بوادر عملية استهداف أمريكية جديدة ضد سورية، فقد نشرت وكالة الأسوشيتيد برس تقريراً اخبارياً لتصريحات أندرو زيميل، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لسياسة عدم انتشار الأسلحة النووية.

· توصيف تصريحات الخارجية الأمريكية:

أشار مساعد وزير الخارجية الأمريكية إلى الآتي:

- وجود الخبراء الكوريين الشماليين في سورية.

- من المحتمل أن تكون سورية متورطة مع شبكة العالم النووي الباكستاني عبر القدير خان.

كذلك أشارت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إلى أن إسرائيل قد قامت بتجميع معلومات استخبارية عن طريق الأقمار الصناعية تفيد بأن هناك تعاوناً محتملاً بين كوريا وكوريا الشمالية حول إقامة منشأة نووية.

وأشار الإسرائيليون أيضاً إلى أن كل من كوريا الشمالية وإيران، تقومان بتزويد سورية بمخزونات الصواريخ.

· سورية وعودة جون بولتون:

العداء لسورية بالنسبة لعناصر اللوبي الإسرائيلي، هو عداء مثل (السكر) يجتذب جميع أنواع الذباب.. فصدور التصريحات الأمريكية حول وجود الخبراء الكوريين الشماليين وتعاون سورية مع شبكة عبد القدير خان وكورية الشمالية وإيران، أدى إلى انتعاش جون بولتون، وسريان الحيوية في عروقه، وانتهز الفرصة الجديدة قائلاً بأنه من الممكن أن تكون كوريا الشمالية قد استخدمت سورية وإيران كـ(ملاذات آمنة) لأنشطتها النووية.

كذلك، فقد صرح جون بولتون لصحيفة هآرتس الإسرائيلية بأن الرئيس جورج دبليو بوش قد حذر كوريا الشمالية خلال العام الماضي من مغبة وعواقب تحويل ونقل المواد النووية إلى سورية وإيران أو إلى التنظيمات الإرهابية، وعلى ما يبدو فإن تحذير بوش خلال العام الماضي لكوريا الشمالية من مغبة نقل المواد النووية لسورية وإيران، هو تصريح له مغزاه وأهميته، وبكلمات أخرى فهو تحذير قصد به ظاهرياً تحذير كوريا الشمالية، وباطنياً أن يتم استخدامه لاحقاً –في هذا الوقت- على أساس اعتبارات أن كوريا الشمالية لم تلتزم بتحذير بوش، وقامت بنقل المواد النووية إلى سورية. 

ولم تتوقف المشاركة في الحملة الجديدة ضد سورية على جون بولتون، فقد اشتركت وساهمت الأطراف الآتية: 

- في مقابلة مع شبكة أخبار فوكس نيوز التابعة للوبي الإسرائيلي، تحدثت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس في معرض الإجابة على سؤال حول الأنشطة النووية في سورية قائلة بأن (حكومتها تعمل من أجل منع بلدان العالم الأكثر خطورة من الحصول على الأسلحة الأكثر خطورة في العالم). 

وأشارت الوزيرة إلى أنه سوف يتم القيام بعمليات اعتراض الشحنات المنقولة وتفتيشها دون أخذ الإذن المسبق بذلك من أي طرف. 

-   أفاد مصدر إسرائيلي بأن عملية انتهاك الطائرات الإسرائيلية الأخير للأجواء السورية كانت من أجل استهداف منشأة –سورية- تتميز بقدرتها على إنتاج الأسلحة النووية.-        

·السيناريو القادم.. وامتدادات الملف الجديد:

من الواضح أن اتهام سورية بأنها تسعى أو سعت بالتعاون مع كوريا الشمالية، والتورط مع شبكة عبد القدير خان، من أجل الحصول على أسلحة الدمار الشامل المحرمة دولياً، إضافة إلى مزاعم إسرائيل بأنها التقطت صوراً فضائية وجوية تؤكد ذلك، هي جميعها تهدف إلى الآتي:

-  تحويل هذه المزاعم والاتهامات إلى وكالة الطاقة الذرية العالمية. 

- أن يقوم مفتشو الوكالة بعملية التفتيش وإعداد تقارير للأمم المتحدة.

وربما القول بعد ذلك بأن سورية خالية من أسلحة الدمار الشامل، ولكن ما هو مطلوب فعلاً بواسطة أمريكا وإسرائيل هو استخدام وتوظيف عملية التفتيش الدولي من أجل التجسس على القدرات الصاروخية السورية وغيرها من أنواع الأسلحة السورية، والتي استطاعت أن تشكل رادعاً لإسرائيل من مغبة التمادي والقيام بالاعتداء على سورية. 

وبكلمات أخرى: لما كان من الثابت اختراق وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ووكالة الأمن القومي الأمريكي لأجهزة وكالة الطاقة الذرية، فمن المؤكد وبكل سهولة أن عملية التفتيش التي سوف تستهدف سورية سوف تركز على تجميع المعلومات المطلوبة وتحويلها لإسرائيل، وعلى الأغلب أن تركز هذه المعلومات على مواقع مناطق التخزين وزراعة الخلايا الالكترونية الحساسة فيها لإرشاد الأقمار الصناعية والطائرات الإسرائيلية وأيضاً على تحديد أنواع الأسلحة والتعرف على القدرات العسكرية السورية عن قرب لصالح إسرائيل.

والهدف الحقيقي من وراء هذه العملية يندرج في إطار التعاون الاستراتيجي الأمريكي- الإسرائيلي الهادف إلى ضمان وكفالة أمريكا لتفوق إسرائيل في حسابات ميزان القوى في الشرق الأوسط. وبعبارة أخرى المطلوب أمريكياً وإسرائيلياً: التقدير الدقيق في حسابات ميزان القوة العسكرية بين سورية وإسرائيل.

ثلاثة خيارات سورية للرد على إسرائيل

يحاول بعض الإسرائيليين التكهن بـ(الرد) السوري الأكثر احتمالاً إزاء قيام الطائرات الإسرائيلية بانتهاك الأجواء السورية، وفي هذا الصدد، حاول الدكتور الإسرائيلي بواز غانور المدير التنفيذي لمعهد هيرتسليا للسياسة الدولية، والخبير المختص في شؤون مكافحة الإرهاب رسم سيناريوهات الرد السوري المتوقع: 

·السيناريو الأول- استخدام حزب الله:

يقول الخبير الإسرائيلي بواز غانور بأن للسوريين العديد من الخيارات الممكنة في دفع حزب الله اللبناني للعمل ضد إسرائيل، على النحو الذي يؤدي إلى تسخين الحدود الشمالية بطريقة أو بأخرى، سواء عن طريق خطف الجنود الإسرائيليين، أو إطلاق النيران ضد إسرائيل. 

· السيناريو الثاني- استخدام الجماعات الفلسطينية:

يشير بواز غانور إلى أن هناك العديد من الجماعات الفلسطينية الموجودة حالياً في دمشق، وأبرزها:

-  حركة حماس.

-  حركة الجهاد الإسلامي.

-  الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (جورج حبش).

- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة (أحمد جبريل.

ويرى بواز غانور أن استخدام سورية لحركة حماس والجهاد الإسلامي سوف يكون في داخل إسرائيل، أما الجبهات الفلسطينية الأخرى فسوف يكون استخدامها خارج إسرائيل، وذلك في عمليات تستهدف المصالح الإسرائيلية المنتشرة في العالم. 

· السيناريو الثالث- تصعيد الوضع في الجولان:

وذلك عن طريق إشعال حرب عصابات أو حرب غير متماثلة ضد الإسرائيليين بواسطة سكان الجولان والمنظمات المحلية التي تطالب بعودة الجولان إلى سورية. وأشار الدكتور بواز غانور إلى أن تصعيد الأوضاع في الجولان بهذه الطريقة سوف يؤدي في نهاية الأمر إلى المواجهة العسكرية بين سورية وإسرائيل.

يرى محرر إيديعوت أحرونوت، بأن الدكتور بواز غانور قد اختار أن لا يتكهن بشكل محدد دقيق برد الفعل السوري المحدد وكيف سيكون، ولكنه في الوقت نفسه –أي الدكتور بواز غانور- لاحظ بأن السوريين قد قاموا إلى حد بعيد باختيار وتفحص كل الخيارات الممكنة.

وقد ورد في حديث الدكتور غانور: (أعتقد أن الأسلوب الذي تعامل به السوريون مع المسألة هو أسلوب صحيح طالما كانوا يهتمون بذلك، وقد انتقدت الحكومة الإسرائيلية خلال حرب لبنان الثانية بسبب قيامها بالعمل والإجراء الفوري، بدلاً من القيام بمثل ما يقوم به السوريون الآن: الإعلان بأنهم يعتبرون وينظرون لذلك الأمر باعتباره عمل حربي، وبأنهم سوف يردون عندما يكون الوقت مناسباً، وفي الوقت نفسه يختارون البديل الأفضل والأنسب.

.................................

المصادر

 

bbc

Aljaml 

 المركز الوثائقي والمعلوماتي*

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 19 أيلول/2007 -6/رمضان/1428