إدمان اللحوم الحمراء يضر الصحة وكوكب الأرض!

شبكة النبأ: تعتبر اللحوم الحمراء مصدرا غذائيا مهما للانسان شرط استهلاكها وفق معايير صحية لإن الإكثار منها ليس ضارا بالصحة فقط بل اكتُشف مؤخرا انه يؤذي كوكب الأرض أيضا من خلال التاثيرات السلبية للماشية على البيئة.

ففي أنحاء العالم يشكل النشاط الزراعي حوالي خمس اجمالي انبعاثات الغازات التي تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري في حين ان تربية الماشية لها تأثير أكبر بشكل خاص بسبب الكميات الكبيرة من غاز الميثان التي تنبعث من تجشؤها. بحسب رويترز.

وكتب توني ماك مايكل من الجامعة الوطنية الاسترالية في كانبيرا وجون بولز من جامعة كمبريدج البريطانية في دورية لانسيت يقولان ان متوسط استهلاك اللحوم في العالم يمكن ان يقل واقعيا بنسبة 10 في المئة.

وأضافا ان ذلك سيساعد في معركة العالم ضد ظاهرة الإحتباس الحراري وتداعياته الكارثية ويقلل أيضا المخاطر المرتبطة بالافراط في استهلاك اللحوم الحمراء.

محاصيل العالم تنخفض 16 في المئة بسبب الاحتباس الحراري

وفي سياق متصل قالت دراسة علمية ان ظاهرة الاحتباس الحراري قد تتسبب في تراجع الانتاج الزراعي العالمي بشكل خطير بحلول عام 2080 مع انخفاض الانتاجية في الدول النامية في الوقت الذي تتحسن فيه في بعض الدول الغنية.

وقال الخبير الاقتصادي وليام كلاين معد الدراسة ان الهند وباكستان ومعظم الدول الافريقية ومعظم دول امريكا اللاتينية ستكون الاكثر تضررا. ووجدت الدراسة ان الولايات المتحدة ومعظم الدول الاوروبية وروسيا وكندا ربما تحقق مكاسب زراعية اذا استمر التغير المناخي في مساره الحالي. بحسب رويترز.

وعلى وجه العموم تتنبأ الدراسة التي نشرها مركز التنمية العالمي ومقره واشنطن ومعهد بترسون لعلم الاقتصاد الدولي بأن تنخفض الانتاجية الزراعية في العالم بما بين 3 الي 16 في المئة بحلول عام 2080.

وبين الدول المتقدمة فان مستقبل استراليا هو الاكثر كابة مع توقع ان يتراوح التراجع في انتاج المحاصيل بما يتراوح بين 17 الي 27 في المئة. وفي العالم النامي توقعت الدراسة ان يتراوح حجم التراجع الذي يزيد بسرعة في الهند بين 29 في المئة و38 في المئة بينما تكهنت بان يصل في السودان والسنغال الي أكثر من 50 في المئة وهو ما يعني في جوهره انهيارا للانتاجية الزراعية.

وقال كلاين ان اتساع الفجوة بين التوقعات المنخفضة والمرتفعة يعتمد على حجم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تؤثر بالفعل على بعض المحاصيل.

ويؤكد بعض المحللين ان ارتفاع درجات الحرارة في العالم أو ما يعرف بظاهرة الاحتباس قد يكون في الواقع نعمة لا نقمة للمحاصيل وتحد من أثر التغير المناخي الذي يسببه الانسان. ونقلوا عن دراسات أجريت في المعامل قولها ان المكاسب المحتملة الواضحة في انتاج المحاصيل يمكن ان تصل الى 30 في المئة حين تزيد انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وشكك كلاين في هذه الآراء قائلا ان اختبارات مشابهة على انتاج المزارع أظهرت ان المكاسب ستكون في حدود 15 في المئة. وأضاف ان الزيادة التي يسببها ما يسمى تسميد أو تخصيب الكربون تميل الى ان تكون أكثر محدودية.

وأضاف قائلا، المشكلة هي انك تحتاج تغيرات فنية لتواكب الطلب على الغذاء. أقدر ان الطلب العالمي على الغذاء بعد ان تأخذ في الاعتبار الزيادة السكانية وارتفاع الدخول سيتضاعف حوالي ثلاث مرات من الان حتى أواخر القرن الحالي.

وستتسبب ظاهرة الاحتباس الحراري في زيادة مواسم نمو النباتات في دول شمالية مثل أجزاء من الولايات المتحدة وروسيا وكندا. الا ان كلاين قال ان العالم ربما لا يمكنه التعويل على زيادة انتاج المحاصيل في هذه المناطق.

وأضاف قوله، بحلول نهاية القرن ربما سيربحون مالا كثيرا من صادرات الطاقة لديهم لدرجة ان اسعار صرف عملاتهم ستصبح قوية للغاية.

وهذه العملات القوية ستجعل ارتفاع السعر حائلا يمنع معظم الدول الاخرى من شراء المنتجات الزراعية الروسية أو الكندية.

 ويقدر متوسط الاستهلاك العالمي للحوم الحمراء حاليا بحوالي 100 جرام للفرد في اليوم لكن هناك تفاوتا كبيرا بين السكان الاعلى استهلاكا للحوم والسكان الاقل استهلاكا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 14 أيلول/2007 -1/رمضان/1428