المستقبليون وكيفية التفكير للغد

عدنان عباس سلطان

 شبكة النبأ: حتما قد حشد المستقبليون ماضيهم كله باتجاه اليوم القادم اضافة الى دراسة حاضرهم بغثه وسمينه وخلصوا الى حكمة عقلانية وتحليلات رصينة كخلاصة نظرية وعملية قابلة للتطويع والتطوير والمرونة في كل حين، وجاهزة بكل الاحتمالات التي ممكن ان يفرزها المستفبل.

ولكن ماهي الكيفية التي يفكرون بها فهل ان تجاربهم التي تحصنوا بها وهم يدخلون مجاهل المستقبل هل هي مبادئ متحجرة غير قابلة للزيادة او النقص او التبديل في بعض اجزائها، ثم ما هي المفاهيم التي تحدد رؤيتهم؟.

ان تساؤلات مثل هذه قد تعبر في نطاق الذهن وهي محتملة جدا وواردة الى حد بعيد.

فالمستقبليون يشعرون بقلق عميق تجاه الانسانية بسبب ما لديهم من سعة في التفكير الكوني وشعورهم الشمولي لكل بنو الانسان.

المستقبليون لا يتحدد تفكيرهم في رقعة محددة من الارض كاقليم او دولة وانما يهمهم الانسان اينما وجد وفي اي رقعة من الارض قد سكن.

كذلك التفكير بالاجيال التي لم تخلق بعد ولم تمارس الحياة، وربما الاهتمام بالاجيال المقبلة اكثر وضوحا بين المستقبليين ويشمل الاهتمام الناس المجهولين الذين يسكنون هذا العالم بع مائتين سنة او الف سنة او اكثر.

على مسرى القول الشائع( زرعوا فاكلنا ونزرع فيأكلون ).

وعلى هذا النحو من التفكير المتحرر فانهم يرون وفق التالي من النقاط:

1ـ الانفتاح  للتجربة**.

والانفتاح يحصل بالبحث المستمر عن الافكار الجديدة والطرق المتميزة ومثيرة،  وإذا فان المستقبليون يتلاعبون بالافكار يغربلونا على الجسد الواقعي ويرون الى نسب النجاح او الاخفاق.

2ـ النظرة الكونية**.

ان المستقبليون والغالب منهم هم ناس كونيون بتفكيرهم وليسوا وطنيون اي ان تفكيرهم يشمل اوطانهم اسوة باوطان المجتمعات الاخرى، وهذه الشمولية انما هي العباءة متساوية المساحة واللون تلف جسد العالم ذهنيا وعاطفيا.

3ـ المنظور الزمني المديد**.

وهو الاحساس الحيوي بالتطور الانساني عبر الزمن وتفحص الماضي من اجل ثبات الخطوة المتحركة في الزمن القادم**.

4ـ التوجه البيئي**.

الشعور بالعلاقات المتبادلة بين الانسان والبيئة والارتباط الوثيق فيما بينهما والاشتراك مع الاهتمامات بطبيعة البيئات المختلفة كوجه موضوعي وضروري كونه لا ينفصم من التشكل في الطبيعة الانسانية، فالتسربات النفطية والغازات المنبعثة والسموم والعادم الذي تطلقه وسائل النقل كلها اشياء في تضاد مع البيئة الملائمة التي يطمح المستقبليون ان يعيش في ضمنها الانسان.

5ـ القلق العميق على الانسانية**.

طور المستقبليون تعاطفا سكان الازمان البعيدة اضافة الى وضع الانسانية الراهن وفي المستقبل.

وهم مهتمون اساسا بما سوف يفيد اي ما سيكون فعالا حقا في تحسين الظروف الانسانية على المدى الطويل.

6ـ  العقلانية وحقيقة الاختبار**.  

وعي حرية الافراد في اتخاذ القرارات التي ستكون لها عواقب كبيرة جيدة او سيئة وصنع قرار له خاصية نفع الحاضر ونفع المستقبل.

7ـ الاهتمام بالقيم**.

الاحساس والاهتمام بالقيم بكون ان هذه القيم ذاتها جعلت منهم مهتمون بشكل عميق بالمستقبل الانساني ولزوم البحث عن كل ما يسعد البشرية في حاضرها او مستقبلها.

8ـ الشعور بقرب الهدف والتفاؤل بالمستقبل**

الشعور باهمية الفعل الذي يفعلونه وانه مهم بدرجة كبيرة جدا وانه يحقق النتائج كمحصلة نهئية وهي دائما متحققات قريبة بحساب الزمن، وان عدم اتخاذ الاحترازات والخطط للمستقبل انما هو تقصير يشابه ان يكون تخاذل امام الخطر الداهم الذي يحمله المستقبل.

فالاسلحة والتطور التكنلوجي والمعلوماتية كلها تمثل مخاطر كامنة ان لم يخطط الى وضعها في المحل المناسب وجعلها في خدمة الانسانية بما يزيد من النماء والخير والتواصل بين بنو البشر وفي صالح الحياة بشكل عام وحيوي بما يقود الى صناعة مستقبل زاهر وسعيد تستظل به الحياة البشرية.

......................................................

المصادر/

ادوارد كورنيش/ المستقبلية

شبكة النبأ المعلوماتية- الجمعة 14 أيلول/2007 -1/رمضان/1428