الباعة المتجولين وشغف العيش

عدسة وتحقيق: عصام حاكم

شبكة النبأ: في ظل الظروف الأمنية القلقة التي يمر بها بلدنا العزيز، والى جانب غياب أو ضياع  فرص العمل  في المؤسسات الحكومية مما أضطر العديد من  الشباب أن يتخذوا من الإشارات الضوئية ومفارق الطرق و نقاط التفتيش، اماكن للعمل  يلوذون بها من اجل كسب لقمة العيش حيث تحولت تلك المواقف الى سوق للباعة المتجولين والمتسولين ايضا مستغلين حالات الزحام لكي يقوموا بعرض بضائعهم وبيعها الى اصحاب السيارات المتوقفة هناك وغيرآبهين بالمرة بما قد يلحق بهم من مخاطر التواجد قرب تلك النقاط.

 وللوقوف عند هذه الظاهرة كان لمراسل(شبكة النبأ المعلوماتية) هذا الوقفة للاطلاع عن كثب على أبعاد هذا السلوك المحفوف بالمخاطر والسبل الكفيلة للحد منه او القضاء عليه. 

اول من تحدثنا اليه(صباح جعفر) حيث قال:بالتاكيد كل سلوك او تصرف في الحياة له ما يبررهه اما في خصوص هذا الموضوع فلزاما متطلبات المعيشة هي عنوان سامي يدفعنا الى التواجد في تلك النقاط  وذلك لتحقيق مكاسب مادية من خلال بيع تلك البضائع على المواطنين الذين يرومون العبور من تلك المناطق. 

اما(حسين كريم) وهو بائع مناديل ورقية، حيث يقول: كنت في السابق اقوم ببيع المناديل الورقية في التقاطعات وعند مفارق الطرق وفي الكراجات مستغلا بذلك توقف السيارات حتى يتسنى لي الحصول على رزقي انا وعائلتي، وفي بعض الاحيان أضطر لتغيير مكان عملي للتحول عند نقاط التفتيش عندما أحس بأن عدد الباعة المتجولين في تلك المناطق قد أزداد  عن الحد المطلوب هذا مما يجعل مهمة الحصول على الرزق صعبة. 

كما حدثنا(محمد حاكم) وهو بائع صحف، حيث قال لـ(شبكة النبأ): يقينا بان العمل شرف ولكن ثمة تداعيات تدعوك الى التذمر والسخط لما تلقاه من الوان الكلمات والنظرات المحتقنة بالإزدراء فعلى سبيل المثال فاني اجوب كربلاء طولا وعرضا من اجل ان ابيع الصحف وفي اغلب الاحيان لا يتسنى لي بيع العدد المطلوب لتوفير قوة عيالي بالمقابل هناك ثمة الكثير من المخاطر التي نتعرض اليها من بعض الصبية والشباب الذين ارتقوا الدراجات والسيارات ، فعلى سبيل المثال منذ فترة قصيرة تعرض أحد الاخوه من الزملاء في مهنة بيع الصحف الى حادث دراجة هذا مما أقعده عن العمل فترة طويلة، ولكن يبقى هاجس الاستمرار  في العمل عنوان يقظ مضجع الجوع الذي لا يرحم، والذي هو بالتاكيد هو العلامة الابراز التي تمنحنا الصبر على تحمل تلك المخاطر، علما بأني أحرص  على العمل في مؤسسات الحكومية او في سلك الشرطة او الجيش او أي عمل أخر ولكن لم تأتي الفرصة لحد الان. 

اما(حسون جاهل) وهو  بائع سكائر، حيث قال:أن الظروف هي التي تدفع بنا بهذا الاتجاه، وهي التي تحتم علينا ان نسلك الطرق الوعره من اجل كسب لقمة العيش في ظل تلك الظروف الامنية والمعيشية السيىء، والا مجرد التفكيربالتقرب من نقاط التفتيش او مفارق الطرق هو بمثابة موت محقق، كون تلك الاماكن تشكل مطلب لكل اعداء العراق الجديد والقوى الارهابية المسلحة، ولكن ثمة هناك ارادة تدفعنا على التشبث بالحياة من خلال ديمومة التواصل بالعمل وكي لا نعطي للاعداء فرصة التشفي في ايقاف عجلة النمو والبناء والتطور والعمل، لذلك نحن مصرين على مواصلة خلق الحياة باساليب مختلفة مهما كانت تلك السبل تلقى من اوحه المصاعب الشىء الكثير. 

اما محطتنا التالية فكانت مع الاستاذ(علي ذياب) أستاذ في جامعة كربلاء، حيث قال لـ(شبكة النبأ):أن الواقع العراقي اليوم ربما  يشهد حالة  من الصراع الحقيقي بين ألاستمرارية في الحياة أوالنزوع الى حالة اليأس والاستسلام، وبين كلا الموقفين هناك ثمة دلالات أكيدة أو أشارات واضحة، والساحة العراقية لهي خير دليل وشاهد بأن الموت والقتل هو العنوان الابرز والذي هو يمتلك عوامل الصمود في الساحة العراقية اليوم ليخلف وراءه أمنيات تتلاشى بفعل الصوت المدوي للاسلحة والمدافع والمفخخات، وهذا الامر لزاما يضع  جملة من العراقيل أمام علمية النهوض والبناء والتطور فضلا عن كونه يرسم صورة مشوشه  وضبابية توعز الى الاحساس بالتلاشي أوالاضمحلال، ولكن  تبقى أرادة الحياة هي الاقوى من خلال التواصل في مسيرة العمل ورفض حالة التقاعس والانهزام،  وما تشير اليه التقرير العالمي من نسبة البطالة في العراق لهو أمر طبيعي في ظل تلك التدعيات الشرسة التي تحيط بواقع بلدنا العزيز، ولكن يبقى هاجس العمل هو ديدن العراقيين جميعا من اجل النهوض بالواقع العراقي من خلال سد جميع المنافذ أمام آفة الارهاب والبطالة وخلق جيل جديد يؤمن بأن العمل رسالة انسانية وأخلاقية يحرص العراقيين على تأديتها مهما كانت الصعاب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 13 أيلول/2007 -1/رمضان/1428