بين بعض البرلمانيين العراقيين ومايكل جاكسون مشتركات كثيرة

عصام حاكم

قد يذهب الكثير من المهتمون بعالمي السياسة والفن الى نعتي بصفات عدة وهم يستعرضون عنوان هذا المقال، متسائلين في الوقت ذاته عن ماهية أوجه التشابه بين مايكل جاكسون وبين البرلمان العراقي وتساؤلات اخرى تفيض بالكثير من علامات التعجب والاستفهام، وقد لايكتفون بهذا القدر من اللوم والعتب بل ربما يتحولون الى شهوة الهجوم وكأني قد عملت او قلت منكرا، ليبدؤا بعد ذلك بنعتي بصفات عدة اقلّها اني طارىء على عالم الصحافة  واني اجمع النقيضين وليس لدي خزين كافي من المعلومات وعن عدم احاطتي بعالم الغناء والرقص الصاخب وعوالم اخرى قد لا يتسع المقام لذكرها.

 وفي الوقت ذاته كان بودي ان يلهمون الصبر فرصة لتفتضح اناة الكلمة التي الجمها الإتهام، علما باني اقدّر مشاعرهم الجياشة ونخوتهم وامانتهم على حفظ ماء وجه المعلومة، بيد اني اعلم كما هم يعلمون وربما اكثر بقليل وانا مهووس منذ زمن  بعيد بعالم الضجيج للهروب من متاهات الصمت أيام النظام السابق، وقد اعزّز هذا القول بالحركات البهلوانية الطائشة تأسيا بملك الروك الامريكي الأسمر والذي ينتمي الى اصول افريقية ويعد علامة بارزة من علامات الطرب المجنون هناك الا وهو مايكل جاكسون.

لا اخفيكم بانه قد أثلج صدري مؤخرا عندما  اتخذ قراره في اقتفاء اثر الهداية الى الاسلام عن طريق اسامة بن لادن وايمن الظواهري، إلا انه يتقاطع معهم بل ربما يختلف مع (الشيخان) في منهجية القتل حيث هو لا يقوى على قتل بعوضة، وما يميز هذا الرجل بالدرجة الاولى كونه غريب الاطوار في سلوكه وتصرفاته وهو سر محير للكثير من المهتمين بعالم الفضائع والفضائح، هذا من جهة، اما من جهة اخرى فاني بت أكره الدفاع  دوما لانه اقرب ما يكون الى عالم الاستسلام والهزيمة وبالمقابل لا أرغب الهجوم لأنه يملي علّي ان ابيح بكل المحضورات والمحرمات وكذلك يرمز للتعدي والتجاوز، وما بين الهجوم والدفاع هناك ثمة منطقة تدعى بالمنطقة المحايدة وهي بمثابة عالم جديد  يتضمن المكر والدهاء بل هو يضج  بالمخادعة والمرواغة وقد يذهب المتفلسفون والمتمنطقون الى تسميته بعالم السياسية والسياسين، واقرب دليل على ذلك ما تلحظه في قبة البرلمان العراقي.

 فأنت ترى العجب العجاب وهو اشبه ما يكون الى عالم مايكل جاكسون وربما اكثر غرابة، فانه يثير التساولات منذ الولادة، بل وحتى قبل الولادة واية ولادة تلك التي تفوح منها رائحة الطائفية والانقسام، وهم منقسمون فعلا في التمييز بين الارهاب والمقاومة ويعلم الله ليست هناك مقاومة بقدر ما يتعلق الامر بنزوة العراك المفتعل من اجل اثبات الذات واسقاط الاخر وتبقى الضحية الاولى والاخيرة هي هؤلاء الابرياء من الاطفال والرجال والنساء.

 واما عن تساؤلاتكم الملّحة حول اوجه التشابه بين مايكل جاكسون والبرلمان العراقي، فكلاهما يحمل الجنسية الامريكية بل ربما يصل الامر الى ان يحمل بعض اعضاء البرلمان العراقي اكثر من جنسية وذلك لتسهيل المهمة عليهم، ناهيك انهم غريبي الاطوار كما هو الرجل الأسمر فتارة هم يتحدثون ويجتمعون من اجل زيادة رواتبهم القليلة!! وامام شاشات التلفزيون من دون حياء ويمضون قدما في جلسات اخرى لإعداد العدة للتقاعد من تلك الخدمة المضنية والتي امدها سنة او ستة اشهر، والقسم الاخر من اولئك البرلمانيين لا يحضرون الى قبة البرلمان أصلا منذ انتخابهم وليومنا هذا تحت ذريعة مخافة القتل وكأني بهم لا يعلمون حال العراق قبل الانتخاب.

 ولم يمنعهم الخجل  بالمرة وهم يناقشون قانون النفط والغاز في دولة من دول الجوار والقسم الاخر، وفقهم الله في ان يحطّوا الرحال في سوريا او الاردن من دون ان يكلفوا انفسهم مشقة الحضور الى بغداد، واخر المطاف فاض بهم الكيل ليضعوا حدا لقضية العراقيين المقيمين في البلاد العربية.

 ايُعقل ايها السادة البرلمانيون ونحن أمة يصفها المثل الشعبي بانها (مفتحة باللبن)، وأنتم لا تستطيعون تقديم أي خدمة الى ابناء هذا البلد في داخل العراق... فكيف تعالجون مشاكل النازحين في البلاد الاخرى؟!، ايعقل ايها السادة انكم تذهبون للتمتع في اجازة لمدة شهر كامل وتتركون البلد يموج في بحر من الدم والآهات والالم؟!، ايعقل ايها المشرعون ان تذهبون في اجازة وتتركون قوانين في غاية الاهمية بالنسبة للعراق وتاخيرها يوما واحدا يضر بالعراق والعراقيين ويزيدهم جثثا مجهولة وقتل وتهجير؟!، انها والله مهزلة التاريخ بل من المؤكد انها افظع واكبر المهازل التي شهدتها الانسانية في العصر الحديث، فكأنكم في واد تموجون والعراقيين في واد اخر، فهل ادرك الان القارىء العزيز ما هي اوجه التقارب والتشابه بين برلماننا العزيز وبين هذا الرجل الزنجي مايكل جاكسون.

 وربما بعد هذه المقالة ينصاع المغني الامريكي ذائع الصيت الى شكيمة العرب ونخوتهم ويرفع دعوى قضائية ضدي متهما اياي باني لا اجيد فن التشبيه وكذلك اني اصفه بصفات ليست فيه بالمرة كونه يمثل شخصه ليس إلا، وما يمارسه السادة البرلمانيين في العراق يمثل خرق واضح للامانة وتحمل المسؤولية وتبديد الثروة الوطنية وصفات يخجل منها ابسط الفنانين فكيف بهذا الفنان العالمي، والعاقبة للفنانين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 10 أيلول/2007 -27/شعبان/1428