معظم الانتحاريين فى العراق وافغانستان من الإجانب

 شبكة النبأ: أظهر كتاب حديث عن الهجمات الانتحارية ان معظم منفذي الهجمات الانتحارية فى العراق من جنسيات غير عراقية، ويستهدفون زعزعة الحكومة العراقية والإضرار بالمصالح الامريكية من خلال مهاجمة الأسواق والاماكن العامة والمناطق السكنية لإيقاع  اكبر عدد ممكن من الخسائر بين المدنيين من اجل زيادة الفوضى وخلق اجواء احتقان طائفي تؤدي الى غضب الشعب على الحكومة وبالتالي اسقاطها.

وقال كتاب "المفجرون الانتحاريون في العراق" لمؤلفه محمد حافظ الباحث واستاذ العلوم السياسية الزائر في جامعة ميزوري الامريكية، أن عدد الهجمات الانتحارية فاق مثيلاتها في بداية ثمانينات القرن الماضي.

وأشار إلى ان المتشددين من دول المنطقة وبقاع شتى من العالم يغذون جذور العنف في العراق، وخاصة فيما يتعلق بفتاوى متشددة وتكفيرية تصدر عن المؤسسة الدينية في السعودية ذات التوجه الوهابي.

وقال محمد حافظ في كتابه الصادر عن المعهد الامريكي للسلام ان " الحرب في العراق والحرب على الارهاب فشلت في تقليل اعداد الهجمات الانتحارية، بل يذهب إلى ان هذه الحرب زادت من تشدد جماعات اسلامية وخلقت مفهوم شهداء بلا حدود.

وحدد حافظ جنسيات (124) مفجرا قاموا بهجمات في داخل العراق، منهم (53) سعوديا، وجاء ثمانية من المفجرين منفردين من ايطاليا وسوريا، وسبعة من الكويت، واربعة من الاردن، وستة من كل من بلجيكا وفرنسا واسبانيا ( 2 من كل دولة )، بينما قدم الاخرون من شمال وشرق افريقيا وجنوب اسيا وبلدان الشرق الاوسط ودول اوروبية.

واضاف الباحث ان، 18 شخصا، اي حوالي 15 بالمئة منهم، كانوا عراقيين. وقال ان العديد من المجموعات المتشددة لا تعلن مسؤوليتها عن الهجمات الا بعد حين.

ونقل عن السلطات العسكرية الامريكية انها تجرى فحوصات للحامض النووي للكشف عن هوية المفجرين.

واستند الباحث في كتابه على معلومات استقاها من مواقع وافلام مجموعات اسلامية متشددة، وكذلك تقارير اخبارية وتصريحات مستندة على معلومات عن جنسية المفجرين.

كما جمع حافظ بعض المعلومات من مواقع دردشة ومنابر حوار على شبكة الانترنيت.

ويقلل الكاتب من مقولة أن المفجرين الانتحاريين اجانب ، لان 75 بالمئة منهم يأتون من الجزيرة العربية التي هي قريبة من تواجد القوات الامريكية في العراق، بحسب الكاتب.

ويرى الكاتب ان، المنظمات المسلحة التي فقدت ملاذات امنة في افغانستان وباكستان واوربا تحتاج الى قاعدة جديدة لعملياتها.

ورغم ذلك يفصل حافظ بين مجموعات القاعدة على الحدود الافغانية الباكستانية وبين مجموعات القاعدة في العراق حيث اشار الى ان القاعدة في العراق تقوم بالعمليات الانتحارية، ضد مسلمين من مذهب اخر وليس ضد القوات الامريكية بهدف زعزعة الحكومة الحالية واذكاء العنف الطائفي.

ويضيف حافظ ان، هدف المجموعات المسلحة في العراق يختلف عن ما تقوم به مجموعات اخرى في فلسطين ولبنان.

ويستنتج الباحث في نهاية كتابه الى أن الوضع الحالي معقد ولا يظهر حلا سهلا، وقال، اذا استمرت القوات الامريكية فسيشجع هذا من توافد الانتحاريين ضد الامريكان .

واستدرك، واذا انسحبت القوات الامريكية فستزداد وتيرة العنف في العراق ويحصل الانتحاريون على ما يهدفون اليه في هجماتهم.

اغلب الانتحاريين في افغانستان "اجانب"

من جهة اخرى اصدر مكتب الامم المتحدة في افغانستان تقريرا حول الهجمات "الانتحارية" التي تشهدها افغانستان اشار فيه الى ان اغلب منفذي هذه الهجمات ليسوا أفغانا.

وقد تزامن صدور التقرير مع الذكرى السادسة لاول هجوم انتحاري شهدته افغانستان عندما قام مهاجمان انتحاريان ادعيا انهما صحفيان وفجرا كاميرة تصوير تلفزيونية ملغمة اثناء اجتماعهما باحمد شاه مسعود، كبير زعماء المجاهدين الافغان المناهضين لحركة طالبان التي كانت تحكم افغانسنان حينئذ، قبل ايام قليلة من هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ايلول 2001.

ويقول التقرير ان 80 بالمائة من المهاجمين يتم تجنيدهم وتدريبهم في باكستان المجاروة مشيرا الى زيادة ملحوظة في عدد هذه الهجمات خلال العامين الماضيين.

وقد بدأت حركة طالبان باللجوء الى مزيد من الهجمات الانتحارية في افغانستان منذ عام 2005. وقد شهد العام الماضي 123 هجوما من هذا النوع بينما بلغ عددها حتى نهاية شهر اغسطس/آب من هذا العام 103 هجوما.

ادت هذه الهجمات الى مقتل 193 شخصا خلال الاشهر الستة الاولى من هذا العام، من بينهم 121 مدنيا افغانيا و62 من عناصر الامن الافغان و10 من افراد القوات الاجنبية في المنتشرة في افغانستان.

مهاجمون جدد

ويدعو التقرير الافغان الى تقبل فكرة قيام عدد متزايد من مواطنيهم بتنفيذ الهجمات الانتحارية في افغانستان حيث دأب الزعماء الافغان على القول ان الافغان لا يقومون بهكذا هجمات.

لكن التقرير يشير الى ان اكثر من نصف المهاجمين الانتحاريين اجانب ومن بينهم عدد كبير من باكستان المجاورة والدول العربية واسيا الوسطى.

والعديد من الافغان الذين يقومون بتنفيذ مثل هذه الهجمات همم ممن امضوا اغلب حياتهم في باكستان المجاورة.

ويوضح التقرير الفارق الكبير بين من يقومون بتنفذ هذه الهجمات في افغانستان واقرانهم في المناطق الاخرى من العالم حيث يتميزون في افغانستان بالفقر وقلة التعليم ويتم استقطابهم في المدارس الدينية المنتشرة في المناطق القبلية من باكستان.

كما انه لم يتم اشراك نساء في تنفيذ مثل هذه الهجمات ولا يتم الاعلان عن المنفذين عبر اشرطة مرئية لهم تنشر بعد القيام بالعمليات او توجيه رسائل وداعية الى ذويهم ولا تعرف اغلب العائلات قيام ابنائهم بتفيذ هكذا هجمات.

مدمنون

والعديد من المهاجمين مدمنوا مخدرات او ايتام حسب التقرير، وقد نجحت الحكومة الافغانية بافشال العديد من هذه الهجمات والتي يتمكن المهاجمون من القيام بها لا تحدث خسائر بشرية كبيرة.

وحسب التقرير فان 80 بالمائة من ضحايا هذه الهجمات هم المدنيون الافغان رغم ان العديد من الهجمات تسهتدف اصلا القوات الاجنبية العاملة في افغانستان والاهداف الحكومية وقوات الامنه الافغانية.

وقام الفريق الذي اعد التقرير باجراء مقابلات مع اكثر من 20 شخصا ممن فشلوا في تنفيذ هجماتهم الانتحارية وخلصوا الى ان اعمارهم تتراوح ما بين 15 الى اكثر من 50 عاما.

وقال البعض منهم انهم خدعوا او قيل لهم انهم لن يلقوا حتفهم لدى قيامهم بالهجوم الانتحاري او تم اغراؤهم ماديا.  ومن يتم اجبارهم على القيام بمثل هذه العمليات نادرا ما يقومون بتنفيذ الهجوم في النهاية.

ومن كانوا مصممين على القيام بتنفيذ الهجوم كان دافعهم رفض وجود قوات اجنبية على الاراضي الافغانية وموت المدنيين الافغان خلال العمليات العسكرية التي تقوم بها هذه القوات ضد مقاتلي طالبان والفساد المستشري في الدوائر الحكومية الافغانية حسب قولهم.

كما اعرب العديد من منهم عن اسفهم لوقوع ضحايا في صفوف المدنيين بسبب الهجمات الانتحارية وقالوا انهم يعتقدون ان هؤلاء الضحايا شهداء وسوف يدخلون الجنة.

دعاية

وتؤدي هذه الهجمات الى زعزعة ثقة الرأي العام الافغاني بالحكومة وتشير استطلاعات الراي في افغانستان الى ان 10 بالمائة فقط من الافغان يعتقدون ان هناك ما يبرر القيام بمثل هذه العمليات.

وصرح ممثل الامم المتحدة في افغانستان توم كوينيجز ان هذه الهجمات ليس فعالة من الناحية العسكرية لكنها تعطي نتائج دعائة كبيرة لحركة طالبان.

واشار كوينيجز الى ضرورة اشراك مزيد من القوات من الدول الاسلامية في عملية تحقيق الاستقرار في افغانستان للحد من الهجمات الانتحارية في افغانستان كما انه من الضروري تلافي وقوع ضحايا في صفوف المدنيين الافغان خلال العمليات العسكرية وتولى القوات الافغانية مزيد من المهام الامنية في بلادهم.   

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 10 أيلول/2007 -27/شعبان/1428