شهدت المحافظات الشمالية والمحافظات الجنوبية على وجه الخصوص قتل
وحشي و بابشع الطرق راح ضحيته الملايين خلال فترة التسعينيات، تلك
الفترة التي رسمت لوحة أستعراضية جسد من خلالها العراقيون آلام ومصائب
وهم يودعون شهدائهم عسى ان يلتقون بهم في حياة كريمة أخرى عند رب رحيم،
وبقي العراقيون يضمدون جراحهم ليواصلوا المسيرة الجهادية ،وليصنعوا
الحياة من المستحيل ليحيوا أبنائهم، وهم منغرسين في وطنهم كأشجار
النخيل ومآذن القباب من الأئمة والصالحين لا تنال منها الرياح.
في محكمة تاريخية مثل أمام القضاء العراقي مجموعة من رموز النظام
البعثي البائد وبعد أن تم التصديق على حكم الاعدام بحق كل من علي حسن
المجيد الملقب بعلي الكيماوي وسلطان هاشم أحمد وزير الدفاع السابق
وحسين رشيد التكريتي معاون رئيس أركان الجيش السابق.
كما تضمنت الاحكام أيضا السجن مدى الحياة لكل من: صابر عبد العزيز
الدوري مدير الإستخبارات العسكرية إبان حملات الأنفال، وفرحان مطلك
الجبوري رئيس الإستخبارات في المنطقة الشمالية.
وحوكم هؤلاء بتهم ارتكاب جرائم بحق الانسانية وجرائم حرب وجرائم
ابادة جماعية عن مسؤوليتهم في مقتل ما يقارب 180 الف عراقي كردي، بحسب
الاحصاءات الكردية، قضوا في سلسلة من العمليات التي شنها النظام السابق
في كردستان العراق عام 1987 قبيل انتهاء الحرب العراقية الايرانية.
ويمثل المجرمون اليوم مرة أخرى امام القضاء ليزدادوا كيلا فوق
كيلهم جزاءا لدورهم في إخماد انتفاضة شيعية في جنوب العراق نهاية حرب
الخليج عام 1991 ( التي اشترك فيها الجنوب والشمال)، والتي قتل فيها
عشرات الآلاف، لكن كثيرا من العراقيين الشيعة مازالوا يتحدثون عن
مرارتها.
أن الشعب العراقي الذي أبى أن يعيش بالذل والهوان ودافع عن وجوده
على اختلاف عاداته وتقاليده، لقد بقي نموذجا في الصبر و الحفاظ على
صفاء هويته وروحه، وقد انتصر هذا الشعب بكثير من القضايا وأنتفض ضد
الكثير من الجرائم التي مورست معه منذ جريمة القتل الأولى التي أقدم
عليها نظام البعث ضد العلماء والمفكرين والوطنين إلى آخر جرائم
البعثيين والارهابيين وقوى الاحتلال البغيضة التي جاء بها حزب البعث.
الشعب العراقي لا يمكن أن تذهب حقوقه أدراج الرياح أو يسكت على
جرائم الابادة والمقابر الجماعية والسجون وعلى من وقفوا ضد علمائهم
وكرامتهم وحقوقهم ، انتهج المجرمون و سفاكي الدماء حكم لم يشهد له
التاريخ من نظير انتهجوا في سياستهم القتل وأرهاب المدنيين العزل
مارسوا أعمالهم تحت مسميات وشعارات مزيفة ، متناسين أن الشعب العراقي
لن تستوقفه كثيراً تلك المسميات والشعارات،
ان الجريمة في نظرالشرفاء من أبناء العراق اليوم لن تخدعهم ولن تجد
لها مبررا بهذا المسمى أو ذاك،إنها الجريمة الواضحة، والتي لا يستطيع
أحد أن يدافع عنها، قفوا اليوم أيها المجرمون أنكم مسؤولون.
سيقول التاريخ كلمته، التي لايستطيع أحد أن يمحوها فلا تنفعكم تلك
المناصب ولا المسميات التي تنضح حقدا دفين ينفجر في كل بقعة من العراق،
أرض المقدسات والشهداء والعلماء، لأن هذه الأرض ستعاقبهم ايضا.
عدتم اليوم الى جحوركم المخيفة ، وهذا الشعب سيستعيد روحه وعزمه رغم
ما أصبتم فيه من مصائب وجراح انتفض وسيداوي الجراح الملتهبة بحرارة
الانتقام من كل ظالم وسيغرقكم في بحر دماء مجازركم، وسيقطع الحبل
رقابكم كما يقطع السكين الثقيل جنح فراشة.
حكمتم على مدار اربعة عقود من الزمن بالنار والحديد وكللتم مناصبكم
يوم كان الشعب يسطر أروع الملاحم والبطولات ضد حزبكم في داخل العراق
وخارجه، هاهو التاريخ اليوم يحاكمكم وها هم أبناء العراق سيقرؤون
التاريخ وتحل عليكم لعنة الاسلاف والابناء، فالحكم قريب وسيخطف
أرواحكم، وفرحة الشعب ستعم مدن العراق، فالطغات يرحلون والشعب باق. |