الازمة التي يمر بها العراق كبيرة جدا, وهي ازمة سياسية انعكست
على كل مكونات الشعب العراقي ليمتد تاثيرها عالميا, ازمة من اطراز
الثقيل استطاعت ان تاكل كل انجازات حكومة المالكي وخصوصا في الجانب
الامني الذي شهد تحسنا ملحوظا باعتراف القادة الميدانيين وتقليل حدة
القتل الطائفي.
اطراف الازمة
على الصعيد الداخلي هناك كيانات واحزاب هدفها اسقاط حكومة المالكي
وهي ترى هذا الهدف مقدمة للوصول الى السلطة ويشتركان جبهة التوافق
ورئيس الوزراء الاسبق علاوي في هذه الرؤية مع اختلاف في اهداف كل
منهما في طبيعة هذا العمل.
فعلاوي يرى انه الاحق في حكم العراق وانه لم يحصل على الفرصة
الكافية ويرى ان خروجه المبكر من السلطة يعني انه لم يتسلم هذا المنصب
في المستقبل القريب والبعيد, وهو يواصل السير الحثيث والدؤوب بعمله
هذا من خلال اعتماده على الدول الخليجية ومؤسسات الدراسات الغربية.
اما جبهة التوافق فهدفها من اسقاط المالكي ( طائفي) بمعنى ان لها
اهدافا طائفية ستؤدي الى تمزيق العراق, السعودية ودول الخليج ايضا هما
الجهات الداعمة للمشروع الطائفي في العراق والذي تمثله التوافق, واهداف
هذه الجبهة هي تقسيم العراق او دفع المالكي لتبني سياسة الانفصال بعد
استشعاره بالخطر المحدق به, اهداف جبهة التوافق هي استنساخ لاجندة
خليجية هادفة الى تقسيم العراق (عراق مقسم وضعيف) يضمن حماية الدول
الخليجية. الطرف الدولي الاخر في الازمة الراهنة هي الولايات المتحدة
الامريكية فبعد الضغوط الكبيرة من قبل الديمقراطيين على الرئيس بوش,
بل وصلت هذه الضغوط من قبل انصاره في الحزب الجمهوري يرى المقربون منه
ان يقدم البيت الابيض المالكي كبشا يطاح به مقابل الحفاظ على
ستراتيجية( الابقاء على الجنود الاميركان في العراق). اطراف الازمة
ايضا في الداخل العراقي من المقربين من المالكي او من الاصدقاء.
التيار الصدري
عانى التيار الصدري من ازدواجية في المفاهيم السياسية عملت سلبا
عن ابعاد التيار عن التاثير في القرار الحكومي واصبح دوره هامشيا في
تحديد بوصلة السياسة الحكومية فهو قد انسحب من البرلمان مرتين وعاد من
دون تحقيق مكاسب تذكر وانسحب باختياره من الحكومة ليضحي بست وزارات
خدمية تمس المواطن مما اضعف بل ساهم في الغاء قراره الحكومي وجعل
انصاره عرضة للاغتيالات والمطاردات العشوائية تحت مسمى الميليشيا, هذا
التيار يريد ان يبرر هزيمته السياسية على شماعة المالكي الذي قال ذات
يوم ما يردده كبار التيار الصدري بخصوص الاختراقات.
واصبح اسقاط المالكي هدف التيار الاول والمنجز التاريخي الذي سيتم
الاحتفال به . عداء التيار ارتبط بطرف اخرى دخل الازمة الراهنة ليمنحها
تالقا ومجدا ,هو رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري الذي طرح نفسه
بديلا لدى باتريوس عن المالكي.
مقابل طرحه لمشروع التنازلات الكبرى التي ستجر البلد الى بدايات
حققية للحرب الاهلية.
التحدي الاخر في ازمة الراهنة بروز ظاهرة الاقتتال الشيعي الشيعي
او ( امل – حزب الله) وهو تحد نابع من فلسفة الضغط على المالكي لجعله
يتنحى باسلوب( قدر الضغط) . هذا الحراك السياسي المضاد بدء بالتحرك
ونشط قبل تقرير بتريوس.
لكن السؤال ماهي اوراق المالكي التي يحتفظ بها قبل ان يطيح الاعداء
والاصدقاء به. من المؤكد انه لايزال الاعب الجوكر في الازمة الراهنة.
saadkeion@hotmail.com |