شبكة النبأ: اللغة هي أداة التواصل
بين مكونات المجتمع, وقد وصفها البعض بأنها العملة الأدبية المتداولة
بين الناس. ومن خلال اللغة يمارس الانسان حريته في التفكير والتعبير
والمساهمة في اثراء الحضارة الانسانية.
ولا نبالغ اذا قلنا بأن اللغة العربية هي اصدق واغنى واعرق اللغات
الحية على الاطلاق. ولا ادل من ذلك نزول القران الكريم بلسان عربي مبين
, فقد اصطفاها الله من بين اللغات جميعا. واحتضنت هذه اللغة العظيمة
جميع المعاني والالفاظ الاهية, وقد تكفل الله عز وجل بحفظ القران وبذلك
حظيت اللغة العربية من اي خطر.
اللغة العربية هي لغة الادباء والشعراء وقد حملت الينا درر الادب
العربي وروائعه.وهي اللغة التي خطت بها كتب الفقه والتراث والعلوم
المتنوعة. واللغة العربية الفصيحة الآن في خط الدفاع الأول عن الهوية
العربية والاسلامية.
اللغة العربية في دائرة الاستهداف
يقول الأستاذ الجامعي الأمريكي انطوني دي ماجيو، أستاذ شؤون الشرق
الأوسط بجامعة ألينوى الأمريكية، بأن اليمين المتطرف الأمريكي، لم يعد
قانعاً بوصف الإسلام بالإرهاب، وبأن هذا اليمين أصبح يتحرك حالياً من
أجل وسم اللغة العربية بالإرهاب، والدفع باتجاه إدراج اللغة العربية في
مؤسسات التعليم الأمريكية والغربية باعتبارها (لغة إرهابية).
يقول المحاضر أنطوني دي ماجيو بأن دانيال بيبيز، عضو جماعة
المحافظين الجدد الشهير بعدائه للإسلام والعرب، قد بدأ تحركاته ضد
اللغة العربية في بعض الصحف والمجلات التابعة لجماعة المحافظين الجدد،
وقد بدأ حملته في صحيفة نيويورك صن الأمريكية، عندما نشر مقالاً زعم
فيه بأن (الحقيقة الماثلة) تشير وتؤكد بأن المؤسسات الإسلامية، سواء
كانت مدارس، او جوامع، فإنها تتميز بـ(نمط من النزعة التطرفية)، وقال
زاعماً بأن تعلم اللغة العربية في حد ذاته أمر يقود إلى ترقية وتطوير
النظرة الإسلامية في ذهن من يتعلم العربية. وذلك لأن اللغة العربية في
حد ذاتها هي مجرد وسيلة من وسائل الانخراط في (القومية العربية) و(تبني
التوجهات الإسلامية) لكل من يتعلمها من غير العرب حتى لو كان غير مسلم.
ويقول دانيال بيبز بأنه يشعر ويحس بأن اللغة العربية هي أمر يقود
إلى الانحلال والانحطاط الأخلاقي، وذلك لأن المسلمون ينظرون إلى من
يتعلمون اللغة العربية من غير المسلمين باعتبارهم يتقدمون خطوة تقربهم
من مرحلة القيام بترك معتقداتهم الدينية والتحول لاعتناق الإسلامي،
وأضاف دانيال بيبيز زاعماً بأن هذا التوقع قد تملك إحساسه عندما كان
يدرس اللغة العربية في القاهرة سابقاً خلال حقبة سبعينيات القرن
الماضي.
التحرك الثاني المعادي للغة العربية، جاء بواسطة الكاتبة الأمريكية
اليسيا كولون، التابعة لجماعة المحافظين الجدد، والتي سارت على نفس نسق
دانيال بيبيز، عندما كتبت مقالاً في نفس الصحيفة، وصفت فيه إنشاء
المدارس المختصة بتعليم اللغة العربية في أمريكا والغرب، بأنه يشكل
نوعاً من الجنون، وذلك على أساس اعتبارات أن مضي خمسة أو ستة سنوات على
هجمات الحادي عشر من أيلول، هي فترة غير كافية لكي تقوم مرة أخرى
بتشجيع ثقافة من يكرهون أمريكا ويحاولون تدميرها.
أما التحرك الثالث فجاء على لسان وقلم بعض محرري صحيفة نيويورك
بوست، والذين كتبوا ونشروا المزيد من المقالات والمواد الصحفية التي
تعبّر عن (القلق والمخاوف) إزاء إنشاء مدارس تعليم اللغة العربية في
امريكا والغرب.
التنميط الإرهابي
يقول انطوني دي ماجيو بأن أحد أصدقائه كان بروفيسوراً يقوم بتدريس
شؤون الشرق الأوسط، وكان دائماً يبدأ محاضراته لطلابه بمقدمة عن الفرق
بين الإسلام واللغة العربية، وذلك حتى يقلل من حدة الاتهامات والمزاعم
والإدراك السائد بأن اللغة العربية هي لغة تحمل في طياتها ومن بين
ثناياها الإرهاب الديني..
ويضيف الكاتب الأمريكي انطوني دي ماجيو بأن هذا البروفيسور الأمريكي
لم يسلم من اتهامات اليمين الأمريكي المتشدد في الجامعات والدوائر
الأكاديمية الأمريكية بأنه يدعم الإرهاب، ويقول الكاتب دي ماجيو بأن
مدرسة تعليم اللغة العربية التي أنشأها بعض العرب الأمريكيين من أصل
لبناني، والتي تحمل اسم مدرسة جبران خليل جبران، تم تنميطها أيضاً
بأنها تمثل أحد مؤسسات رعاية الإرهاب داخل الولايات المتحدة..
ويضيف الكاتب الأمريكي بأن جبران خليل جبران، برغم أنه مسيحي، فقد
تعرض بعض المتطرفين من اليمين الأمريكي إلى وصف كتابه (النبي) بأنه
كتاب يؤسس للأفكار الإسلامية المتطرفة.
تقييم حملة دانيال بيبيز- إليسيا
كولون
ويصف المحاضر الأمريكي أنطوني دي ماجيو دانيال بيبيز واليسيا كولون
بالغباء الشديد، وعدم القدرة على التخلص من (العقد النفسية)، ولكنه
يحذر قائلاً بأن هذه الحملة يجب النظر إليها وأخذها على محمل الجد.
وأضاف بأنه على الأوساط الثقافية الأمريكية المهتمة بشأن (التعددية
الثقافية والديمقراطية) التصدي لهذه الحملة، وترتيب الأمور من أجل
التصدي وخوض المواجهة، وذلك لأن تحركات جماعة المحافظين الجدد تبدأ
أساساً بالمقالات والدراسات ثم تنتقل إلا مراكز الدراسات التابعة لهم،
بحيث تأخذ طريقها لاحقاً إلى الكونغرس الأمريكي.
أبرز ملاحظات أنطوني دي ماجيو
ويختتم دي ماجيو مقاله بالملاحظات الآتية:
*ان مدرسة جبران خليل جبران لتعليم اللغة العربية في امريكا هي
مدرسة تقوم بتدريس اللغة العربية فقط، وبواسطة أساتذة مسيحيين.
*ان جبران خليل جبران الذي تحمل المدرسة اسمه، هو مواطن مسيحي عربي
لبناني عاش جل عمره في أمريكا اللاتينية، ولم يحدث في يوم من الأيام أن
كانت له علاقة بالإسلام.
*ليست اللغة العربية هي لغة المسلمين وحدهم، فهناك الكثير من
الناطقين باللغة العربية ليس لديهم علاقة بالإسلام.
*ان عدد المسلمين الناطقين بغير اللغة العربية في العالم، هو أكبر
من عدد المسلمين الناطقين باللغة العربية، ففي الصين يوجد 150 مليون
مسلم غير ناطقين باللغة العربية، وفي أندونيسيا، وماليزيا حوالي 250
مليون مسلم لا يتحدثون العربية، وفي الهند يوجد 250 مليون مسلم لا
يتحدثون اللغة العربية.. وحالياً في أفغانستان، البلد الإسلامي الأكثر
تشدداً وعداء للغرب وأمريكا يوجد حوالي 50 مليون لا يتحدثون اللغة
العربية.
*الحركات الإسلامية المتشددة ضد أمريكا والغرب مثل حركة طالبان
الأفغانية، وجماعة أبو سياف وجماعة عسكر طيبة، والجماعة الإسلامية
الباكستانية، وأكثر من 200 حركة جهادية إسلامية متطرفة في مناطق آسيا
الوسطى والقوقاز جميعها حركات لا يتحدث معظم قادتها ناهيك عن قواعدها
باللغة العربية.. ونضيف إلى ذلك أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا
تتحدث الأغلبية العظمى من سكانها اللغة العربية.
وتعتبر اللغة العربية من أكبر لغات المجموعة السامية من حيث عدد
المتحدثين والمجموعة والسامية هي "لغات تتبع تحت عائلة الشمالي الشرقي
اللغات الأفروآسيوية. ينسب الساميون إلى سام بن نوح، الذي هو أبو
الشعوب التي تتحدثها حسب الميثولوجيا الدينية اليهودية، وهو ما لم يعد
متناسبا مع النظريات اللغوية الحديثة".
وتعد إحدى أكثر اللغات انتشارا في العالم، يتحدثها أكثر من 400
مليون نسمة(1) ويتوزع متحدثوها في المنطقة المعروفة باسم العالم
العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة كإيران وتركيا
وتشاد ومالي والسنغال. و للغة العربية أهمية قصوى لدى أتباع الديانة
الإسلامية، فهي لغة مصدري التشريع الأساسيين في الإسلام: القرآن،
والأحاديث النبوية المروية عن النبي محمد (ص)، ولا تتم الصلاة في
الإسلام (وعبادات أخرى) إلا بإتقان بعض من كلمات هذه اللغة. و العربية
هي أيضاً لغة طقسية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في العالم
العربي، كما كتبت بها الكثير من أهم الأعمال الدينية و الفكرية
اليهودية في العصور الوسطى. و إثر انتشار الإسلام، وتأسيسه دولا،
ارتفعت مكانة اللغة العربية، و أصبحت لغة السياسة والعلم والأدب في
لقرون طويلة في الأراضي التي حكمها المسلمون، وأثرت العربية، تأثيرا
مباشرا أو غير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي،
كالتركية والفارسية والأردية مثلا.
و العربية لغة رسمية في كل دول العالم العربي إضافة إلى كونها لغة
رسمية في دول السنغال، ومالي، وتشاد، وإريتيريا وإسرائيل. وقد اعتمدت
العربية كإحدى لغات منظمة الأمم المتحدة الرسمية الست.
تحتوي العربية على 28 حرفا مكتوبا وتكتب من اليمين إلى اليسار -
بعكس الكثير من لغات العالم - ومن أعلى الصفحة إلى أسفلها.
يطلق العرب على اللغة العربية لقب "لغة الضاد" لاعتقادهم بأنها
الوحيدة بين لغات العالم التي تحتوي على حرف الضاد.
تصنيفها
تنتمي العربية إلى أسرة اللغات السامية المتفرعة من مجموعة اللغات
الأفرو-آسيوية. و تضم مجموعة اللغات السامية
وتشمل أيضاً لغات حضارة الهلال خصيب القديمة (الأكادية) و
الكنعانية والعبرية والآرامية واللغات العربية الجنوبية و بعض لغات
القرن الإفريقي كالأمهرية. و على وجه التحديد، يضع اللغويون اللغة
العربية في المجموعة السامية الوسطى من اللغات السامية الغربية، فتكون
بذلك اللغات السامية الشمالية الغربية (أي الآرامية و العبرية و
الكنعانية) هي أقرب اللغات السامية إلى العربية.
و العربية من أحدث هذه اللغات نشأة وتاريخاً و لكن يعتقد البعض أنها
الاقرب إلى اللغة السامية الأم التي انبثقت منها اللغات السامية
الأخرى، وذلك لاحتباس العرب في جزيرة العرب فلم تتعرّض لما تعرَّضت له
باقي اللغات السامية من اختلاط.(1) ولكن هناك من يخالف هذا الرأي بين
علماء اللسانيات، حيث أن تغير اللغة هو عملية مستمرة عبر الزمن
والانعزال الجغرافي قد يزيد من حدة هذا التغير حيث يبدأ نشوء أي لغة
جديدة بنشوء لهجة جديدة في منطقة منعزلة جغرافياً.
نشأتها
إن بداية اللغة العربية لا زالت مجهولة وذلك لجهلنا معالم تاريخ
العرب القدامى وأقدم نقوشهم الموجودة (على قِلَّتِها) يرقى إلى القرن
الخامس او السادس الميلادي(النص القرآني في القرن السابع ). هنالك
العديد من الاراء والروايات حول اصل العربية لدى قدامى اللغويون العرب
فيذهب البعض إلى أن يعرب كان أول من أعرب في لسانه وتكلم بهذا اللسان
العربي فسميت اللغة باسمه، و ورد في الحديث الشريف أن نبي الله إسماعيل
بن إبراهيم عليه السلام. أول من فُتق لسانه بالعربية المبينة، وهو ابن
أربع عشرة سنة ونَسِي لسان أبيه، أما البعض الاخر فيذهب إلى القول أن
العربية كانت لغة أبينا آدم في الجنة2، إلا انه لا وجود لبراهين علمية
أو أحاديث نبوية ثابتة ترجح أي من تلك الادعاءات (2). لو اعتمدنا
المنهج العلمي وعلى ما توصلت اليه علوم اللسانيات والاثار والتاريخ فإن
جل ما نعرفه أن هناك لغتين تفرعَّت عنهم سائر اللهجات العربية، هما لغة
عربية جنوبية و لغة عربية شمالية.
كانت اللغة العربية الجنوبية تختلف عن اللغة العربية الشمالية، حتى
قال أبو عمرو بن العلاء (770م) : "ما لسان حمير بلساننا ولا عربيتهم
بعربيتنا" فلغة الجنوب أكثر اتصالا باللغة الحبشية والاكادية بينما لغة
الشمال أكثر اتصالا باللغة العبرية والنبطية. ويعتقد بعض العلماء أن
لغة الجنوب احدى أصول لغة الشمال معتمدين على النقوش المكتشفة في اليمن
اذ تتطابق فيها بعض العبارات لفظا وتركيبا(3).
ترجع أقدم النقوش العربية الجنوبية إلى الحميرية والمَعِينية
والسبأية والقتبانية القدامى. أما العربية الشمالية فهي الأقرب
للآرامية.
تعتبر اللغة العربية من اللغات السامية التي شهدت تطوراً كبيراً
وتغيراً في مراحلها الداخلية، وللقرآن الكريم فضل عظيم على اللغة
العربية حيث بسببه أصبحت هذه اللغة الفرع الوحيد من اللغات السامية
الذي حافظ على توهجه وعالميته؛ في حين اندثرت معظم اللغات السامية، وما
بقي منها غدا لغات محلية ذات نطاق ضيق مثل: العبرية، والحبشية، واللغة
العربية يتكلم بها الآن قرابة 422 مليون إنسان كلغة أم، كما يتحدث بها
من المسلمين غير العرب قرابة العدد نفسه كلغة ثانية،
لم يعرف على وجه الدقة متى ظهرت كلمة العرب؛ وكذلك جميع المفردات
المشتقة من الأصل المشتمل على أحرف العين والراء والباء، مثل كلمات:
عربية وأعراب وغيرها، وأقدم نص أثري ورد فيه اسم العرب هو اللوح
المسماري المنسوب للملك الآشوري ( شلمانصر الثالث) في القرن التاسع قبل
الميلاد، ذكر فيه انتصاره على تحالف ملوك آرام ضده بزعامة ملك دمشق،
وأنه غنم ألف جمل من جنديبو من بلاد العرب، ويذكر البعض - من علماء
اللغات - أن كلمة عرب وجدت في بعض القصص والأوصاف اليونانية والفارسية
وكان يقصد بها أعراب الجزيرة العربية، ولم يكن هناك لغة عربية معينة،
لكن جميع اللغات التي تكلمت بها القبائل والأقوام التي كانت تسكن
الجزيرة العربية سميت لغات عربية، وهي لغات متطورة، ومنها لغة عاد
وثمود وسواهم، وكانت لغات متقاربة، وتتطور حيناً بعد حين، وتتغير، ومن
تلك اللغات القديمة اللغة المهرية المستخدمة حتى الآن في ثمود وسوقطرى،
ولم تكن تلك اللغات تكتب بالأحرف العربية التي نعرفها الآن، ولكنها مرت
بعدة تحولات كما سيأتي.
اللغة العربية الفصحى
تطورت اللغة العربية الحديثة عبر مئات السنين، وبعد مرور أكثر من
ألفي سنة من ولادتها أصبحت - قبيل الإسلام - تسمى لغة ( مضر )، وتستخدم
في شمال الجزيرة، وقد قضت على اللغة العربية الشمالية القديمة وحلت
محلها، بينما كانت تسمى اللغة العربية الجنوبية القديمة لغة (حمير)
نسبة إلى أعظم ممالك اليمن حينذاك، وما كاد النصف الأول للألفية الأولى
للميلاد ينقضي حتى كانت هناك لغة لقريش، ولغة لربيعة، ولغة لقضاعة،
وهذه تسمى لغات وإن كانت مازالت في ذلك الطور لهجات فحسب، ويفهم كل قوم
غيرهم بسهولة، كما كانوا يفهمون لغة حمير أيضاً وإن بشكل أقل، وكان
نزول القرآن في تلك الفترة هو الحدث العظيم الذي خلد إحدى لغات العرب
حينذاك، وهي اللغة التي نزل بها - والتي كانت أرقى لغات العرب - وهي
لغة قريش، وسميت لغة قريش مذاك اللغة العربية الفصحى يقول الله –
تعالى- في القرآن الكريم (( وكذلك أنزلناه حكماً عربياً ))، (( وهذا
كتاب مصدق لساناً عربياً ))، (( وهذا لسان عربي مبين)).
الكتابة العربية
أسلفنا أن اللغات العربية القديمة كانت تكتب بالخطين المسندي
والثمودي، ثم دخل مع اللغة العربية الحديثة الخط النبطي المأخوذ من
الفينيقيين، وقيل أنه نسبة لنابت بن إسماعيل - عليه السلام -، وأخذ ذلك
الخط مكان الخط الثمودي في شمال الجزيرة، وأصبح الخط المعتمد في لغة
مضر العربية ( الحديثة)، أما لغة حمير العربية ( القديمة الجنوبية )
فحافظت على الخط المسندي، وأخذ الخط النبطي - الذي هو أبو الخط العربي
الحديث - يتطور أيضاً، وكان أقدم نص عربي مكتشف مكتوباً بالخط النبطي
وهو نقش ( النمارة ) المكتشف في سوريا والذي يرجع لعام 328م. وفي
الفترة السابقة للإسلام كانت هناك خطوط أخرى حديثة للغة مضر مثل: الخط
الحيري نسبة ( إلى الحيرة )، والخط الأنباري نسبة ( إلى الأنبار)،
وعندما جاء الإسلام كان الخط المستعمل في قريش هو الخط النبطي المطور،
وهو الخط الذي استخدمه النبي - صلى الله عليه وسلم - في كتابة رسائله
للملوك والحكام حينذاك، ويلحظ في صور بعض تلك الخطابات الاختلاف عن
الخط العربي الحديث الذي تطور من ذلك الخط، وبعض المختصين يعتبرون ذلك
الخط النبطي المطور عربياً قديماً، وأقدم مكتشفات منه نقش ( زبد)، ونقش
( أم الجمال) (568م ، 513 م).
الخط العربي الحديث
كان الحجازيون أول من حرر العربية من الخط النبطي، وبدأ يتغير بشكل
متقارب حتى عهد الأمويين حين بدأ أبو الأسود الدؤلي بتنقيط الحروف، ثم
أمر عبد الملك بن مروان عاصماً الليثي ويحيى بن يعمر بتشكيل الحروف،
فبدؤوا بعمل نقطة فوق الحرف للدلالة على فتحه، ونقطة تحته للدلالة على
كسره، ونقطة عن شماله للدلالة على ضمه، ثم تطور الوضع إلى وضع ألف
صغيرة مائلة فوق الحرف للفتح، وياء صغيرة للكسر، وواو صغيرة للضم، ثم
تطور الوضع للشكل الحالي في الفتح والكسر والضم. كما انتشرت الخطوط
العربية وتفشت في البلاد والأمصار.
مميزات اللغة العربية
للغة العربية مميزات تميزها عن كل لغات العالم، ويجعلها نعمة حقيقية
يتمتع بها العارفون بها، والمحبون لها، منها:
أنها لغة القرآن الكريم التي اختار - عز وجل - أن ينزل بها آخر كتبه
التي سيتعبد به إلى نهاية تاريخ البشرية.
أنها أقل لغات العالم تطوراً منذ نزول القرآن الكريم، فلا توجد لغة
مر عليها أكثر من ألف عام وما زال أهلها يمكنهم قراءة وفهم نصوصها
بسهولة مثلها، وبعدها العبرية. الإعراب ميزة للغة العربية، حيث يشمل كل
المفردات من اسم، وفعل، وحرف، ورغم وجود الإعراب في بعض اللغات الأخرى
مثل: الهندية، والعبرية، والحبشية، والجرمانية، والمصرية القديمة؛ إلا
أنه إعراب قاصر ببعض الكلمات دون بعض.
ومن المميزات ضبط الكلمة بالشكل من ضم وفتح وكسر، فكلمة علم – مثلاً
- يمكن أن تقرأ على سبعة أوجه حسب تشكيلها ( عَلِم، عُلِم، عَلَّم،
عُلِّم، عَلِّمْ، عِلْم، عَلَمْ).
النطق
اللغة العربية أول لغة في العالم التي تستخدم حرف الضاد، وحتى اللغة
الالبانية تستخدم في لغتها حرف الضاد ولكن ذلك بعد وصول الإسلام
(واللغة العربية) إليها على يد العثمانين.
علوم العربية
النحو
النحو العربي هو علم يبحث في أصول تكوين الجملة وقواعد الإعراب.
فغاية علم النحو أن يحدد أساليب تكوين الجمل ومواضع الكلمات ووظيفتها
فيها كما يحدد الخصائص التي تكتسبها الكلمة من ذلك الموضع، سواءً أكانت
خصائص نحوية كالابتداء والفاعلية والمفعولية أو أحكامًا نحوية كالتقديم
والتأخير والإعراب والبناء.
البلاغة
الشعر العربي والنثر الذي يضم السجع والطباق والجناس والمقابلة
والتشبيه...
اللهجات العربية
العربية لها كثير من اللهجات المختلفة ويمكن تقسيمها إلى:
اللهجة المصرية وهذه بدورها تضم عدة لهجات مثل: القاهرية
والاسكندرانية والصعيدية والشرقاوية وأيضاً النوبية.
لهجات الجزيرة العربية وتضم:
اللهجة الحساوية
اللهجة الحجازية
اللهجة الشمالية
اللهجة القصيمية
اللهجة النجدية
اللهجات البدوية
اللهجة الجنوبية
اللهجة الخليجية وتجمع أجزاء من شرق المملكة العربية السعودية
والكويت، والامارات، والبحرين وقطر
اللهجة البحرانية
اللهجة الكويتية
اللهجة العمانية
اللهجة الشحية
اللهجة اليمنية، و تتفرع منها:
اللهجة اليافعية
اللهجة الصنعانية
اللهجة الحضرمية
اللهجة المهرية
اللهجة السقطرية
اللهجة الساحلية (اللهجة التهامية) ( الحديدة)
اللهجة العدنية
اللهجة الشامية- ومن ضمنها:
1- اللهجات السورية وتضم الدمشقية والحلبية والحمصية واللاذقانية
والدرعاوية والديرية ولهجة الجزيرة السورية وجبال القلمون والعلويين
وجبل العرب وغيرها. 2- واللبنانية وتضم البيروتية والطرابلسية
والجنوبية والبقاعية وغيرها باختلاف المدن والقرى البنانية 3-
والأردنية والفلسطينية وتضم :الخليلية والغزاوية ولهجة الفلاحين
والمقدسيين وغيرها.
اللهجة الجزائرية
اللهجة المغربية
اللهجة التونسية
اللهجة الليبية
اللهجة العراقية
اللهجة المصلاوية
اللهجة البغدادية
اللهجة البصراوية
اللهجة السودانية
اللهجة الموريتانية
اللهجة الحسانية المستعملة في الصحراء الغربية ومعظم موريتانيا وهي
خليط من العربية واللهجات الصنهاجية (الأمازيغية القديمة).
لهجات بدو فلسطين(هناك عشائر بجنوب فلسطين تنفرد بلهجات خاصة بها)
تأثير العربية على اللغات الأخرى
امتد تأثير العربية (كمفردات و بُنى لغوية) في الكثير من اللغات
الأخرى بسبب الإسلام و الجوار الجغرافي و التجارة (فيما مضى). هذا
التأثير مشابه لتأثير الاتينية في بقية اللغات الأوروبية.وهو ملاحظ
بشكل واضح في اللغة الفارسية حيث المفردات العلمية معظمها عربية
بالاضافة للعديد من المفردات المحكية يوميا ( مثل: ليكن= لكن، و،
تقريبي، عشق، فقط، باستثناي= باستثناء...). اللغات التي للعربية فيها
تأثير كبير (أكثر من 30% من المفردات) هي:..
الأردو والفارسية والكشميرية والبشتونية والطاجيكية وكافة اللغات
التركية والكردية والعبرية والإسبانية والصومالية والسواحيلية
والتجرينية والأورومية والفولانية والهاوسا والمالطية والبهاسا
(مالايو) وديفيهي (المالديف) وغيرها.
بعض هذه اللغات مازالت تستعمل الأبجدية العربية للكتابة ومنها:
الأردو والفارسية والكشميرية والبشتونية والطاجيكية والتركستانية
الشرقية والكردية والبهاسا (بروناي وآتشه وجاوة).
دخلت بعض الكلمات العربية في لغات أوربية مثل الإنجليزية
والإسبانية.
مناظرة الحروف العربية
كل لغة تشتمل على مجموعة بعينها من الأصوات. فالعربية مثلاً تشتمل
على أصوات (حروف) التي لا تتواجد باللغة الإنجليزية أو الأردية. لذا
فيستعمل ناطقو كل لغة أبجدية تتيح لهم تدوين الأصوات التي تهمهم سواء
من لغتهم أو من اللغات الأخرى (كلغة القرآن الكريم).
التعريب
يستخدم مصطلح التعريب في الثقافة العربية المعاصرة في أربع معان
مختلفة وقد يتطرق إلى معان أخرى، وتسبب أحيانا إلى الخلط:
قد يقصد بالتعريب إعادة صياغة الأعمال والنصوص الأجنبية إلى شيء من
التصرّف في معناها ومبناها بحيث تتوافق مع الثقافة العربية وتصبح نوعا
ما عربية السمة
وقد يقصد به أحيانا الترجمة، وهذا قريب الصلة بالمعنى السابق. لكن
يرى اللغويين أن هذا خطأ وتنقصه الدقة؛ فالترجمة ليست تعريبا حيث أنها
لا تتعدى نقل النصوص من لغة والتعبير عنها بلغة أخرى.
المعنى الثالث وهو الأشهر في الإستعمال، ويقصد به نقل اللفظة
الأجنبية كما هي مع شيء من التعديل في صورتها بحيث تتماشى مع البناء
العام والقواعد الصوتية والصرفية للغة العربية. مثل لفظة ابريق، وتلفاز
وغيرها من الألفاظ غير عربية الأصل.
المعنى الرابع وهو ما يشيع بين الدارسين والمهتمين باللغة العربية،
وبقصد به تحويل الدراسة في الكليات والمعاهد والمدارس إلى اللغة
العربية بحيث تصبح لغة التأليف والتدريس مثلها مثل أي لغة في
العالم.(5)
الكتابة
تُكتب اللغة العربية بالأبجدية العربية التي يكتب بها الكثير من
اللغات الأخرى، وللغة العربية 28 حرفا (البعض يوصلها لـ29 حرفا بإضافة
الهمزة "ء").
العصر الحديث
نتيجة لضعف دعم الحواسيب للغة العربية في البداية ظهر عدة طرق
لكتابة اللغة العربية بحروف لاتينية لكنها تظل محدودة التأثير وبخاصة
بعد التقدم الملموس في دعم اللغة العربية حاسوبيا.
بعض أنظمة الطباعة وتنسيق النصوص (مثل عربتخ) تستخدم الحروف
اللاتينية لكتابة النصوص العربية، عبر أبجديات خاصة، لتفادى القصور في
أنظمة الحاسوب قديما. مع ازدياد دعم يونيكود في الأنظمة الحديثة،
تراجعت هذه الطرق كثيرا.
عربية الدردشة: وهي طريقة كتابة العربية بحروف لاتينية في الرسائل
القصيرة (SMS)(ShortMessageService) على الهواتف المحمولة.
دراسة:مشروع عنصري ضد اللغة العربية
اجريت دراسة حول مشروع يستهدف اللغة العربية ويخطط لإلغاء المناهج
القائمة حالياً التي تعتمد على دراسة قواعد اللغة والصور الجمالية
وإبداعاتها "في إطار حركات الإصلاح والسعي نحو تطبيق الحرية
والديموقراطية"
وتضيف الدراسة: "إن الهدف من هذا المشروع ليس تحرير اللغة العربية
فقط من أشكالها التقليدية التي ظلت قائمة كما هي منذ آلاف السنين، ولكن
تحرير العقول العربية والإسلامية ويستهدف القضاء أساساً على الموروثات
السلبية مثل الانتقام والعنف والإرهاب".
ويحدد المشروع خطواتٍ ملموسة للتخلص من قواعد اللغة العربية ومن ثم
فصل اللغة عن ماضيها وتراثها وبالأخص عن القرآن الكريم لنزع صفة
القدسية عنها ومن ثم تغيير المعاني وذلك "لإقناع الأجيال الشابة أنّ
العصر الحديث يتطلب التخلص من التعقيدات اللغوية التي تفرضها لغتهم
العربية" ويؤكد المشروع أنّ "الخطوة الأساسية في هذا التعديل تكمن في
أن يوافق العرب على تغيير شكل الكتابة، ثمّ تبدأ الأشكال الحالية للغة
العربية في الاندثار شيئاً فشيئاً".وفقا لموقع إنباء الإخباري
ويشمل المشروع خطواتٍ مدروسة شارك في وضعها علماء نفس ولغويون
وسياسيون وقد حسبوا حساباً لأدق التفاصيل وردود الأفعال عليها. ويمكن
تلخيص هذه الخطوات على الشكل التالي:
الخطوة الأولى: التعبير عن النص العربي أو القرآني بفكرةٍ جديدة
تؤدي ذات المعنى.
الخطوة الثانية: التعبير عن النص أو الآية بفكرةٍ قريبةٍ منها.
الخطوة الثالثة: تغيير فكرة النص أو الآية من دون اصطدام مع الفكرة
الأصلية.
الخطوة الرابعة: تغيير الفكرة بما يؤدي إلى التشكيك في الفكرة
الأصلية.
الخطوة الخامسة: زيادة الألفاظ والعبارات في ذات الفكرة و زيادة
مساحة التشكيك في الفكرة الأصلية.
الخطوة السادسة: القبول والإقناع بتفسيراتٍ جديدة لهذه الفكرة
الأصلية بما يؤدي إلى محو معناها الذي كان قائماً لفتراتٍ طويلة في
أذهان الناس.
الخطوة السابعة: دراسة ردود الفعل حيال كل الخطوات السابقة و مجابهة
المعترضين على التغيير البطيء.
الخطوة الثامنة: تغيير الفكرة الأصلية وإحلال الجديدة محلها بشكلٍ
نهائي.
وسيتم تحديد طبيعة "التوجهات العدوانية أو المسالمة للعرب" من خلال
دراسة مواقفهم من أشكال الكتابة الجديدة و"الشخص العدواني هو الذي يرفض
أشكال الكتابة الجديدة أما الشخص السوي فهو الذي يعتمد على استخدام
الأشكال الجديدة للكتابة". ويخطط واضعو المشروع لمحاصرة الرافضين له
باتهامات مثل "متشددين" أو "متطرفين" أو "تقليديين" أو "متحجرين"..
الخ. ورأى عدد من علماء النفس الذين اشتركوا بوضع هذا المشروع العنصري
أنّ تغيير أشكال الحروف العربية "سيقلل من حدة العداء والكراهية
المتأصلة لدى المواطنين العرب ضد أميركا والغرب بصفةٍ عامة".
وهناك مقترح يتضمنه المشروع ويقضي بإلغاء لفظة "اليهود" على سبيل
المثال من اللغة العربية لتحل محلها في الأشكال الجديدة لفظة
"الساميون" لأن لفظة "اليهود" ارتبطت دائماً لدى العرب بأشياء بغيضة
بينما لفظ "الساميون" مقبول جداً لدى العرب و هو يدل على السمو
والارتفاع بالأخلاق. ويتهم واضعو المشروع الحضارة العربية بأنها
"تتناقض مع مبادئ الماديات الحديثة واللغة الدولية في بناء التواصل
الفكري وأن هذه الحضارة بطبيعتها متعصبةً و أن هذا التعصب يقود إلى
الاصطدام المباشر مع الحضارات الأخرى وأنه قد حان الوقت للقضاء على ذلك
التعصب".
إن الحديث عن "صعوبة" اللغة العربية ناجم عن جهل باللغة أو حقدٍ
عليها وعلى عروبة العرب، فكيف تنسجم اللغة الصينية التي تم إحياؤها مع
الغرب وحداثته وكيف تتناغم اللغة الأوردية أو العبرية التي كانت لغةً
ميتة مع الغرب، بينما تتناقض اللغة العربية التي قدمت للغرب أفكار
الفارابي وطب ابن سينا و فلسفة ابن رشد وتصوف ابن عربي مع عصرنة الغرب
وفكره؟ لقد كانت اللغة العربية وما زالت أداةً طيعةً لنشر العلوم
والمعارف والاختراعات والمفاهيم الفكرية والفلسفية والدينية في مختلف
أصقاع الأرض. فمن أين أتت فجأةً كل هذه المخاوف من "صعوبة اللغة" على
الجيل الجديد؟ ما زال الكثيرون في الوطن العربي يتكلمون الشعر حتى من
دون تعلم الكتابة والقراءة وما زال الملايين يتكلمون العربية الفصحى
بالسليقة السليمة لأنها تنسجم مع المعنى والبلاغة والإحساس بالفكر
والرسالة المبتغاة منها.
إن هذا المشروع وضع مخططاً يمتد على عشرين سنةً للقضاء على اللغة
العربية وفصل العرب تماماً عن تاريخهم وحضارتهم. فهل هناك من يضع خطةً
تعليميةً مقابل هذا المشروع العنصري لتعيد للغة العربية ألقها وأهميتها
ومكانتها في العشرين سنةً القادمة؟ وهل يندفع وزراء التربية العرب
واتحادات الكتّاب لتعزيز مناهج تدرس اللغة العربية لأجيالنا الصاعدة
كما علمنا آباؤنا ومدرسونا لغتنا الجميلة حيث يصبح الإعراب تعبيراً عن
فهمٍ عميقٍ للمعنى ويصبح التنقل بين الفصحى والعامية انسياباً لا كلفة
فيه ولا جهل، وتصبح نون النسوة والمثنى جزءاً جميلاً وطبيعياً من لغةٍ
كتب علماء اللغة قواعدها بعد أن سمعوا كيف يتحدث الناس بها وتحكم
قواعدها عناصر منطقية سهلة ومنسجمة مع الفكر وسهولة الوصول إلى المعنى
مع البلاغة والفصاحة والجزالة في الأداء.
اللغة العربية تواجه الاندثار في
إسرائيل
وأثار تمرير مشروع قانون بالقراءة الأولى في البرلمان الاسرائيلي
يلزم بكتابة اللافتات التجارية باللغة العبرية مخاوف سياسيين وحقوقيين
عرب، اعتبروا انه يندرج في اطار الحملة التي تستهدف اللغة العربية.
وذكرت صحيفة «معاريف» الناطقة بالعبرية، «ان الكنيست وافق مبدئيا
على مشروع قانون يطالب بالكتابة على الواجهات او لافتات المتاجر باللغة
العبرية الواضحة، وإلا فان الرخص ستسحب من المتاجر والمطاعم واصحاب
المؤسسات التي تخالف هذه التعليمات». واضافت «معاريف» ان «الكنيست
يعارض كتابة اللافتات بالانجليزية»، ويهدد بسحب تراخيص الاعمال
المخالفة. وقال عضو الكنيست العربي، محمد بركة لوكالة فرانس برس، «هذا
المشروع يكرس استهداف اللغة العربية، والتي هي اصلا مستهدفة كل الوقت
وبشكل مطلق، لانه يعطي اولوية مطلقة للغة العبرية».
واشار بركة الى ان الاستهداف يتمثل تارة باللافتات التجارية، وطورا
بتغيير اسماء الشوارع والمدن والقرى المهجرة. وتابع «لقد تحولت اسماء
جميع مفترقات الطرق الى العبرية، وللأسف فان الجيل الجديد من أبنائنا
لا يعرف اسماءها العربية». واشار بركة الى ان «اللغة العربية رسمية على
الورق لكن واقع الامر يختلف، اذ ان جميع المداولات الرسمية تتم
بالعبرية». واوضح النائب انه «على صعيد المدارس فان وزارة التربية
والتعليم تصرف سنويا على الطالب العربي 830 شيكلا (نحو 195 دولارا)
مقابل 3500 شيكل (823 دولارا) على الطالب اليهودي». واضاف ان «هذه
سياسة تشجيع ليتوجه الطلاب العرب الى المدارس اليهودية على اعتبار انها
افضل، اما في الجامعات فحتى تعليم اللغة العربية يدرس الى حد كبير
بالعبرية».
وقال افي لارنر، الناطق باسم عضو الكنيست ايفي ايتام من حزب الاتحاد
الوطني «المفدال» (حزب قومي ديني)، والذي تقدم بمشروع كتابة اللافتات
بالعبرية «لا يوجد عندي اي شك بان المجتمع الاسرائيلي اذا اراد الحفاظ
على طابعه اليهودي عليه ان يعزز منزلة اللغة العبرية». واكد لارنر
لوكالة فرانس برس «كمجتمع ودولة، فان اللغة العبرية تشكل استمرارية
لسلالة اجيال بدأت قبل الآلاف من السنين».
من ناحية اخرى، قال المحامي عادل بدير من مركز عدالة، المركز
القانوني لحقوق الاقلية العربية في اسرائيل، «ان المستهدفين من مشروع
القانون واللغة هم فلسطينيو القدس الشرقية الذين يكتبون لافتاتهم
بالانجليزية والعربية، والبلدات العربية داخل اسرائيل». وتابع «لقد
تقدمنا بالتماس الى المحكمة العليا عام 2002 وحصلنا على قرار بوضع
لافتات على الطرق باللغة العربية الى جانب العبرية في المدن المختلطة
مثل عكا وحيفا».
واكد بدير ان المواطنين العرب في اسرائيل يواجهون «معضلة كبيرة» في
اجراءات تسجيل الزواج والعقارات وغيرها من الاوراق الرسمية، حيث انهم
يضطرون الى ترجمتها للغة العبرية «على الرغم من ان ذلك من مهمات دوائر
المحاكم بحسب القانون الذي نجحنا في إقراره». واوضح بدير «انهم يرفضون
كتابة أسماء المدن بالعربية كما هي فيكتبون مثلا صفد «تسفات» وعكا
«عكو» وقبل اسبوعين فقط تغيرت اللافتة الى عكا بعد نضال طويل».
........................................................................
هوامش
1: سكان الدول العربية مجتمعة يصل إلى 323 مليون
نسمة (تقرير الـCIA World Factbook السنوي).
2: لعل أصل هذا الاعتقاد هو حديث أغلب الظن أنه حديث
باطل، قد يصنفه اخرون بانه ضعيف وهو كما يلي "احبوا العرب لثلاث، لاني
عربي، ولان القران عربي، وكلام اهل الجنة عربي" ، وقد صنفه الألباني
بأنه حديث موضوع (6)
مراجع
* حنا الفاخوري، تاريخ الادب العربي. الطبعة السادسة
منشورات المكتبة البولسية ص22
* د. جواد علي المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام
* حنا الفاخوري، تاريخ الادب العربي. الطبعة السادسة
منشورات المكتبة البولسية ص22
* التأثير المتبادل بين الفارسيه و العربيه. وُصِل
لهذا المسار في 3-5-2007.
* التعريب بين التفكير والتعبير. كمال بشر الدين،
أمين عام مجمع اللغة العربية، مجلة مجمع اللغة العربية، جـ 87، نوفمبر
1995م القاهرة. |