شبكة النبأ: كما ان لطريق الشذوذ
علامات، فان لطائفة الحق علامات، وكما ان اللّه تعالى حذّر من شر مخبوء
فى بطن الغيب، ومنه الدجال، فانه سبحانه، بشّر بخير مخبوء فى بطن
الغيب، ومنه الإمام المهدي المنتظر(عج).
واما ما تتصف به الامة الاسلامية في غيبة الإمام (عج) من احداث
ومحدثات فقد وُكلت الى اشخاص ثقاة معتمدون لدى الامام اثناء غيبته،
كانت مهمتهم بث ارهاصات المؤمنين واسئلتهم وهمومهم اليه ونقل التعاليم
والارشادات والأجوبة اليهم مرة اخرى، وهؤلاء الذين كان لهم الشرف
والحظوة في التمثيل والنيابة هم اربعة اشخاص اتفق عليهم المسلمون
الشيعة:
1- عثمان العمري: هو عثمان بن سعيد
العَمْري، كنيته ابو عمرو، إذ رزقه الله ولداً اسماه عمرواً، فقال له
الإمام الحسن العسكري عليه السلام: ﻻ يجتمع على امرئ بين عثمان وابي
عمرو فأمر بكسر كنيته فقيل له العمري.
وكان يقال له الأسدي لأنه ينتمي إلى قبيلة بني أسد.
قال: ابو نصر؛ هبة الله احمد بن محمد الكاتب: انه ابن بنت ابي جعفر
العمري، فنسب الى جدّه فقيل له: العمري ويقال انه ينتسب من قبل أمه الى
عمر الأطرف، فقيل له: العمري.
ولقبه العسكري، لأنه كان يسكن مع الإمامين العسكريين (عليهما
السلام) في المنطقة العسكرية بسامراء التي فرض المتوكل العباسي عليهما
الإقامة الجبرية فيها.
ولُقب ايضا بـ الزيات، لأنه كان يتجّر في السمن والزيت تغطية على
عمله مع الأئمة (عليهم السلام)، فإذا حمل الشيعة اليه مالاً او كتاباً
جعله في جراب السمن واوصله الى الإمام.
عمله: بدأ حياته بخدمة الإمام علي
الهادي (عليه السلام) وله احدى عشرة سنة، وله اليه عهد معروف، ومن بعد
الإمام الهادي بقي وفيّاً فلزم خدمة الإمام الحسن العسكري (عليه
السلام) وبقي على العهد حتى مضى الإمام العسكري، فعينه الإمام المهدي
(عليه السلام) نائباً عنه.
صفته: كان شيخاً جليلاً، ويكفي انه
خدم ثلاثة من الأئمة الطاهرين، وانهم اختاروه باباً بينهم وبين شيعتهم
وانه ادى الأمانة بدقة واخلاص وهو ابن احدى عشرة سنة حتى توفاه الله،
وقبره في الجانب الغربي ببغداد، وله مقام معروف.
2- محمد العمري: محمد بن عثمان
العمري، وكنيته ابو جعفر، ونسبه أسدي، ولقبه العسكري، الزيات.
عمله: بدأ عمله منذ صباه في معيشة
والده عثمان بن سعيد العمري بخدمة الإمام علي الهادي، ثم الإمام الحسن
العسكري، ثم الإمام المهدي. وقد عيّنه الإمام المهدي (عليه السلام)
نائباً عنه بعد موت ابيه، وبقي حوالي نصف قرن النائب الوحيد عن الإمام
المنتظر في شؤون الشيعة.
وقد نص على نيابته الإمام الهادي والإمام العسكري والإمام المهدي،
كما نص عليه ابوه قبل موته.
وقد ظهرت على يديه من قبل الإمام المهدي معاجز كثيرة، كما صدرت
بواسطته تواقيع كثيرة، وكان شيخاً متواضعاً يعيش في بيت صغير، بلا خدم
ولا حجاب.
قيل له: هل رايت صاحب هذا الأمر؟ قال: نعم؛ وآخر عهدي به عند بيت
الله الحرام وهو يقول: (انجز لي ما وعدتني).
وقال: رايته (صلوات الله عليه) متعلقاً بأستار الكعبة في المستجار
وهو يقول: اللهم انتقم بي من اعدائك.
وقال: ان صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم مع الناس كل سنة، يرى الناس
فيعرفهم، ويرونه ولا يعرفونه.
وروي انه حفر لنفسه قبراً، وسواه بالساج، ونقش فيه آيات من القرآن،
واسماء الأئمة على حواشيه. فلما سئل عن ذلك قال: للناس اسباب.
وكان في كل يوم ينزل في قبره، ويقرأ جزءاً من القرآن، ثم يصعد. ثم
سئل بعد ذلك، فقال: أُمرت ان اجمع أمري. فمات بعد شهرين من ذلك، في
جمادى الأولى سنة خمس وثلاثمائة بعد الهجرة، وقال عند موته: أمرت ان
اوصي الى ابي القاسم الحسين بن روح، واوصى اليه.
قبره: في بغداد وله مقام يعرف بـ(الخلاني).
3- الحسين بن روح:الحسين، وكنيته ابو
القاسم بن روح ابن ابي بحر، ولقبه النوبختي، نسبة الى نوبخت من عوامل
فارس
عمله: بدأ عمله مع ابي جعفر محمد بن
عثمان العمري - النائب الثاني - وكان وكيلاً عن ابي جعفر ينظر في
املاكه ويلقى بأسراره وجهاء الشيعة. وقد نصّ عليه ابو جعفر قبل وفاته
وصدرت على يده تواقيع كثيرة من الناحية المقدسة.
فقد روى جماعة عن ابي محمد هارون بن موسى، قال: اخبرني ابو علي محمد
بن همام: ان ابا جعفر محمد بن عثمان العمري جمعنا قبل موته، وكنّا وجوه
الشيعة وشيوخها، فقال لنا: (إن حدث الموت فالأمر إلى أبي القاسم الحسين
بن روح النوبختي، فقد أمرت ان اجعله في موضعي بعدي، فارجعوا اليه
وعوّلوا - في اموركم - عليه).
وفي رواية اخرى: لما اشتدّت حال ابي جعفر رحمه الله، اجتمع جماعة من
وجوه الشيعة فدخلوا عليه، فقالوا له: إن حدث أمر فمن يكون مكانك؟ فقال
لهم: (هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي، القائم
مقامي، والسفير بينكم وبين صاحب الأمر، والوكيل والثقة الأمين، فارجعوا
إليه في أموركم، وعوّلوا عليه في مهماتكم، فبذلك أمرت وقد بلّغت).
وقد كان فاضلاً موثوقاً ﻻ يختلف فيه اثنان من الثقات، حتى كان أبو
سهل النوبختي يقول في حقه: (لو كان الحجة تحت ذيله وقرض بالمقاريض ما
كشف الذيل).
وقد روى محمد بن ابراهيم بن اسحاق عنه انه قال: (يا محمد بن
إبراهيم؛ لئن أخرّ من السماء فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح في مكان
سحيق أحبّ إليّ من أن أقول في دين الله برأيي ومن عند نفسي).
وكانت مدّة نيابته إحدى وعشرين سنة، وتوفي سنة 326هـ، وقبره في
بغداد يعرف بإسمه في سوق الشورجة.
4- علي السمري: علي بن محمد السَّمَري
- بفتح السين والميم معاً - او السيمري، او الصيمري، والمشهور المعروف
هو الأول، وكنيته: ابو الحسن.
ميلاده: لم يصلنا تاريخ ميلاده، ولا ذكر المؤرخون فجر حياته، وإنما
الذي ورد في كتب الرجال أنه كان من أصحاب الإمام أبي محمد الحسن بن علي
العسكري (عليه السلام)، ثم تولى السفارة المهدوية بعد الشيخ الجليل
الحسين ابن روح بإيعاز من الإمام المهدي (عليه السلام).
ولم يوجد نص خاص بسفارته وإنما الأدلة عليها أمور:
الأول: اتفاق كلمة الشيعة على ذلك خلفاً بعد سلف منذ أيام سفارته
وحتى اليوم، فرابع النواب الأربعة هو علي بن محمد السمري بلا خلاف ولا
منازع.
الثاني: خروج توقيعات على يده من الناحية المقدسة مما يدل على
سفارته.
الثالث: توصية الحسين بن روح به، والحسين بن روح أجل وأرفع من أن
يفعل مثل هذا الأمر الخطير المهم بلا أمر عن الإمام المهدي (عليه
السلام).
الرابع: خروج التوقيع - الذي حمل وفاته - بانتهاء الدور للغيبة
الصغرى وبدور الغيبة الكبرى، على يده مما يدل على سفارته، وكونه
كالثلاثة السابقين سفيراً خاصاً للإمام المهدي عليه السلام.
مدة سفارته: تولى السفارة عن الناحية المقدسة من 326 - عام وفاة
الحسين بن روح - إلى 329 عام وفاته في النصف من شعبان.
وفاته: قبل ستة أيام من موته خرج من
الناحية المقدسة توقيع على يده بانقطاع الغيبة الصغرى، وأن ﻻ يوصي إلى
أحد وأنه ميت بينه وبين ستة أيام، فلما أن كان اليوم السادس وكان يجود
بنفسه قيل له: من وصيك من بعدك فقال: (لله أمر هو بالغه) ومات رضوان
الله عليه، وله مزار معروف في بغداد وهو موقع قبره. |