القوات الأمريكية تشتري أعدائها في جنوب بغداد

علي الطالقاني

شبكة النبأ: اليوسفية بلدة عراقية تبعد حوالي 25 كم جنوبي العاصمة بغداد، تشهد حالها حال مدن وبلدات عراقية اخرى اضطرابات أمنية منذ غزو العراق. تقع هذه البلدة في منطقة أمنية خطرة تسمى مثلث الموت. يمر فيها الطريق الواصل بين مدينتي بغداد وكربلاء.

وتعتبر هذه البلدة من البلدات المختلطة حيث يسكنها مزيج من الشيعة والسنة الا أن بعض سكانها قد هجروها بسبب الوضع الأمني المتدهور. فضلا عن عمليات الاغتيال التي طالت المئات من أبناء هذه المدينة، يشهد مركز المدينة حاليا وضعا امنيا يكاد يكون مستقرا، ما عدا القرى والارياف المحيطة بها. ومن ابرز عشائرها الانباريين و الجنابيين و البومحيي و البوعامر و زوبع و قره غول و غيرها من العشائر. من البلدات المجاورة لها المحمودية واللطيفية وجرف الصخر.

في تلك المنطقة من "مثلث الموت" والذي اشتهر كساحة معارك يلتقي اللفتنانت كولونيل روبرت بالكافيدج مع المجندين الجدد في قوته. رجال من العرب السنة العراقيين وهم سيتلقون راتبهم من الجيش الامريكي باعتبارهم أفراد ميليشيا محلية.

طلب هؤلاء الرجال أسلحة ولكن القائد الامريكي قال لهم أنا لن أعطيكم بنادق أو ذخائر. وكان الرجال يصغون باهتمام بينما كان المترجم يؤدي عمله.

وأضاف "تعرضت لاطلاق الرصاص مرات كافية بالنسبة لي كي أعلم أن هناك الكثير من البنادق والذخيرة. أنا شخصيا. بعضكم أيها الرجال ربما يكون قد أطلق علي الرصاص عدة مرات.

وتسعى القوات الامريكية بشكل تدريجي ومتعمد الى تجنيد مجموعات من الرجال المسلحين وربما يكونون من المقاتلين السابقين ودفع رواتبهم في استراتيجية تقول انها أدت الى الحد من العنف بصورة كبيرة في بعض أكثر المناطق خطورة في العراق في غضون أسابيع فقط. 

لكن القوات الامريكية تقول أيضا ان الميشيليا التي تم تشكيلها في اطار ما يطلق عليه "برنامج المواطنين المعنيين هو اجراء مؤقت. واذا ما كتب الصمود لهذا السلام النسبي فعلى الحكومة أن توفر للمقاتلين وظائف حقيقية في القوات المسلحة وقوة الشرطة.

وتغطي المنطقة التي يتولى بالكافيدج المسؤولية عنها في وادي نهر الفرات الى الجنوب من بغداد الخط الفاصل بين السنة في غرب العراق والشيعة في الجنوب.

وكانت الاراضي التي تكثر بها أشجار النخيل في وادي نهر الفرات معقل المقاتلين من العرب السنة.

ومنذ اكتوبر تشرين الاول الماضي قتل 23 فردا من كتيبة بالكافيدج المكونة من 800 من المظليين في المنطقة التي تطلق عليها القوات الامريكية اسم "مثلث الموت".

ولكن تقارير وحدته تظهر تحسنا مفاجئا غير متوقع في الامن خلال الاسابيع القليلة الماضية. ففي مرحلة من المراحل كانت الكتيبة تتعرض لانفجار العديد من القنابل على الطريق يوميا ولكن هذا العدد انخفض بسنبة النصف في الاسبوع الماضي. وتوقفت تقريبا الهجمات بقذائف المورتر التي كانت متواصلة دائما. 

ويركز برنامج المواطنين المعنيين على الطريق القادم من البلدة. وهو طريق استراتيجي يمثل الشريان الذي يربط بين المنطقة وبغداد ووادي الفرات في محافظة الانبار الى الغرب وهو مغلق منذ نحو عام.

وكانت اخر مرة قررت فيها قوات بالكافيدج استخدام هذا الطريق في يناير كانون الثاني عندما انفجرت فيهم ست قنابل على الطريق ودمر لهم ثلاث سيارات همفي وتعين عليهم خوض قتال لشق طريقهم. 

ولكن عندما لجأوا الى هذا الطريق هذا الاسبوع قابلهم الشيخ صباح الجنابي وهو من زعماء عشيرة محلية مرتديا ملابس بيضاء ومسلحا بمسدس لامع مطلي بالكروم يضعه حول وسطه.

وقال الشيخ للكولونيل الامريكي الذي استقبله بود راسما على وجهه ابتسامة عريضة يسرنا مقابلتكم...سيحرس رجالنا الطريق. اذا حدث أي اطلاق رصاص دعونا نرد نحن لا أنتم. نحن ننفذ وعدنا لكم. 

سكان هذا الوادي من عشيرة الجنابي وهي عشيرة للعرب السنة كان يغدق عليها صدام حسين الذي استعان بقوة خاصة مرهوبة الجانب في هذا المكان لحماية العاصمة من الشيعة الى الجنوب.

وعندما قامت سلطات الاحتلال الامريكي بحل الجيش العراقي عام 2003 عاد الكثير من عشيرة الجنابي الى ديارهم مسلحين وعاطلين وغاضبين وخائفين فانضموا الى المقاتلين.

ولكن في الاسابيع الاخيرة اتصل زعماء عشيرة الجنابي بالامريكيين ليعرضوا عليهم السلام. أخذت قوات بالكافيدج بصمات أصابع وعيون نحو ألف رجل في المنطقة. 

ويحصل كل فرد في هذه الميليشيا على 370 دولارا شهريا أي نحو 70 في المئة من راتب أي شرطي أو جندي عراقي. ويجري توقيع العقود مع الشيوخ في القرى ويمنح كل منهم سلطة تجنيد ما بين 150 و200 رجل.

والخطة التي رسمها بالكافيدج لاول مرة على منديل مائدة ثم أضافها الى أوراقه العادية تظهر أن العملية تنتهي بحلول أوائل عام 2008 بعد دمج أفراد الميليشيا داخل الجيش والشرطة العراقية. 

توقف للتحدث الى بعض أفراد الميليشيا في الوقت الذي دخل فيه طابور المشاة الامريكيين وجنود عراقيون. دون بالكافيدج اسمي اثنين من أفراد الجنابي اللذين كانا من الضباط قبل الغزو الامريكي ووعدهما بمحاولة الحصول لهما على فرص عمل في الجيش أو الشرطة.

وقال عبد الرزاق حميد مرتديا عباءة فضفاضة ومسلحا ببندقية كلاشنيكوف يضعها على كتفه كان يجدر بكم القيام بذلك منذ فترة طويلة.

وأضاف لقد سبب غزوكم للعراق مصاعب. لقد دمر كل شيء ولم يكن لدينا رواتب. كل هؤلاء الرجال عاطلون.

وسأل الكولونيل عن فتح وسط البلدة واعادة بناء المراكز الصحية واصلاح المدارس.فأومأ بالكافيدج قائلا سوف نفعل هذا. علينا أن نستمر في التفاهم لا القتال. وفقا لـ رويترز.

ضمانات للقرويين السنة

وتؤكد صحيفة النيويورك تايمز ان الجنرال (بيتريوس) روّج لتسليح السنة في ضواحي بغداد قبل اسابيع لكي يضمنه في خطة تقييماته التي سيقدمها في واشنطن. وفي قرية "صدر اليوسفية" التي تقع في المثلث السني جنوب بغداد، زار "ريموند أوديرنو مساعد قائد القوات الأميركية في العراق" نقطة تفتيش تعمل لتطمين المواطنين الخائفين هناك. وقد عيّن فريقاً من قوة حراسات يدفع لأعضائها اجراً يومياً قدره 10 دولارات وهم يحملون بنادق كلاشنكوف ويرتدون ستراً برتقالية واقية وأخرى صفراء مشعة.

وطالب شيوخ اليوسفية (أوديرنو) بضمانات أن يوفر الوظائف للقرويين ويزودهم بالعربات والأسلحة والكهرباء والضمان بان قوة الحراسات الجديدة ستتحوّل الى الوظائف الدائمة التابعة للحكومة وان يؤيد ذلك موقف رسمي من القوات الأمنية العراقية.

وأخبر (أوديرنو)  الشيوخ بأنه سيوصل اليهم المال خلال أيام ليصرفوا رواتب شهرية لأفراد الحراسة وبعقود لمدة ثلاثة شهور.

وفي المقابلة العابرة مع الجنرال (بيتريوس) تقول الصحيفة إنه اعترف بتعرض أسلحة كثيرة للسرقة لإنها لم تسجل بشكل صحيح طبقاً لما أعلنه مكتب المسؤولية الحكومي في واشنطن. وقال إنه يعتقد ان الأسلحة المفقودة تسرّبت الى المتمردين.

التطهير الطائفي في اليوسفية

ويذكر ان القوات الأميركية عثرت على وثائق تكشف مخططات التهجير الطائفي ضد الشيعة الساكنين في المناطق ذات الأغلبية السنية وأخرى تكشف مخططات خلق الفتنة الطائفية، خلال مداهمات قامت بها القوات الأميركية ضد بعض المناطق السكنية

في اليوسفية جنوب بغداد ، حسب تصريح الجنرال ريك لاينج الناطق بلسان القوات الاميركية في العراق الذي أكد ملاحقة تنظيم القاعدة في المنطقة بعد حادثة تمزيق جثتي طيارين إثر سقوط مروحيتهما في بساتين اليوسفية. وفقالـ صحيفة  نيويورك تايمز

وقال مسؤولون أميركيون ان العراقيين المقبوض عليهم في المداهمات اعترفوا بأن الزرقاوي كان موجودا على بعد بضع مئات من الأمتار من المنطقة التي تمت فيها المداهمات، وقد قتل العشرات من المقاتلين التابعين لتنظيم الزرقاوي في المواجهة مع القوات العراقية والأميركية وكان بعضهم محملا بأحزمة ناسفة .

وتقول مصادر أميركية بأن الوثائق التي عثر عليها كانت موجودة في منزل آمن ولم يكن حراس المنزل في وضع استعداد لمواجهة مسلحة، وتضم الوثائق خطط التطهير العرقي ضد الشيعة من المناطق السنية وتصفية السنة المتعاونين مع الحكومة العراقية بهدوء لكي لا تتجه الشكوك إلى التنظيم، وفي مقابل هذا فإن الهجمات ضد المناطق السنية ستنخفض . 

وتشير الوثائق الى خطط التطهير وتقول أن الهدف هو نقل المعركة الى العمق الشيعي وقطع الطرق عليهم بكل الوسائل الضرورية للضغط عليهم ودفعهم للرحيل عن مناطقهم أيضا .

بالإضافة الى ذلك تقدم الوثائق خططا تتضمن نقل الهجمات ضد القوات الأميركية من المناطق السنية الى العاصمة بغداد والمناطق المحيطة بها.

ورغم أن هذه التصريحات قد تفيد الزرقاوي في الإفلات من قبضتهم ، إلا إن وجهة نظر المسؤولين العراقيين تفضل إلقاء التهم على المقاتلين الأجانب التابعين للزرقاوي بدلا من وصفهم بأنهم مقاتلون عراقيون من المناطق السنية . 

ولكن القوات الأميركية عثرت على أفلام أصلية لشريط الفلم الذي خضع الى مونتاج وتقطيع صوري قبل ان يتم بثه من على الشاشة بنسخته الأخيرة . والفلم الأصلي يكشف حقيقة الزرقاوي المزرية، إذ ظهر وهو مضطرب بسبب عدم قدرته على نزع مخزن العتاد أو تحويل مفتاح الرمي الى نظام الرمي السريع، بينما ينطلق صوت من خارج الكاميرا وهو ينادي على أحدهم قائلا: (إسرع وساعد الشيخ..) ثم يهرول رجل نحو الزرقاوي ويعيد تنظيم السلاح ومفاتيحه ويسلمه الى الزرقاوي من جديد ليطلق الأخير النار بلا توقف .

وفي مشهد آخر يظهر الزرقاوي وهو يسلم السلاح الى شخص آخر ويمضي ماشيا مع جماعته فيما يضع آخر يده بلا وعي على السلاح فيمسك الجزء الساخن منه فيرتد عنه مستغربا من حرارته العالية .

وقد بثت وسائل الإعلام الأميركية الشريط في نشرات الأخبار وقالت بأن القوات الأميركية عثرت عليه في عملية مداهمة لمنطقة اليوسفية (25 كلم) جنوب بغداد مما يدل على علاقة تنظيم الزرقاوي بالمنطقة التي عثر فيها على أنصار له أكثر من مرة.

وقائع من ناحية اليوسفية منقوله عن الكاتب "خالد أحمد اليوسفي"

ولبيان الحقيقة كاملة للرأي العام العراقي والعربي والعالمي ولكي تطلع مؤسسات حقوق الإنسان والمجتمع المدني بدورها المنشود في الحد من سفك المزيد من الدماء، نذكر أسماء بعض الأفراد الأبرياء الذين تمت تصفيتهم:

-خضير نوري الحداني، شاب عمره 32 سنة تقريبا متزوج له ثلاث بنات فقط، المهنة بائع سكائر.

-أحمد خضير عبيد الأنباري، شاب عمره 28 سنة، متزوج ولديه طفلة واحدة فقط -حميد البصراوي، شاب عمره 27 سنة. شيعي

-سيد جعفر الموسوي، 45 سنة، متزوج لديه أربع بنات وولدان. شيعي

-أستاذ مرتضى عبد الحسين (مدرس) متزوج له ثلاث بنات. شيعي

- مازن القيسي، التهمة: التعامل مع القوات الامريكية.

- ابو حازم الساعدي. الحزب الشيوعي العراقي (شيعي).

- ابو مريم العبيدي المجلس الاعلى للثورة الاسلامية (شيعي).

- رشيد راضي الحسناوي... شيعي(المجلس الاعلى)

- خالد عجيمي محاولة اغتيال فاشلة، المجلس البلدي (شيعي).

- ابو سار العامري... محاولة فاشلة(شيعي)

- وهبي سلمان المحياوي (شيعي).

- عباس جيجان الزبيدي (شيعي).

- احمد جابر المحيادي، (شيعي).

- نعمة عزيز الوطيفي، ( مسؤول مؤسسة ثقافية )

- ناجح عبد الله الميادي (شيعي).

- ساجد عبد عون، محاولة فاشلة، رجل شرطة (شيعي).

- احمد الميادي (لانه شيعي).

- فلاح من اهالي الجنوب (شيعي).

- علي الشمري (شيعي).

- علي عبد الحميد الانباري (شيعي).

- فائق العزاوي (سني)

- باسم محيي الميالي، محاولة فاشلة، (شيعي).

- أستاذ جاسم ،معلم (شيعي )

- أستاذ هاشم ، مدرس ( شيعي )

"أضافة للعشرات الذين لم تدرج اسمائهم لآن هذه الاحصائية لحد منتصف العام 2005.

واشتهرت عمليات الاغتيال  تلك في حي الشهداء في اليوسفية حيث ان هناك الكثير من السلفيين والجوامع التي تدعوا للجهاد..

وهذا شيء قليل جدا من الامور والاحداث التي دارت في هذه المنطقة المظلومة ندعوا الناس الشرفاء ان يتابعوا بانفسهم هذا الموضوع وعلاجه باسرع وقت..

وبالتالي طالب  أهالي اليوسفية بما يلي:

- توفير الحماية الأمنية والقانونية العاجلة لسكان منطقة اليوسفية من الشيعة والسنة المعتدلين.

- قيام الأجهزة الأمنية ورجال الحرس والشرطة بتمشيط المنطقة ومطاردة العناصر الإرهابية التي تعبث بأمن واستقرار أهالي اليوسفية.

- تقديم الإرهابيين إلى العدالة لينالوا جزائهم العادل إزاء ما اقترفته أياديهم الملوثة من جرائم مخلة بأمن الدولة والإنسان.

- توفير دور سكن مؤقتة للعوائل التي تضطر إلى ترك منزلها في اليوسفية حيث أن هناك المئات من العوائل تعيش في المحافظات القريبة ظروفا غير طبيعية.

- تسهيل نقل البطاقة التموينية وتقديم المعونات العاجلة للعوائل المهاجرة.

- نطالب وزارة حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني بتسجيل جميع الحوادث الإرهابية التي تمت في اليوسفية لحفظ حقوق الضحايا.

- نطالب بتعويضات عادلة لجميع الأفراد والعوائل التي ذهبت ضحية الإرهاب الدولي والمذهبي في اليوسفية. 

* المركز الوثائقي والمعلوماتي

شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 28 آب/2007 -14/شعبان/1428