(226) عدد طوائف اوملل وفرق العالم على اقل تقدير طبقا لحديث نبوي
ذكر في كتب التاريخ (اليهود الى احدى وسبعين ملة والمسيح الى اثنى
وسبعين ملة والمسلمين الى ثلاثة وسبعين ملة)، ومن هذه فرقة واحدة هي
الناجية اي التي تحصل على درجة الامتياز يوم المحشر.
وهذه الملل تختلف في معتقداتها بعضها عن بعض وقد تتفق في بعضها
والامر الوحيد الذي تختلف فيه الامامية الشيعة الجعفرية الاثني عشرية
عن كل الملل الاخرى هو (15 شعبان) وهو ولادة الامام الحجة محمد ابن
الامام الحسن العسكري عليهما السلام، اما بقية معتقدات الشيعة من تقية
وخمس والعقد القصير وما الى ذلك فان هنالك كثير من الملل تقرها وتعمل
بها اما بصورة مباشرة او غير مباشرة الا يوم ولادة الامام الحجة (عج)
لا يقروه.
كل العالم وبغض النظر عن ماهية هذه الطوائف فانها كلها تؤمن بان
هنالك منقذ او مصلح كما يسميه البعض لهذا العالم الذي يسير نحو الهاوية
حتى ان هنالك من لا يؤمن بالله عز وجل عندما ينظر الى الفوضى التي
يعيشها العالم وتفاقمها يوما بعد يوم تجده يحدوه الامل بوجود شخصية
قادرة على احداث تغير في العالم وانقاذه من هذه الفوضى حتى انهم يسمونه
بالمنقذ.
اذن وجود شخص منتظر بات امر مفروغ منه ولكن من هو هذا الشخص؟!
فاسمه مقترن بمولده فعندما نقول انه محمد ابن الحسن العسكري هنا يبدأ
الخلاف عن ولادته بين الحقيقة والوهم، الشيعة الامامية الاثني عشرية هي
الطائفة الوحيدة في العالم تقول انه مولود في 15 شعبان عام 255 هـ.
وهنا السؤال المهم الى اي مدى مصداقية يوم (15 شعبان) في
التاريخ؟!! نحن الشيعة لدينا حدث يوم (15 شعبان) هو معتقد من معتقداتنا
والمعتقد هو كل شيء لا ياتيه الشك او الظن من اي جانب من جوانبه اي انه
اليقين بعينه، وتبعا لذلك فان كل الطوائف التي لا تؤمن بوجود الامام
الحجة (عج) فانها تسعى لتفنيد هذا اليوم وان كانت درجة الانكار متفاوتة
بين الملل الا ان اقبحها واوهنها ما تدعيه الوهابية والتي لا تستند لا
على الدليل العقلي ولا النقلي ولكن حجة ما يدعوه هو العمر الطويل هذا
على عدم صحته فكيف يعيش الامام الحجة هذا العمر الطويل؟! ولهذا ستكون
لنا وقفة مع هذا اليوم المنشود ولو على عجالة لان ذلك يستوجب موسوعة.
بعض الجمهور وتحديدا الوهابية يصر على إنكار ولادة الإمام الثاني
عشر الحجة بن الحسن المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في
النصف من شعبان سنة 255هـ، ويجادل في بقائه حيا طيلة هذه المدة المديدة
من الزمان. وأبعد من هذا يذهب نزر من علمائهم وكثير من الجهلاء، إلى
السخرية والاستهزاء بشيعة أهل بيت النبي (صلوات الله وسلامه عليه
وعليهم أجمعين) لاعتقادهم بإمام زمانهم ولهذا عند سرد الحجج فانها
ستكون من كتبهم لا كتب الشيعة لتكون اقوى حجية:
1- محمد بن طلحة الحلبي الشافعي في كتابه (مطالب السؤول في مناقب آل
الرسول) قال: الباب الثاني عشر في أبي القاسم محمد بن الحسن... المهدي
الحجة الخلف الصالح المنتظر...فأما مولده فبسر من رأى... إلى آخر كلامه.
وقال أيضاً: المهدي هو ابن أبي محمد الحسن العسكري، ومولده بسامراء..
إلى آخر كلامه.
2- محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في كتابه (البيان في أخبار صاحب
الزمان) 336 قال: إن المهدي ولد الحسن العسكري، فهو حي موجود، باقٍ منذ
غيبته إلى الآن.
3- محمد بن أحمد المالكي المعروف بابن الصباغ في (الفصول المهمة)
ص237 في الباب الثاني عشر قال: ولد أبو القاسم محمد الحجة ابن الحسن
الخالص بسر من رأى في النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين للهجرة..
إلى آخر كلامه...
4- سبط ابن الجوزي الحنفي في كتابه (تذكرة الخواص) قال: وأولاده (أي
وأولاده الإمام الحسن العسكري): محمد.
5- أحمد بن حجر في كتابه (الصواعق المحرقة) عند ذكره للإمام الحسن
العسكري قال: ولم يخلف غير ولده: أبي القاسم محمد الحجة، وعمره عند
وفاة أبيه خمس سنين، آتاه الله الحكمة... إلى آخر كلامه.
6- الشبراوي الشافعي في (الإتحاف بحب الأشراف) قال: الحادي عشر من
الأئمة: الحسن الخالص ويلقب بالعسكري... ويكفيه شرفاً أن الإمام المهدي
المنتظر من أولاده... ثم قال: ولد الإمام محمد الحجة ابن الإمام الحسن
الخالص بسر من رأى، ليلة النصف من شعبان سنة 255. إلى آخر كلامه.
7- عبد الوهاب الشعراني في (اليواقيت والجواهر) ذكر أشراط الساعة
فقال: كخروج المهدي، ثم قال: وهو من أولاد الإمام حسن العسكري، ومولجه
لية النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، وهو باقٍ إلى أن يجتمع
بعيسى بن مريم (عليه السلام) إلى آخر كلامه..
8-عبد الله بن محمد المطيري الشافعي في (الرياض الزاهرة) بعد ذكر
الأئمة والإمام العسكري –قال: إن ابنه الإمام الثاني عشر، اسمه، محمد
القائم المهدي... إلى آخر كلامه.
9- سراج الدين الرفاعي في (صحاح الأخبار) قال:... أما الإمام الحسن
العسكري فأعقب صاحب السرداب، الحجة المنتظر، ولي الله، الإمام المهدي.
10- الأُستاذ بهجت أفندي في (كتاب المحاكمة) قال –في ذكر ولادة
الإمام المهدي (عليه السلام)-: ولد في الخامس عشر من شعبان سنة 255،
وإن اسم أمه نرجس... إلى آخر كلامه.
11- الحافظ محمد بن محمد الحنفي النقشبندي في (فصل الخطاب) قال:
وأبو محمد الحسن العسكري ولده م ح م د (رضي الله عنهما) معلوم عند خاصة
أصحابه، ثم ذكر ولادته في النصف من شعبان سنة 255 على رواية السيدة
حكيمة بنت الإمام الجواد (عليه السلام).
12- سليمان القندوزي الحنفي في كتابه (ينابيع المودة)، ذكر ولادة
الإمام المهدي (عليه السلام) كما هي مروية في كتب الشيعة عن السيدة
حكيمة بنت الإمام الجواد (عليه السلام) ثم قال: الخبر المعلوم المحقق
عند الثقات: أن ولادة القائم كانت لية الخامس عشر من شعبان سنة خمس
وخمسين ومائتين، في بلدة سامراء.
13- الشبلنجي الشافعي في كتابه (نور الأبصار) قال: وكانت وفاة أبي
محمد الحسن بن علي في يوم الجمعة لثمان خلون –أي مضين- من شهر ربيع
الأول سنة ستين ومائتين، وخلف من الولد: محمداً... إلى آخره.
14- ابن خلكان في (وفيات الأعيان) قال:كانت ولادته يوم الجمعة منتصف
شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، ولما توفي أبوه ـ وقد سبق ذكره - كان
عمره خمس سنين، واسم أمه خمط، وقيل نرجس.
15- ابن الخشاب في كتابه (تاريخ مواليد الأئمة): الخلف الصالح من
ولد أبي محمد الحسن بن علي، وهو صاحب الزمان، وهو المهدي.
16- عبد الحق الدهلوي في رسالته في أحوال الأئمة قال: وأبو محمد
الحسن العسكري ولده م ح م د (رضي الله عنهما) معلومٌ عند خواص أصحابه
وثقاته.. ثم قال: الخلف الصالح من ول أبي محمد الحسن بن علي، وهو صاحب
الزمان.
17- محمد أمين البغدادي السويدي في كتابه (سبائك الذهب) قال: محمد
المهدي، وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين.. إلى آخر كلامه...
18- المؤرخ ابن الوردي قال في (تاريخه): ولد محمد بن الحسن الخالص
سنة خمس وخمسين ومائتين.
هذه نبذة من المصادر غير الشيعية التي صرحت بولادة الإمام المهدي (عليه
السلام) في النصف من شهر شعبان سنة 255، وصرحت أنه ابن الإمام الحسن
العسكري (عليه السلام) ولو أردنا جمع الأقوال كلها لطال المقام وخرج
المقال عن حدوده المألوفة وأورث في نفس قارئي العزيز السأم والملل.
اعتقد هذا يكفي بالمقام، واما مسالة العمر الطويل نقول:
ان القران يذكر لنا عمر النبي نوح (ع) والنبي ادريس (ع) واما
ادعائهم ان هؤلاء انبياء ويجوز ذلك ولا يجوز لغيرهم نقول وهل العبد
الصالح (الخضر عليه السلام) الذي لا زال على قيد الحياة نبي؟!وهل
اصحاب الكهف انبياء؟!
واليك طائفة اخرى من المعمرين من غير الانبياء ماخوذة من كتاب قصص
المعمرين منهم (الربيع بن الضبع الفزاري عاش 380 سنة،شدّاد بن عامر عاش
900سنة، عمر بن عامر عاش 800 سنة، قس بن ساعدة الأيادي عاش 600 سنة،
عزيز مصر عاش 700 سنة، الرّيان – والد عزيز مصر – عاش 1700 سنة، لقمان
العادي عاش 560 سنة).
اما من الناحية العلمية في اثبات عمر الحجة (عج)، اقول المعروف لدى
العالم اجمع ان متوسط عمر الانسان هوبين الستين والسبعين سنة وذلك بعد
توقف جميع خلايا الجسم بسبب العامل الزمني وانسلاخ الروح عنه ولكن نرى
هنالك الكثيرين ممن اعمارهم تجاوزت المئة عام وهذا يدل ان خلايا جسمهم
فيها من المناعة التي لم تتاثر بعامل الزمن وحتى ان هنالك احد المعمرين
اليابانيين الذي تجاوز عمره (120) عام قد نبتت له اسنان دائمية (في
المقدمة الفك تسمى بالقواطع) وكما انه هنالك قرية روسية يوجد فيها اكثر
من معمر عمره يتجاوز المئة عام هذا ويحاول علماء هذه القرية التوصل الى
تغذية فعالة تطيل عمر الانسان اكثر من ذلك، إنّ جسم الإنسان يتألف من
عشرات التريليونات من الخلايا، وأنها تصاب بالشيخوخة شيئا فشيئا وتؤمن
حاجتها الغذائية بصعوبة كما يحصل اختلاف في تكاثرها، ثم تموت لتتحول
تدريجيا إلى أنسجة متصلة، وتدعي ظاهرة التصلّب، فمثلا يقال : (سكلروز
القلب) أو (سكلروز الشرايين) وغير ذلك.
ويري إيايا متنكوف الطبيب والفسيولوجي الروسي الكبير أنّ هذه
الظاهرة تنجم بسبب سموم (تركسين) الذي تنتجه الجراثيم المستوطنة في
الأحشاء، وهي وراء تسمم الأنسجة الحيّة تدريجيا.
ويعتقد بافلوف : أنّ الجهاز العصبي وخاصة الضغوط الخارجية للمخ هي
وراء ظهور الشيخوخة، وإنّ التغيرات الروحية والتقلبات النفسة كالحزن،
والكآبة، واليأس والخوف هي وراء تحطيم الخلاثا العصبية للجسم وغضعافها،
ومن هنا ينشأ التفسخ العصبي الذي يجرّ خلفه أمراض الشيخوخة ومن ثم
الموت.
وفي النهاية فإنّ خلود الإنسان أمر مستحيل ولكن إطالة عمره أمر
ممكن.
وهذا يعني طالما ان هنالك استثناءات فان عمر الحجة من الاستثناءات
علميا وان كان استثناءه آلهيا هذا اضافة الى كثير من مخترعات العصر
الحالية والتي لو تحدثنا عنها قبل مئة عام لاتهمونا بالخرافة والجهل
فعندما تقول سابقا ان فلان وصل القمر فان هذا المستحيل بعينه واليوم
اصبح الوصول الى القمر من الامور المسلم بها وهذا ينطبق على عمر الحجة
الذي يجده المخالفون انه خيال وسياتي اليوم الذي يصبح واقع.
اما من ناحية العناية الالهية فهنالك كثير من الايات والادلة التي
تثبت تعطيل قوانين الطبيعة من قبل الله عز وجل لاجل هدف منشود ولاذكر
مثل واحد، قانون انتقال الحرارة بين كتلتين ملتصقتين مختلفتين بدرجة
الحرارة تنتقل الحرارة من الاعلى الى الادنى وهذا قانون علمي ومنطقي
ومبرهن عمليا جاء به نيوتن فان اكتشافه من قبل نيوتن هذا يعني انه ساري
المفعول ولكن غير معلوم الا بعد اكتشافه من قبل نيوتن، والكل لا ينكر
كيف وضع ابراهيم (ع) وسط النار التي اضرمها قومه لغرض حرقه الا اننا
نرى وبامر الله عز و جل (يا نار كوني بردا وسلاما) قد تعطل قانون
الانتقال الحراري هنا، فلطالما يريد الله ابقاء الامام الحجة الى اليوم
المعلوم فانه يعطل قوانين الطبيعة المؤثرة على جسد الامام الحجة (عج)
ليوم هو ادرى به.
لا باس بذكر محاورة مع احد وكلاء عثمان الخميس عن طريق الانترنيت
قلت له ان الامام المنتظر هو الامام محمد ابن الامام العسكري عليهم
السلام المولود في 15 شعبان عام 255 هـ.
قال : لا ان المنتظر غير مولود وانه من ولد سيدنا الحسن والا اذا
كان موجود اين هو الان؟
قلت: في حال ظهور المنتظر كم سنة عمره؟
قال :على اقل تقدير اربعين سنة.
قلت : وهل هنالك امكانية ظهوره الان او بعد سنة او بعد مئة سنة.
قال :هذا ممكن
قلت : اي لو انه سيظهر غدا هذا يعني انه مولود قبل اربعين سنة
قال : ماذا تقصد
قلت : ان كان ظهوره ممكن الان هذا يعني انه موجود قبل اربعين سنة
اذن ارد سؤالك عليك الان اين هو الان؟ فان قلت :لا يظهر الان او غدا
تكون شريك مع الله في علمه وان كان العكس يكون ادعاءك اصلا باطل،
لو امكننا الوصول الى الامام الحجة وبارادتنا لقُتلنا وقتل معنا
وقامت الساعة الا ان الله عز وجل له في حكمه الخيار والامر. |