جبهة المعتدلين.. الاسباب والنتائج

 سعد البغدادي

 اعلان تشكيل جبهة المعتدلين السياسية والتي ضمت ابرز الاحزاب  واكثرها نفوذا في المشهد السياسي العراقي.  قبيل تقرير باتريوس المؤمل انتظاره في ايلول المقبل، امر له دلالا ت ستنعكس سلبا او ايجابا على مجمل العملية السياسية، في البيان الذي تلاه رئيس الجمهورية كرر دعوته لانضمام بقية الاطراف بشروط الاربعة الكبار،  وكرر رئيس الوزراء المطلب ذاته حينما اشار الى استحقاقات وواجبات لمن يرغب  مشاركتنا.

جبهة المعتدلين ليس ردا كما يشاع في قبال القوى المتشددة. او الاحزاب التي اثارت كثير من العواصف في سلوكها السياسي غير المتزن طيلة الفترة المنصرمة، ونتفق انها نجحت في عرقلة العملية السياسية ووصولها الى طريقها المسدود.

 الاتفاق بين الاحزاب الاربعة جاء كرد فعل حول كثير من التصريحات الدولية والاقليمية بان ايلول سوف يطيح بالعملية السياسية برمتها، فقد شن الديمقراطيون هجوما  طيلة الاشهر الماضية حول ضرورة الانسحاب الامريكي من العراق وبالتالي ترك العراقيين يواجهون مصيرهم لوحدهم، او كما اطلق عليه فتنمة العراق،  في ذات الوقت ارتفعت الاصوات الاقليمية العربية لتلعب دورا محوريا في العراق، فضلا عن الدور الايراني  الذي اخذ في الاتساع في الخارطة السياسية العراقية.

 اذن... وهذا سؤال مهم جدا طرحه اين العراق من كل هذه الاحداث، ونعني بالعراق الدور السياسي للقوى الفاعلة، والتي حصدت اصوات الناخبين في الانتخابات الاولى والثانية ثم شعبويتها في الاستفتاء على الدستور، مع هيمنتها المطلقة  على القوة العسكرية والاقتصادية.  فاستباق اعلان جبهة المعتدلين قبل تقرير بتريوس يهدف الى الضغط على تلك القوى الدولية والاقليمية لمنح الدعم المطلق لخيار  الواقع الممكن وان لابديل عن الاربعة الكبار لانقاذ العراق قبال المشاريع المطروحة في المعاهد الدولية ومراكز الدراسات، التي اشارت  في بعضها الى اعتماد عدة خيارات في حال فشل الحكومة الحالية منها العودة لحكم ديكتاتوري او تدويل القضية العراقية او مشروع التقسيم الناعم.  اعلان الجبهة، نتفق معه  باعتباره حل للازمة السياسية الراهنة او نختلف معه باعتباه استئثارا بالسلطة وتهميش القوى الاخرى، هو في نهاية الامر حلا نموذجيا لفترة غير مستقرة نمر بها ازاء تحديات خارجية تلقي بضلالها على الواقع العراقي الذي لم يعد يحتمل تلك التدخلات. والتي ادت بمجملها الى تدهور سريع وخطير في الحياة السياسية.

 اما بخصوص الاحزاب الاخرى التي لم تنضوي الى هذه الجبهة فعليها ان تناضل من جديد، لكن هذه المرة ليس من اجل اسقاط حكومة الاربعة التي تملك الاغلبية، بل من اجل ان لايتم تهميشهم الى الحد الذين يبقون فيه دائما خارج سلطة القرار.

 وفي عملية حسابية بسيطة يمكنهم فعل ذلك لو تم التخلي عن الطروحات الطائفية التي يمتلكها البعض بشكل صارخ، احسب ان اعلان الجبهة امر سيثمر عن نتائج ايجابية في نبذ روح القرون الوسطى والعودة الى لغة العقل التنويري وهذا ما يرغب به الجميع.

لكن لو فشلت هذه الاحزاب المهمشة في ايجاد لغة الحوار مع بعضها واستمرت على نهجها الطائفي والاتكا على الدول العربية ومذهبة القضية العراقية وجعلها في اطار (السنة مهمشون والشيعة متمركزون) اذا حصل هذا مرة اخرى فان الامر سيتجه الى عزل تام لتلك القوى الطائفية والتي لاتعرف مصيرها القادم او انها تجهل بخطوة الاربعة الكبار التالية واحسبها ستكون قوية جدا.

saadkeion@hotmail.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 23 آب/2007 -9/شعبان/1428