صفوان الجمال هذا الرجل الذي يشهد له التاريخ الاسلامي
بورعه وايمانه ونقل الاخبار الصحيحة عن الائمة (ع) من الذين عاصرهم،له
قصة مع الامام موسى الكاظم (ع) ولعل الناس استذكروها هذه الايام
بمناسبة ذكرى استشهاد الامام الكاظم (ع) وهي عتب ونهي وتنبيه له ولنا
من قبل الامام الكاظم (ع) حول كراية جماله ( بكسر الجيم ) الى هارون
الرشيد فقال صفوان: والله ما أكريته أشرا ولا بطرا، ولا للصيد، ولا
للهو، ولكن أكريته لهذا الطريق " يعني طريق مكة " ولا أتولاه بنفسي
ولكن أبعث معه غلماني ).. قال : يا صفوان أيقع كراك عليهم ؟ قلت : نعم
جعلت فداك. قال : أتحب بقاهم حتى يخرج كراك ؟ قلت : نعم. قال : فمن أحب
بقاهم فهو منهم، ومن كان منهم فهو كان ورد النار. قال صفوان : فذهبت
وبعت جمالي عن آخرها. فإذا كان نفس حب حياة الظالمين وبقائهم بهذه
المنزلة، فكيف بمن يستعينون به على الظلم أو يؤيدهم في الجور.
ولنا التعقيب الان حيث بسبب الاوضاع الامنية والاقتصادية المتردية
والتي تتحمل الدولة العبء الاكبر وهذا لا يعني اننا لا نتحمل جزء من
هذه السلبيات ولكن الملفت للنظر الكثير من العراقيين بدأوا يرددون كلمة
( ياريت لو باقية على الاول ) يقصدون صدام المقبور والعجيب هنا انهم
كلهم يتفقون على ظلم صدام حسين وانه ظالم من طراز الحجاج وبريمر ولكن
يتمنون عودته اي عودة الظالم او حاكم يحكم العراقيين ظالم على شاكلة
صدام متذرعين بسبب اوهن من بيت العنكبوت الا وهو ان العراقيين لا ينفع
معهم الا القسوة ولا اعلم لماذا هذا الحكم القاسي والظالم بحق
العراقيين، فلو بعث صفوان الجمال الان في العراق وراي التمني لعودة
الظالم ماذا سيكون ردة فعله على هذا، اذا كان التمني بعودة الظالم من
الحج هو معصية ويؤدي الى دخول النار فكيف بالذي يتمنى عودة الظالم بعد
ما ولى.
اعتقد هذا يستحق وقفة فهذا التمني نابع اما عن سوء نية او قلة
ادراك والحالتين اسلاميا مرفوضة فالذي يتمنى عودته بسؤ نية هو مما لا
شك من المنتفعين من حكم الطاغية من بعثيين وتكفيرين وعملاء عرب، و
الذي يتمناه عن قلة ادراك ولست هنا بصدد اثبات ظلم صدام حسين للشعب
العراقي فانهم يقرون بذلك والادلة عليها لا تعد ولا تحصى كما ان فضائل
امير المؤمنين علي (ع) لا تعد ولا تحصى والمقابر الجماعية لا ينكرها
الا جاهل او حاقد الا ان هذه الشريحة من المجتمع العراقي التي تتمنى
البقاء على الاول فضلت امنهم وتجارتهم وسهر الليالي على ابي نؤاس على
رفع الظلم عن الشعب العراقي، وهنا من باب الافتراض واتمنى الا تمر بكم
الحالة التي مرت بها العوائل التي اخذت نسائها او رجالها من بيوتها
بدون ذنب يذكر لو مرت بكم نفس الحالة لما تمنيتم الظالم وحتى الذي يظلم
من قبل الطاغية فانه لا يترك لا هو ولا اهله الى حال سبيلهم بل يبقون
تحت عيون البعثيين الى الموت وحتى بعد الموت والامثلة على ذلك كثيرة،
غالبا ما يطرق باب دارنا الرفيق الحزبي هذا اذا كنا لا نعمل في الدولة
وبيده الاستمارة الملعونة ( هل اعدم احد اقاربك، هل لديكم احد خارج
العراق ) تخيلوا حتى الذي هرب من ظلمهم خارج العراق يبقى اهله تحت
المطرقة لغاية اغتياله خارج العراق ويبقى الملف مفتوح حتى يرون ردود
افعال اهله وكم من عائلة اجبرت على الرقص على جثث امواتهم المعدومين من
قبل زمرة صدام.
سابقا ايام هولاكو تردد سؤال على احد علمائنا وهو ايهما افضل الكافر
العادل ام المسلم الظالم ؟ فاجاب ويالروعة جوابه وبدون تردد الكافر
العادل افضل من المسلم الظالم بالرغم من ان العالم مهمته هو الحفاظ على
الاسلام ونشره الا انه فكر بالمجتمع ولم يفكر بنفسه، والان اعيد صياغة
السؤال بشكل اخر ايهما افضل الحكومة الظالمة ام الحكومة الضعيفة والغير
ظالمة ؟.
قد يتوهم البعض او بقصد مع سؤ النية فيتهم الحكومة بالظلم وان كان
الاكثر يتهمها بالتقصير والضعف اما ظلمها فلا اقره واما تقصيرها فهذا
صحيح ولكن الاسباب التي ادت الى التقصير ما هي ؟ هل هي بارادتها ام ان
هنالك قوى خارج ارادتها ادت الى الحال الذي هو عليه ؟! الاجابة هي
القوات الامريكية وما نشاهده يوميا من ادلة على ذلك مضافا اليه ما تقوم
به دول مجاورة واقليمة من مساندة الارهاب في العراق.
هنا اتطرق الى حالة بسيطة حدثت في احد احياء بغداد وهي: قام المجلس
البلدي لهذا الحي بتوزيع اكياس سوداء للنفايات على العوائل ومجانا حتى
يتم جمع النفايات بها بدلا من بعثرتها وسط الشوارع فماذا فعل الاهالي
؟! فانهم قاموا اما ببيع الاكياس او استخدامها لغرض اخر غير المخصص له
وحتى ان هنالك بعض الموظفين في المجلس البلدي قام باختلاس كميات كبيرة
منها وبيعها في الاسواق، ما دخل الحكومة في هذا الامر اذا كان هذا
المستوى الثقافي لهذا الحي هل نعاتبها ام نطلب منها ان تسن قوانين
صارمة لذلك ولو سنت قوانين لذلك فانا اجزم ان اهل المحلة سيتكلمون
ويتذكرون الطاغية اكثر، فكثيرا من الاحداث التي تحدث والقرارات التي
تقرها الحكومة يقارنونها العراقيون بالماضي وحكم الطاغية وهذا امر
مأسوف عليه. |