قد لا نأتي بجديد اذا ما تهمنا الشك بأنه اساس اليقين، وان الهدوء
لزاما يسبق العاصفة، وان لباس الجهاد والمقاومة بات عنوانا يفيض
بالكثير من المعطيات والمعاني الغائرة في اشباع الذات الباحثة عن نزوة
الحكم والتسلط على رقاب الناس، وإلا ما هي الحكمة ان ترتبط شهوة
الجهاد والمقاومة بتلك الثقافة المجنونة الا وهي ثقافة القتل واستباحة
الحرمات.
وقد لا ينتهي الامر عند هذا الحد بل أمست تلك القراءات استراتيجية
تنتهجها كل النظم الدكتاتورية، وليس من قبيل الصدفة ان تلبي تلك
المفاهيم جزء كبير مما جاءت به الثقافة البعثية من خلال اجهزتها
القمعية واساليبها الوحشيه في قهر ارادة الشعوب كما انها كادت ان تمثل
صوره بشعه ومشوهه قد زرعت في رحم هذه الامة تحت مظلة الاحتلال او
الاستعمار او المؤامرة اوعناوين أخرى.
فقد زحف هؤلاء( الملحدون ) الى العراق بعد سقوط (صنم بغداد)أي قبل
ثلاث سنوات ليبدؤا مسلسل الإجرام في اراقة الدم العراقي وبذبح الاطفال
وهدم وتفجير المساجد ودور العبادة ليس هذا فحسب، بل حتى الزرع والضرع
لم يسلم واسلاك الكهرباء وانابيب النفط والماء لم تسلم هي الاخرى من
عملية الابادة الجماعية حيث قتلوا كل ما من شأنه الحياة0
والادهى من ذلك ان تتم مصادقة هذا السلوك المنحرف من قبل كل العرب
وربما كل المسلمين وما يعزز قولنا هذا، ما ذهب اليه اخوتنا في الدين
والنسب حيث يصفون هؤلاء القتلة (بالمقاومين او المجاهدين) وهم يحثوهم
جاهدين على حز رقاب العراقين من خلال ما يقدموه من دعم لوجستي عالي،
ونزيف هذا الشعب لم يحرك ساكنا فيهم ولسان حال هذا الشعب يقول (لقد
اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي).
انه زحف بربري جديد يستهدف عاصمة العرب (بغداد)0هل عاد ابرهة بجيشه
من جديد؟ ام هم التتر قد هزهم الشوق والحنين لحرق بغداد ثانيه؟
ام هو القدر المشؤوم أدمن على التزود من دماء الابرياء0وانتزاع
البسمه من شفاه اطفال العراق؟ ام هي صولة جديده للتكفيريين والصداميين
تحت ذريعة (جهاد المحتل)؟0
مع علمنا جميعا بان التكفيريين (الغرباء) يتركون الامريكان في
بلادهم يسرحون ويمرحون بلا حساب ولا كتاب، بل يوفرون لهم افضل الفنادق
والمنتجعات (للاستجمام)، ولو كانوا يودون محاربة الامريكان فعلا كما
يدعون؟ لماذا لا يوجهونهم في مصر أوالسعوديه أوقطر أوالكويت
أوالاردن؟(اليس الحق ما اقول).
ام هذه ثقافه( وهابية) جديده تدعوا الى قتل الاسلام والمسلمين بيد
من يدعي الاسلام كالزرقاوي وابن لادن والظواهري0 وما حملة الرسوم
الكاريكاتيرية في الغرب التي حاولت الاساءة الى الاسلام والى شخص
الرسول الكريم (ص) إلا مثالا واضحا لمفهوم تلك الثقافة البائسه التي
تحاول ان تكفر الاخر0
انها معركه الازل بين الخير والشر يدفع ثمنها الشعب العراقي اليوم
نيابة عن الانسانية جمعاء0 فأما يكن هذا الشعب او لا يكن، وهو المتعلم
دوما على تضميد جراحه لا لكي يشفى بل ليهيئها لجرح آخر0
فهاهم ( الملحدون) قد اتحدوا من جديد من أبرهه الى هولاكو الى
الصداميين الى التكفيريين وكل جيوش الكفر معهم، قد قدموا هذه المرة ولم
يصحبوا الفيل معهم بل اصطحبوا معهم السكاكين والسيوف لحز رقاب الاطفال
والنساء وقتل الرجال والشيوخ وهدم كل بيوت الله فوق رؤوس المصلين،لقد
اتحدوا ليصبوا جل غضبهم في بودقة العراق وشعبه.
ومرة اخرى يثبت العراقيون للعالم بانهم اصحاب رسالة عظيمة وانهم اهل
لحمل هذه الرسالة، ولسان حالهم يقول: (البيت لنا والهور لنا والصحراء
لنا والجبل كذلك لنا)، فلن تهزمنا كل جيوش الكفر، نحن شعب يحب الحياة
ويرفض الظلم والاستبداد ويصبوا الى الحرية، لذا قررنا جميعا نساءا
ورجالا دفع ذلك الثمن مهما كان، لاننا واثقون من الاشراق الجديد على
سماء الوطن. |