التقسيم يخيم على اقليم كوسوفو

شبكة النبأ: كانت السياسة الغربية إزاء اقليم كوسوفو قد استبعدت التقسيم من قبل بوصفه شرارة محتملة قد تطلق صراعا اقليميا جديد حيث بالكاد استطاعت قوات دولية ان تحافظ على الامن في هذا الاقليم المضطرب منذ سنوات. ولكن من المرجح ان يجعل مشروع جديد للتقسيم، شمال الاقليم ذا الأغلبية الصربية جزءا من صربيا، بوصفهم الجزء الذي يرفض الاستقلال.

وقال مبعوث الاتحاد الاوروبي لدى الترويكا الدبلوماسية التي تقود محادثات جديدة متعلقة باقليم كوسوفو انها لا تستبعد أن يكون تقسيم الاقليم حلا محتملا اذا اتفق الصرب والألبان على ذلك.

وقال فولفجانج ايشينجر في مؤتمر صحفي، ان المبدأ الذي تتبناه الترويكا هو الاستعداد لتبني أي اتفاق يتمكن الطرفان من تحقيقه. وهذا يشمل كل الخيارات. وسئل عما اذا كان ذلك يشمل تقسيم الاقليم الى قسمين فقال، اذا أرادا ذلك. وتضم الترويكا أيضا كلا من الولايات المتحدة وروسيا. بحسب رويترز.

وجادل دبلوماسيون غربيون بان تقسيم كوسوفو الى جزئين قد يحيي أعمال التمرد المسلح بين ذوي العرق الالباني في وادي بريسيفو الجنوبي في صربيا وفي مقدونيا المجاورة.

ويقوم مبعوثو الترويكا باول زيارة لهم لكوسوفو منذ عرقلت موسكو خطة الامم المتحدة لمنح كوسوفو الاستقلال في مجلس الامن الدولي.

وتدير الأمم المتحدة أراضي كوسوفو منذ عام 1999 عندما شن حلف شمال الاطلسي حملة قصف جوي لأخراج القوات الصربية ووقف أعمال القتل والطرد ضد الالبان خلال حرب انفصالية استمرت عامين.

وتطالب الأغلبية الألبانية التي تصل نسبتها الى 90 في المئة في كوسوفو بالاستقلال.

كوسوفو: الاستقلال خلال 2007

وشدد اقليم كوسوفو على أنه يتوقع الاستقلال عن صربيا بحلول نهاية 2007 بعد أن بدأ الغرب وروسيا مسعى أخيرا للتوصل لحل وسط بشأن مصير الاقليم المنشق.

واجتمع وفد الترويكا الذي يضم مبعوثا روسيا واخر أمريكيا وثالثا من الاتحاد الاوروبي مع زعماء الالبان العرقيين الذين يشكلون 90 في المئة من سكان كوسوفو بعد وصوله من بلجراد.

وأبلغ الالبان المبعوثين بشكل واضح أن فكرة الاستقلال غير قابلة للنقاش وانهم يتوقعون تحقيقها في غضون أشهر. بحسب فرانس برس.

وقال رئيس وزراء كوسوفو أجيم شيكو وفقا لبيان صدر عن مكتبه، أنا أعمل على الاعتراف باستقلال (اقليم) كوسوفو بحدوده الحالية...هذا العام.

وأضاف، هذه ليست نقطة بداية لمفاوضات. وليس عرضا للمناقشة...لا أريد أن أضيع الايام المئة والعشرين المقبلة في الحديث عن أشياء لن تكون ممكنة.

وتولى الثلاثي الدولي "الترويكا" المهمة في الشهر الماضي بعد أن سدت روسيا الطريق في الامم المتحدة أمام قرار يدعمه الغرب لاستقلال كوسوفو في تحرك لمصلحة حليفتها صربيا وذلك بعد محادثات لم يكتب لها النجاح على مدى 13 شهرا بقيادة مبعوث الامم المتحدة مارتي أهتيساري.

ويعترف دبلوماسيون غربيون بان الجولة الاخيرة من الدبلوماسية والمحادثات لديها فرصة ضئيلة في النجاح وقد تتيح فقط الوقت امام الالبان الذين يبلغ تعدادهم مليوني نسمة في كوسوفو لاعلان الاستقلال من جانب واحد والسعى الى الاعتراف بهم من القوى الغربية الكبرى.

وقال المبعوث الامريكي فرانك وايزنر للصحفيين، سنوافق على ما ستتفق الاطراف عليه... هناك احساس بالالحاح.

ومن المقرر ان تقدم الترويكا تقريرا الى الامين العام للامم المتحدة بان جي مون في العاشر من ديسمبر كانون الاول. وقالت واشنطن انها لن تتفاوض بعد هذا التاريخ ولمحت الى أنها ستعترف بكوسوفو حتى في غياب قرار من الامم المتحدة.

وتصر روسيا على ضرورة أن تكون المحادثات مفتوحة المدى. وقال مبعوث موسكو ألكسندر بوتسان خراتشينكو ان من الضروري أن تظل العملية ضمن اطار الامم المتحدة في اشارة واضحة الى تهديد ألبان كوسوفو بالتحرك من تلقاء أنفسهم.

وتدير الامم المتحدة كوسوفو منذ عام 1999 عندما قصفت قوات حلف شمال الاطلسي المنطقة لمدة 11 أسبوعا لطرد القوات الصربية ووقف عمليات قتل وطرد المدنيين الالبان.

وكانت واشنطن تريد أن يصدر قرار من مجلس الامن العام الماضي. وهددت روسيا باستخدام حق النقض في مجلس الامن لعرقلة الاستقلال.

ولا توجد أي دلائل على أن الصرب أو الالبان سيتنازلان عن مواقفهما بشأن القضية الاساسية وهي استقلال كوسوفو. وعرضت صربيا الحكم الذاتي لكنها لم تقترح كيف ستتمكن من دمج مليوني ألباني يشعرون بالعداء تجاهها.

ومالم يكن هناك تفويض من الامم المتحدة - وهو الامر الذي تمسك بمفاتيحه روسيا - يمكن ان تتحطم وحدة الاتحاد الاوروبي الذي يبلغ عدد اعضائه 27 عضوا حيث ترفض ست دول الاعتراف بكوسوفو.

وتخشى قوى حلف شمال الاطلسي في كوسوفو التي تقود 16 الف جندي من حدوث اضطرابات اذا ما حرم الاقليم من الاستقلال.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 21 آب/2007 -7/شعبان/1428