أعرف إنك "ما شفت لاعب بالملاعب يلعب وإيده على جرحه، فهذا لاعبنا
العراقي من المآسي جاب فرحه".
ولكني أعرف انك تعرف كيف انتخبت المنتخب العراقي بمواصفات رياضية،
بعيدا عن الفساد الرياضي والسياسي والاداري، ولذلك انتصرنا وحقق
منتخبنا فوزا غاليا ثمينا في هذه اللحظة العراقية المميتة.
واعرف انك تجيد سبع لغات، وتتكلم الفصحى بطلاقة، وأن زوجتك المغربية
رفضت عقدك مع الاتحاد العراقي خوفا على حياتك، ووصفتك بانك رجل" غريب
ومجنون" ولكن اقول لك ما غريب الا الشيطان والارهاب والاحتلال
والمحاصصة والفشل والهزيمة.
واعرف ان عقدك كان عن طريق البريد الالكتروني، ولم يشترط عليك
الاتحاد في العقد النتيجة التي ستكون للمنتخب، ولكنك قلت "اريد ان ازرع
البسمه في وجوه العراقيين" وقد فعلت لانك لم تتاثر بواقعنا السياسي.
ولو انك تاثرت وسحبته على واقعك الرياضي لأصبحنا اضحوكة أمام امم
آسيا، بالضبط مثلما نحن الآن اضحوكة أمام الامم اللامتحدة.
وادري انك استطعت ان تنتخب وتنتصر وتقود ؛لاني عرفت انك درست الطب
الرياضي، ولكن اسمع شكوتي فييرا، ايها الحبيب، فانه ليس عندنا في
العراق اليوم من هو دكتور في الطب السياسي، فانتصرت انت وانتكسوا هم
وهجِّرنا وذُبحنا نحنُ.
واعرف انك قلبّت اللاعبين راسا على عقب ولم يهمك انتماءاتهم العرقية
والدينية، وشاهدت تاريخهم الرياضي بــ ( اقراص مدمجة ) حتى يتم
الاختيار بمهنية.
وادري ياجوفان فييرا انك استطعت بــ 60 يوما ان تزف لنا الانتصار
والفرحه ووحدتنا بعد ان مزقتنا التصريحات والفضائيات واغاني الاكشن،
وادري انك لم تدري ان السياسيين منذ 1560 يوما لم يستطيعوا ان يتفقوا
على شىء... إلا على........؟
ولا اعرف انك لو اخذت بنصيحة السياسيين.. كيف كانت ستكون تشكيلة
منتخبنا الوطني، اكيد سيكون خط الدفاع من هذا المذهب، وخط الوسط من ذاك
المكون، والهجوم من هذه القومية، وحارس المرمى بالتناوب ( كل نصف ساعة
لهذه القائمة او تلك )..
شكرا فييرا ؛ لانك لم تسأل عن انتماء يونس محمد او دين نشأت اكرم او
قومية هوارملا محمد، فقط انتخبتهم لانهم رياضيين اكفاء، وانتصروا
وانتصرت وانهزمت الطائفية والمحاصصة.
شكرا فيرا.. وشكرا لعينيك.. وهي تذرف الدموع إيذانا بانتصارك في
مسيرتك الرياضية، وشكرا للمنتخب الذي احبط بانتصاره المفخخات
والمفرقعات والتصريحات، وأحدث شرخا كبيرا في مشروع الارهاب الذي حاول
ان يمزق وحدة هذا الشعب الواحد.. شكرا فقد فعلوا اكثر ما فعلته الخطط
الامنية المتواصلة، وعمليات السهم الخارق، واستراتيجية بوش بحرمان
العراق من الطاقة الكهربائية، فقد خرق انتصار المنتخب اجندة التقسيم
وقبح التهجير وقساوة القتلة، بعد ان عمت العراقيين الفرحة من الشمال
الى الجنوب،
طبعا الكثير من الاصدقاء اقترحوا ان يقود المنتخب العراقي العملية
السياسية في المرحلة الحالية ليخلصنا من المحاصصة والعنف والكتل
الكونكريتية.
وصديق آخر اقترح ان تشرف انت يافييرا على الانتخابات القادمة لرئاسة
الوزراء والبرلمان العراقي ومجلس الرئاسة.
وانا شخصيا اقترح ابتعادك ومنتخبنا عن السياسة والسياسيين، لتبقوا
رياضيين فقط تاتونا بالانتصارالذي اصبح حلم العراقيين.
شكرا فييرا... ايها البرازيلي الذي افرح العراقيين. |