شبكة النبأ: التفاوت المفرط
والانكساري بين طبقات المجتمع قد لا يكون بسبب النمو في الدول المزدهرة
حديثا والتي انتعشت اقتصادياتها ولكن السبب يقع في ملعب الدولة التي
باضت وحضنت بيوضها ومن ثم فرخت البيوض التي امتلكت السلطة بعد حين
واستاثرت باموال الاخرين.
والافراخ انما هم المسؤولون الذين تصدوا للحكم بعد الجيل الاول من
الشموليين وهكذا تنحو الدول السلطوية على طول الخط وتجعل من الامر
ميراث العرق السلطوي للابناء المترفين.
فقد قالت دراسة نشرت حديثا إن الهوة بين الفقراء والاغنياء تزداد
عمقا وبحدة في الصين والعديد من الدول الآسيوية لاسيما مع انتعاش
اقتصادات تلك الدول.
وقال بنك التنمية الآسيوي في الدراسة التي أصدرها انه باستثناء
نيبال، فإن حدة الفرق بين ما يملكه الأغنياء والفقراء تزايدت في الصين
أكثر من غيرها من دول آسيا مثل الهند وكمبوديا وسريلانكا خلال السنوات
القليلة الماضية. بحسب رويترز.
وقالت الدراسة إن سببا رئيسيا وراء هذه الظاهرة هو زيادة
الاستثمارات الموجهة للمدن على حساب المناطق الأخرى مما أدى لزيادة
الفرص التعليمية وغيرها التي يحظى بها ابناء المناطق الحضرية.
وأثر هذا إيجابيا على دخول سكان هذه المناطق، مما زاد الفرق بين
دخول الفقراء والأغنياء بحدة في 15 دولة أسيوية تناولها البنك في
تقريره لعام 2007.
بينما انخفضت هذه الفجوة في ست دول فقط هي اندونيسيا ومنغوليا
وماليزيا وكازاخستان وأرمينيا.
واقترح البنك زيادة الإنفاق على التعليم والتدريب والخدمات الصحية
لجسر هذه الهوة. وبرغم تحسن معدلات الفقر في العديد من دوال آسيا ذات
الاقتصاديات المزدهرة إلا ان مستوى المعيشة تحسن بصورة أسرع لدى
الأغنياء من غيرهم.
ويقول فضل علي، كبير اقتصاديي البنك، ان لهذا آثارا ضارة لأنها تضر
بالتماسك الاجتماعي.
وسبب نمو المناطق الحضرية في الصين والهند موجات كبيرة من الهجرة
للمدن بينما ظلت الأماكن المعزولة تعاني من نقص الاستثمارات، وصاحب هذا
تغيرات على التركيبة الاجتماعية.
الفوارق الطبقية في الصين تهدد
بحروب أهلية
وحذر التقرير من الاتساع المتزايد للهوة التي باتت تفصل فقراء آسيا
عن أغنيائها سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار وانفجار أزمات أمنية.
واستدل التقرير على صحة استنتاجاته بالتذكير بأن الصين شهدت خلال
الأعوام القليلة الماضية آلاف الاحتجاجات الشعبية، ارتدى بعضها طابعاً
عنيفاً، بسبب عمليات مثل استملاك الأراضي وسواها من الممارسات التي
تفاقم أزمة الفوارق الاجتماعية. بحسب الـ CNN.
واضاف التقرير، تفاوت الدخل بشكل عام، والتفاوت الفائق في الدخل
بشكل خاص، يخلق اضطرابات كبيرة في البنية الاجتماعية، قد نشاهد تظاهرات
عملاقة في الشوارع تتطور إلى حروب أهلية دامية.
ولفت التقرير ما سبق وأقرت به الحكومة الصينية، لناحية اعتبارها أن
فجوة الدخل في البلاد بين الفقراء والأغنياء باتت خطيرة وغير مقبولة،
وقال إن الصين سجلت أعلى معدلات النمو في آسيا، وثاني أعلى معدلات
اتساع الفجوة الطبقية بعد النيبال التي تمزقها الحرب.
ورفض الخبير الدولي افضال علي، الإجابة عن سؤال يتعلق بإمكانية أن
تشهد الصين اندلاع حروب أهلية محلية، واعتبر أنه من غير المناسب التطرق
إلى هذا الموضوع، غير أنه اعتبر أن نموذج نيبال المجاورة، والتي شهدت
حروباً أهلية لأكثر من عقد لأسباب طبقية، ماثل للعيان، وفقاً لأسوشيتد
برس.
ولم ينف علي أن تكون الطبقات الفقيرة في الصين قد حصلت على حصة من
النمو، غير أنه شدد على أن المكاسب الكبرى كانت من نصيب شريحة سكانية
لا يتجاوز حجمها 20 في المائة من إجمالي السكان.
وأكد أن النموذج الصيني مرشح للتكرار في كمبوديا وسيريلانكا
وبنغلادش، حيث يتجه الاقتصاد إلى تحقيق معدلات نمو كبيرة على حساب
التوزيع العادل للثروة.
وذكّر علي بأن تفاوت الدخل سيؤدي في نهاية المطاف إلى ضرب النمو
الاقتصادي نفسه، باعتبار أن شرائح واسعة من الشعب ستعجز عن توفير
متطلبات الصحة والتعليم.
وبحسب البنك شهدت الصين ارتفاع عامل جيني وهو مقياس معياري لعدالة
توزيع الدخل إلى 47.3 في 2004 من 40.7 في 2003 وهو الآن عند مستوى أقرب
إلى السائد في أمريكا اللاتينية وأفريقيا، فيما يبلغ في الولايات
المتحدة 40.81.
الهنود يعيشون على نصف دولار يوميا
وفي نفس السياق قال تقرير حكومي هندي ان 77 في المئة من الهنود اي
نحو 836 مليون شخص يعيشون على اقل من نصف دولار يوميا. نقلته رويترز.
وقالت اللجنة الوطنية للمشروعات في القطاع غير المنظم ان معظم هؤلاء
الذين يعيشون على اقل من 20 روبية (50 سنتا) يوميا هم من القطاع
العمالي غير الرسمي دون وظيفة او تأمين اجتماعي ويعيشون في فقر مدقع.
وقال التقرير الذي اطلعت رويترز عليه وكان عنوانهظروف العمل وتطوير
سبل العيش في القطاع غير المنظم انه بالنسبة لمعظمهم فان اوضاع العمل
لا يمكن احتمالها تماما وخيارات الرزق قليلة جدا.
مثل هذه الصورة السيئة تتواجد بشكل غير مريح مع الهند المشرقة التي
نجحت في مواجهة تحدي العولمة الذي تدعمه المنافسة الاقتصادية في كل من
داخل البلد وفي شتى انحاء العالم.
وصرح مسؤولون بأن نحو 26 في المئة من سكان الهند يعيشون تحت خط
الفقر المحدد باثنتي عشرة روبية يوميا.
وخلق التحرر الاقتصادي منذ اوائل التسعينات طبقة متوسطة تضم 300
مليون نسمة وأدى الى نمو اقتصادي بلغ متوسط معدله السنوي 8.6 في المئة
خلال السنوات الاربع الماضية ولكن هذا الازدهار لم يؤثر بعد على ملايين
من فقراء الهند . |