وجه الله

فريد عبدالله النمر

 العشق عشقك وجه الله يؤنسني  لما تجلى ولولا الحب أحرقني
 

والعشق عشقك نور القدس تشغله بوحا بروحي فكاد العشق يصعقني

 

والعشق عشقك لا حجم يقاس به فأعجبْ لقلب حواك كيف يسكنني

 

وأنت قلب يضم الكون من سعة كم يملأ الكون وجه منك يلزمني

 

ملأت كل جهاتي والزمان فلا أرسو بوجهته  إلا تشاغلني

 

فأغتدي خفقة في كل عاشقة ترعى مع الشوق ما تهوى من البدن

 

كم أسكب النجم كالأزهار حيث أنا في كل رطب أراك الحب يشعلني

 

تضمنُ العشق همس الروح ممتزجا جسمي بجوهرة ترقى على الثمن

 

فليس تخطر في الأذهان صورتها حتى تجلت جمالا منك يأسرني

 

كأنها والولاء الخصب تورقنا نبتا جنيا بروض الذكر يطربني

 

كم عاد ينسجني ذاتا أذوب بها كما يذوب ندي الماء في الغصن

 

أراك في كل طهر أنت خالقه كما خلقت لحون الله بالزمن

 

فكل درب يريني الفجر أنت به كما عهدتك صبحا ُمشتهى وغني

 

نكاد نرشفه ثغرا لقبلتنا كي نرتوي ولها من أعذب المزن

 

ها قد ملأت  جهاتي منك أغنية بها الأماني بهام السحب تغسلني

 

فليس لي جهة إلا أراك بها كأنك الله فوق العرش  يرحمني

 

يا قبلة الله في محراب صفوته خذني كما الشمس أنوارا تباركني

 

فليس من زمن إلاك  تنعشه وجه تشاطره أنشودة السنن

 

بداهة أنت دنيا المجد تحملها خمائلا بالجني الغض تلهمني

 

ما غاب وحيك عن قلبي يرتله  وأنت أنت يقين الله يحملني

 

فليس من جهة إلا وأنت بها وليس من زمن لله لم تكن

 

أبا تراب وذاك الاسم معجزه كأن كل سمو منه يوجدني

 

أحن قلبا حنين الصادحات له  إن جئت في فزع نخيا أبا حسن

 

الله أكبر كم يسمو النداء به  أبا الحسين وهل إلاك ينقذني

 

آمنت أنك قطر ما تمنع إذ يستاف غيثا إذا ما الضر أرقني

 

وأنت أنت مداد الله أعرفها  دنياك أنك وجه الله تمنحني

 

لم يخدع الوهم آفاقي بزخرفة  وكيف يخدع قلب من علي غُني

 

يممت شهدك أستجلي روائعه  فكل رائعة كالشمس بالزمن

 

فأنت أنت بساق العرش نور هدى يهدي لعالي جنان الله منك سني

 

فأنت أنت إلى حوا و آدمها سر من العفو يغشي قلبه الوسن

 

وأنت أنت سفين الحق يركبها نوح وطوفانه في محنة المحن

 

وأنت أنت سلام الله برده على الخليل لنار الحزن والشجن

 

وأنت أنت إلى موسى مكلمه وأنت  أنت مزيل الشك والوهن

 

وأنت أنت إلى هارون نافلة على المصائب بسم الله لم تخن

 

وأنت أنت إلى عيسى مقلده روحا من القدس منانا بلا منن

 

وأنت أنت وليد البيت منقبة  حباك رب السما فيها على العلن

 

وأنت أنت إلى المختار ناصره  والدين لولاك هذا الدين لم يكن

 

وأنت أنت إلى القرآن ترجمة  ثارت بأبعادها  تنهي  صدى الوثن

 

وأنت أنت إلى الإسلام سيف وغى في كل معضلة تطفي لظى الفتن

 

وأنت أنت إلى الزهراء كوثرها أبا الحسين وتاج المجد للحسن

 

وأنت أنت وصي المصطفى خبرا للحق حيث فروض الله بالسنن

 

اذ أنت نفس رسول الله  دون مراء  وأثمن الخلق مبريا  عن الثمن

 

يا قالع الكفر من أحضان سطوته وقامع الشرك في عساله اللدن

 

يكفيك من خيبر فتحا أتيت به والوجه منك طليق والعطاء هني

 

وذي المكارم كم تقضي لواردها حقا يليق بذات العرش حيث بني

 

ما جن لليل من داج تواصله  حتى كأنك والمحراب في شجن

 

تخر في هدءة التهليل منكسرا مجرد القلب نحو الله والبدن

 

وقلبك الثر نبع منك مؤتلق بالنيرات وبالأمجاد ذو سكن

 

هذا علي  فلا تحصى مناقبه ما إن بدت خصلة منها تهيجني

 

وإنني اعذر الغالين فيك هوى اذ فيك ما فيك من كنه لمفتتن

 

حتى إذا ما غدا التأليه يسرقهم أصممت وقت الهوى عن بوحهم أذني

 

وقلت يا عاذلي ما كنت تعذلني في حب حيدرة لو كنت تعرفني

 

لولا حرارة أنفاسي موحدة لكنت أعبده شركا ليحرقني

 

فيا رعى الله من أوفى له ذمما ويا رعى الله من أوفي ولم يخن

 

عوذت عشقك عن قالٍ يقول به يراك أنت وباقي الخلق  بالجنن

 

من لم يكن حيدرا إنسان صحوته  هيهات تنفعه أنشودة الوطن

 

أبا تراب وفي عشقي حياة غدي وأنت أنت حياة الروح والبدن
 

13رجب 1428هـ

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 12 آب/2007 -28/رجب/1428