شبكة النبأ: من المؤكد بان التجارب هي مداد الحياة فضلا عن كونها
الجذوة التي توقظ الضمائر بالنفوس، وقد لا يقتصر الامر عند هذا الحد بل
ربما يتعداه الى ان تكون الصحوة التي تمنحك الاصرار والقوة في مواجهة
المحن والصعاب.
وما شركة سمنت الجنوب اليوم إلا رافد مهم او عنوان يحاول ان يعزز تلك
القراءات التي تذهب الى حالة التراكمات والتجارب التاريخية السابقة،
هذا مما يمنحنا فرصة أكبر لاستعرض ذلك المنجز بالكثير من الاهتمام
والحرص، ومن دون أن نتجاهل بالمرة دور اولئك الرجال الذين يواصلون
الليل بالنهار من اجل رفد عراقنا الجديد بعوامل النهوض والبناء.
وللوقوف عند هذا الصرح الصناعي كان لمراسل (شبكة النبأ المعلوماتية)
هذه الجولة مع المهندس(ناصر ادريس مهدي) المدير العام لمعامل سمنت
الجنوب.
وذلك للاطلاع عن عناصر القوة ومكامن الضعف في هذا المنجز علنا ننفض
غبار الزمن والنسيان عن هذا الصرح الصناعي الكبير:
- ما هي شركة سمنت الجنوب؟
تعد شركة السمنت الجنوبية من الشركات المهمة جدا في البلد وهي العماد
الاساس في البناء العراقي، علما بانها في العهد السابق كان تغطي حاجة
القطر بالكامل من مادة السمنت ومن ثم نلجأ للتصدير الى بعض الدول
المجاورة كألاردن وسوريا والسعودية والكويت، فضلا عن كوننا ننتج مادة
السمنت بنوعيها المقاوم والعادي، اما اليوم فان صناعة السمنت تعيش حالة
اشبه ما تكون بالاحتضار الحقيقي.
- ماذا تضم شركة سمنت الجنوب من معامل؟
شركة سمنت الجنوب تتكون من ثمانية معامل وهي موزعة في مختلف محافظات
القطر، في الكوفة وكربلاء والنجف والسدة والمثنى وام قصر، وقد تعرضت
تلك المعامل الى عملية تخريب كبير جدا أثناء حرب تحرير العراق، هذا مما
تطلب منا اجراء الصيانة ومحاولة اعادة تشغيل تلك المعمل بجهود عراقية
خالصة، وذلك من اجل النهوض بالواقع الصناعي العراقي وهو يعيش أجواء
البناء والاعمار، علما بان تلك المعامل لا تضم أي خبير اجنبي اليوم
ولكن العقل العراقي استطاع ان يثبت للعالم اجمع بانه ليس باقل شاننا من
تلك العقول الغربية.
- ما هي مشاكل الانتاج ومن اين جاءت؟
بالتاكيد كان الواقع الصناعي جيد نوعا ما في العهد السابق وكان لا
يشكو الا من مشاكل بسيطة، اما اصل المشكلة فبدأء ابان سقوط النظام وما
صاحبه من ظروف استطاعت ان تشل حركة تلك المصانع من خلال تعرض تلك
المنشات الى عمليات تخريبية بالاضافة الى عدم توفر الطاقة الكهربائية
اللازمة لادامة عمل تلك المنشات الصناعية، ناهيك عن توفر المواد
الاحتياطية التي نحتاجها لصيانة تلك المعدات، فضلا عن المعوقات الكثيرة
الاخرى والتي لها شأن كبير ومؤثر في العملية التصنيعية، وفي نهاية
المطاف استطعنا باصرار لا مثيل له ان نصل بالطاقة التشغيلية الى
نسبة25% من الطاقة التصميمية، فضلا عن تاهيل معمل النورة خلال الفترة
السابقة ايضا.
- هل هناك دعم حكومي مقدم لشركتكم؟
في البدء ان الشركة قد حصلت على درع الاعمار ووسام الافضل، من قبل
مؤسسة الاعمار والتطوير في العراق، اما حالة الدعم فتكاد لا تذكر ابدا
بل ربما هي غير موجودة بالاساس، علما بان الشركة تمتلك اجهزة متطورة
ومختبرات تواكب التطور العالمي.
- ماهو حال الطاقة الكهربائية لديكم؟ وهل هناك خطة مستقبلية بتهيئة
مولدات كهربائية للمعامل؟
بالتاكيد ان حال الكهرباء غير جيد بالمرة، وهي المعوق الاساس في ادامة
عملنا، ناهيك عن عدم توفر السيولة النقدية الكافية وارتفاع اسعار
الوقود، اما فيما يخص الخطة المستقبلية فنحن اليوم لدينا محاولات في
هذا المجال من اجل شراء الطاقة الكهربائية من الشركات المختصة ولكن
الواقع الامني اصبح معوق مهم يضاف الى ذلك الكم الهائل من المعوقات،
ومن ثم حاولنا اتباع طريق اخر وهو يتمثل بشراء مولدات عملاقة لمعاملنا
وتم التعاقد على ذلك مع شركات لاجل هذا الغرض، علما بان الطاقة
الكهربائية التي نحتاجها هي كبيرة جدا لادامة عملنا.
- لماذا لا يستطيع السمنت العراقي التنافس في السوق العراقية في ظل
المستورد المتوفر في الاسواق حاليا؟
بالتاكيد هناك معطيات واسباب كثيرة تبعد صناعة السمنت العراقي عن روح
التنافس في السوق العراقية، وهي تدخل في صميم العملية الصناعية، كاليد
العاملة وعدم توفر الوقود وعدم توفر المادة الاساسية ومستلزمات اخرى من
شانها ان تحدد السعر النهائي لمادة السمنت.
وبالتالي فان الدول المنافسة كالاردن والسعودية وايران، تمتلك عوامل
النهوض بالعملية الصناعية كالكهرباء والمواد الاولية والواقع الامني
المستقر، وهذه الامور بمجملها معوقات مهمة تخلق حالة تفاوت واضحة في
اعتماد اسعار تفضيلية او منخفضة، هذا مما يجعل بطبيعة الحال أسعار
السمنت المستورد اقل بقليل من سعر السمنت العراقي، فضلا عن ان الدول
التي ذكرناها سابقا تعتمد على تقديم الدعم الكبير للعملية الصناعية
برمتها فما بالك بصناعة السمنت وبالمقابل فنحن لا نلاقى ذلك الدعم من
قبل الجهات الحكومية.
- ما هي تاثيرات العمل على البيئة وماهي جهودكم في هذا المجال؟
يوجد هناك اهتمام في هذا المجال حيث تم التعاقد مع بعض الشركات
المخصصة لغرض تنصيب مرسبات في معاملنا بدل المرسبات القديمة وبلغت
قيمة هذه المرسبات 12 مليار دينار عراقي والشركة ملتزمة ومستمرة في
اجراء الصيانة الدورية وتشغيل المرسبات الكهربائية وذلك تلافيا للاضرار
البيئية والصحية.
- اخيرا، هل هناك كلمة تود قولها؟
نعم في البدء اقدم شكري الجزيل لكم وانتم تتابعون الواقع الصناعي في
عراقنا الجديد، كما اناشد من خلالكم الجهات الحكومية الى تقديم الدعم
المادي والمعنوي لهذه المؤسسات الصناعية المهمة خدمة لعراقنا الجديد
ومن اجل دعم عملية البناء والاعمار. |