استهداف الحلاقين لون من الوان الجهاد الجديد

عدسة وتحقيق:عصام حاكم

شبكة النبأ: لم تعد آفة التجديد تتبنى قراءات او أنماط سلوكية محددة،  بل ربما ذهبت الى أبعد من ذلك لتصل عند باب الجهاد لتبتدع الوان جديدة من أدوات التحريم، كتحريم تقارب الخيار الى الطماطة في محال البقالة وإلباس الماعز ثياب العفة والشرف لتغطية عورتها، وتحريم الثلج لانه بدعة لم تكن في عهد الرسول الكريم وامور اخرى لسنا هنا بصدد التعرض اليها.

وبقدر ما يتعلق الامر بتلك المهنة التي رست على شواطئها سفينة التحريم وهي مهنة الحلاقة، تلك المهنة الشريفة التي لاتختلف عن سواها من المهن، حيث توارثها هؤلاء الناس فيما بينهم من الآباء الى الابناء وهي تعتبر مصدر للرزق لممتهنيها، ولكن في الاونة الاخيرة وفي ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها العراقيون والتي اصبح عنوانها الاول القتل والاغتيال والسلب والنهب. أمسى ممارسوا هذه المهنة من ضمن الجحافل التي وصلت اليهم شارات التهديد ليظلوا ملتزمين بعدد من التعليمات التي ترسل اليهم عن طريق تلك التهديدات.

(شبكة النبأ المعلوماتية) ومن منطلق حرصها ووفائها بعرض هموم ومعاناة واقع  المجتمع العراقي  أخذت على عاتقها هذا الموضوع:

اول من التقينا به (ابو حيدر) حلاق، وسألناه عن موقفه من هذه المسالة؟ أجابنا مشكورا: يقينا بان الحلاق هو جزء من منظومة الطيف العراقي، والعراق بمجمله وبكافة صنوفه الحياتية والانسانية أصبح مستهدفا من قبل الزمر الارهابية التي لا نعرف مصلحتها ولا أهدافها ولا حتى هويتها، فبالتاكيد يتبادر الى الذهن بان هؤلاء يريدون بالعراق عدم الاستقرار والطمأنينة،  وليس هناك مسوغ اخر يدعوهم الى ارتكاب تلك الجرائم وخصوصا عندما يستهدفون بعملياتهم الاجرامية ابسط مكونات المجتمع، وذلك لزرع روح الرعب والخوف في قلوب العراقين.

ووجهنا سؤالا اخر الى الحلاق (ابو سرمد) وهو، كيف  تحسون بخطر هذه المهنة في ظل هذه الظروف الصعبة؟ أجابنا قائلا: نحن بطبيعتنا العراقين نمتلك خبرة كبيرة في هذا المجال الا وهو مجال الخوف من خلال ما عانيناه في عهد النظام السابق، فهذا الامر لزاما منحنا مؤهلات عالية في الاحساس بمكامن الخطر، وفي أغلب الاحيان يأتي من خلال الحوارات الجانبية التي نجريها مع الزبائن، فعندما ينعطف الحوار الى جوانب سياسية نلمس ردة الفعل التي يبدو عليها علامات الغضب وعدم الارتياح وتظهر كذلك على وجوههم، في حال سير الحديث في اتجاه لا يتفق او يتماشى مع افكارهم، والامر هذا قد حصل مع عدد كثير من الحلاقين الثرثارين الذين يفتحون الحوار مع اشخاص لايمتلكون أي وعي ثقافي، وحتى في تلك الظروف فان الحلاق لا يتحاشى ابدا ان  يفتح  تلك الحوارات مع أي شخص ما، وربما هذا الامر قد يؤدي بحياته وعموما فانا اتضامن مع المثل القائل( الحمى تأتي من الرجلين).

حلاق أخر اسمى (عيدان محمد حسين)، قال لـ(شبكة النبأ): أنا كحلاق تصلني أوراقا تحمل هذه التهديدات وتتمثل بمنع حلق اللحية بالشفرة وعدم أخذ الخيط، وانا باعتقادي أن من يمنع تلك الامور هي جماعات متطرفة ومتعصبة تنظر الى هذه الامور بأنها حرام لانها بأعتقادهم مأخوذة من الطريقة الغربية.

 واصبحت جملتنا المفضلة التي أعتدنا العمل فيها هي( خيط ماكو وموس ماكو  يدلل ابو الأوبل)، وذلك كي نأمن على أنفسنا لانها ليست ملكنا فقط، ولكن هي ملك لعيالنا، ومن ثم استدرك الاخ عيدان، قائلا: اني لاعجب من هذا التصورات القاصرة، اذا كانوا لا يودون التشبه بالغرب عن طريق حلق اللحية، فكيف بهم يتقبلون البنطلون والقميص والموبايل والسيارة والستالايت وكل الادوات التي يستخدمونها في حياتهم اليومية، وهي من صنع الغرب وليس بها ما يشير الى العرب أوالاسلام بالمرة، فهل هناك دليل يبيح لهم استخدام تلك الادوات ويقف حائلا عن استخدام شفرات الحلاقة، فهاتوا برهانكم ان كنتم صادقين.

الحلاق (نزار جاهل) قال: نحن نطالب الحكومة بوضع حل جذري لهذه المهزلة التي تستهدف ابناء الشعب العراقي لان الحلاقين عراقيين فالمطلوب من الحكومة والتي للاسف باتت في غفلة عن مطالب الشعب العراقي، عليها القاء القبض على كل من سولت له نفسه الاعتداء على الشعب العراقي، وللاسف الشديد ان الحكومة عاجرة كليا عن توفير الامن لهذا الشعب المظلوم الذي ظل يعاني مدة 35 سنة تحت وطأة الظلم والاستبداد والدكتاتورية وجور الحاكم الطاغي، وبعد هذا الصبر الطويل، هل هكذا يكون جزاء الشعب العراقي، وهو تصفية العراقيين.

الحلاق(احمد منديل) قال لـ(شبكة النبأ): حلل الله سبحانه وتعالى العمل، ما دام لم يخرق العبد أي حد من حدود الله، ولم ينزل آية أو حديث بعدم اخذ الخيط أو(الموس) هذه من وجهة نظري.

ان عملنا شريف ولا تجاوز فيه لأية حدود ومن المعروف ان الارهاب يضع المبررات واسباب تكون بنظرة حقيقية لقتل ابناء الشعب العراقي والحلاقون هم أحد شرائح هذا الشعب، ولكن انا أسأل: أين الحرام في عملنا؟ وأنا أعتقد ايضا أن من وراء هذه البلبلة التي ظهرت مؤخرا دول الجوار نظرا لأنها لا تريد للعراق الاستقرار وخاصة أزلام  النظام السابق.

وختاما اريد ان اقول للحكومة ما ذنب هذه الشريحة  الفقيرة التي تقتل او تسفك  دماؤها وتهدد؟ واين انتم من هذا كله؟ أذن انتم في غفلة من أمركم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 5 آب/2007 -21/رجب/1428