استذكار ومراجعة اسبوعية لأهم الاحداث الجارية على أرض الوطن
الحبيب أو التصريحات والمواقف ذات البعد الاخطر على العملية السياسية
الهشة في دولة المقابر الجماعية.
جبهة التوافق العراقية ومواقفها تجاه حكومة المالكي تحتاج الى
مراجعة تقيمية لها من حيث أعضائها ومواقفهم أبان حكم صدام العوجة
ومابعده. من هذه الشخصيات المعتدلة كمايعبر عنه ( السيد محسن عبد
الحميد ) الامين العام السابق للحزب الاسلامي والذي يعد طرفا مهما في
مجلس الحكم الانتقالي السيء ، فلمجرد صدفة المتابعة التلفزيونية لقناة
العراق الفضائية للبرنامج الوثائقي حول الشهيد الصدر الاول ورد اسم
محسن عبد الحميد في احدى وثائق نظام صدام البائد الذين كلفوا آنذاك
بوضع كتاب ضد مؤلف للشهيد آية الله السيد محمد باقر الصدر فطائفية
هؤلاء ليست وليدة اليوم.
الشخصية الثانية هو السيد طارق الهاشمي الذي وجهت له اشارة واضحة من
قبل أعضاء البربرلمان العراقي ( البرلمان) بانه من يعيق ويلغي قراراتهم
المرفوعة الى المجلس الرئاسي مما حدا بالرئيس المؤقت السيد خالد العطية
الى القول باعادة طرح القرارات والتصويت عليها من جديد من قبل الاعضاء
لتصبح قرارات نهائية غير خاضعة للنقض.
ومواقف السيد طارق الهاشمي ضد انتهاكات حقوق الانسان في العراق زمن
نظام صدام البائد الذي يعد اعتى نظام دكتاتوري شمولي في العالم لم تكن
للسيد الهاشمي أية مواقف تذكر بل حتى بعد سقوط نظام صدام لم يبادر الى
ادانته.
الشخصية الثالثة هو السيد عدنان الدليمي الذي وقف موقف المساند
للعنف والتمييز الطائفي في عراق مابعد صدام البائد من خلال حضوره
الفاعل في مؤتمر اسطنبول قبل عدة أشهر وكان مؤتمرا تحريضيا على زيادة
العنف والتطهير الطائفي من قبل أهل السنة والجماعة وبحضور شخصيات سلفية
تكفيرية من دول مجلس التعاون الخليجي. بالاضافة الى محاولة حضور السيد
الدليمي الى مؤتمر منظمة منافقي خلق الايرانية داخل العراق وبحماية
أمريكية.
بالمقابل فقد صرح السيد محمود عثمان وهو شخصية قيادية كردية سنية
بان موقف جبهة التوافق هو جدي هذه المرة وانسحابهم من الحكومة هو وقف
العملية السياسية في العراق، وعودتها الى نقطة الصفر. هذا التصريح يأتي
متزامنا مع الضغوط التي تمارسها دول عربية ومنها خليجية على جبهة
التوافق العراقية للانسحاب من حكومة السيد المالكي. وهو اشارة واضحة
على التدخل الاقليمي والعربي السلفي التكفيري في الشأن العراقي
وبموافقة طرف عراقي هو جبهة التوافق فمن هو العميل أيها السادة
القراء؟.
القراءة الثانية حجم خطورة الدور الامريكي في العراق نحو منزلق خطير
يتمثل بتسليح العشائر السنية تحت ذريعة مكافحة الارهاب. واليوم نقرأ
تصريحا خطيرا من قبل مؤسسة طبية عراقية تقول أن الجثث التي يتم العثور
عليها يوميا في مناطق متفرقة من العاصمة بغداد تعود لاتباع اهل البيت
والاعمار تتراوح بين سن 18-40 سنة. هذا بالاضافة الى تصريحات وزير
الدفاع الامريكي روبرت كيتس التي أشار فيها الى وضع خطط طواريء لانسحاب
القوات الامريكية من العراق.
ان الدور الامريكي واضح بخلط الاوراق وجعلها معقدة الحلول وسيرها
باتجاه خطر تكون هي المنقذ دائما لتحقيق ماتريده من اجندة خاصة بها في
المنطقة ولو كلفها الشعب العراقي وبضع آلاف من جنودها فهي تقوم بعمل
قومي لدفع خطر القاعدة عن الاراضي الامريكية كماهي تصريحات الرئيس
الامريكي جورج دبليو بوش المتكررة.
القرائة الثالثة تتمثل بالفتاوى الجديدة لعلماء السوء في السعودية
بتدمير مرقد الامام الحسين عليه السلام. وهو تصعيد خطير مع الارقام
التي تشير الى دخول مايقارب 80 ارهابي سعودي الى العراق اسبوعيا دون ان
تقوم الحكومة السعودية بأي تحرك جدي لمعالجة هذا الامر الخطير.
ومع الدور السعودي هناك أيضا دور ايراني سيء تجاه العراق لم يعد
خافيا كان اكثر وقاحة هو اللقاء الامريكي الايراني داخل الاراضي
العراقي لبحث الملف العراقي والذي سبق للسيد نوري المالكي ان دعى الى
عدم جعل العراق ساحة للصراع الدولي والاقليمي وتحقيق معادلات مفروضة كل
ضد الآخر.
اننا اليوم مطالبون أكثر من أي وقت مضى خصوصا مواقع الانترنت
الاعلامية العراقية بتسليط الضوء ووضع كل امكانياتنا المتيسرة لتحشيد
الرأي العام العراقي والدولي ضد مايخطط له وتسعى الى تنفيذه قوى محلية
واقليمية ودولية ضد أهلنا ووطننا الحبيب المبتلى. وعلى حكومة السيد
المالكي ان تعيد النظر بحساباتها الخاطئة فيما يتعلق بشعار المحاصصة
الطائفية أو ديمقراطية المحاصصة التي أوصلتها الى طريق شبه مسدود بل
عليها الاعتماد على قوة الشعب العراقي والغالبية من المخلصين
والمستضعفين من اهلنا في العراق فهم قوتها لتحطيم وافشال مخططات جبهة
التوافق ومن يتحالف معهم. |