يوم ولا كل الأيام

 شبكة النبأ: في عموم الاحياء الشعبية طفق الشباب العراقي وهم يدورون في الشوارع والأزقة راكضين او مهرولين ويحملون الاعلام الموسومة باسم العراق ومنهم من قد القى بقميصه او انه بلا قميص ويلحق بركبهم النشوان الاطفال الصغار والحفاة وذوي الاسمال المهلهلة فرحين مستبشرين بنصر الفريق العراقي بمباراته مع الفريق السعودي حاصدا كاس امم اسيا للمرة الاولى في تاريخ العراق رغم اتون الحرب المستعرة في البلد.

 كانت النساء ترش الماء على عتبات الابواب او تطش الجكليت او توزع الماء المخلوط برائحة الورد، كانت الشوارع ترقص بالبهجة رغم العوز الواضح في ثنايا الاحياء والحارات، كانت هذه المآسي الكامنة قد هجعت لتمر من بينها مواكب الفرح النابع من الصميم العراقي الذي يحيا بالامل وحب الحياة والتطلع الى غد مشرق حاملا معه محبة العراق وثقافة العراق ونزوع العراقي الى الحرية والوطن ومحبة الناس.

كانت النذور تتخاطف على الابواب، الجار يرسل الاطايب الى جاره بهذه المناسبة، يتبادل الناس الهدايا ويطوفون على الساحات العامة رغم المخاطر السود التي تترصدهم. رغم الشر والارهاب والتفخيخ والعبوات ولغة الموت اليومي، فمن بين كل هذا الرماد تنبعث الاصص الطرية وتتفتح الزهور للشمس الحزينة الدامية.

الكل يهنئ الكل، فالفرد العراقي يعد انتصار الفريق انتصاره الشخصي وابداعه الذاتي: الم اقل لكم؟... كنت متأكدا من هذه النتيجة!!.. الفريق العراقي بطل... انتصار العراق انتصار على الارهاب.... انتصار العراق يعزز ماء دجلة والفرات.. اشربوا النصر ايها العراقيون ماءا زلال.

كثير من الكلمات والجمل التي قيلت في تلك الاهازيج الفرحة انطلقت بسجية من افواه قائليها وكان العرق يتفصد من الاجساد حماسا وانفعالا في مناسبة نرجو ان تتكرر ونحن نعبر البوابة الصعبة التي يحشرج العراق بها وينزف حد اللعنة بسبب الفرقة والتخندق الطائفي وصراعات السياسيين في اروقة الحكم والمناصب والامتيازات.

وعسى ان يتعلم السياسيون في العراق من رياضييه الذين لعبوا بروح الفريق الواحد والتضحية ونكران الذات حتى تجاوزوا كل الصعاب النفسية والجسدية وحققوا نصرا تاريخيا لم ينله العراق ابدا.

يقول المهندس طالب هاني معبرا عن فرحته، حدث الأمس لم يكن فوزا عاديا انما هو درس لكل العالم ان العراقيين لايقاسون بمقاسات الشعوب فهم خالصة العرب وهم صفوة خير امة اخرجت للناس. واضاف، سيراجع اعمدة المدارس الكروية نظرياتهم للفوز فلا معسكر تدريبي هو الفيصل ولاملئ جيوب اللاعبين بالدولارات بل هناك الاكثر مضيا وابلغ تاثيرا هي الغيرة العراقية، فكثير من الذين احتفلوا لايعرفون الكرة  لكن حملتهم غيرة استنهضها ابنائهم فوجدوا انفسهم دون تفكير يهللون ويهزجون، وليس الذي يعنيهم دخول كرة بين عمودين وقائم لكن الذي اهمهم انهم اسقطوا خصما يتسلح بكل شيء وهم ذهبوا اليه مجردين من كل شيء إلاغيرة (اولاد الملحة)، فهنيئا للعراقيين في كل مكان ومن أي من طوائفهم واديانهم ومعتقداتهم.

واخيرا لابد من ان نطرح رؤيتنا في استثمار هذا الحدث التاريخي لنبين تمسكنا بالعراق الحر الموحد المستقل مهما كان الثمن باهضا، من خلال:

*ان الفوز يعبر عن وجود ارادة حقيقية عند العراقيين للتغيير نحو الافضل.

*ان الفوز لابد ان يكتمل مع تحقيق عملية تنمية حقيقية وبناء والقضاء على الفساد.

*لابد ان تحترم الحكومة والكتل السياسية والامريكان رغبة العراقيين في العيش بأمان ورفاه واستقرار.

*ان الفرحة العراقية بالفوز تدل على تمسك العراقيين بوحدتهم وفشل المشروع التقسيمي والارهابي.

*استثمار الفوز لتحقيق التعايش والمجتمع السلمي المتعاون.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 31 تموز/2007 -16/رجب/1428