شبكة النبأ: تزامنا مع تداعيات واثار
الواقع العراقي اليوم والتطورات الحاصلة من ذلك، انطلقت في الساعة
العاشرة من صباح يوم الجمعة الموافق27/7/2007 فعاليات مهرجان الامام
أمير المؤمنين العالمي السابع بمناسبة ميلاد الإمام امير المؤمنين(ع)،
تحت شعار(السلم واللاعنف عند الامام علي(ع) )، وذلك في مدينة كربلاء
المقدسة على قاعة البيت الثقافي في المحافظة، وقد جاء هذا الاحتفال
بدعوة من مؤسسة الرسول الاكرم (ص) الثقافية ومركز الفردوس للثقافة
والاعلام، وبالتزامن مع مهرجانات اخرى تقام في كلا من سوريا ولندن
وايران ولبنان.
وقد حضر المهرجان السيد محمد علي الحسيني الشيرازي والسيد جعفرالشيرازي والشيخ فاضل الفراتي الامين العام لهيئة محمد الامين والسيد
عبد العال الياسري رئيس مجلس محافظة كربلاء والسيدة سلامة الخفاجي عضوة
مجلس النواب السابق والسيدة بشرى عضوة مجلس المحافظة والشيخ جمال
الوكيل والسيد حسين الطويل والاستاذ علاء الدين الخفاجي رئيس قسم اللغة
العربية في جامعة كربلاء، فضلا عن الوفود القادمة من العاصمة الحبيبة
بغداد ومن النجف الاشرف ومن مدينة الحلة، بالاضافة الى رموز المجتمع
الكربلائي وشيوخ العشائر وجمع غفير من ابناء المحافظة.
حيث ابتدأ الحفل بتلاوة معطرة من ايات الذكر الحكيم تلاها المقرىء
جعفر النداي الحائري ومن ثم جاءت كلمة الشيخ فاضل الفراتي الامين العام
لهيئة محمد الامين، ثم تلتها بعد ذلك كلمة الدكتورة سلامة الخفاجي عضوة
الجمعية السابقة، حتى جاء دور الدكتور فاضل الحكيم رئيس جامعة الكوفة
سابقا ليلقي كلمته ، وقد كانت مسك ختام هذا الحفل تلك القصيدة التي
القاها الشاعر المبدع هادي الربيعي والتي كانت بعنوان شمس الزمان.
وللوقوف على حيثيات هذا المهرجان كان لمراسل (شبكة النبا
المعلوماتية) هذا الحضور مع بعض الشخصيات الدينية والسياسية للاطلاع
على أبعاد هذا المهرجان والاهداف المرجوة منه فكانت الحصيلة ما يلي:
اول من تحدثنا اليه السيد(عارف نصر الله) وهو
مسؤول العلاقات العامة لمكتب المرجع الديني السيد صادق الشيرازي، حيث قال: من المؤكد بان هذه المناسبة تتجلى من
خلالها معطيات كثيرة في ظل الظروف العصيبة التي يمر بها بلدنا العزيز،
وما استذكار تلك الولادة المباركة الا فيض من المعاني الزاخرة بالعفو
والايثار، وعدم الانزلاق في متاهات الجاهلية الجديدة والقتل واستباحة
الدم تحت عناوين الدين والشريعة، اذن نحن امام مرحلة مهمة وعصيبة ونحن
في امس الحاجة الى المناسبات التي تحاول ان تذكرنا بمبادىء الدين
الحنيف وتلقي بكل عناوين التعدي والاضطهاد لكل ابناء البشر بغض النظر
عن انتماءهم الديني، لذا يجب ان تتضافر كل الجهود من اجل التفاعل مع
تلك المعطيات التاريخية بروح انسانية بعيده كل البعد عن الية التعصب
والتطرف الى جهه دون اخرى.
ومن ثم انتقلنا الى الدكتور(محمد عبد فيحان) وهو عريف الحفل واستاذ
في جامعة كربلاء، الذي ادلى لـ(شبكة النبأ): يقينا باننا لسنا هنا بصدد
سرد أحداث تاريخية فحسب، بقدر ما نحن نتأمل نوادر استطاعت ان تفرض
نفسها على مساحة الفكر الانساني والوجداني منذ قرون، اذن ما تراه اليوم
يعبر عن ضرورة ملحة اوجدها الواقع العراقي والعربي على حد سواء، فما
احوجنا هذه الساعة الى هذا الفيض من المعاني الانسانية السامية، والتي
هي تتخندق في شخص الامام علي (ع)، نحن هاهنا نلتقط نسائم الرسالة
المحمدية من خلال شخص الامام علي(ع)، فلتكن هذه المناسبة قبس يفيض
علينا حالة التواصل والمحبة وتبعد عنا ادوات الحقد والكره ولترسم اطار
جديد طالما اتخذ ابعاد هي ليست من وحي النور الالهي.
اما محطتنا التالية فكانت مع السيد عبد العال الياسري رئيس مجلس
محافظة كربلاء، حيث قال لـ(شبكة النبأ): نحن اليوم احوج ما نكون الى
تلك الدروس العظيمة وهي تستذكر مفردات اضحت من نسق الماضي المجيد، الذي
امسى رافدا مهما نتكأ عليه بل ربما نلوذ به من تلك القراءات السطحية
التي لم تأخذ من الدين الا فقاعات بسيطة من دون الولوج الى افاق الوحي
الالهي والثقافة القرانية، هذا مما يفرض علينا استحقاق يجب ان نؤليه
اهتمام اكبر من خلال المراجعة لكل بنود وفقرات النصوص الدينية، وذلك
مما يتطلب منا استذكار تلك المناسبات العظيمة بالبحث والدراسة عبر
نافذة الفكر المفتوح، لذا ينبغي علينا جميعا ان نهتدي الى كل تلك
المحطات المهمة في تاريخنا الاسلامي من خلال استمالة هذه الاضاءات
الانسانية العالية، وما شعار هذا المهرجان الا عنوان مهم يكاد ان ينسجم
مع الواقع العراقي الراهن، اذن نحن امام ثقافة مهمة من شانها ان تهذب
السلوك الانساني وبالتالي تزرع روح الاطمئنان والسكينة في نسق التوجة
الاسلامي والانساني على قافية واحدة، وفي الختام ادرك بان تلك اللقاءات
فضاءات رحبة ترتقي ومستوى واقع هذه الامة التي ابتليت بالوان من
الثقافات المريضة والتي اقلها تبيح القتل واستلاب الاعراض وامتهان
الانسان.
اما وقفتنا التالية فهي مع الشيخ (كمال الوكيل)حيث قال: من السذاجة
ان تمر تلك المناسبة من دون ان تنال ما يكفي من البحث وتسليط الضوء،
ونحن في رحاب الواقع لعراقي المشبع بالكثير من الدلالات والسلوكيات غير
المنضبطة وغير المتزنة، بل ربما هي تعتمر بالفوضى وبثقافات لا حصر لها
وهي اقرب ما تكون الى الى ثقافة الغابة المشبعة بالقتل واستلاب الضعفاء
ابسط حقوقهم، فنحن اليوم فقراء جدا الى ثقافة القران والى ثقافة اهل
البيت عليهم السلام، وما مولد الامام علي(ع) الا مناسبة عظيمة يمكن ان
تمدنا بعناوين عدة اهمها التسامح والعفو واحترام الاخر، لذا فالعراقيين
اليوم هم معنيين اكثر من غيرهم بتلك المناسبة وهم يعيشيون تلك الظروف
الصعبة والتي تخللتها ابشع الممارسات اللاانسانية، اذن هي مناسبة عزيزة
على قلوبنا جميعا وهي تزرع بذور الود والمحبة بدل العداء والتهميش.
اما محطتنا الاخيرة فكانت مع الاستاذ الدكتور(علاء الدين الخفاجي)
رئيس قسم اللغة العربية في جامعة كربلاء، حيث قال: لايسعني في هذه
المناسبة العزيزة على قلوب كل المؤمنين بل وربما على قلوب كل المحبين
للسلام الا وهي ذكرى مولد الامام علي(ع)، الا ان اهئنىء نفسي
والعالمين العربي والاسلامي بهذه المناسبة، اما بالنسبة للمعطيات
المرجوة فهي بالتاكيد لا تعد ولا تحصى ولا يمكن التعامل معها مجرد
تعامل لفظي من دون الوصول الى الية التطبيق، فضلا عن كونها تعد علامة
ناضجة في الوعي الانساني المتحضر هذه الايام، لذا يجب على المسلمين ان
يقفوا عند هذه المحطات المهمة لانها القبس الذي يضيىء الدرب، واللا
تصبح تلك المناسبة مجرد امنيات ضائعة او سراب لا يمكن الوصول اليه، هذا
مما يستدعي منا نحن العراقيين على وجه الخصوص ان نلتف حول تلك
المناسبات وتجسيدها على الارض والتعامل معها بحذر في الظروف العصيبة
التي يمر بها شعبنا الطيب فسلاما عليك ياابا الحسن يوم ولدت ويوم
استشهدت ويوم اعطيت هذا الدنيا علامات يقف عندها كل المحبين للسلم
والسلام.
ومن هنا نستشف بان كل الآراء تذهب الى استحضار تلك المناسبات
العظيمة لكي تتجلى من خلالها معاني نحن في امس الحاجة الى استذكارها في
هذه الظروف التي اصبحت تجسد معالم الغابة قانونها المفضل، فضلا عن
كوننا قد ابتعدنا أيما ابتعاد عن معالم الانسانية ونظم السماء والتي هي
بالتاكيد تمجد الانسان كائن من يكون على اساس انتماءه الإنساني ليس
إلا.
|