الاسلاميون يقودون تركيا حديثة تضمن احترام الدين  

شبكة النبأ: بعد ان حقق حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا فوزا مدويا على العلمانيين في الانتخابات فان الحزب ذا الجذور الاسلامية المشجع لقطاع الاعمال سيُمنح تفويضا باجراء اصلاحات جديدة، لكنه قد يمهد الطريق لمزيد من التوتر مع النخبة العلمانية التي تخشى توجه تركيا نحو التقاليد الاسلامية.

ويمثل الفوز نصرا معنويا لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الذي دعا الى انتخابات مبكرة بعد خسارة معركة مع المؤسسة العلمانية التي تضم جنرالات الجيش الذين لا يريدون وصول حليفه ذي الجذور الاسلامية وزير الخارجية عبد الله جول الى منصب رئيس الجمهورية.

ويشكو الاتراك المسلمون، وهم الاغلبية، في احيان كثيرة من أن بعض الجهات الاخرى تصور بشكل خاطيء على ان تركيا تتجه لان تصبح دولة اسلامية لمجرد ان بعض النساء يردن حرية أكبر في ارتداء الحجاب.

ويقولون ان المراقبين في الخارج يعجزون عن فهم الديمقراطية الكبيرة التي تمتد بين قارتي أوروبا واسيا لانها مزيج نادر من النظام العلماني وسكان يغلب عليهم المسلمون.

وقال هيو بوب وهو كاتب يكتب عن تركيا لرويترز، ان تركيا فريدة تماما بعلمانيتها العامة وتدينها الخاص.

ووسط ماذن مدنها توجد أكشاك تباع فيها صحف عليها صور عارضات شبه عاريات. وتبيع الحانات أي نوع من المشروبات الكحولية. وترتدي بعض النساء الحجاب والاخريات سافرات.

وبرز دور الاسلام الى الواجهة في هذه الانتخابات وسلط الاضواء على الانقسامات العميقة مع اكتساب الطبقة الوسطى المتنامية من الاتراك المسلمين المتدينين نفوذا.

وتقول أحزاب المعارضة العلمانية ان حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي لزعمائه تاريخ في الاسلام السياسي يسعى لتقويض الوضع الحالي وتحويل تركيا الى دولة تحكمها حكومة دينية على غرار ايران.

ويسخر حزب العدالة من الاتهامات قائلا ان سجله في الحكم يثبت العكس. وفي الحقيقة أن سياساته كانت مؤيدة للغرب اكثر من أشد الاحزاب علمانية وحرص على تجنب النظر اليه على أنه مؤيد لزيادة دور الدين في الحياة العامة.

وقالت فاطمة ديسلي وهي كاتبة عمود في صحيفة (تودايز زمان) اليومية " يزعم العلمانيون أنهم يشعرون بالخوف من فرض قيود على نمط حياتهم لكنني لا أعتقد أنها حجة صادقة. أعتقد أنهم لا يريدون مشاركة السلطتة التي يتمتعون بها مع مجموعة ناشئة من الناس الذين يحالولون ممارسة (شعائر) دينهم."

وأضافت، والدتي التي ترتدي غطاء الرأس لكنها لم تذهب قط للجامعة لا ينظر اليها على انها تشكل تهديدا للعلمانيين.. لكنني أنا أشكل تهديدا لانني أرتدي الحجاب وذهبت الى الجامعة واعمل الان بصحيفة.

كما ان بعض الاتراك الليبراليين صوتوا لصالح حزب العدالة والتنمية ليس لانهم يؤيدون معتقداتهم الدينية ولكن لانهم يقرون بان حزب العدالة والتنمية يحقق نتائج بشأن الاقتصاد وأن مسالة غطاء الرأس ليست مشكلة كبيرة بالنسبة لهم.

وقال بوب،السؤال يتعلق بما اذا كانت الايديولوجية (العلمانية) تناسب ما يريده غالبية الاتراك.

وتختلف الاحصاءات بشأن ما اذا كان مزيد من الاتراك يرتدون الحجاب الان، ولكن فوز حزب العدالة والتنمية سيمكنه من تخفيف القيود على الدين وهو شيء سيثير على الارجح توترات جديدة مع المؤسسة العلمانية.

الحجاب رمز أم عائق في الحياة العامة

عندما صعدت التركية سفيكا يلمظ التي ترتدي الحجاب الى حافلة مع أطفالها لم يبادر أحد من الركاب بالتنازل عن مقعده لها لكن عندما صعدت امرأة سافرة تسابق الركاب الى تقديم مقاعدهم لها.

وتعيش يلمظ في منطقة عشوائية بالعاصمة التركية وهي ضعيفة الابصار للغاية. ومن بين الاسباب التي تريد يلمظ من أجلها فوز حزب العدالة والتنمية الحاكم ذي التوجهات الدينية في الانتخابات التي تجري يوم الاحد هو ان تحظى النساء المتدينات بمزيد من الاحترام وان يستطعن ارتداء الحجاب بحرية أكبر.

وأصبح الحجاب علامة بارزة على الصراع في تركيا بين العلمانيين الذين يدافعون عن قيم الجمهورية التي عمرها 80 عاما والتي يتوارى فيها الدين بعيدا عن الحياة العامة وبين هؤلاء الذين يريدون مزيدا من الحريات الدينية يتزعمهم حزب العدالة والتنمية. بحسب رويترز.

وتقول المحجبات غالبا ان الحجاب يعوق حصولهن على فرصة عمل وتعليم ويجعلهن هدفا للتمييز. ويحظر ارتداء الحجاب في الجامعات وعدد من المباني العامة ولا تستطيع المحاميات المحجبات دخول قاعات المحاكم.

وقالت جارة ليلمظ تدعى سينيم سينير انها لم تلق عناية طبية جيدة في المستشفى مقارنة بالنزيلات السافرات.

وقالت سينير وهي أم لاربعة أطفال،ذهبت الى المستشفى... السافرات حظين باولوية كبيرة في المعاملة... والمحجبات لم يحظين باي اهتمام.

وعلى المحجبات أيضا ان يواجهن دعاوى تقول ان المطالبة بحق ارتداء الحجاب في الجامعة هو خطوة أولى على درب تحويل تركيا الى دولة اسلامية.

ويتباهى الاتراك بمجتمعهم المتسامح ومن الشائع رؤية فتاة سافرة تسير بصحبة صديقاتها المحجبات بل قد يكون بعض نساء الاسرة الواحدة سافرات والاخريات محجبات.

وقالت نور غازان (23 عاما) متحدثة عن صديقة محجبة لها، اننا صديقتان منذ 12 عاما... أمي ترتدي حجابا وانا لا. ما من خلاف.

ويقول العلمانيون ايضا ان الحجاب أصبح أكثر شيوعا في المكاتب العامة وان الجامعات أصبحت أكثر تهاونا في تنفيذ حظر ارتداء الحجاب وهو اجراء يقولون انه يهدد حرية السافرات.

وعندما نشرت مجلة تايم صورة امرأة محجبة على صفحتها الاولى انتاب كثيرين القلق من ان هذا قد يلطخ صورة تركيا في الخارج.

ولا يسعد بعض العلمانيين ايضا ان يمثلهم الرئيس رجب طيب اردوغان وزوجته المحجبة في الخارج.

لكن الاهتمام ينصب على ما سوف يفعله اردوغان في الداخل، فقد قالت عاملة في متجر تدعى كوبرا (19 عاما) والتي تصوت لاول مرة في انتخابات، ان الحجاب هو السبب الرئيسي الذي جعلها تصوت لصالح حزب العدالة والتنمية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 26 تموز/2007 -11/رجب/1428