(الواطي)، (ضربة تضربك) ، ( من طائفة شامير شارون نتينياهو
أولمرت)، (عصابة الجلبي) هذه هي حصيلة اربعين عاما قضاها جهاد الخازن
في العمل الصحفي، نماذج من الشتائم التي كالها لرئيس المؤتمر الوطني
العراقي الدكتور احمد الجلبي, وكذلك لي ، وذلك في مقاله المنشور على
صفحات جريدة (الحياة) اللندنية الممولة سعوديا، في عددها الصادر يوم
29/06/ 2007 وتحت عنوان (شخص يعيش على فتات السلاطين) نضح فيه بما فيه,
وكل اناء بالذي فيه ينضح. فلماذا ياترى يشتمنا (ختيار الحياة ) في
(عيون) عمياء و(آذان) صماء؟
وما هي الدوافع التي جعلته يكتب بهذه الطريقة الهستيرية _ والتي
لاتتناسب وكونها ردة فعل على من تعرض له بـ(كلمات جارحة) على حد قوله_
كما انها لاتتلائم ورومانسيته التي يتحدث عنها في مقالاته لاسيما عندما
يتحدث عن رحلاته الاستجمامية على ظهور اليخوت العائمة وسط البحار
الهائجة؟ بل أن طريقة رده تكشف أن وراء ألأكمة ما ورائها.
وبكلمة أخرى لم يكن شتم الخازن لنا من باب (فش الخلق) كما يقول
اللبنانيون، بل هنالك اسباب غير التي ذكرها في مقاله المتشنج فما هي؟
هناك رأيان يفسران ما يكتبه الخازن ضد الدكتور الجلبي و (عصابته)
على حد تعبيره. الرأي الاول يعتقد أن الخازن في مقالاته يكتب ما يؤمر
به، اي أن كتاباته لاتمثل بالضرورة قناعاته بل هي إنعكاس لأوامر ورغبات
اخرين من الذين يسعون لتشويه صورة الدكتور الجلبي والمؤتمر الوطني
العراقي ، وذلك كي لاتتكرر ظاهرة الجلبي في بلدانهم وبالتالي تهتز
عروشهم، ومن هنا فأن الرجل يكتب ما يملى عليه، وعليه لابد من التماس
العذر له كما يذهب اصحاب هذا الرأي. ومما يدعم هذا الرأي هو إقرار
الخازن في المقال المذكور بأنه يعيش من (كده) اي من ما يتقاضاه من أجر
الكتابة وأقرار العقلاء على أنفسهم حجة.
والسؤال هو هل العمل بصحيفة لاتكاد مبيعاتها تغطي نفقاتها تجعل من
كاتب عمود ثرياً الى الحد الذي يمكنه من أن (يصرف على السلاطين) كما
اقر هو بذلك, أم أن في القضية (إنَّ) كما يقول العراقيون؟ ولماذا لانرى
كتابا أخرين يعملون بنفس الصحيفة يملكون ما يملكه زميلهم المتيم
بالرحلات مع علية القوم والتي فاقت رحلات أبن بطوطة, لاسيما وان بعضهم
أغزر أنتاجا، وأعمق فكرا، وأكثر نفعا، وأنفذ بصيرة منه بكثير؟.
والرأي الثاني يرى أن ما يسطره الخازن من خزعبلات وترهات في عموده
اليومي البائس, وتحامله على الدكتور الجلبي والمؤتمر يمثل قناعاته
الشخصية النابعة من الخط الفكري والسياسي الذي يتبناه اي الخط القومجي
الرسمي الذي يجمع بين (القومية وخداع المواطن) بخطاب غوغائي لتحرير
فلسطين, والعيش على هذا الخداع, والارتزاق من وراء ذلك الخطاب، ومعروف
عن اتباع هذا الخط معاداتهم لليبراليين وتخشبهم, وجمودهم, وعدوانيتهم,
وإدمانهم كيل التهم لكل من يختلف معهم في الرأي ولكل ما هو جديد, حيث
توقف لديهم الزمن عند ستينيات القرن المنصرم, وربما هذا ما يفسر لنا
شغف الخازن بسيارات فولكسفاغن الكلاسيكية حينما كان طالبا في بيروت في
الكلية والتي تحولت بقدرة قادر الى (مارسيدس أكس فايف) مع شوفير يقودها
في شوارع لندن بعد أن عمل في (الحياة)!! طبعا من (كده) وتعبه.
المتتبع لكتابات الخازن يجد انه كثير الادعاء بصحبته لآل فلان
وصداقته لآل علان, وآخرها إدعاءه صداقة رائد الصحافة الليبرالية
الحديثة, ومؤسس صحيفة (الحياة) الشهيد الاستاذ كامل مروة ابن الجنوب
اللبناني المعطاء, حيث زعم الخازن بأنه كان قاب قوسين أو أدنى منه ,
واراد ان يوحي على طريقته بالادعاء أنه كان من خاصة كامل مروة في
محاولة مفضوحة منه لطمطمة سكوته تجاه عملية اغتيال الشهيد مروة.
ولنا ان نتسائل من الخازن هنا عن موقفه وبصراحة من قتلة الشهيد كامل
مروة؟ لماذا لم يكتب الخازن ولو سطرا واحدا عن الجهات اللبنانية
والعربية التي دفعت عدنان السلطاني لقتل مروة؟ ولماذا يتهرب الخازن من
الكتابة عن هذا الامر وهو الذي لم يتردد في الكتابة عن مظلومية الهنود
الحمر في امريكا, وختان النساء في أفريقيا, وشاليهات أمارة موناكو،
أفلا تستحق صداقته لكامل مروة كما يزعم ان يكتب عن قاتليه وهو الذي
يحاول التمسح بعلاقته مع الشهيد حين كتب متفاخرا انه كان مع مروة عندما
كان يحرر (الحياة) من مكتبها قرب (ساحة رياض الصلح)؟
وعلى قاعدة الزموهم بما الزموا به انفسهم, لنا أن نسأل الخازن
لماذا لم تتصدَ كما فعل (صديقك) الشهيد مروة لمحاولة تخريب لبنان
الاولى التي حدثت عام 1958؟ ولماذا تتستر بسكوتك على من يقف وراء
السلطاني لبنانيا وعربيا من الذين تسببوا مرة أخرى في فتنة عام 1975
والتي أكلت الاخضر واليابس؟ ماذا فعلت سوى ان اطلقت ساقيك للريح وتركت
لبنان وحططت في لندن لتشتي فيها ولتصيف في (الرفييرا) الفرنسية,
ولتتباهى في كتاباتك بعد ذلك بالتنقل في يخوت الامراء والسلاطين,
ولاندري ان كان في تلك اليخوت مكان يسع لفولكسفاغنك التي كنت تحلم بها
ام لا؟
في المقال الذي شتمنا فيه الخازن أخذ على المؤتمر الوطني العراقي
ورئيسه الجلبي أقناع دول العالم وأمريكا على وجه الخصوص بمسؤوليتهم
التأريخية والاخلاقية التي توجب عليهم مساعدة العراقيين في التخلص
والتحرر من نظام صدام المجرم, ويعتبر ذلك (عمالة) للسي آي أيه. ولنا ان
نتسائل ثانية ماهي مواقفك ايها الخازن من قصف صدام لشعبه بالاسلحة
الكيمياوية عام 1988 في حلبجة وهلاك الالآف من العراقيين الابرياء؟ هل
كتبت سطرا واحد عن استخدام صدام للاسلحة المحرمة دوليا في مناطق أخرى
من العراق؟ اذ كان جوابك أنك تدين ذلك فلماذا تلوم الجلبي لانه اقنع
العالم بالتخلص من مجرم معتوه كصدام ؟لا ادري كيف يفسر الخازن تصفيقه
وبحرارة لتحرير الشقيقة الكويت من غزو صدام الاثيم؟ اليست قوات التحالف
التي حررت الكويت هي ذاتها التي اسقطت نظام صدام بعد اكثر من عقد؟
واليست امريكا التي قادت عملية تحرير الكويت هي ذاتها التي قادت تحرير
العراق من دنس صدام وحزبه الشوفيني؟ وأليس المحافظون الجدد في ادارة
بوش الابن و الذين تتهم الجلبي بالتآمر معهم ضد العراق هم أنفسهم كانوا
في أدارة بوش الاب وصفقت لهم لأنهم حرروا الكويت؟ فما حدا مما بدا؟
ولماذا ياخازن تصفق لتحرير الكويت بقيادة امريكا وتأخذ على الجلبي
وحزبه الاستعانة بالمساعدة الامريكية لتحرير العراق ؟ ولماذا لم تقف ضد
حرب تحرير الكويت كما وقفت ضد حرب تحرير العراق, لاسيما وان الاولى هي
التي مهدت للثانية, وان دمار العراق, وخراب العرب حدثا يوم غزى صدام
الكويت, ويوم بدأت حرب تحريرها وليس يوم سقط نظام البعث غير مأسوف
عليه؟.
وفي المقال ذاته الذي فقد فيه التوزان, يعلل الخازن تهجمه المستمر
على المؤتمر الوطني ورئيسه الدكتور الجلبي بارتباطه على حد زعمه بالسي
آي أيه. حسنا لنا هنا ان نتساءل من الخازن كيف يفسر دفاعه المستمر
وترويجه لشخصية سياسية عراقية معروفة بصلاتها القوية بالدوائر التي
يتهم الجلبي بالارتباط بها مع ان اتهام الجلبي رواية بينما تعاون
وتعامل من يروج له الخازن مع تلك الدوائر دراية كما يقولون؟ بل أكثر
من ذلك ان هذه الشخصية التي يروج لها الخازن , ويعتقد انها منقذة
العراق, وانها وطنية وقومية, أعترفت بأن لها علاقات مع اكثر من خمسة
عشر جهاز مخابرات أقليمي ودولي، فبماذا يفسر الختيار ترويجه لهذه
الشخصية السياسية ؟ فهل السي آي أيه التي يتعامل معها صاحبه المدعوم
خليجيا حتى النخاع تختلف عن السي آي أيه التي يتهم الجلبي كذبا
بالتعاون معها أم ماذا؟ اذا كان التعامل مع المخابرات المركزية
الامريكية مبررا كي يستخدم الخازن الفاظا سوقية مثل(الواطي) بحق
الدكتور الجلبي وأشخاص ليبراليين آخرين فلماذا لم نسمعه يستخدم هذه
الوصف السوقي بحق بعض السياسيين في المنطقة الذين مافتأ الخازن يتشدق
بصداقتهم, وتحويله عموده في (الحياة) الى مساحة دعائية لهم, كما فعل في
ترويجه للمجرم برزان التكريتي على انه ديمقراطي بما يكفي ليحكم العراق,
وكما يفعل الان مع محمد دحلان المتهم فلسطينيا بالفساد المالي
والاداري, والمعروف انه تم أخراجه من السجن الاسرائيلي وأ ُلحق بمنظمة
التحرير الفلسطينية في تونس بواسطة السي آي أيه ثم أعيد الى غزة بعد أن
ُزود بالمال الكافي والعدة لضرب حركة حماس؟ الا تقتضي (عصاميته) و
(مبدئيته) ان يكتب عنهم وعن علاقاتهم المشبوهة بالسي آي أيه, او على
الاقل أن ينتقدهم؟ فلماذا يسكت الخازن عن هؤلاء بينما يتهم الشرفاء من
امثال الجلبي وفؤاد عجمي بما في اصحابه على طريقة رمتني بدائها وانسلت؟
وعودة الى مقالاته السابقة, نجد ان الخازن يتهم الدكتور الجلبي
بعلاقاته مع ريتشارد بيرل ويعتبرها مأخذا عليه, ولا أدري لماذا لايعيب
على أولياء نعمته الذين تربطهم علاقات بجورج بوش وفريق عمله أوثق من
عرى علاقات الجلبي بريشارد بيرل ؟ واذا كانت العلاقة بريشارد بيرل عيب
ومنقصه, فلماذا تنسى ياجهاد علاقتك التي تتغنى بها مع سكوكروفت
ومجموعة (كارلايل) التي يشترك فيها عدد من اصدقائك من العرب
والامريكيين رغم علمك ان هذه المجموعة تعمل بالدرجة الاولى ببيع
الاسلحة لجيوش دول اكتسحها صدام بلمح البصر, وأضطرت للجوء الى امريكا
التي تهاجمها الان لإنقاذها العراقيين من صدام؟ جهاد الخازن دعني اسئلك
لماذا لم تتناول بالتحليل دور نائب الرئيس الامريكي الحالي ديك تشيني
عندما طار في آب عام 1990 الى دولة خليجية كبرى حاملا معه صوراً جعلت
مسؤولي تلك الدولة يوافقون وبلا تردد على استقبال مئات الالوف من
القوات الامريكية لحمايتهم, والوقوف بوجه جيش صدام الذي تتباكى عليه
الآن, وتتهم الجلبي بأنه وراء حله؟ لماذا لم نرك في يوم من الايام
انتقدت ديك تشيني على عمله هذا؟ هل نسيت ام تناسيت ان هذا هو السبب
الاول الذي دفع اسامة بن لادن الى التطرف في أعماله، ومافتأ يكرر أن
واجبه الاساسي هو اخراج القوات الامريكية من شبه جزيرة العرب ومن ارض
الحرمين الشريفين؟.
بقي ان نقول شيئا لـ(ختيار الحياة) وهو لو كان المؤتمر الوطني
العراقي ورئيسه الجلبي صنيعة السي آي أيه كما تزعم لما كان جورج تنينت
مديرها السابق أمر بضرب مقراته في صيف 2004, ولما قال عنه بريمر في
كتابه (عام قضيته في العراق) موجها كلامه للرئيس بوش( لايزال الجلبي
يمثل العقبة الكؤود في طريق خططنا في العراق) ! وقبل هذا وذاك لرأيت
الجلبي واعضاء حزبه قد فتحت امامهم ابواب الدول العربية, ولكان للجلبي
جناح خاص ودائم في فندق الفصول الاربعة في عمان كما للآخرين حيث تنزل
انت ياخازن ضيفا دائما على نسيبك فلان الفلاني, الضابط في جهاز
المخابرات الاردنية, والصديق لمديرها السابق سميح البطيخي والذي سجن
بتهمة الاختلاس واطلق سراحه الان. هل نكتفي بهذا ام تريد المزيد ولدينا
من (اسرار المهنة) ما لدينا، وهذا غيض من فيض؟ فأما آن لك أن ترعوي يا
جهاد, ولقد بلغت من العمر عتيا؟ أنك لاتطيق ذرعا بكلمة انتقاد واحدة
تناولتك في برنامج تلفزيوني, وتزعم في عمودك التافه أنك موضوعي بينما
نراك تكيل التهم لرجل وطني كالجلبي جزافا, ولسنوات طويلة وانت تهاجمه
وحزبه رغم علمك انه حرر العراق.
أخيرا الا يكون تهجمك المستمر علينا خطأ آخر يضاف الى أخطاءك
الكثيرة التي أعترفت ببعضها؟ وصدق الله القائل ( وَمَنْ نُعَمِّرْهُ
نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ).
* الفت عناية القراء الكرام الى ان صحيفة (الحياة) السعودية التمويل
رفضت نشر هذا المقال رغم اتفاقنا مع رئيس تحريرها اللبناني غسان شربل,
وهي بذلك تكون قد خالفت قواعد العمل الصحفي, وميثاق الشرف الصحفي والذي
من مبادئه الاساسية توفير حق الرد. وخالفت التقاليد والاعراف المهنية
والاخلاقية وذلك باعطاءها المقال لجهاد الخازن وهو طرف في الخلاف لكي
يرد عليه من دون ان توفر لنا حق الرد مرتين كما تقتضي اصول المهنة.
almossawy@hotmail.co.uk |