عشرات الفضائيات العربية تبث كل يوم ولعدة مرات في اليوم
الواحد اعلانات عراقية عن الاعمال الإرهابية وضرورة مكافحتها. وفي كثير
من الاعلانات دعوات للمواطنين العراقيين للاتصال بالهاتف(130) الأصم او
غيره.
والغريب ان بعض الفضائيات، ولنقل معظمها، ممن تبث الاعلانات
العراقية في ساعات الذروة هي نفسها من يشجع الإرهاب، وهي نفسها تحرض
على قتل العراقيين وهي نفسها تحرض على الفتنة. والغرابة هي اختيار تلك
القنوات وجدوى نشر الاعلانات من خلالها.
واذا كان المعلن العراقي يريد ان يرشي تلك الفضائيات لتتوقف عن
التحريض واثارة الفتنة بين العراقيين، فان هذا الجهد والمال قد ذهبا
ادراج الرياح، فالفضائيات تلك ثرية جداً ولا تحتاج الى مليون او ملايين
الدولارات لتغيير اتجاهاتها وسياساتها المعادية للشعب العراقي، ثم ان
تلك الفضائيات تمولها دول ثرية وتغدق عليها المليارات من الدولارات وان
التنافس على كسب ودها يعد عبثاً او جهلاً اذا ما نظرنا الى الامر بنية
حسنة.
اننا نضيع اموالنا على لا شيء، ونرمي اموال شعبنا في بحر لا قرار
له، واننا احق بهذا المال من اولئك المرتزقة الذين يريدون ويوجهون
الفضائيات العربية والخليجية منها على وجه التحديد.
كان الاجدر بالجهة التي تصنع الاعلانات تلك والتي تمولها بان تتجه
الى الفضائيات او الأرضيات العراقية التي تجمع العراقيين ولا تفرقهم،
وكذلك الى الصحافة المحلية التي تشكوا الضيق في مجال التمويل المالي.
واذا كانت وسائل الاعلام العراقية الحرة والوطنية لا ترضي غرور بعض
المسؤولين عندنا، وانهم يبحثون عن وسائل اعلام في الخارج، فقد تأكد لكل
ذي عقل وحصافة ان ذلك قد تبدد، فالفضائيات العربية-معظمها- لن تقف معنا
وهي في جميع الاحوال طائفية وتكفيرية او على الاقل تابعة لحكومات
ومصادر تمويل معادية للشعب العراقي...
ومن هنا نرى ان الشعب العراقي احق بأمواله من غيره، وكان الافضل ان
توجه هذه المبالغ الكبيرة وبالعملات الصعبة الى تطوير الخدمات او
اضافتها على ميزانية وزراة الصحة لتوفير الادوية للعراقيين الذين يشكو
شحة ادوية الامراض المزمنه..
وليس من الجائز هدرها بهذه الصورة الفاقعة على فضائيات لم نر او
نسمع منها كلمة واحدة تدعو العراقيين الى السلم الاجتماعي..
ويكون بذلك صحيحاً صيانة الاعلان بالشكل التالي(من اجل العراق احفظ
فلوسك). |