الجليد.. والحفّاضات المستعملة مصادر جديدة للطاقة النظيفة!   

شبكة النبأ: في كل يوم تصدر نتائج الابحاث بانحاء العالم اكتشافا جديدا يخص مصادر الطاقة البديلة او ما يسمى بـ صديقة البيئة، وهي المصادر التي لا تنبعث منها الغازات السامة المؤثرة على الانسان والتي تزيد الاحتباس الحراري ومشاكل التغيرات البيئية.

وتجاوبت عدة شركات عالمية في مدينة نيويورك هذا الصيف، مع مشروع جديد لتبريد المكاتب والمباني خلال الأشهر الحارة، وذلك  باستخدام وسيلة جديدة صديقة للبيئة، تقوم على استخدام المياه المتجمدة عوضاً عن مكيفات الهواء التقليدية التي تضاعف استهلاك الطاقة وتزيد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

وأكدت التقارير التي تناولت هذه التكنولوجيا الجديدة، أن استخدامها لمدة عام كامل في إحدى ناطحات السحاب يوازي من حيث النتيجة زرع 1.9 مليون آكر من الغابات، أو وقف الغازات التي تصدرها عوادم قرابة 223 سيارة. بحسب الـCNN.

وفي المدن العملاقة مثل نيويورك، حيث تستهلك المكاتب طاقة كهربائية للتبريد خلال الأيام الحارة توازي ما تستهلكه دولة تشيلي بكاملها، تبدو لهذه التقنية منافع اقتصادية توازي المنافع البيئية.

إذ يقوم النظام على تجميد كميات من المياه الموضوعة في أحواض مبنية في الطوابق السفلى من المباني خلال الليل، حين ينخفض معدل استهلاك الكهرباء، على أن يتم وقف عمليات التجميد صباحاً مع ارتفاع الطلب على الطاقة في المدينة، وترك مكعبات الجليد لتذوب، مرسلة هوائها البارد إلى المكتب عبر مراوح الضخ.

وبسبب بساطة هذه التقنية فإن كلفة صيانتها شبه معدومة، ويمكن استخدام تمديدات المكيفات التقليدية فيها وفقاً لأسوشيتد برس.

ويعتبر نظام التبريد بالجليد الموجود في مبنى ميتروبوليتان الشاهق وسط نيويورك، أحد أكبر الأنظمة المشابهة من حيث الحجم، وقد بنته "كريديه سويس" لخدمة مكاتبها.

وفي هذا السياق، لفت وليام بيك، كبير مهندسي الشركة إلى المنافع التي يقدمها النظام الذي يمكن استخدامه بشكل مستقل، أو دمجه مع المكيفات الكهربائية لزيادة فعاليتها عند استخدامها بطاقتها الدنيا.

وأضاف بيك، الذي يشرف على عمل هذا النظام على امتداد مساحة 1.9 مليون قدم مكعب تشغلها مكاتب الشركة: "المبدأ شديد البساطة، فعوضاً عن بناء شيء ميكانيكي قد يتعطل في أي لحظة، يمكنك تجميد المياه."

بالمقابل لفتت شركة "ترين" لخدمات الطاقة التي بنت النظام، أن عملية إعداده استغرقت أربعة أشهر، حيث جرى بناء 64 خزاناً يتسع كل منها إلى قرابة ثلاثة آلاف ليتر.

وقال الناطق باسم "ترين" إن شركته بدأت بتركيب أنظمة مشابهة في عدد من المباني العملاقة التي تشغلها مؤسسات مرموقة أخرى، وفي مقدمتها "مورغن ستانلي" ومكاتب "غولدمان ساكس" الجديدة، فيما تدرس "كريديه سويس" تزويد كافة فروعها حول العالم به.

وأكد خبراء المحاسبة في عدد من الشركات الكبرى أن استخدام التبريد بالجليد قد يوفر سنوياً على كل شركة كبرى ملايين الدولارات من فاتورة الطاقة، ويقدر أن استخدام "كريديه سويس" في مبنى المتروبوليتان تراجع بمعدل 2.15 مليون كيلووات سنوياً، أي ما يكفي من الطاقة لإنارة 200 منزل طوال العام.

فرن ألماني يحول الحفاضات المستعملة إلى طاقة نظيفة؟!

يعكف مهندسون وفنيون ألمان على تطبيق اختراع جديد خاص بأول فرن يعمل بالحفاضات المستعملة في أوروبا لتوليد الطاقة بطريقة آمنة بيئيا. الفرن يستهلك 8 ملايين حفاضة سنويا والمؤسسة المشغلة لهذا الفرن تتوقع تحقيق أرباح عالية. بحسب (دويتشه فيله).

وتجري الاستعدادات على قدم وساق لتطبيق اختراع جديد خاص بأول فرن يعمل بالحفاضات المستعملة في أوروبا يُبنى لحساب مؤسسة ليبيناو، وهي مؤسسة تهتم بالمشاريع الإنتاجية الصديقة للبيئة، التي تقوم بتشغيل مصحات في أقصى جنوب غرب ألمانيا. وتشعر الممرضات والقائمون على رعاية المرضى في تلك المصحات الخاصة بالمعوقين وكبار السن بالفخر من أن كل حفاضة مستعملة يمكن أن توفر طاقة!.

ويقول ماركو ناورتس كبير الفنيين والمشرف على حجرة الفرن بالمقر الرئيس للمؤسسة في ميكلينبورن القريبة من بحيرة كونستانس الألمانية: عندما يبدأ هذا الفرن بالعمل فإننا لن نكون بحاجة لأي غاز أو بترول في المبنى.

ويستهلك الفرن (المصنع) الذي يعلو لارتفاع 11 مترا 8 ملايين حفاضة سنويا. ويستطيع هذا المصنع وبصورة مستمرة إزالة مخلفات 12 ألف مريض ممن فقدوا القدرة على التحكم في عملية الإخراج وليس ثمة مخاطر من توقف الإمدادات، كما يقول القائمون على هذا المشروع.

عملية التصنيع

تركز ألمانيا كثيرا على الطاقة البديلة، يتم جمع الحفاضات المستعملة في حقائب بلاستيك تصل في شاحنات للقمامة محكمة الإغلاق. يقول ناورتس، لن تشم رائحة أي شئ هنا، شارحا عملية حرق " الوقود"، حيث تقوم مراوح ضخمة بإبعاد أية روائح. ويقول مهندسون إن متوسط نسبة البلل تبلغ 58 في المئة ويمكنها أن تطلق كم من الطاقة يعادل ما ينتجه خشب الشجر الرطب. وعند درجة حرارة 910 درجة فإنها تحترق في ثوان معدودات. وتستخدم المؤسسة الطاقة في تسخين المياه وفي عمليات غسيل المفروشات وعمليات التدفئة.

منافع اقتصادية

تحويل الحفاضات من القمامة إلى مصدر للطاقة، وبحسب تقديرات ناورتس فان التكلفة الإجمالية للمصنع - مستودع "الوقود" والأنابيب الجديدة - تصل إلى 3 ملايين يورو. والأجمل من كل ذلك أن ليبناو تتوقع أن تحقق أرباحا من وراء الحفاضات، حيث تتقاضي رسوما من الشركات القائمة على إدارة المصحات للتخلص من الفضلات. وهذه الرسوم أقل من تلك التي تتقاضاها المكبات أو الشركات التجارية للتخلص من القمامة. كما تم تصنيع وسائل نقل خاصة لنقل الحفاضات من المكب إلي الفرن.

وعلى الرغم من فكرة هذا المشروع الرائدة إلا أن القائمين على المصنع فوجئوا بصعوبات قانونية في عمليات الترخيص لأن القانون الألماني لا يتضمن بنداً لاستخدام الحفاضات كوقود، حيث تم التغلب عليها باعتبار الحفاضات أنها تحتوي على عناصر عضوية يجيز القانون توظيفها كمصدر للطاقة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 17 تموز/2007 -2/رجب/1428