مأساة دار فور بين تعنت الحكومة السودانية والاطماع الاجنبية

شبكة النبأ: في تغطية على وحشية ميليشيا الجنجويد التي تقتل المدنيين في دار فور منذ عدة سنوات وادت الى نزوح ما يقارب مليوني شخص تستمر الحكومة السودانية بالمماطلة في تنفيذ تعهداتها لاحلال الامن والمحافظة على المدنيين، مهددة بأن التدخل من خلال قوات حفظ سلام دولية سوف يؤدي الى استنساخ الوضع في العراق من فوضى ودمار في الاقليم المضطرب.

وتعتبر القوة المختلطة من الامم المتحدة مع الاتحاد الافريقي ضرورية لارساء الاستقرار في منطقة دارفور حيث تدور حرب اهلية اسفرت منذ اندلاعها عام 2003 عن حوالى مئتي الف قتيل، واكثر من مليوني نازح بحسب ارقام منظمات دولية تنقضها الخرطوم مؤكدة ان عدد القتلى لا يتعدى تسعة الاف.

من جهته قال عبد المحمود عبد الحليم محمد، السفير السوداني الى الامم المتحدة ان اتهام الحكومة السودانية بقصف دارفور امر عار عن الصحة تماما.

واضاف محمود ان المبعوث الامريكي الخاص الى السودان اندرو ناتسيوس هو "عقبة امام تحقيق السلام في البلاد". بحسب الـبي بي سي.

وكان ناتسيوس قد قال ان الحكومة السودانية استأنفت قصفها لاقليم دارفور وتحديدا منطقة جبل مرة معقل عبد الوهاب محمد نور زعيم إحدى الجماعات المتمردة. وطالب ناتسيوس الحكومة السودانية بوقف الاعمال العسكرية في الاقليم.

وحشية

كما اتهم ناتسيوس الجماعات المتمردة بالانحدار إلى الوحشية. وقال إن زعماء الجماعات المتمردة يعيقون اتفاق السلام مما يزعج واشنطن.

وجاء الاتهام الأمريكي والرد السوداني في وقت وزعت فيه بريطانيا وفرنسا وغانا مشروع قرار لتشكيل قوة افريقية دولية من أجل دارفور قد تستخدم القوة ضد من يهاجم المدنيين وعمال الاغاثة ومن يعوق جهود السلام.

وكانت الحكومة السودانية قد وافقت أخيرا على السماح بنشر 20 ألف جندي في دارفور بعد أشهر من الضغوط من جانب المجتمع الدولي.

كما توجد تحركات أيضا لدفع الحكومة والجماعت المتمردة للعودة إلى مائدة التفاوض خلال الأشهر القليلة القادمة. ويقول المسؤولون الحكوميون إنهم يرحبون بهذه المحادثات.

وكان حوالي 200 ألف شخص قد لقوا حتفهم وفر حوالي 2.4 مليون آخرون من سكان دارفور منذ اندلاع الصراع في الإقليم عام 2003.

ونجمت معظم أعمال العنف التي ارتكبت في دارفور عن الصراع بين ميليشيا الجنجويد العربية المرتبطة بالحكومة السودانية من جهة وبين الجماعات المتمردة في الإقليم من جهة أخرى.

البشير يحذر من سيناريو عراقي

من جهته حذر الرئيس السوداني عمر البشير الغرب من سيناريو عراقي في السودان مؤكدا ان اي تدخل اجنبي بشأن دارفور سيكافح بشدة.

وقال البشير خلال مؤتمر صحافي في الخرطوم،لن نقبل ابدا ببرنامج -نفط مقابل الغذاء- ولو اضطررنا الى ابقاء نفطنا في جوف الارض.

وفي تصريحات البشير اشارة الى دعوات وجهتها منظمات غير حكومية الى تطبيق برنامج في السودان لتمويل العمليات الانسانية في دارفور شبيه بالبرنامج الذي فرضته الامم المتحدة على العراق في عهد الرئيس المخلوع صدام بعد اجتياحه الكويت عام 1990 وفرض الحظر الدولي على بلاده.

وقال البشير،سنقاوم اي محاولة لفرض قوات دولية او غربية، في دارفور موضحا انه لا يمكن اعتبار القوة المختلطة الدولية-الافريقية التي وافقت بلاده على نشرها بمثابة تدخل اجنبي نظرا الى ان الحضور الافريقي سيطغى عليها. وقال "اذا تدخل الغرب فسيكون من حقنا ان نقاوم".

وتعكس هذه التصريحات مخاوف الخرطوم من ان تتحول الضغوط الغربية الى عقوبات على غرار تلك التي فرضت على العراق وان تفضي الى عملية عسكرية.

وتساءل البشير بهذا الصدد عن المغزى من فرض عقوبات اميركية من طرف واحد مشيرا الى انها تطاول المدنيين بالمقام الاول ولا سيما في دارفور فتحرمهم من التنمية كما تطاول بعض القطاعات الاقتصادية مثل قطاع السكك الحديد.

وتساءل "هل ان هذه العقوبات ستساعد نازحي دارفور على مغادرة المخيمات وستمنحهم سبل العيش؟" معتبرا ان "هدفها الحقيقي هو تشديد الضغط على السودان".

وبرر موقفه مشددا على "التبعات الوخيمة" للتدخل الاميركي في العراق ليؤكد رفضه اي تعديل لبنود الاتفاق حول نشر قوة مختلطة في دارفور يحرف العملية باتجاه تدخل غربي.

ويجري العمل على اعداد مشروع قرار في الامم المتحدة يسمح بتمويل العملية المختلطة القاضية بنشر قوة دولية-افريقية في دارفور قوامها اكثر من عشرين الف عنصر ومجهزة بشكل جيد لتحل محل القوة الافريقية التي لا يزيد عدد عناصرها عن سبعة الاف وتعاني من نقص في التمويل والتجهيز.

وتعتبر هذه القوة المختلطة ضرورية لارساء الاستقرار في منطقة دارفور غرب السودان حيث تدور حرب اهلية اسفرت منذ اندلاعها عام 2003 عن حوالى مئتي الف قتيل واكثر من مليوني نازح بحسب ارقام منظمات دولية تنقضها الخرطوم مؤكدة ان عدد القتلى لا يتعدى تسعة الاف.

واكد البشير ان الوضع الامني في دارفور شهد تحسنا كبيرا في الفترة الاخيرة ولا سيما بعد التقرب الذي جرى بين السودان والتشاد المجاور.

ووقع البلدان في الثالث من ايار/مايو في السعودية اتفاقا لضمان امن الحدود المشتركة بينهما ومنع تسلل متمردين من الجانبين غير ان الرئيس التشادي ادريس ديبي ارجأ عدة مرات زيارة كانت مقررة الى الخرطوم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 15 تموز/2007 -30/جماد الاخرى/1428