الانسان يبحث عن ملاذ في الكوكب الاحمر  

 شبكة النبأ: بدأ مؤخرا التفكير الجدي في غزو الفضاء والبحث عن كواكب آهلة يستطيع الانسان تاسيس موطئ قدم فيها لمختلف الاهداف والتوجهات، ويبرز كوكب المريخ منذ عدة سنوات كاول هدف يعمل العلماء للوصول اليه عبر ملايين الكيلومترات التي تفصله عن الارض.

وتبحث وكالة الفضاء الاوروبية عن متطوعين للقيام بتجربة محاكاة السفر الى المريخ.

 حيث سيقوم ستة من هؤلاء المتطوعين، والذين يمثلون طاقما مفترضا لرحلة الى المريخ، بقضاء عدة اشهر داخل مركبة فضائية معزولة عن الحياة الخارجية، وذلك في مقر المعهد الروسي لمشكلات الطب الحيوي في موسكو. بحسب الـبي بي سي.

وبمجرد اكتمال الفحوص وبدء التجربة لن يربط المتطوعين بكوكب الارض الا محطة راديو.

ورغم ان التجربة جديدة ومثيرة، الا انه لن يتم تصويرها تلفزيونيا.

اما الهدف من هذه التجربة فهو معرفة رد الفعل البشري على الضغوط المصاحبة لرحلة الى المريخ، والكيفية التي سيتفاعل بها افراد المجموعة مع بعضهم في ظل هذه الضغوط.

التزام كبير

وسيواجه المتطوعون ظروفا صعبة خلال التجربة، من بينها التعرض للاشعاع وانعدام الجاذبية، هذا بالاضافة الى الافتقار الى الخصوصية نظرا لان افراد الطاقم سيعيشون في مكان واحد لفترة طويلة، وقلة امدادت الغذاء لانه من المفترض ان تمتد الرحلة الى المريخ لعدة اشهر.

وسيواجه المتطوعون عدة سيناريوهات لمعرفة ردود افعالهم على خطوات مختلفة اثناء رحلة الى المريخ، من بينها التعرض لتجربة شبيهة باطلاق مركبتهم الى الفضاء، والقيام بسياحة فضائية، والبقاء 250 يوما داخل مركبتهم ثم عودتهم الى كوكب الارض.

واكدت وكالة الفضاء الاوروبية انها لن تقوم باي شيئ يعرض حياة المتطوعين للقيام بهذه التجربة الى الخطر، غير ان المسؤولين عنها اكدوا انهم لن يسمحوا لاي مشارك فيها بمغادرة مركبته بمجرد بدء التجربة الا اذا كان لديه سبب مقنع للغاية.

وحسبما اوضح برونو جارديني مدير المشروع في مقابلة مع بي بي سي ان الهدف من هذه التجربة هو ببساطة وضع ستة افراد في ظروف شبيهة جدا لرحلة للمريخ، ومتابعة تصرفاتهم. ولهذا لابد من استمرارهم للفترة المطلوبة داخل مركبتهم.

الشروط المطلوبة

اما الشروط التي وضعتها وكالة الفضاء الاوروبية للمتقدمين لهذه التجربة فتبدو بسيطة: لابد ان يكون في صحة جيدة، وفي عمر ما بين 25 الى 50 عاما، ومن غير المدمنين للتدخين او الكحوليات، ولا يقل طوله عن 185 سنتيمترا. كما يجب ان يجيد المتطوع لهذه التجربة اللغتين الروسية والانجليزية.

وسيتم اجراء اختبارات طبية وسيكولوجية على المتطويعن ليتم اختيار 12 فردا في نهاية المطاف. اما راتب المشارك في هذه التجربة فهو 120 يورو يوميا.

واوضح جارديني ان هذه التجربة ستساعد في تطوير عملية اختيار للمشاركين في الرحلات الى كوكب المريخ في المستقبل.

غير ان جارديني اوضح ان هذه مجرد بداية، وانه لن يتم اطلاق رحلات الى كوكب المريخ الى بعد فترة طويلة.

كما اوضح فيكتور بارانوف من المعهد الروسي لمشكلات الطب الحيوي انه تلقى 150 طلبا من متطوعين للمشاركة في التجربة، من بينها 19 طلبا فقط من سيدات.

يشار الى ان من ابرز مشكلات وصول رواد فضاء لكوكب المريخ تحصينهم ضد مستويات عالية من الاشعاع فوق سطح الكوكب.

اما الموعد الذي يمكن ان يقوم فيه رواد فضاء بالسير فعليا على سطح المريخ فلم تحدده وكالة الفضاء الاوروبية بعد.

تأجيل إطلاق مسبار علمي للكويكبات

من جهة اخرى فقد مسبار علمي لحزام الكويكبات فرصة إطلاقه في الصيف مما يعرض للخطر أول محاولة لناسا لوضع مركبة فضاء واحدة في مدار يلتف حول جرمين سماويين.

وكان من المقرر أصلا إطلاق مركبة الفضاء (دون)، والتي تمثل أول غزوة لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية ( ناسا) لحزام الكويكبات، يوم 20 يونيو/حزيران لكن تجميع الصاروخ (دلتا-2) الذي تصنعه شركة بوينج في قاعدة كيب كنافيرال للقوات الجوية تأخر بعد تعطل رافعة. ثم احتاجت المركبة الفضائية إلى إصلاحات بسيطة في احد ألواح الطاقة الشمسية الخاصة بها. بحسب الـبي بي سي.

وأعيد تحديد موعد المهمة لكن سوء الأحوال الجوية في موقع الإطلاق أخر تزويد الصاروخ بالوقود ثم حدثت أعطال ميكانيكية في طائرة تستخدم في متابعة المركبة الفضائية بعد الانطلاق.

وتخلت ناسا عن الإطلاق في الصيف لعدم قدرتها على الحصول على التزام مؤكد بمواعيد إطلاق في أوقات لاحقة من الشهر الحالي بسبب المهام التي سبق تحديد مواعيد إطلاقها من كيب كنافيرال، ومن ثم أعادت ناسا تحديد موعد إطلاق (دون) في سبتمبر/أيلول.

وقال المتحدث باسم ناسا جورج ديللر إن "إطلاق دون في سبتمبر سيحافظ على كل الأهداف العلمية."

وسيكون شهر سبتمبر/أيلول آخر فرصة أمام ناسا على مدى 15 عاما لاستكشاف هدفيها وهما الكويكبين فيستا وسيريس.

وقال متحدث باسم ناسا إن إطلاق دون في سبتمبر سيحافظ على كل الأهداف العلمية وبعد ذلك سيبدأ الجرمان السماويان في الابتعاد عن بعضهما البعض ولن تصبح المركبة الفضائية قادرة على الوصول إليهما معا.

والمقصود بمهمة (دون) أن تكون مهمة منخفضة التكلفة لاستكشاف اثنين من اكبر الأجرام في حزام الكويكبات وهي منطقة فسيحة بين كوكبي المريخ والمشترى تتناثر فيها بقايا بدائية من مكونات المجموعة الشمسية.

وستكون المركبة الفضائية هي الأولى القادرة على الدوران في مدار حول أكثر من هدف بفضل محركاتها المبتكرة التي تعمل بالايونات والتي يمكن إيقافها وإعادة تشغيلها خلال التحليق باستخدام قدر ضئيل من الوقود.

وألغت ناسا في العام الماضي مهمة (دون) بسبب ضغوط الميزانية ومشاكل فنية لكن العلماء وجهوا نداء للحصول على 100 مليون دولار إضافية من اجل الاستمرار في البرنامج. وحصل العلماء على المبلغ وستصبح التكلفة الكلية للمهمة حاليا في حدود 450 مليون دولار.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 12 تموز/2007 -27/جماد الاخرى/1428