حرب الشرق الأوسط القادمة هل ستبدأ من غزة؟

 شبكة النبأ: تنحدر تداعيات الصراعات الاقليمية نحو هاوية الحروب المتعددة على جبهات مختلفة في الشرق الاوسط، ويتجلى ذلك بتصاعد حدة التوترات الداخلية والخارجية في اماكن حساسة جدا في المنطقة تتمثل في غزة والضفة اللتان اصبحتا على وشك التقسيم بين حركتي فتح وحماس، بالاضافة الى الاوضاع المتدهورة في العراق ولبنان وتصاعد حدة التهديدات المتبادلة بين امريكا وايران بشان برنامجها النووي المثير للجدل. وكذلك تاثير طهران الاقليمي على الاوضاع في المنطقة العربية.

وقال مساعد بارز للرئيس الفلسطيني محمود عباس ان ايران شجعت حركة حماس الاسلامية على استخدام العنف للسيطرة على قطاع غزة.

واضاف ياسر عبد ربه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قائلا لرويترز، ايران تدعم القوى المعادية للديمقراطية في فلسطين ولبنان والعراق من أجل خدمة أغراضها الاقليمية على حساب دول وشعوب المنطقة. ونحن نحمل ايران المسؤولية عن تشجيع حماس على الانقلاب الذي قامت به في غزة.

وفي غزة وصف سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس تلك الاتهامات بأنها ضعيفة وكاذبة.

وقال ابو زهري ان، تورط قادة كبار في فتح مع الاحتلال اصبح واضحا وعبد ربه يحاول التستر على هذا بترويج اتهامات ضعيفة وكاذبة لن تنطلي على الشعب الفلسطيني.

وأدت حكومة طواريء اليمين امام عباس بعد ان سيطرت حماس على قطاع غزة الاسبوع الماضي مما اضطر الرئيس الفلسطيني الي اقالة حكومة الوحدة التي تقودها حماس.

وقال عبد ربه،نحن نرفض اتهامات وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي بان تشكيل حكومة الطواريء خطوة معادية للديمقراطية. لا يحق للايرانيين اعطاؤنا دروسا حول الديمقراطية ونأمل أن يطبقوا الحد الادنى من الديمقراطية تجاه المعارضة في بلادهم.

حرب الفناء الأخيرة

وفي الصنداي تليجراف كتب نايل فيرجسون، أستاذ التاريخ بجامعة هارفارد يقول،منذ فترة وأنا أحذر من أن الحرب الكونية العظمى القادمة ستبدأ في الشرق الأوسط. 

ويقول إنه مثلما بدأت الحربان العالميتان السابقتان في أوروبا الشرقية رغم تجاهل هذا الخطر والاكتفاء بسياسة التهدئة والاسترضاء، فإن وضع الشرق الأوسط اليوم متفرق - غير أنه من غير المعروف من يسوده.

ويشرح الكاتب ذلك قائلا إن أي أمل باق لحل دولتين للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين قد تبخر الأسبوع الماضي بعد سيطرة المتطرفين الإسلاميين من حماس على قطاع غزة. ويضيف قائلا، إن خطة السلام القادمة للشرق الأوسط سيتعين أن تكون حلا يقوم على ثلاث دول: إسرائيل، وحماستان، وفتحلاند.

ويراجع الكاتب نفسه ساخرا، ويقول إنه يقصد أربع دول، بإضافة "حزب الله ستان" متمثلا في الشريط اللبناني المتاخم لإسرائيل حيث المسلحون المدعومون إيرانيا والذين أخفقت إسرائيل في القضاء عليهم.

ويتابع قائلا،بينما تبادل ملثمو حماس الرصاص مع قوات فتح في غزة، ونُسف سياسي آخر مناهض لسوريا إربا في لبنان، فقد استكمل المتشددون السنة في العراق ما خلفوه من مهمة العام الماضي بنسف مئذنتي مرقد العسكري.

يقول الكاتب إن الشرق الأوسط، لم يدل بأي شيء البتة تقريبا في مجال العلوم أو الفنون منذ أمد، ويفخر بثاني أعلى معدل أمية للكبار بعد أفريقيا جنوب الصحراء، وباستثناء إسرائيل فإن معدل براءات الاختراع بالنسبة للسكان هو الأسوأ حتى عن أفريقيا - ولا يصدر غير النفط.

ويضيف، أن الشرق الأوسط اليوم في وضع متفجر أشبه بأوروبا الشرقية قبل قرن، أو أكثر منها، "فمنذ 1998، بحسب المعهد التذكاري لمنع الإرهاب، أسفر الإرهاب الشرق أوسطي عن مقتل 24 ألفا و289 شخصا وإصابة قرابة الضعف".

ويشير إلى ما يصفه بـ"تركيبة قاتلة" تتمثل في تشرذم عرقي، وتدن اقتصادي، وإمبراطورية آفلة (الولايات المتحدة)، إضافة إلى معدل مواليد إسلامي مرتفع، وضخ مالي من عائدات النفط والغاز، مع خطورة "حصول القوة الأكثر ثورية في المنطقة (إيران) قريبا على سلاح نووي".

إيران تستعرض عضلاتها في غزة

ويقول الكاتب في صحيفة التايمز عوزي ماهنيمي، يمكن القول ان النصر السريع المذهل، الذي حققته حماس في الحرب الاهلية القصيرة في غزة، جعل الدولة اليهودية الان اكثر تعرضا للاذى منذ مايزيد عن ثلاثة عقود.

فقد باتت حماس تشكل اليوم بفلسفتها الاسلامية المتطرفة المدعومة بالسلاح الايراني خطرا مباشرا على اسرائيل، وسوف تصبح ـان لم يتم كبحهاـ سريعا في موقف يمكنها من زيادة هجماتها الصاروخية الخطيرة على بلدات وقرى اسرائيل القريبة من الحدود.

والى الشمال في لبنان تواجه اسرائيل حزب الله، الميلشيا المسلحة جيدا التي تدعمها سورية، والتي تمكنت ـايضا بمساعدة ايرانـ من اعادة بناء قوات الخط الاول بعد المواجهة التي اظهرت بعض الثغرات في قوات الدفاع الاسرائيلية خلال حرب الصيف الماضي.

ومن المتوقع ان الحكومة اللبنانية لاتستطيع القيام بشيء يذكر لوقف تنامي قوة حزب الله.

يقول مصدر كبير في وزارة الدفاع الاسرائيلية: لقد نجحت طهران في زرع وحدة ايرانية في الشمال (لبنان) وبات لها موطئ قدم في الجنوب (غزة) من خلال وحدتها الاخرى حماس.

ثم هناك ايضا سورية، التي لاتزال اسرائيل في حالة حرب رسميا معها. فدمشق تطالب الان باستعادة مرتفعات الجولان التي احتلتها اسرائيل في عام 1967. صحيح ان رئيس الحكومة الاسرائيلية إيهود أولمرت ذكر مؤخرا انه لايريد الدخول بحرب مع سورية، لكنه حذر بنفس الوقت ان اي خطأ في الحساب يمكن ان يشعل شرارة مثل هذه الحرب.

والى الشرق وراء الاردن هناك العراق، الذي يعاني من حالة عدم استقرار خطيرة، لتأتي بعده ايران التي تشكل بنظر الاسرائيليين الخطر الاكبر. اذ ألم يعلن رئيسها محمود احمدي نجاد ان اسرائيل يجب ان تمحى من على الخريطة؟ بل ولاتزال ايران تسعى للحصول على السلاح النووي متحدية بذلك قرارات مجلس الامن الدولي.

ايران: العالم يتجاهل تهديدات اسرائيلية الى طهران

من جهتها اتهمت ايران مجلس الامن التابع للامم المتحدة بتجاهل تهديدات اسرائيلية لمهاجمة الجمهورية الاسلامية ودعت المجلس الى مطالبة الدولة اليهودية بالكف عن تلك التهديدات.

وبدا ان الرسالة التي بعث بها السفير الايراني جواد ظريف الي رئيس مجلس الامن للشهر الحالي البلجيكي يوهان فربيكي هي رد على ادانة الدول الغربية الاعضاء بالمجلس لتعليقات للرئيس الايراني تكهن فيها بتدمير اسرائيل. بحسب رويترز.

واشار ظريف الي تعليقات نسبت الي كل من رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ونائب رئيس الوزراء شاؤول مفاز ترفض استبعاد العمل العسكري لوقف برنامج ايران النووي.

وقالت الرسالة المؤرخة في 11 يونيو حزيران "هذه التهديدات الخبيثة... تشكل مسألة في غاية الخطورة تستدعي ردا عاجلا وحاسما من جانب الامم المتحدة."

تتصدى إسرائيل وحدها للنووي الإيراني؟ 

وبحسب تقارير Middle East News Line، فإن الرئيس الأميركي جورج بوش قرر عدم مهاجمة إيران. ويفسر مصدر في الإدارة الأميركية ذلك بأن واشنطن تعتقد أن تعاون إيران ضروري لانسحاب القوات الأميركية من العراق.

واذا كان ذلك صحيحا، فإن هذا يتضمن وقوف الدولة اليهودية وحدها ضد النظام الذي يهدد بـ'محو إسرائيل عن الخريطة'، ويسعى لامتلاك أسلحة نووية للقيام بذلك. ويشير القادة الاسرائيليون الى ان صبرهم بدأ ينفد. فنائب رئيس الوزراء كان قد حذر للتو بانه 'على الجهود الدبلوماسية ان تسفر عن نتائج بحلول نهاية 2007'.

فهل بإمكان قوات الدفاع الإسرائلية، حقيقة، وقف برنامج إيران النووي؟

تجيب تحاليل مصنفة 'سري جدا' صادرة عن الوكالة الاستخارية على سؤال كهذا، بشكل طبيعي. غير انه بإمكان الناس الموهوبين في الخارج، استخدام مصادر علنية، وتجربة حظهم ايضا. فقد درس اوستن لونغ وويتني رأس هذه المشكلة في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا ونشرا تحليلهما المؤثر 'سيناريو اوسيراك المعاد.. تقييم القدرات الاسرائيلية لتدمير المواقع النووية الايرانية'، وذلك في صحيفة انترناشيونال سيكيوريتي.

ويركز كل من راس ولونغ، حصريا، على منطقية العمل وليس على الرغبة السياسية او العواقب الاستراتيجية: اذا كانت القيادة الاسرائيلية بوارد تقرير الاضرار بالبنية التحتية الايرانية، فهل بإمكان قواتها انجاز هذه المهمة؟ ويدرس المؤلفان خمسة عناصر لضربة ناجحة.

الاستخبارات

لعرقلة انتاج المواد الانشطارية، يتطلب تعطيل ثلاثة مواقع، فقط، للبنية التحتية النووية الايرانية. وهذه المواقع هي: محطة انتاج الماء الثقيل ومفاعلات انتاج البلوتونيوم التي لا تزال قيد الانشاء في آراك، موقع تحويل اليورانيوم في اصفهان، وموقع تخصيب اليورانيوم في ناتانز. ان تدمير موقع ناتانز تحديدا، كما يشير المؤلفان، هو امر 'شديد الاهمية لإعاقة تقدم ايران كبلد نووي'.

التجهيزات الحربية

للاضرار بالمواقع الثلاثة جميعا بطريقة موثوق بها منطقيا، فإن ذلك يتطلب ـ بحسب حجمها، وكونها تحت الارض، الاسلحة المتوافرة لدى القوات الاسرائيلية مع عوامل اخرى ـ 24 سلاحا بوزن 5000 باوند و24 سلاحا بوزن 2000 باوند.

المنصات

بالاشارة الى 'الاندماج التكنولوجي الغريب' المتوافر لدى الايرانيين والقدرات المحدودة لطائراتهم المقاتلة ودفاعاتهم الجوية بالثبات امام سلاح الجو الاسرائيلي العالي التقنية، فان حسابات راس ـ لونغ تقول ان جيش الدفاع الاسرائيلي بحاجة الى ضربة صغيرة مؤلفة من رزمة F-151s 25 وF-161s.

الطرق

بإمكان الطائرات الاسرائيلية الوصول الى اهدافها عبر ثلاثة ممرات: تركيا الى الشمال، الاردن والعراق في الوسط، او العربية السعودية في الجنوب. اما بالنسبة للوقود والشحن، فتعتبر المسافات في الحالات الثلاث امرا مقدورا عليه.

قوات الدفاع

بدلا من التنبؤ بنتيجة مواجهة اسرائيلية ـ ايرانية، يقوم المؤلفان باحتساب عدد الطائرات الاسرائيلية، من اصل ال50 طائرة، التي سيكون عليها الوصول الى الاهداف الثلاثة لكي تنجح العملية. فهما يتصوران انه يجب ان تتمكن 24 طائرة الوصول الى ناتانز، و6 الى اصفهان و5 الى آراك، وهو ما يصل مجموعه الى 35 طائرة معا. وبالتحول الى الاتجاه المعاكس، فإن ذلك يعني ان على المدافعين الايرانيين ان يوقفوا 16 طائرة، على الاقل، من اصل ،50 او ثلث الضربة الجوية. ويعتبر المؤلفان ان نسبة هذا الاحتكاك 'مهم' بالنسبة لناتانز و'شيء لا يمكن تصوره تقريبا' بالنسبة للهدفين الاخرين.

وبالمجموع، يجد راس ـ لونغ ان التحديث الصارم والمتواصل لسلاح الجو الاسرائيلي يعطيه 'القدرة على تدمير الاهداف الايرانية حتى المحصنة جيدا، وذلك بدرجة من الثقة'. ومع مقارنة عملية ايرانية بهجوم اسرائيل عام 1981 على مفاعل 'اوسيراك' النووي العراقي، الذي كان ناجحا تماما، يجد الاسرائيليون ان هذا الهجوم 'لا يبدو اكثر خطرا' من سابقه.

اما السؤال الكبير المعلق بخصوص العملية، الذي لم يفكر به المؤلفان، فهو اذا ما كانت الحكومة التركية، الاردنية، الاميركية او السعودية، ستقبل، دون معارضة، بالاختراق الاسرائيلي لمجالاتها الجوية (للتذكير، العراق تحت السيطرة الاميركية). ومن دون حصول الاسرائيليين على اذن مسبق لعبور هذه الاراضي، فقد يكون على طائراتهم ان تقاتل بطريقتها ويعرض هذا العامل، اكثر من غيره، المشروع بكامله للخطر (يمكن لجيش الدفاع الاسرائيلي التخفيف من المشكلة بالتحليق على طول الحدود، على سبيل المثال، الحدود السورية ـ التركية، مما يسمح لكلا البلدين على هذا الخط بالادعاء بان الطائرات الاسرائيلية كانت في المجال الجوي للطرف الاخر.

ايران لا تستبعد استخدام النفط كسلاح

وقال مسؤول ايراني في تصريحات ان ايران لن تستبعد استخدام النفط كسلاح اذا لجأت الولايات المتحدة الى عمل عسكري ضد الجمهورية الاسلامية بسبب برنامجها النووي.

وقال حسين كاظمبور اردبيلي مندوب ايران لدى منظمة أوبك لصحيفة شرق "عندما يقول الامريكيون ان العمل العسكري فيما يتعلق بالمسألة النووية لم يستبعد فبوسع ايران أيضا أن تقول انها لن تستبعد النفط كأداة."بحسب رويترز.

وتقول واشنطن انها تريد نهاية دبلوماسية للخلاف حول طموحات ايران النووية لكنها لم تستبعد استخدام القوة اذا فشلت السبل الاخرى.

وقال مسؤولون ايرانيون انهم لا يريدون استخدام النفط كسلاح لكنهم أشاروا الى أن الباب مفتوح أمام هذا الاحتمال اذا اقتضى الامر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 20 حزيران/2007 -4/جماد الاخرى/1428