المرأة والثقافة تخلف مفروض وفرض ضائعة

تحقيق: وسن البلداوي

* المرأة هي ركيزة لتطورالبلدان كونها نصف المجتمع.. فاذا كان هذا النصف متخلف وجاهل.. من سيبني المجتمع؟.

* المرأة ذاتها هي الاقدر على نشر الثقافة..

* كانت المرأة ضحية كل نظام بعيدٍ عن شرع خالقها..

 

بشرى:المرأة هي العنصر الرئيسي في تربية النشء، وهي روح المجتمع وبدونها يصبح المجتمع أحادي القطب، فان تطورالمرأة هو الذي يقضي على آفات التخلف ذلك إن المرأة شئنا أم أبينا هي المقياس والمعيار الاساسيان لتقدم المجتمعات البشرية والمرأة قبل هذا وذاك هي الأم والأخت والابنة والزوجة والحبيبة وهي الجمال والرقة بكل معانيهما واشكالهما... وهذه الثقافة لايتسنى لها التكريس مالم يبدأ من المرأة ذاتها فهي الاقدر على نشرها... فالمرأة عانت معاناة كثيرة، بل كانت ضحية كل نظام بعيداً عن شرع خالقها...

إن من صفحات العار على البشرية، أن تعامل المرأة على أنها ليست من البشر.. لم تمر حضارة من الحضارات الغابرة، إلا وسقت المرأة من ألوان العذاب، وأصناف الظلم والقهر. فعند الإغريقيين قالوا عنها شجرة مسمومة مياه مؤلمة تغسل السعادة وكان للصيني الحق أن يدفن زوجته حية، وإذا مات حُق لأهله أن يرثوه فيها... والبعض قالوا هي رجس من عمل الشيطان، وتباع كأي سلعة.. حتى جاء الإسلام ليقول: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوف".. وقال أيضا "أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ"..، وقال:  وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ.... حفظ الإسلام حق المرأة وهي في بطن أمها، فإن طُلقت أمها وهي حامل بها، أوجب الإسلام على الأب أن ينفق على الأم فترة الحمل بها: وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُن. حفظ الإسلام حق المرأة في الميراث عمومًا، صغيرةً كانت أو كبيرة.. واعطى حق للمرأة في اختيار الزوج المناسب وحفظ الإسلام حق المرأة في صداقها، وأوجب لها المهر وحفظ الإسلام حق المرأة مطلقة: وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ, وحفظ الإسلام حقّ المرأة أرملة، وجعل لها حقًا في تركة زوجها" وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ"... وغيرها من الحقوق الكثير والكثير إن اتفقنا إن المراة جزء اساسي في المجتمع وهو الجزء المؤثر سواء في داخل منزلها وهي ام او اخت او زوجة او ابنة او سواء كانت مراة عاملة مؤثرة في مجتمعها فعلى هذه المراة ان تتمتع بمميزات تخدمها بالدرجة الاساس ثم تاتي بالنفع على مجتمعها وعلى اسرتها واولى هذه المميزات هي الثقافة كما اشرنا سلفا.. فثقافة المراة هي ركيزة لتطور البلدان كونها نصف المجتمع.. فاذا كان هذا النصف متخلف وجاهل.. من سيبني المجتمع..

من هذا المنطلق أجرت (مجلة بشرى) استطلاعا لرأي بعض النساء لشرائح مختلفة من المجتمع حول موضوع ثقافة المرأة وأهميتها... فقالت لنا الست نداء حسين فهمي مسؤولة مختبر اللغة الانكليزية، مشيرة الى ان تطور المراة وتقدمها مستمدة من ثقافة شعوبها والمراة كما هو معروف للجميع انها نصف المجتمع وفي مجتمعنا العراقي في ايامنا هذه اصبحت تمثل اكثر من هذه النسبة بكثير حسب الاحصائيات الاخيرة.. وبما ان المراة هي حجر الزاوية في بناء المجتمع.وكذلك الركيزة الاساس في ديمومة الحياة فهي بحاجةالى الثقافة والعلم في جميع مجالات حياتها ولابد لذلك ان بقناعتها لتثقيف نفسها بما يعزز صورتها العربية والاسلامية في عصراستبداد ثقافة العولمة وذوبان الهويات.. والثقافة التي تقصد هنا هي أن تكون المرأة لديها قدر من العلم المنضبط الكافي لتوجيه قيمها وفكرها وسلوكها وتعاني النساء العراقيات في الظرف الحالي الذي يمر به بلدنا من تشتت الذات فمنهن من جعلته حصيلة لتقليد الاخرين والتاثر باطروحاتهم فاصبحت تحت طائلة مصيدة العولمة... تجني ثقافتها وتحصيلها المعرفي من مصادر سطحية مزيفة من هنا وهناك عبر وسائل الاعلام المتعددة ومن خلال كتب ومؤلفات، الثقافة المغايرة مما يؤدي الى حدوث التاثير السلبي. ولاشئ اخطر اليوم على المراة العراقية من الثقافة التي تعمل على تذويب انتمائها لدينها ووطنها.

اما الست منال شهاب احمد الموظفة في جامعة كربلاء، فقالت لـ مجلة بشرى، ان الثقافة للمراة ضرورية جدا، لكن فيما يخصني فأنا قراءتي للكتب قليلة جدا كوني لا أجد الفرصة.     

اما ام حسين وهي سيدة خريجة معهد ادارة لكنها فضلت ان تكون ام وربة منزل، فقالت: اجد نفسي بين اولادي اكثر من العمل على الرغم اني احترم كل اخواتي العاملات في جميع المجالات لكني على الرغم من جلوسي في المنزل الا انني مطالعة من الدرجة الاولى، فانا مخصصة كل يوم ساعتين او اكثر للمطالعة وتستهويني كثيرا مطالعة الكتب الدينية و الكتب الاجتماعية والنفسية التي استفيد منها في تربية اولادي بالشكل الصحيح والمنطقي.

وأكدت الانسة نجلاء، موظفة في جامعة كربلاء قائلة لـ مجلة بشرى.. احب القراءة والمطالعة، وكلما اجد الفرصة اقرأ واكتب احيانا بعض الابيات من الشعر.. ولكن للاسف فقراءاتي قليلة بسبب انشغالي بالعمل فنصف الوقت في العمل والنصف الاخر في العمل المنزلي.

اما السيدة نوال محمود وهي موظفة في مصرف، تؤكد على اهمية ثقافة المراة لكنها تقول: بصراحة تامة لاادري كيف اختار الكتب التي اقرؤها فمثلا اذهب الى المكتبة لشراء الكتب فامكث ثلاث ساعات ولكن في النهاية لااشتري شيئا لاني احس انني بحاجة الى جميع الكتب فاخرج خالية اليدين من المكتبة.. وهذه هي مشكلتي في المطالعة...

اما ام نور وهي معلمة، قالت: احب المطالعة كثيرا.. واحب قراءة الكتب والمجلات والصحف السياسية.. وابنتي الوحيدة نور تبلغ من العمر 11 عام والحمد لله هي ذات فكر متميز، ولاتترك اي امر الا وتسال وتريد الاجابة وهي مطالعة جيدة للكتب والمجلات واي كتاب تراه امامها تحب ان تقلبه وتقرا معلوماته...

الآنسة سحر محمد علي اختصاص كومبيوتر، قالت لـ مجلة بشرى: إن ثقافة المراة لها دور كبير في نجاح اي مجتمع وهي اساس الاجيال في المستقبل ومن الضروري السعي لثقافة المراة لبناء مجتمع واعي ومثقف وخاصة نحن في بلدنا محتاج الى طاقات وجهود لاعادة بنائه على اساس علمي وانساني رصين. وانا بالنسبة لي اقرا في كل المجالات العلمية والتاريخية والانسانية وفنية واحب التصفح عبر الانترنت ورغبتي المميزة الدائمة في القراءة عبر الحاسوب كونه مجال اختصاصي.. وانا فخورة به.

اما الانسة هدى عامر اعلامية في اذاعة كربلاء قالت: المراة نصف المجتمع وثقافة المراة يجب ان تكون جزءا لايتجزأ منها.. فهي الام التي تربي اجيالا ( الام مدرسة اذا اعددتها اعددت جيلا طيب الاعراق ) وانا بدوري كاعلامية اناشد اختي المراة العراقية مزيدا من المطالعة والثقافة والتطلع نحو افاق المستقبل الذي اتمنى ان يكون مشرقا بلأمل والحب والتفاني لخدمة مستقبل اطفالنا.. اما عن اهم ماأطالع فانني اعشق الشعر العربي والادب والحاسوب وكل المواضيع التي تخدم عملي كاعلامية..

وكان لأخريات رأي اخر حيث أشاروا ان المراة في عالمنا اليوم  تعيش مضطهدة وخاصة في مجتمعاتنا العربية.. فالامية مستشرية والمراة لها القليل من الحقوق وكثير من الواجبات.. فاين حقوق المراة اولا كي تطالع وتوسع من افاق تصوراتها ومعلوماتها.. وانا بدوري كمراة عربية وعراقية بالخصوص اطالب بضمان حقوق وحريات المراة في التعبير والتعليم وغيرها من الامور التي تضمن حقوق المراة... ولاننسى ان نستطلع اراء اخواننا الرجال لنتعرف على ارائهم حول ثقافة المراة.

فقد اكد السيد عبد الهادي المؤنس، اعلامي، قائلا لـ مجلة بشرى: اعتقد ان هناك تداخل قد يحصل بين المراة المتعلمة والمراة الغير متعلمة الاية القرانية خير دليل على ذلك (هل يستوي اللذين يعلمون واللذين لايعلمون ) فالعلم نور لذا فاني ارى ان المراة المتعلمة تستطيع ان تقود البيت ثم المجتمع نحو الطريق الصحيح وخاصة انها تمتلك الحنان والصبر والأمومة،من محاسن المراة المتعلمة انها اطلاعها على الثقافة العالمية عبر وسائل الاعلام وتكون ملمة بكل امور الحياة وتضليل الصعاب بحكم الخبرة المتراكمة لديها واقول لك سيدتي الفاضلة ان الاهتمام بمجالات الحياة الواسعة لكي تكون لك نظرة شمولية عن واقع الحياة وتخطي الصعاب فعليك متابعة اخر ماتوصلت اليه العلوم في شتى المجالات ولا تقولبي نفسك في احد مجالاتها بل كوني واعية مدركة لكل العلوم الانسانية والعلمية وانا اركز على العلوم الانسانية كونها هي اساس لبناء شخصية الانسان المثقف.

اما الاستاذ معن عبد الامير وهو مدرس كومبيوتر فقال، دخلت المراة الان في شتى المجالات وليس في مجال واحد وانا مع هذه الفكرة.. فالمراة نصف المجتمع.. فمازالت كذلك اذا عليها ان تطور من امكانياتها الثقافية ويجب ان تتسلح بسلاح الايمان والعلم والمعرفة.

مع كل ماتقدم نؤكد على حقيقتين اولهما ان دور المراة الثلاثي الابعاد المتمثل في كونها زوجة وأماً وربة بيت ومدى نجاحها فيه هو الاساس في مكانتها العامة دون ادنى شك او معارضة لمساهمتها في اطر القوى العاملة المنتجة الاخرى.. وثانيهما ان ماحصلت عليه المراة خلال نصف القرن الماضي مثير للانتباه ولايمكن الاقلال من شانه او اهميته والاهم من ذلك انه غير متوقف عند حد من الحدود وان مساحته العامة اخذة بالازدياد والتنامي مع الايام...نتمنى ان يكون للمراة العربية يوم، تكرس فيه فعاليات مساندة لكفاح المراة الذي يجب ان يشارك الرجل فيه.. بغية رفع مستواها في كافة النواحي.. وجعل احترام حقوقها ومكانتها ثقافة تسود المجتمعات العربية.. وهنا اركز على اهم نقطة وهي اهمية دور المراة المبدعة في نقل قيم ثقافية معينة ذات علاقة بالطبيعة الخصوصية للمراة، مثل قيم التسامح والتضامن والانفتاح على الاخر, مما يساعدها من خلال الانتاج الثقافي وعلى اعطاء العالم بعدا انسانيا يكون الحوار بين الثقافات والتنمية المتضامنة احد مرتكزاته...

واخيرا وليس اخرا تظل المراة هي العنصر الاهم والاخطر والاشمل في تربية الاجيال وتنشئتها.. وتظل بصماتها التربوية مطبوعة على ذاكرة هذه الاجيال وتتحكم في سلوكياتهم تجاه كثير من الاشياء والمواقف.. فنسألك سيدتي مزيدا من الثقافة والابداع والعطاء والتألق كونك تستحقين كل الثناء والاحترام.  

المصدر:

http://www.bshra.com

شبكة النبأ المعلوماتية- االثلاثاء 19 حزيران/2007 -3/جماد الاخرى/1428