الشباب وأفكار واعدة في سوق المهارات التجارية التي تفتقر للخبرة والكفاءة

 شبكة النبأ: رغم تحول سوريا خلال العامين السابقين الى اقتصاد اكثر انفتاحا كان من نتائجه بعض الاستثمارات العالمية في قطاعات الصناعة والسياحة والاتصالات إلا ان القطاع العام المملوك للدولة لا يزال يتميز بالضعف ولا يستطيع استيعاب ما يقارب مئتي الف فرصة عمل مطلوبة في كل سنة للشباب السوري. بحسب رويترز.

وادى ذلك العجز الى ظهور جيل يتطلع للعمل بافكار حيوية جديدة تركز على التجانس والاندماج والفائدة المتبادلة بين المستثمر والايدي العاملة بعيدا عن القطاع العام ودوائر الدولة.

ومثلما يحدث في برامج تلفزيون الواقع تعرض شابة سورية خطة فريقها لاقامة مصنع لانتاج الكراسي المتحركة على مستثمر محتمل.

ولم يسبق ان قامت راما الحبري (16 عاما) أو زميلاتها في مدرسة الفتيات بعمل مشابه.

وفي ظل نظام تعليمي رسمي يهيمن عليه أسلوب التلقين فان فكرة تشكيل مجموعات تطرح افكارا وحلولا للمشاكل وتتخذ قرارات وتشرحها امر مستحدث ونادر.

ولكن ما لم يتعلم السوريون الشبان مثل هذه المهارات في مجال الاعمال ويتخلوا عن تحاملهم على القطاع الخاص ستتفاقم حالة البطالة المتفشية في البلاد وتفشل محاولة سوريا تغيير اقتصادها الذي يعتمد بشكل كبير على الدولة.

وخلال استراحة اثناء ورشة العمل في المدرسة الثانوية للفتيات قالت الحبري، اعتقدت سابقا ان بدء نشاط تجاري يحتاج لاموال كثيرة ولا يطيقه الا الاثرياء. اوضحوا لنا كيف يمكن لاي شخص القيام بذلك.

واضافت، لا نعمل في مجموعات في المدرسة ولكنه عمل ممتع. تتقدم كل فتاة بافكارها الخاصة.

وكان النشاط ملموسا في حجرة الدراسة بينما يعد كل فريق العرض الذي سيتقدم به وهو يمثل ذروة المنافسة في ورشة العمل التي عقدت على مدار يومين تحت اشراف منظمة شباب وهي منظمة خاصة لا تسعى للربح يدعمها الرئيس السوري بشار الاسد وزوجته اسماء.

وحين كان حزب البعث السوري الحاكم يروج لايديولوجية اشتراكية عربية كان ينظر للرأسماليين باحتقار بوصفهم اشخاصا طفيليين.

وقبل عامين تبني الحزب التحول لاقتصاد سوق اجتماعي ولكن العادات القديمة والايديولوجية الحزبية المتاصلة لا تندثر بسهولة.

وتشير استطلاعات رأي نشرت في الصحف السورية ان ما بين 60 و70 في المئة من الشباب لا يزال يريد وظيفة في القطاع العام الذي لا يمكنه استيعاب 200 الف وافد جديد على سوق العمل في كل عام. بحسب رويترز.

وتقول تمارا كابور التي رأست ورشة العمل في مدرسة الفتيات ان هدف البرنامج تغيير اسلوب التفكير قليلا.

وتضيف، تقريبا ليس هناك بين الشباب من يفكر في الاستثمار أو بدء عمل خاص. يعتقدون ان القطاع العام أكثر امانا ويريدون جميعا ان يصبحوا اطباء او مهندسين.

وشمل برنامج شباب للتوعية بقطاع الاعمال 80 مدرسة سورية هذا العام ويأتي بافراد في القطاع الخاص لاطلاع الطلبة على تجاربهم.

ويسعى رجال الاعمال السوريون لدفع الاصلاحات المتعثرة التي دعا لها الاسد لتحرير الاقتصاد ويدركون تماما النقص في المهارات الذي يقولون انه يعوق نمو القطاع الخاص.

ويقول باسل نصري (45 عاما) وهو مؤسس الجمعية السورية لرواد الاعمال الشباب: انها مشكلة ضخمة، نشرنا اعلانا عن وظيفة مدير تسويق وتلقينا أكثر من 200 طلب. لم نجد شخصا مناسبا. وبعد أربعة اشهر لم نعثر عليه بعد.

وقال نصري الذي تمتد أعماله للصلب والتسويق الى الاتصالات: قد يخف العجز في المهارات في غضون عشرة اعوام مع تخرج عدد أكبر من الطلبة من الجامعات الخاصة الجديدة.

واختطفت البنوك الاجنبية وشركات التأمين والاتصالات التي سمح لها بالعمل في سوريا حديثا كثيرا من المهارات المتاحة واضطرت الشركات المحلية الى رفع اجورها لتتمشى مع مستويات الاجور الاعلى.

وقال نصري، في السابق كان المرتب يبدأ من 300 الى 400 دولار واصبح من الصعب الان العثور على موظف مبتديء يقبل اقل من 500 أو 600 دولار."

وتحولت الشركات السورية للبحث في الخليج في محاولة لاجتذاب السوريين العاملين هناك وتابع نصري، هؤلاء الافراد لديهم خبرة من العمل في شركات اجنبية ويمكن ان يكونوا محركا للتغيير. لم يعد هناك فارق كبير في الاجور.

ويوافق هيثم جود وهو سليل عائلة تمارس العمل التجاري منذ فترة طويلة وتشمل انشطتها مصنع بيبسي في دمشق على صعوبة تعيين اشخاص اكفاء ولكنه اضاف ان السوريين سريعوا التعلم وقال، امنحوهم التدريب والخبرة وسينجحون.

وينمو تعداد سكان سوريا البالغ 19 مليون نسمة بنسبة 2.45 في المئة كل عام وأكثر من 40 في المئة من السوريين دون 15 عاما.

وقدر الاقتصادي نبيل سكر نسبة البطالة عند 20 في المئة وهي أكثر من مثلي الرقم الرسمي. وقال ان سوريا تواجه تحولا صعبا. واضاف ان القطاع الخاص هو وحده القادر على توفير فرص عمل جديدة مع انكماش القطاع العام ومفهوم الوظيفة الآمنة.

وتابع، ستحد مسودة قانون العمل من الامان الوظيفي لذا تقاومها الاتحادات. ينبغي منح العاطلين اعانات ورعاية صحية حتى نخفف شعورهم بعدم الامان.

وتقول يمامة العريبي مديرة مشروع منظمة شباب انه ينبغي على الشباب السوري التغلب على مخاوفه العامة من العمل التجاري.

وتضيف، بالنسبة لهم التسويق كلمة مخيفة. الموارد البشرية.. ربما يعتقدون انك تتحدث الصينية. نحاول تبديد هذا الغموض ونبين لهم كيف يكون المنطق السليم.

وتقول، من السخرية نوعا ان دمشق كانت تقع على طريق الحرير وان التجار السوريين اشتهروا منذ قرون بسرعتهم وذكائهم لذا فان لهم باعا تجاريا عريقا.

وتابعت، يبدو انه تراجع قليلا. ينبغي ان نستعيده ونعيد الارتباط بين المواطنين وتقاليدهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 12 حزيران/2007 -24/جمادي الأول/1428