جفت منابرهم من الحقيقة كما جفت ضمائرهم وما جفت دماء
الأبرياء... سقطت كرامتهم وما سقطت منائر الأولياء في قلوبنا لأنها في
الواقع باتت خطوطنا الأمامية المكشوفة...
أنهم إخوة الشيطان أماً وأبا رضعوا حليباً كله حقد وكراهية عمره
أكثر من 1400 سنة بدأ بتأويل الأحاديث والآيات وفق ما تشتهي أهواؤهم
وأنفسهم الأمارة بالعمل الصالح طبعاً لأننا لانستطيع إن نقول غير ذلك
وئداً للفتنة التي تعصف بنا لكن من طرف واحد لاغير....
سنة ونصف قضاها الشيعة وقلوبهم تلتهب جمرا وأكبادهم تنزف دماً
عبيطاً يشبه إلى حد كبير ذلك الدم الذي ملأ الأرض والسماء يوم مقتل أبي
عبد الله الحسين وأهل بيته وأصحابه عليهم أفضل الصلاة والسلام...لانعلم
أنبكي الفاجعة أم الفاجعة تبكينا ؟..لمن نقول عظـّم لكم الأجر وعلى
ماذا أعلى أنفسنا وجراحنا التي ملأت الأرض أم هي تبكينا....
صمتٌ مرير أعوج يستهين بهذه الجراح ويتناسى أصوات وصلت وخطت بدمائها
هذا الدستور من اجل غد مشرق....نستنكر وندين ونندد !!عبارات أقرحت قلوب
النواصب قبل قلوبنا....والله سمعنا صوت القبة وهي تقول..الله
أكبر...الله اكبر....ألا من ناصر..لكن هل من مجيب...وقفت دبابات
الاحتلال بوجهنا والكراسي اللعينة منعتنا في الأمس من الوصول لنقيم
العزاء وذلك اضعف الإيمان..
وهاهي النتيجة استصرختنا المنائر بنداء خافت جداً هذه المرة لعلمها
المسبق بعاقبة الأمور...فعلى أي ظليمة نبكي هدم القبة أم هدم
المنائر.؟.هل نرفع مواساتنا إلى الساعة لأنها بقيت وحيدة .؟..بقيت
لتأخذ العزاء لكن الحزن قد خيم عليها ...وترفع تسألها ان انا هدمت من
سيأخذ عزائي ....ولتصبح شاهدة على إحدى فجائع الدنيا التي أصبحنا
نشهدها كل يوم ...خبر عاجل...تعرض مرقد العسكريين لعمل إرهابي جديد
تمثل بهدم المنائر.!!..ياله من كاتب بارد خلته سنيا !عفواً منعاً
للتفرقة والطائفية مع أبناء العامة ...أسأل لماذا انقلبت الدنيا حينما
خدش مرقد الكيلاني ؟ وبعد تسعة أيام معدودات غير ممدودات تحركت شركات
الوحدة الوطنية بسرعة البرق لتبني...عفواً لتبني هذا المرقد...نسأل
ومرقد الإمامين العسكريين عليهما السلام لماذا سنة وخمسة أشهر انقضت
دون رفع طابوقة فهل في ذلك مصلحة عليا أقتضت هذا السكوت..؟
نريد موقفاً جدياً يرفض التدخل الواضح لدول الجوار وقوات الاحتلال
في إساءة الوضع وجرِّنا نحو حرب كفانا الله شرها...فالسكوت لم يعد يجدي
نفعاً يجب أن تخرج تظاهرات سلمية تعبر عن رأي الأغلبية المضطهدة التي
كان سكوتها طيلة هذه الفترة ليس خوفاً أو جُبناً بل تمسكاً برأي
المرجعية الدينية الرشيدة التي ترى من المصلحة العامة إن يكون الرد
سلمياً وهادفاً وغير عشوائي يخدم البلد والناس. |