تكرار تفجير سامراء: العراقيون مصرّون على الوحدة وعدم الانجرار للفتنة الطائفية

 شبكة النبأ: لا تزال تداعيات التفجير الارهابي الاخير الذي تعرض له مرقد الامامين العسكريين في سامراء محط استنكار واستهجان شعبي ورسمي وديني من جميع اطياف الشعب العراقي، مما يبعث على الامل بعد الاسى في ان تكون فاجعة سامراء الثانية مدوية بالقدر الذي تجعل العراقيين ينتبهون لما يحصل لهم من تفكك وتشرذم ودمار ويندفعون نحو بناء البلد والمقدسات متيقظين في ذات الوقت من الانجرار خلف الفتنة الطائفية والحرب الاهلية التي يسعى الارهابيين الآثمين لتحقيقها.

من جهته دعا السيد مقتدى الصدر، المرجعيات الدينية والاحزاب الاسلامية وانصاره من الصدريين لزيارة مرقد الاماميين العسكريين في سامراء في العشرين من شهر جمادي الثانية الذي يصادف ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول الكريم .

وأعرب الصدر فى بيان نقلته (أصوات العراق) عن أمله ان يكون سنّة العراق بانتظار الزاحفين لزيارة المرقد الشريف, يفرشون لهم الطريق وردا وريحانا ومفتحة قلوبهم لهم وبيوتهم لايوائهم، واصفا السنة بأنهم،اخوة للشيعة في الدين والوطن. وقال الصدر فى البيان، لتكن زيارتكم للمرقد عنوان محبة وسلام وأمان ووحدة وبناء, لذا اذهبوا رافعين اغصان الزيتون, لابسين الاكفان.

وتابع،  فليكن خروجكم من محافظاتكم ومدنكم كافة لزيارة المرقدين في سامراء في ولادة سيدة نساء العالمين في العشرين من جمادي الثانية عسى ان تكون, خاتمة الرزايا.

بدوره قال النائب عن الكتلة الصدرية فلاح شنشل ان دعوة السيد الصدر هي دعوة للتعاون بين كافة العراقيين لبناء بلدهم وبناء ضريح الامامين العسكريين في سامراء, وان هذا النداء موجه لكل المسلمين في العراق للتعاون في بناء العراق, وادانة كافة الاعمال الارهابية التي تستهدف الابرياء والمراقد المقدسة.

ممثل المرجعية: اتهامات قاسية للحكومة

وكشف ممثل المرجع الشيعى الأعلى آية الله علي السيستاني فى خطبة الجمعة فى كربلاء، أن السلطات العراقية كان لديها معلومات بأن المسلحين سيقومون بتفجير مرقد الإمامين العسكريين مرة أخرى، وحذر فى الوقت نفسه من وجود مخطط لضرب المقدسات في كربلاء. بحسب وكالة اصوات العراق.

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي، في خطبة الجمعة بالصحن الحسيني، إن السلطات المسؤولة كانت لديها معلومات كافية على أن أعداء الشعب سيقومون مرة أخرى بتفجير مرقد الإمامين حتى يوقعوا الشعب في حرب طائفية. وأضاف، هناك تقصير من قبل الجهات المسؤولة التي بيدها تحريك القطعات الأمنية، وكان لديها صورة واضحة عما حدث في التفجير الأول.

وذكّر الكربلائي بما حدث بعد التفجير الأول الذي طال المرقد، وقال،  لدى السلطات المسؤولة أرقام دقيقة عن الخسائر التي أعقبت التفجير الأول من كلا الطرفين ( ويقصد الشيعي والسني)، وأدى إلى احتقان طائفي خاصة في بغداد وديالى وأعمال انتقامية متبادلة حصدت الآلاف من المواطنين صاحبه مهاجمة وتدمير دور العبادة.

وتساءل الكربلائي، إذا كانت هناك صعوبات وعراقيل أمام السلطات المسؤولة.. فلماذا لا يكاشفوا الناس بحقيقة هذه العراقيل والصعوبات إن كانت تصدر من جهات سياسية أو دينية أو إقليمية، أم هو نقص في السيادة ؟.

وأشار،  إذا كان البعض يخشى ويخاف من حصول أزمة سياسية إذا ما حصلت المكاشفة.. فأي أزمة اخطر من الحرب الطائفية إذا ما حصل اعتداء على احد المراقد المقدسة؟" وتساءل مرة أخرى، هل نطلب من الناس الصبر والتحمل؟"

وحذر، قد يحصل انفجار لا يعلم به إلا الله إذا ما حدث أمر آخر، والأزمة السياسية هي أهون من الحرب الطائفية.

وطالب الكربلائي المواطنين بان يكون، لديهم بصيرة وحكمة من عواقب الحرب الطائفية مشيرا، ستكون الخسائر كبيرة وسيتفتت النسيج الاجتماعي وستشل جميع النشاطات والحياة بسبب هذا التمزيق.

واستطرد، على الجميع الاستجابة لتوجيهات المرجعية الدينية بضرورة ضبط النفس لأنها الأكثر غيرة على المقدسات ولأنها تفكر بحكمة وبمصلحة الشعب العراقي.

المراجع وممثلو الحوزات في كربلاء يحمّلون القوات الامريكية المسؤولية

وحملت المراجع الدينية في كربلاء وممثلو المرجعيات الدينية فيها القوات الامريكية مسؤولية التفجيرات التي شهدتها سامراء والتي اسفرت عن تدمير منارتي مرقدي الإمامين علي الهادي والحسن العسكري، وأكدت على أهمية ضبط النفس والهدوء وعدم الانجرار وراء العواطف بعد هذه الأحداث.

فمن جانبه قال الشيخ عبد الهادي المحمداوي مدير مكتب الشهيد الصدر في كربلاء، نحمل القوات الأمريكية مسؤولية ما حدث وما سيحدث في العراق ونحن ملتزمون بدعوة المراجع الدينية وبيان الزعيم الشيعي السيد مقتدى الصدر بضرورة التهدئة وضبط النفس وعدم الانجرار وراء مخططات المحتل.

وأضاف، إننا ندعو حتى لا تتكرر هذه المأساة إلى ضرورة حماية المراقد المقدسة والإسراع باعمار مرقد الإمامين العسكريين في سامراء حيث أنه مدعاة لتوحيد العراقيين ورسالة توضح أن العراقيين متوحدون لا يفرقهم المحتل.

من جهته قال احد اعضاء مكتب المرجع الديني آية الله السيد صادق الحسيني الشيرازي الشيخ كريم الحائري لـ ( أصوات العراق)، إن السيد الشيرازي طالب الحكومة برد حاسم وعدم الاكتفاء بإصدار بيانات التنديد والقيام بواجبها لتطهير سامراء من الإرهابيين التكفيريين فورا وإعادة بناء المرقدين الطاهرين للإمامين علي الهادي والحسن العسكري.

وأضاف، إذا كانت الحكومة عاجزة أو مكتوفة الأيدي فعليها أن تعلن لأبناء الشعب العراقي عن الأسباب بكل صراحة ووضوح.

وقال، المرجع الديني دعا إلى عدم القيام بأي عمل يؤدي إلى التعرض للأبرياء، فالقصاص يكون من الجناة، ولا يجوز شرعا التعرض لغيرهم، مشيرا إلى أن  السيد الشيرازي أدان عملية التفجير واصفا إياها بأنها جريمة بحق الإنسانية والمسلمين.

وحمل الحائري، هذه الجريمة تتحملها القوات الأمريكية لانها وقعت في ظل تواجد تلك القوات هناك و اضطلاعها بمسؤولية الملف الأمني.

وأضاف، ليس علينا الا أن ندعو أبناء الشعب العراقي إلى اليقظة ونطالبهم بان تكون يقظة  لما يجري وتتحسب كافة الاحتمالات.

وقال المرجع الديني آية الله محمد تقي المدرسي لوكالة( أصوات العراق)، ما حدث حدث والمسلمون غاضبون وهذا حق طبيعي. وأضاف، لكن المسالة تكمن بما يتصل بالاعتداء الآثم على مقدسات المسلمين والأعداء يعرفون ما تعنيه هذه المقدسات، مشيرا إلى أنه، يجب الاعتبار والبحث عن الضعف السياسي والضعف الخدمي والأمني الموجود لكي يتم إصلاحه.

وأوضح أن الانفجار هو رسالة تؤكد على وجود الخلل في الواقع السياسي والأمني ويجب على الحكومة أن تصلح الأخطاء وهذا يقع على عاتقها في اختيار الوسيلة بكفية الإصلاح.

وأشار إلى أن الانفجارات ستقع في مكان آخر أو في ذات المكان ما دام الأعداء يستغلون هذا الخلل في الواقعين الأمني والسياسي وكذلك الخدمي.

وقد خرج عشرات الاف من المتظاهرين إلى الشوارع في كربلاء وعدد من المدن الاخرى للتنديد بعملية التفجير ومطالبة الحكومة بتوفير الحماية للمرقدين.

القوات الأمريكية والأجهزة الأمنية ودول اقليمية متهمة

وحمل السيد صدر الدين القبنجى القيادي فى المجلس الأعلى الإسلامي العراقي قوات الاحتلال الأمريكي والأجهزة الأمنية الحكومية ودول جوار عربية مسؤولية تكرار الاعتداء على مرقد الأماميين العسكريين في سامراء.

وقال القبنجي في خطبة صلاة الجمعة في النجف، ان من يقف وراء تفجير منارتي الامامين العسكريين هم التكفيريون والصداميون والبعثيون ويتحمل مسؤولية التفجير بالدرجة الاولى الاجهزة الامنية العراقية التي تعاني من اختراق كبير كما انها لم تعمل شئ رغم مرور ستة عشر شهر على الاعتداء الاول. بحسب وكالة اصوات العراق.

وأضاف، تتحمل قوات الاحتلال تبعات ما حدث  حيث أنها كانت تقف متفرجة على ما يحدث في العراق بل تساعد على تصعيد وتيرة الإرهاب والعنف عبر اطلاق سراح الارهابيين الذين يتم القاء القبض عليهم من قبل القوات الحكومية.

وأشار إلى أن من يتحمل تبعات هذا العمل أيضا  الدول الإقليمية التي ترعى الارهاب وتتآمر على العراق سياسيا وعسكريا كبعض الدول العربية التي تحتضن الإرهابيين وتشكل معهم جبهة سياسية لاسقاط المشروع السياسي في العراق.

وعن الهدف من وراء تفجير سامراء اكد القبانجي ان الهدف هو جر الشيعة الى حرب طائفية وتوجية ضربة للعملية السياسية التي يقودها الشيعة إلا أنه قال، إن الشيعة بمرجعياتهم الدينية والسياسية والحزبية لن ينجروا الى حرب طائفية مهما حاول الإرهابيون، كما ان الشعب العراقي قد اختار طريقه بان لاعودة الى الوراء والتمسك بالمشاركة لكل أطياف ومكونات الشعب العراقي، ولا لحكم الاقلية، مجددا دعوته لاقامة تحالف وطني سني شيعي كردي لخروج العراق من ازمته.

 من جانبه قال الشيخ صلاح العبيدي القيادي في التيار الصدري، نرفض ان يبني مرقد العسكريين غير السنة و الشيعة ومحبي اهل البيت، معتبرا أن السكوت على هدم ضريح العسكريين هو الذي جرأ اعداء الله ان يباشروا وللمرة الثانية بتفجير المرقد.

ودعا العبيدي إمام وخطيب جامع الكوفة في الكوفة (10 كم شرقي النجف) في خطبة الجمعة الجميع للتحرك لبناء واعمار الضريح وقال، لو تحرك المعنيون قبل ذلك من الحوزة و القيادات ورؤساء العشائر بجدية وارادة حقيقية الى اعمار الضريح لمل تجرأ العدو ان يعيد الكرّة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 17 حزيران/2007 -29/جمادي الأول/1428