لم تخطئ مريم الريس أخطأ المالكي!!!

مهند حبيب السماوي

الضجة الأخيرة التي رافقت التصريحات المراهقة والغير مسئولة لمستشارة رئيس الوزراء العراقي الأستاذ نوري المالكي السيدة مريم الريس التي قالت فيها أن "صلاحيات رئيس الجمهورية تشريفية، فكيف هي صلاحيات نائب رئيس الجمهورية، وهم يعرفون عندما تسلموا مناصبهم هذه هي صلاحياتهم." , هذه الضجة لم تكن موجهة _ في رأيي الشخصي _ نحو المخطئ الحقيقي وسبب الأشكال بصورة صحيحة !!!

الكل عاتب السيدة مريم الريس على تصريحاتها الغير ناضجة حول ماقالته , بداأً من نائبي الرئيس ,حيث قال  بيان لمكتب الدكتور عادل عبد المهدي ان " يصدر مثل هذا الرأي من مواطن اومواطنة تجتهد فتخطىء فيصوبها رأي مضاد، فهذا امر طبيعي يساهم في التدافع السياسي والفكري ويعمل في النهاية على صناعة الرأي ووضوحه، وهو من سمات العراق الجديد.. لكن ان يصدر من شخص يتكلم بعنوان رسمي فانه يتطلب توضيحاً من موقع رسمي ايضاً وهو ما استدعى هذا البيان." اما بيان مكتب الدكتور الهاشمي فقد استغرب بيانه" ان يصدر هذا القول بضع مرات " من مستشارين قانونيين وهو بالتأكيد ينم عن قصور في الفهم وربما نقص في المعلومة، وهو ما وجدنا أن المصلحة تقتضي تداركه بشكل رسمي".

 كما أبدى رئيس الوزراء السيد المالكي  أستياء واضح  لما قالته السيدة مريم كما جاء ذلك في بيان مكتبه الإعلامي الذي قال ان " التصريحات غير المسؤولة التي صدرت عن مريم الريس بشأن صلاحيات رئيس الجمهورية جلال الطالباني أثارت إستياء رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي." واضاف البيان ان " هذه التصريحات لا تعبر عن وجهة نظر رئيس الوزراء الذي ينظر الى رئيس الجمهورية بإعتباره رمزاً وطنياً للعراق."

وفي رأيي الشخصي أن هنالك جملة من الأمور التالية التي يجب توضيحها:

1. أن المخطئ الأكبر في هذه الضجة هو الأستاذ نوري  المالكي, نعم أقولها بصراحة !!! فعلى أي أساس تكون السيد مريم الريس صاحبة العمر السياسي القصير مستشارة لرئيس وزراء بلد يمر بظروف استثنائية يحتاج أن يستند رئيس وزرائه الى شخصيات من أصحاب الخبرة والشهادات العالية, بل أن تصريحات السيد مريم تفتح التساؤل حول معايير السيد المالكي في أختيار مستشاريه الذين يخضعون للنقد في الكثير من الحالات!!!

2. ليس من الغريب جداً أن تقول السيدة مريم الريس هذا الكلام, فالمرأة محامية ولاتحمل شهادة عليا ولاتملك تاريخ سياسي كبير او خبرة واقعية في قواعد اللعبة السياسية لذلك من السهل لأمراة كهذه عمرها السياسي بضعة أشهر أن تخطئ وأن تصرح تصريحات غير ناضجة ولاحكيمة وتسبب هكذا حرج لرئيس الوزراء .

3. أن ما اثار استياء نائبي الرئيس هو التهكمية التي رافقت كلام السيدة مريم حول الموضوع فطريقة عرض الفكرة وأسلوبها تؤثر على تقبل الأخر لهذه الفكرة كما تعلمنا ذلك في محاضرات الدراسات العليا في الفلسفة.

4. أن تصريحات السيدة مريم الريس تدل على عدم ادراك للدستور العراقي وهي في منصب كبير _مستشارة_!!!! فهي تعبر عن " جهل فاضح في قراءة وفهم الدستور، وهو أمر لم يعد مقبولا وهذه التصريحات غير المسؤولة تسيء إلى أصحابها ولا تنتقص من مكانة مجلس الرئاسة في شيء." كما جاء  في بيان مكتب الهاشمي الأعلامي.

5. أن الفوضى في العراق كبيرة وكبيرة جداً أذ من النادر ان يتحدث مستشار لرئيس الوزراء بكلام لايوافق عليه رئيس الوزراء بل يثير استياءه وغضبه ...اما في العراق فقد حدث ذلك وهاهي مستشارة رئيس الوزراء تقول مارفضه رئيس وزراء العراق.

6.  هل بعد كل ماقيل وما اثير من زوابع أعلامية ان يقوم المالكي بأحالة مستشارته على التقاعد ؟  أم هل من الممكن أن تقدم استقالتها أعتذاراً عما قالته , أم أنه هذا غير ممكن ومستحيل في عراق التداول السلمي للسلطة!!! 

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 11 تموز/2007 -26/جماد الاخرى/1428